تمر الايام بهدوء على ابطالنا ويزداد التقرب بين حنين ومراد فقد استطاعت تلك المجنونة ذات الملامح الطفولية ان تجذبه بحنانها وتأسره بطيبتها وتحطم حصونه واحداً تلو الآخر بهدوء وعفوية وجنان .. يستطيع مصطفى اقناع اكرم بالسفر بعد ان كان الاخير يدعي اعتراضه ورفضه للأمر ولكن في داخله وجد انها فرصة مناسبة لزيادة جرعة الجفاء والبُعد لتلك التي اخطأت خطأ عمرها حين قررت البُعد عنه .. أما مرام فقد كانت نيران الغيرة تأكلها فهي لن تنسى يوم ذهبت للمشفى لتراه ووجدته يتكلم ويضحك مع د. اسيل لتشتعل نار الغيرة بقلبها، لم تكن تعلم انه رآها وتعمد وقوفه وكلامه مع اسيل كما تعمد الضحك والابتسام معها ليرى نيران الغيرة تبتلع الاخرى التي يتابعها بعينيه مدعياً عدم رؤيتها او الإنتباه لها .. يقترب موعد السفر ويستعد ابطالنا لرحلة ستغير مجرى الاحداث .. في يوم الجمعة السابق للسفر تتكلم هدى مع حنين على الهاتف وتحاول اقناعها بالقدوم للملجأ فقد كانت الاخيرة ترفض ذهابها بعد ما حدث وبعد ما قيل
حنين: معلش يا هدى مش هينفع
هدى: يا بنتي بطلي دماغك الناشفة دي
حنين: مش نشوفية دماغ بس انا مش هستحمل حد يقول حاجة ويبقى مطلوب مني اقف ساكتة وكأن كلام الزفتة دي صح
هدى: محدش هيقول حاجة واللي يتكلم نقطع لسانه
حنين: وهما لازم يقولوا بلسانهم .. عينيهم هتتكلم .. نظراتهم هتقول كلام انا مش هقدر استحمله
هدى(بهدوء): يا حبيبتي هوني على نفسك، انتي ماعملتيش حاجة غلط والزفتة دي الكل عارف انها بتكدب .. وبعدين بودي ودينا من ساعة اللي حصل وهما بيسألوا عنك انتي ومراد وبودي زعلان علشان مشيتوا من غير ما تسلموا عليه
حنين: يا هدى ...
كادت حنين بإكمال جملتها حين سمعت صوت مراد من خلفها فلفت وجهها له بابتسامة يشوبها الارتباك
حنين: طب يا دودو ان هقفل معاكي دلوقتي وهكلمك بعدين
كادت حنين بإغلاق الخط ليصدح صوت بودي بالهاتف
بودي(بنبرتة الطفولية): حنين، ألوووو
حنين(بابتسامة): ايوة يا بودي يا حبيبي عامل ايه
بودي: انا زلعان (زعلان) منك ومش هكلمك خالص خالص
حنين: ليه كدا؟
بودي(ببراءة): عشان انتي مش جيتي ايام كتييييير اوي وكمان مشيتي مع مراد من الحفلة قبل ما نطفى الشمع
حنين: معلش يا بودي بس انا تعبت وروحت مع مراد علشان ماتعبش زيادة
بودي(بعبوس طفولي وبراءة): طب ليه مش سلمتي علينا
حنين: ...
سكتت حنين ولم تعرف ماذا تجيب لتجد مراد يفرد يده امامها لتعطيه الهاتف وهي تتطلع له
مراد(بابتسامة): ألو يا بودي
بودي(بفرحة): مراد! .. (ثم تعمد اخفاء الفرحة في صوته) .. انا زلعان (زعلان) منك ومش هكلمك خالص خالص علشان انت وحش
مراد: كدا برضو، انا وحش يا بودي
بودي(بعبوس): اه علشان انت مش جيت تشوفني وتلعب معايا .. انا مش هكلمك تاني ومش هلعب معاك تاني
مراد: كدا يا بودي وانا اللي كنت ناوي اجيب حنين واجي النهاردة
تفاجأت حنين من جملته لتجده ينظر لها وهو يكمل كلامه بالهاتف
بودي(بفرحة وحماس): بجد؟!!!
