فتح مراد عينيه ببطئ ليجد وجه حنين امامه .. كان يفصل بين وجهيهما بضع سنتيمترات .. كان نائماً بهدوء بأحضانها كما لو انه بحضن امه، يشعر بالراحة والأمان .. اخذ يتطلع لها ولتفاصيل وجهها عن قرب، عينيها المغلقة وشفتيها الورديتين المكتنزتين وحمرة خدودها .. لاحظ حركة رأسها ليسرع بغلق عينيه مدعياً النوم لتفتح هي عينيها وتتفاجأ من وضعهما وكيف تأخذه بأحضانها وكأنه ابنها .. شعرت حنين بالحرج فسحبت يدها من حوله ببطئ وهي تسند رأسه على الوسادة وتتطلع له .. تحسست جبينه براحة يدها لتتنهد بارتياح
حنين: الحمد لله الحرارة نزلت
قالتها حنين وقامت من جانبه لتدلف للحمام وتغير ملابسها ، اما هو فما ان ابتعدت عنه حتى احس بابتعاد انفاسه عن رئتيه .. ظل ممثلاً النوم حتى تيقن من خروج حنين من الغرفة ليفتح عينيه ويعتدل على الفراش متذكراً شجارهم بالأمس ومتذكراً فعلته التي تشعره بالحقارة .. سمع دق على الباب وظن انها هي ليجد اخته مرام تفتح الباب بهدوء
مرام(وهي تقترب منه): صباح الخير يا حبيبي، عامل ايه النهاردة؟
مراد: الحمد لله، هو ايه اللي حصل؟
مرام: كان عندك حمة بس شديدة شوية .. دا انت وقعت قلوبنا امبارح ولا حنين والعياط اللي فضلت تعيطه وقلقها عليك
مراد(بدهشة): قلقها عليا انا؟!
مرام: ايوة دي بقت خايفة ومتوترة وفضلت قاعدة جنبك طول الليل تعملك في كمادات
مراد: ...
مرام(بابتسامة): شكلها بتحبك اوي
مراد: هو .. انتم عرفتوا منين انها حمة؟
مرام: ماهو .. اصل انا كلمت أكرم لما لاقيتك تعبان كدا
مراد: اها تمام
مرام: بس تصدق .. حصلت حاجة غريبة امبارح
مراد: حاجة ايه؟
مرام: لما اكرم سأل حنين هي مين، قالت قريبتنا مقالتش انها مراتك
مراد: ها .. لا عادي يعني .. هي بس تلاقيها كانت متوترة وبعدين هي يمكن كانت محرجة من اكرم علشان متعرفهوش
مرام: ممكن برضو .. طب قوم يلا غير هدومك كدا عقبال ما انزل اشوف حنين
مراد: تمام
خرجت مرام من الغرفة تاركة مراد يؤنب نفسه بعد كلامها .. أكانت قلقة عليه بعد كل ما فعله، أسهرت على راحته في حين انه جرحها .. تحرك مراد ببطئ للحمام ليغير ملابسه
/////////////
تجلس سها مع حسن وجميلة وتنظر لهم بابتسامة بسيطة, فهم من يهونوا عليها وجودها بذلك الجحيم .. ترى لمحة الحزن التي تسكن عين حسن فهو طفل حُرم من اقل حق له وهو اللعب كأي طفل عادي .. لقد اصبح اسير ذلك الكرسي منذ ان كان عمره اقل من سنتين .. تتذكر بكاءه الذي كان يُدمي قلبها .. تتذكر كيف كان يبكي لساعات لعدم قدرته على اللعب او الحركة مثل الاطفال الذين يراهم في اي حديقة او في المدرسة .. لم يكن احد قادراً على اخراجه من حزنه سوا جميلة .. تلك الفتاة التي هي اسم على مُسمى .. بشعرها الذهبي وبشرتها البيضاء وروحها النقية .. تنظر لها فتتذكر والدتها التي جمعتهم الظروف ليصبحوا اكثر من اخوات .. لا تنسى كيف ضحت والدتها بحياتها في سبيل الحفاظ عليها وعلى حسن وتقوم هي باحتضان وتربية ابنتها في محاولة رد جزء بسيط مما قدمته لها
//////////////
كانت حنين واقفة بحديقة المنزل تنظر امامها بشرود وهي تتذكر ما حدث بالأمس .. نعم جرحها ولكن لم يطاوعها قلبها ان تتركه مريضاً .. لماذا كانت تحس بالخوف عليه، لماذا كانت تحس بالتعب لتعبه ولم تشعر بالراحة إلا عندما اصبح أفضل .. أليس هو من ظلمها، أليس هو من جرحها، أليس هو من كاد بضربها، أليس هو من تعمد تجاهلها ومعاملتها ببرود منذ اول يوم لها بالمنزل .. كان كل ذلك يدور برأسها لتتأكد من قرارها الذي اتخذته .. يقطع شرودها صوت مرام
مرام(وهي تحرك يديها امام وجه حنين): ايه يا بنتي بقالي ساعة بنده عليكي
حنين(بانتباه): معلش يا مرام مخدتش بالي
مرام: مالك فيه ايه؟ شكلك متضايقة
حنين: لا أبداً مفيش
مرام(بابتسامة): قولي انك قلقانة على جوزك .. يا ستي هو بقا زي الفل وقام كمان يغير هدومه يعني بقا احسن الحمد لله
حنين(بهدوء): الحمد لله .. ابقي .. خدي بالك منه يا مرام
مرام(بتعجب): اخد بالي منه؟!!
حنين: اه .. اصل انا هروح اقعد عند بابا يومين .. وحشني وكمان حسيت من صوته انه تعبان
مرام: وهتسيبي مراد والبيت؟
حنين: ما انتي موجودة ولسة بنفسك قايلة انه بقا كويس
مرام(بحزن): وهتسيبيني انا كمان؟ دا انا ماصدقت يبقى ليا صاحبة واخت اتكلم معاها واقضي يومي معاها
حنين(بابتسامة بسيطة): هكلمك كل يوم وهنطمن على بعض بالتليفون
مرام: طب اوعديني متتأخريش وأول ما عمو عزيز يخف ترجعي
حنين(وهي تكاد تتحرك): إن شاء الله، عن اذنك احضر شنطتي
مرام(بدهشة): انتي كمان هتاخدي شنطة؟!
حنين: يعني هاخد كام حاجة علشان اغير هدومي .. يلا بقا روحي افطري واقعدي شوفي رسالة الماجستير يا استاذة
مرام: متفكرنيش، انا متوترة جدا
حنين(وهي تربت على كتفها بحنان): متتوتريش خالص، إن شاء الله ناجحة وبتفوق كمان
قالتها حنين وهي تنصرف من امامها بابتسامة بسيطة لتترك مرام واقفة بالحديقة تفكر برسالتها
مرام: يا رب
…: صباح الخير
ألتفتت مرام لترى أكرم يقف امامها بهدوء .. لم تكن بحاجة للالتفات لكي تعرف من يتكلم، فصوته معلق بأذنيها ولن تنساه ابدا
مرام: صباح النور
اكرم: عاملة إيه؟
مرام: الحمد لله .. اتفضل
اكرم(وهو ينظر لها): ...
مرام: مراد النهاردة احسن الحمد لله والحرارة نزلت
اكرم: طب الحمد لله، معنى كدا اني دكتور شاطر بدل ما سُمعتي كانت تنضرب في السوق
ابتسمت مرام ابتسامة بسيطة لتسأله باهتمام
مرام: مفيش اخبار عن لما؟
اكرم(بحزن): لأ لسة .. ادعيلها
مرام: ربنا يقومها بالسلامة وترجع احسن من الاول
اكرم(وهو ينظر لها): يا رب حاجات كتير ترجع احسن من الاول
مرام(بهروب): احم .. انا هطلع انادي مراد .. عن اذنك
اكرم: اتفضلي
////////////
خرج مراد من الحمام ليجد حنين امام السرير
مراد: صباح الخير
حنين: ...