مراد: أيوة, بس خلاص طالما انت زعلان مش هاجي بقا
بودي(بفرحة وبراءة): لا لا لا انا مبسوط وبضحك اهو هاهاها
ضحك مراد على كلام بودي واغلق معه المكالمة لينظر لحنين بهدوء
مراد(وهو ينظر لها بهدوء): مش عايزة تروحي الملجأ ليه؟
حنين(بارتباك وهي تهرب بنظراتها): ها، عادي يعني .. وبعدين احنا مشغولين في التحضير للسفر وكدا .. إن شاء الله لما نرجع نبقى نروح
مراد(وهو ينظر في عينيها بعمق وهدوء): حنين .. مش - عايزة - تروحي - ليه؟
نظرت حنين له بارتباك وتوتر من نظراته ونبرته لتبدأ حكي ما قالته هدى عن نانسي وما فعلته تلك الحقيرة لتنهي كلامها وهي تحني رأسها بحزن يرتسم على معالم وجهها اما مراد فكان يجز على اسنانه بغيظ وغضب
حنين(بحزن): عرفت مش عايزة اروح ليه
تألم مراد لنبرة الحزن التي سكنت صوت حنين ليمد يده برفق ويرفع وجهها له لتقابله بعينيها البنية التي تسكنها تلك النظرة الطفولية القادرة على تحطيم اقوى الحصون فهل سيصعب عليها تدمير حصون قلبه .. اما هو فنظر لها نظرة لن تنساها ابداً وكأنه يخبرها ان لا تخاف مادام هو بجانبها ليتكلم بهدوء ونبرة هادئة أسرتها
مراد(بنبرته الرجولية الساحرة وهو ينظر لها): ارفعي راسك كدا .. مش مرات مراد الحديدي اللي توطي راسها لأي حد
حنين(وهي تنظر لعينيه): ...
مراد: غيري هدومك بسرعة علشان هنروح الملجأ
حنين: بس..
مراد(مقاطعاً بلهجة لا يوجد بها نقاش): حنين .. هنروح الملجأ والراجل يرفع عينه بس فيكي ولا يفكر انه يتكلم كلمة واحدة في حقك
حنين(بفرحة تسكن نظراتها): ...
مراد(بابتسامة بسيطة): يلا غيري هدومك عقبال ما اعمل تليفون
هزت حنين رأسها بهدوء وفرحة تسكن قلبها لتتحرك لتغير ملابسها وجملته تدور في ذهنها لتتسع ابتسامتها أكثر فأكثر
////////////////
يجلس مصطفى بمكتبه وهو يبتسم ويضع هاتفه على اذنه ليتكلم مع من سكنت قلبه وتربعت على عرشه
مصطفى(بابتسامة): صباح الفل يا قلبي
لما(بابتسامة وخجل): صباح النور
مصطفى: فطرتي؟
لما(بفرحة): اها وبراجع على الشنطة .. انا بجد مبسوطة اوي
مصطفى: يا رب دايماً مبسوطة يا حبيبتي
لما(بنبرة غيرة): كلمت العميلة علشان تقولها اننا جايين؟
مصطفى(بفرحة لغيرتها عليه وهو يكتم ضحكاته): لا مكلمتهاش .. خليت السكيرتيرة تبعت فاكس للفندق تحجزلنا وهما هناك هيبلغوها بمعرفتهم
لما(بابتسامة): تمام
مصطفى: تمام .. يلا هقفل بقا علشان عندي اجتماع عايزة حاجة؟
لما(بابتسامة وخجل): سلامتك
مصطفى(بمزاح): آااااه يا قلبي
ابتسمت لما واغلقت الخط معه لتكمل تحضير حقيبتها استعداداً للسفر الذي سيكون له تأثير كبير عليها وعلى علاقتها بمصطفى
///////////////
يصل مراد وحنين للملجأ ويرى مراد التردد واضحاً في عيونها لتتفاجئ هي حين وجدت يده تمسك بيدها ويشد عليها برفق ليتحركوا للداخل بهدوء .. يقضوا اليوم بالملجأ مع الاطفال بين لعب وضحك انسى حنين ما كانت خائفة منه ورأت هدى عينا مراد المثبتة على حنين بنظرات تجمع بين الحماية والحب والشوق واللهفة والتردد .. يقترب اسلام واميرة منهم ليتحرك مراد بتلقائية وغيرة رجل شرقي ويقف بجانبها وهو يحدج اسلام بنظرات محذرة ان يقترب من مجنونته ليُفاجئ بجملة اميرة ونبرة الفرح التي تسكن صوتها