لم ترد حنين واكملت وضع ملابسها بحقيبتها ليلاحظ مراد ما تفعله
مراد(بتعجب): بتعملي ايه؟
حنين: ..
مراد(وهو يمسك يدها): انا بكلمك
حنين(وهي تسحب يدها بعنف): نزل ايدك واوعى تفتكر اني علشان سكت عن اللي عملته امبارح اني هسكتلك كل مرة
مراد(بهدوء): طب ممكن تقوليلي بتلمي هدومك ليه؟
حنين(وهي تغلق الشنطة): رايحة اقعد عند بابا
مراد: ليه؟
حنين(بحدة): وهو انت كنت متصور اني هقعد معاك ولو ليوم واحد بعد اللي انت قولته وعملته امبارح دا
مراد(بحرج وخجل مما فعله): .. انا اسف
حنين(وهي تنظر له بغضب): يا سلام .. بالبساطة دي اسف .. تشك فيا وفي اخلاقي وتقولي اسف .. ترفع ايدك عليا وتقولي اسف .. انا بقا مش قابلة اسفك
مراد(وهو مقدر غضبها): طب ممكن تهدي ونتكلم
حنين: مفيش كلام واحسنلك تسيبني امشي بدل ما اكلم بابا واعرفه اللي حصل
مراد: انتي بتهدديني؟!
حنين: اعتبرها زي ما تعتبرها بس انا مش هقعد ثانية واحدة زيادة في البيت دا
مراد: يا بنتي افهمي انتي حياتك في خطر
حنين(بتهكم): وانت بقا اللي هتحميني من الخطر دا .. هتحمي واحدة انت شاكك في اخلاقها وانها على علاقة بواحد تاني
مراد(بندم على ما قاله): انا ماكنش قصدي .. انا...
حنين: ملوش لازمة الكلام دا .. انا همشي من هنا وحالاً
مراد: طب ومرام لما تلاقيكي لامة شنطتك وماشية هتقول ايه؟
حنين: متخافش، انا قولتلها ان بابا تعبان شوية وهروح اقعد معاه يومين
مراد(باندفاع): وجوزك مش تعبان .. احم .. يعني .. هي هتفكر كدا
حنين: جوزي عنده اخته ودادا فاطمة
مراد(وهو ينظر لها): بس مراته اولى بيه
حنين(بلوم وعتاب): مراته مسابتهوش امبارح غير لما بقى كويس رغم اللي هو عمله لانها اتربت على كدا .. بس دلوقتي بيت ابو مراته اولى بيها
مراد: بس..
قطع مراد كلامه عند دق مرام على الباب ودخولها
مرام: مراد .. اكرم تحت مستنيك
حنين(وهي تحتضن مرام): اشوف وشك على خير يا ميمي
مرام: هتوحشيني اليومين دول
مراد(وهو يكاد يمسك شنطتها): هاتي عنك الشنطة
حنين(وهي تبعد يدها عنه): شكرا مش محتاجة مساعدة
نزلت حنين السلم وهي تحمل الحقيبة وتشعر بنار في ذراعها ولكنها كانت تحاول التماسك وألا تطلب مساعدة وخصوصاً منه هو، لم تستطع التحمل اكثر من ذلك لتتركها بالساحة الداخلية للمنزل وهي تأن بصمت
مراد(بلهفة): مالك؟
حنين(بعبوس وألم يحتل ملامحها): مليش
مرام(بخوف واهتمام): انتي كويسة؟
هزت حنين رأسها بموافقة وهي تمسك يدها اليسرى ليقترب أكرم الذي كان يتابع الحوار بصمت
اكرم: ممكن اشوف ايديك؟
كادت حنين بالاعتراض لتشتد آلام ذراعها فهزت رأسها بموافقة .. فحص اكرم يدها
اكرم(بدهشة): دي وارمة جدا .. انتي ازاي مستحملة كدا؟
حنين: هي مكنتش وجعاني اوي
مرام: من ايه دي؟
نظرت حنين بصمت وعتاب ناحية مراد، فتلك هي اليد التي كان يضغط عليها بالأمس بكل قوته وهو يعنفها بشدة بينما كانت هي تطلب منه تركها