اميرة(بفرحة): اتفضلوا ..(قالتها وهي تقدم لهم شيكولاتة).. دي علشان خطوبتي انا واسلام
حنين(بابتسامة جميلة): ألف مبروك
هدى(بابتسامة هادئة): مبروك يا اميرة .. مبروك يا استاذ اسلام
اميرة(بفرحة كبيرة): الله يبارك فيكم
كان مراد ينظر ل اسلام بشك وغيظ سريعاً ما اختفى حين لاحظ اختفاء تلك النظرة التي رآها من قبل تسكن عينيه حين كان ينظر لحنين وتبدلها لنظرة حب شديد وهو ينظر ل اميرة ليتأكد انه لا خطر منه بعد الآن .. اخذ اسلام الشيكولاتة ليتقدم من مراد ويقدمها له بهدوء وابتسامة ذات مغزى ليبتسم مراد بهدوء ووقار لا يليقوا إلا به وهو يأخذ الشيكولاته وينطق برزانة
مراد: ألف مبروك
ابتسم اسلام ليتحرك هو واميرة مبتعدين ومراد ينظر في اثرهم بابتسامة هادئة .. يرى في عينا اميرة فرحة كبير, وكيف لا وقد كانت تحلم بذلك اليوم فهى منذ ان رأت اسلام دق قلبها له .. كانت تشعر بالحزن داخلها عندما كانت ترى اعجابه بحنين واهتمامه بها الذي كان يظهر في كلامه وتصرفاته .. اما هو فينظر لها بحب كبير لا يعرف متى سكن قلبه, فهو كان معجباً بشخصية حنين وعفويتها ولم يكن يرى من يدق قلبها بإسمه .. كان دوماً يعتبرها صديقة فقط حتى يوم الحفلة حين رآها تندفع ناحية نانسي وتدافع بكل قوتها عن حنين .. لم تفكر لثانية انها غريمتها, بل كل ما فكرت فيه ان تلك الفتاة الطيبة العفوية التي لم ترى منها اي سوء .. رآها تقف وتدافع عنها بكل قوة وحدة رافضة ان تصدق ذلك الكذب وتمنع ان يُقال اي كلمة بحقها لتتغير نظرته لها .. زاد التقرب بينهم ووجد بها كل ما كان يبحث عنه ليُذهل كيف لم ينجذب لها من البداية .. فربما ما تبحث عنه منذ زمن يقف أمامك دائماً ولكنك لا تستطيع رؤيته .. لم يكن ليضيع تلك الجوهرة من حياته ليجد نفسه يسرع بالتقدم لخطبتها ويتعلق بها اكثر بمرور الايام ليتأكد الآن انها هي من كُتب لهذا القلب عشقها .. ينتبه مراد عند اقتراب مدام مروة -صاحبة الملجأ- منهم وهي تبتسم بهدوء ووقار مناسب لسنها .. تربت على كتف حنين بهدوء لتتكلم بمزاح
مروة(بنبرة مرحة): الوحشة اللي مش بتسأل عليا
حنين(وهي تقبلها من خدها بحب): وانا اقدر برضو يا رورو يا قمر
مروة(بعتاب): يا بت يا بكاشة .. بقى تيجي مرتين وفي المرتين متفكريش تعدي عليا في المكتب
حنين(بخجل من نفسها): معلش يا رورو والله اول مرة نسيت خالص والتانية انتي عارفة اللي حصل
مروة(بحدة خفيفة): ايه اللي حص,ل واحدة واطية وكدابة قالت كلمتين وخدت فوق دماغها واتطردت برة .. وبعدين هي واحدة زي دي هي اللي هتخليكي ماتجيش الملجأ تاني
نظرت حنين لهدى لتبتسم الاخرى بشماتة وتسلية فقد اخبرت هدى مدام مروة ما قالته حنين .. كادت حنين بالتكلم لتجد مروة تمسك بأذنها وتقرصها كجدة تعاتب حفيدتها الصغيرة بحنان وخفة
حنين(متألمة قليلاً): آااااه ودني يا رورو
مروة(وهي تقرص اذنها): علشان تحرمي تبقي عبيطة وهبلة
حنين(وهي تدعك اذنها): متقوليش عبيطة
هدى(بمزاح وضحك): وهبلة عادي!
مروة: بتضحكي على ايه ما انتي كمان عبيطة وهبلة زيها
هدى(بابتسامة بلهاء): تسلميلي يا رورو
مروة: انا عايزة افهم بس العيال دول بيحبوكم على ايه
حنين(بفخر وهي تعدل ياقة بلوزتها): فيه بيننا تقارب عقلي وتوافق فكري
ضحكت مروة وهدى على جملتها لتشاركهم الضحك .. جذبت مروة حنين لاحضانها بحنان
مروة(وهي تملس على رأسها بحنان): متزعليش يا حبيبتي من الكلام اللي اتقال دي واحدة مش محترمة وانا منعت دخولها هي والحيوان اللي كان معاها .. ومتخافيش محدش صدق حرف من اللي اتقال، الكل عارف انتي مين وهي مين
حنين(بابتسامة): حبيبتي يا رورو
قبلت حنين مروة بخفة في خدها لتزداد ابتسامة ذلك الواقف بكل شموخ ويضع يداه بجيب بنطالة ويتابع حوارهم بتسلية .. لفت مروة نظرها ناحيته للتكلم بهدوء
مروة(بهدوء وابتسامة): انا حابة اشكرك يا ابني على اللي عملته في الملجأ بجد ماكنش له لازمة وكان كفاية التبرع
مراد: دي حاجة بسيطة وانا اسف كمان مرة على اللي حصل
حنين(بعدم فهم): هو ايه اللي حصل؟
مروة: جوزك يا مجنونة بعت ناس تصلح الباب بتاع الاوضة اللي اتكسر وصلح الاضرار اللي حصلت يوم الحفلة دا غير التبرع الكبير اللي عمله يوم الحفلة .. انا مش عارفة ازاي الجنان دا مع الهدوء دا
قالتها بمزاح وهي تشير بيديها لحنين ومراد
حنين(بمزاح): جرا ايه يا رورو اشكري فيا قدام الجدع شوية مش كدا قولي اي ميزة
مروة(بنبرة جادة يشوبها المزاح): ما انا لو لاقيت ميزة هقول على طول
حنين(بعبوس طفولي): كدا يا رورو
جذبت مروة حنين لاحضانها بحنان للتكلم وهي تنظر لمراد
مروة: خلي بالك من المجنونة دي .. هي اه تحس ان كل البروج اللي في دماغها طايرة بس مفيش في طيبة قلبها
كادت حنين بتقبيل مروة لتجدها تمسك بأذنها مرة اخرى وتقرصها بمزاح وهي تتكلم
مروة: وانتي يا اخرة صبري خدي بالك منه .. عارفة لو زعلتيه هقطم رقبتك
نظرت حنين لمراد لتتكلم بجدية وابتسامة تزين وجهها
حنين(بابتسامة ات مغزى ونبرة تحمل الغزل الصريح): هو فيه حد يقدر يزعل القمر
انصدم مراد من جملتها وجنانها لتضحك مروة على عفويتها
مروة: مش بقولك مجنونة وطفلة .. ربنا يسعدكم يا رب
قالتها وهي تتحرك مغادرة لتترك تلك المجنونة ذات الملامح الطفولية مع ذلك الذي وقع في شباكها فلا مهرب ولا مفر منها ولا من حبها
//////////////////
يجلس اكرم بمكتبه بالمشفى ويقوم بالتأكيد على محسن اكثر من مرة على ما يجب القيام اثناء غيابه
محسن(بملل وتذمر): خلاص يابني دي المرة المليون اللي تأكد عليا والله حفظت كل كلمة
اكرم: مش باين انك حفظت حاجة .. مش متطمنلك
محسن(مطمئناً): متقلقش يا اكرم والله .. ولو لا قدر الله حصل حاجه هكلمك
اكرم: تمام
محسن: سيبك بقا من دا كله وقولي انت ناوي على ايه مع مرام؟
اكرم(بابتسامة خبيثة): كل خير
محسن(مدعياً الصدمة): انت بتضحك يبقى بترتب لمصيبة
اكرم(وقد ازدادت ابتسامته): عيب عليك
محسن(وهو يلوي فمه بتهكم): ربنا يستر
////////////////
تجلس حنين بالسيارة بجانب مراد بفرحة تسكن قلبها وهي تتذكر كيف كان يُمسك يدها وهو يقف بداخل الملجأ متحدياً ان يتجرأ احد بقول كلمة تمسها .. وهي أيضاً نظراتها كانت تحدثه وتخبر الجميع بكونه ملكها وحدها .. كانت نظراتها له توحي بمكنون قلبها وكأنها تقول أنا لك وأنت لي فسلاماً على من حلم بك وبي .. كلما تلاقت انظارهم يروا بداخلها عشق لا يعرفون متى وكيف زرع بقلوبهم ولكن الفرق انها لا تحاول المكابرة او الانكار كما يفعل هو .. يطول الصمت الا من النظرات المسروقة منهم لبعضهم .. تُرسم بسمة خبيثة على شفتي حنين وهي تشغل اغنية وتنظر بجانب عينيها له مراقبة رد فعله .. يصدح صوت الاغنية بكلماتها:
انت مين علشان تسيبني
شوق ياخدني وشوق يجيبني
وانت قاعد بتراقبني يادوب بطرف عينيك
هفضل افتح ألف سكة واخترع كام ألف حجة
كل يوم هتبوظلي خطة لا حرام عليك
تقوم حنين فجأة بالغناء بانفعال مع الاغنية:
يارب تموووووت فيااااا ويبقا فيك كل اللي فيااااا
ده انت مش هتحس بيا إلا ده لما يجرا ليك
يارب تمووووووت فياااااا ويبقا فيك كل اللي فياااااا
اهدى بقا واعقل شوية ده انت ده انت ياباي عليك
كانت تتعمد التحرك بانفعال مؤدية حركات بيدها وكأنها تدعي بالفعل وتوجه نظرها إليه تارة بنصف إلتفاتة من رأسها وتارة لانعكاس صورته بالمرآة .. كان مراد يحاول امساك ضحكاته والثبات على قناع البرود الذي يرتديه عكس قلبه الذي كان يدق بعنف على جنان تلك الفتاة التي تستمر في استعمارها لكيانه وتصر على سرقه قلبه ببراءتها وعفويتها وجنانها ..
من زمان عمال بظبط فيك وبرسملك واخطط
وانت ليه عمال تخبط فيا جرالك ايه
لو فاكرني هكون مسالم او هسيبك تبقا واهم
انت حافظ ولا فاهم ولا قصدك ايه
كانت حنين تكمل حركاتها الدرامية وهي تستند بيدها على حافة نافذتها وتنظر لانعكاسه بالمرآة ليجدها تنفعل مرة اخرى وهي تكمل مع كلمات الاغنية:
يارب تموووووت فيااااا ويبقا فيك كل اللي فيااااا
ده انت مش هتحس بيا إلا ده لما يجرا ليك
يارب تمووووووت فياااااا ويبقا فيك كل اللي فياااااا
اهدى بقا واعقل شوية ده انت ده انت ياباي عليك
تسود موسيقى الاغنية الاجواء ويهدأ ايقاعها لثواني لتتلاقى انظارهم في المرآة مع الإيقاع البطئ للاغنية:
يارب تموووووووت فيا ويبقا فيك كل اللي فياااا
ترتسم ابتسامة على وجه مراد مجيباً ابتسامتها التي تنير وجهها وينقل بصره للطريق .. تتسع ابتسامتها اكثر وتستند بخدها على يدها الموضوعة على نافذتها وتتدندن ببطئ وهيام تلك المرة وهي تراقب ابتسامته المنعكسة بالمرآة:
يارب تموت فيا ويبقا فيك كل اللي فيا
ده انت مش هتحس بيا إلا ده لما يجرا ليك
يارب تموت فيا ويبقا فيك كل اللي فيا
اهدا بقا واعقل شوية ده انت ده انت ياباي عليك
///////////////
بقصر الدمنهوري يصدح صوت جمال الدمنهوري – والد نانسي – بغضب في المكان ويجلس امامه علاء الدمنهوري – والد كريم – وهو يضع رأسه بين يديه بصمة وحزن
جمال(بغضب وصدمة): يعني ايييه!! .. يعني بسبب الزفتة والحيوان دول شقا عمرنا ضاع
علاء(بيأس): البنك بعتلي اخطار بإنه لو مسددناش فلوس القرض هيحجزوا على القصر .. دا غير كل الشركات اللي سحبت تعاملتها معانا
جمال(بحدة): يعني ايييه!!! يعني خلاص بقينا على الحديدة
علاء(بتهكم): حتى الحديدة مش موجودة .. احنا ضيعنا خلاص
جمال(بغضب وحدة): كله من ابنك المتخلف .. فيه حد يقف قدام مراد الحديدي
علاء(بغضب مماثل): ياسلااام وهو ابني كان يعرفه ولا بنتك هي اللي شدته للحكاية
تتقدم الخادمة منهم وتقدم لجمال ظرف مطوي .. فتحه لتجحظ عيناه وينصدم
علاء(بتوجس وقلق): فيه ايه؟ مالك؟
ناول جمال الورقة التي كانت بالظرف لأخيه لينصعق هو الآخر
علاء(بصدمة): اييه؟!!! 8 مليون ضرايب .. ازاي!!!!
جلس جمال بعد ان رفضت قدماه ان تحمله اكثر من ذلك ليتكلم بشرود
جمال(بضياع وشرود): احنا كدا ضعنا .. شقا عمري وعمرك ضاع
يجلس علاء بجانبه بصدمة فقد كانوا هم اساس فساد ابناءهم .. كان كل منهم مهتم بجمع الاموال وبناء امبراطورية من الشركات ونسوا الاهتمام بابناءهم لتكون النتيجة ضياع كل ما سعوا لبناءه على يد ابنة مستهترة لا ترى إلا نفسها وابن فاسد يجري وراء شهواته وملذاته .. وتنتهي بذلك امبراطورية المنياوي وينتهي معها نانسي وكريم اللذان ظنوا انهم يمكنهم إيذاء او حتى الاقتراب من مجنونة الصاعقة ليكتب بيده نهايتهم
///////////////
تجلس سها بغرفتها وهي تنظر لصورة حنين كعادتها عند الاختلاء بنفسها .. فما ان تكون وحدها حتى تسرع باخراج صورة فلذة كبدها وتنظر لها بحزن وألم من فراقها الذي كُتب عليها .. تغمض عينيها وهي تتذكر كم المعاناة التي تعرضت لها حتى تعود لها ولمن عشق قلبها وظلمته بتسرعها ليعاقبها الله بحبسها في ذلك الجحيم مع شيطان لا يعرف الرحمة
*فلاش باك*
في غرفة كئيبة ومظلمة لا يدخلها شعاع نور واحد حتى نور الشمس لا يظهر ضيه بها تنكمش سها على نفسها وقد نحل جسدها بشدة فأصبحت وكأنها جلد على عظم .. تبكي بحرقة وهي تلعن عقلها الذي صدق ذلك الشيطان اللعين الذي كشفت دنائته فحاول قتلها لتفتح عينيها بتلك الغرفة اسيرة له وتعامل كما الحيوان الأليف بل ربما الحيوان يُعامل افضل منها .. يُصدر صوت مزعج وصرير يؤلم الأذن ليفتح الباب وتغلق سها عينيها بشدة من الضوء الذي ملأ الغرفة بشدة .. تمر ثواني لتفتح سها عينيها وتراه يقف امامها بنظراته الخبيثة المخلوطة بالشماتة وهو يضع سيجار فاخر في فمه .. تنظر له سها بغيظ واحتقار ليتكلم هو بتهكم وشر
حسين(بابتسامة شامتة): ازيك يا سوسو .. عاملة ايه؟
سها(بغيظ وحدة): اقسم بالله هتدفع تمن اللي بتعمله دا
حسين(باستفزاز): هاهاها وماله .. بكرة لما نتجوز ادفعلك اللي انتي عايزاه
سها(بغضب وانفعال): يا حيوان يا حقير يا ابن ال..
حسين(مقاطعاً ببرود): لا بقولك ايه لسانك دا تلميه اه انا محبش الست اللي لسانها زفر .. مراتي لازم تكون محترمة
سها(بأعين محتدة وانفعال): لو انطبقت السما على الارض مش هيحصل ومش هتطول شعرة مني
حسين(بابتسامة دنيئة وهو يتفحص جسدها الهزيل): لا خلي الشعر ليكي انا هطول حاجات تانية
قالها وهو ينظر لها بتفحص لتنكمش على نفسها اكثر وتنظر له بحدة تداري بها خوفها
حسين(وهو يضع السيجار بفمه بابتسامة مستفزة): وماله .. كلها اسبوعين وهقربلك بمزاجك او غصب عنك
سها(بانفعال وحدة): انت بتقول ايه يا مجنون انت!!!
حسين(ببرود): هو انا ماقولتلكيش تؤتؤتؤ بجد اخص عليا .. اصل احنا كمان اسبوعين هنتجوز
سها(بصدمة وحدة): انت مجنون انا واحدة متجوزة ولا انت فاكر اني هنفذ الخلع والهبل اللي كنت بتقولهولي دا ...
حسين(مقاطعاً ببسمة خبث): هو انتي ماعرفتيش .. مش احنا خلاص مش محتاجين نرفع قضية الطلاق
سها(بتوجس من جملته وابتسامته): ازاي يعني؟
حسين(بضحكة تهكم): اصل زيزو طلقك
سها(بصدمة): طلقني؟!!
حسين(بشماتة وتهكم): وفي نفس اليوم بتاع سفرنا .. متسرع اوي زيزو دا
سها(بانفعال): كله منك يا ابن الكلب
قالتها سها وهي تندفع ناحيته لتعيقها السلاسل المقيدة ليديها والمثبتة بالحائط .. تحاول جذب يدها بشدة لتصل له فيُعاد فتح جروح يديها التي تسببت بها في اول يوم لها بتلك الغرفة .. تؤلمها يدها بشدة وتأن بضعف وهي تنظر بحدة لحسين الذي يقف على مسافة امنة منها وينظر لها بشماتة
حسين(ببرود وهو يضع السيجار بفمه): بالراحة يا سوسو ماتجهديش نفسك .. هتحتاجي طاقتك دي كمان اسبوعين
سها(بحدة): لو موتني مش هيحصل .. على جثتي لو لمست شعرة مني .. لو انطبقت السما على الارض عمري ما هتجوزك يا وسخ يا ابن..
حسين(وهو يهجم عليها ويمسك بفكها بين يديه بشدة ويضغط عليه بكل قوته): هيحصل .. غصب عنك هيحصل .. وهتشوفي
قالها ثم دفع بها بقوة لتسقط ارضاً وقد خارت قواها وهزل جسدها بشدة فتصبح قواها لا تقارن بجسده العريض .. يتحرك مغادراً الغرفة ليُغلق الباب خلفه وتنكمش سها على نفسها مرة اخرى ببكاء هستيري وندم يعتصر قلبها .. أخطأت خطأ واحد وهو وثوقها بذلك الشيطان ليُكلفها ذلك الخطأ حياتها .. اخرجها ذلك الخطأ من جنتها لتصبح حياتها جحيم وسلسة من الآلام والجراح
*عودة*
تفتح سها عينيها بألم لتنظر لجراح يديها فمازلت الندوب اثرها واضح على معصميها وإن كان ذلك احد اسباب ارتدائها للملابس ذات الاكمام لتداري تلك الندوب عن اعين صغارها بجانب رغبتها بعدم اظهار اي جزء من جسدها لذلك الذي حكم عليها القدر بأن يصير زوجها لتصبح متزوجة من ذلك الشيطان اللعين بعد ان كانت زوجة مَن لم تكن لتبالغ إذا وصفته بالملاك
///////////////
يمر باقي اليوم بهدوء على ابطالنا وتمر الايام ليأتي يوم السفر الذي سيكون نقطة تحول في علاقات ابطالنا فترى ماذا يُخبئ القدر لهمكااااااااااات كفايا كدا النهاردة
********************************************
انهى مراد امبراطورية المنياوي لما فعلوه بمجنونته فترى هل سيقدر على التصدي لكل من يقتربوا منها
لا تنفذ محاولات حنين لكسب قلب مراد وترى بنفسها التقدم الملحوظ فهل ستساعدها تلك الرحلة في زيادة التقرب بينهم
لما ومصطفى على وشك الدخول لمفترق طرق في علاقتهم فهل سيصمد حبهم امام الرياح القوية ام سيُقتلع من جذوره
وضع اكرم خطته للانتقام من مرام فماذا ستكون ردة فعلها عندما ترى ما خططته لها بتلك الرحلة
عانت سها وتعذبت كثيراً بسبب ذلك الشيطان فماذا تخبئ من اسرار وما الذي دفعها لقبول الزواج منه
هذا ما ستكشفه فصول روايتنا
أنت تقرأ
أنت عشقي 🖤🔥
De Todoأنت عشقي 🖤🔥 بقلم حورية الإبداع/ حنين عماد 💜✨ هو هادئ وبارد كالثلج .. لم يكن كذلك ولكنه تألم في ماضيه، فَقَدَ احب الناس إليه فقرر اعتزال الحب، اغلق على قلبه ورمى المفتاح عازماً على اللا يُدخِل المزيد من الأشخاص في حياته حتى لا يُفجع مرة أخرى .. لم...