حنين: مفيش .. وقعت عليها امبارح وانا مش واخدة بالي
مرام: ومقولتليش ليه؟
اكرم: مش مهم دلوقتي .. شوفيلي يا مرام لو سمحتي رباط ضاغط علشان تدهن ايدها وتلفها
مراد: قولي اسم المرهم وانا اروح اجيبه من اي صيدليه
حنين(بعبوس وهي تبتعد بعينيها عنه): مفيش لزوم، انا لما اروح عند بابا هطلب الصيدله واتصرف
مرام: انتي مش متحركة من هنا غير لما تربطي دراعك دا وإلا منتيش خارجة خالص انا بقولك اهو .. اسم المرهم ايه يا اكرم؟
شرد اكرم بها فمنذ فترة لم يراها تتصرف بعفوية هكذا بل منذ الحادث تقريباً وهو لم يراها وهي تتكلم هكذا وليس بطريقة باردة ورسمية مع الجميع .. بل الادهى من ذلك انها قالت اسمه بدون دكتور .. افاق اكرم من شروده ليجيبها
اكرم(بانتباه): احم .. مرهم***
مرام(وهي تتحرك): انا عندي منه .. هطلع اجيبه واجيب رباط
/////////////
كان مصطفى يجلس بجانب لما ويمسك بيدها
مصطفى: هو دا الحلم يا ستي .. بقا بذمتك ينفع كدا .. بعد غياب اسبوعين مبحلمش بيكي يوم ما تجيني تقعدي معايا حبه صغيرين كدا
لما: ...
مصطفى: بس تعرفي يا لوما .. فيه حاجة غريبة اوي في الحلم دا .. انتي المرة دي مسكتي ايدي وفضلتي قاعدة ممشيتيش
لما: ...
مصطفى: وحشتيني اوي اوي يا لومتي .. كل مادا حبك بيكبر في قلبي وبتأكد اني عمري ما حبيت ولا هحب غيرك
لما: …
مصطفى: انا لازم امشي يا لومتي علشان عندي اجتماع مهم النهاردة .. خليكي عارفة ان انا هستناكي يا لوما ولو هفضل طول عمري استناكي عمري ما هيأس ولا هبعد
لما: ...
طبع مصطفى قبلة صغيرة على يد لما وانصرف
//////////////
احضرت مرام الرباط الضاغط والمرهم ليقوم اكرم بدهنه بعملية ويلف الرباط على ذراعها ويدها .. تأن حنين من الوجع وتداري وجهها بصدر مرام التي تحتضنها وكأنها اختها من لحمها ودمها .. أما مراد فكان أنينها كنصل السيف الذي يُغرس بقلبه .. يراها وهي تخبئ وجهها بصدر اخته وود لو كانت تخبئه بصدره هو .. هو السبب بكل ذلك، هو السبب في ألمها وما حدث لها .. يعذبه ضميره ويعتصر قلبه ألماً
اكرم: تمام كدا .. هي هتتعبك شوية في الاول بس دا علشان الورم يخف .. هتدهني من المرهم دا مرتين مرة الصبح و مرة بالليل وتلفي ايديكي زي ما انا عملتها كدا .. وطبعا مش محتاج اقولك متشيليش حاجة ب ايدك دي خالص .. بإذن الله يومين تلاتة وتخف
حنين: شكرا لحضرتك
اكرم(بمزاح للتخفيف عنها): لا إيه حضرتك دي، احنا بقا فيه بينا عشرة يومين وفيه مراهم وكمادات ورباط ضاغط يعني خلاص بقينا صحاب ولو مش هيضايقك اعتبريني اخوكي كمان
حنين(بابتسامة بسيطة): ليا الشرف طبعا
مرام: سلامتك يا حنون
حنين: الله يسلمك .. انا هقوم بقى
مرام: تقومي فين .. استني لما ايديكي تخف وبعدين ابقي روحي لعمو
حنين: مش هينفع صدقيني .. بابا محتاجني جنبه وبعدين انا هبقى معاكي على التليفون
مرام: طب انتي هتروحي ازاي؟
حنين: هاخد تاكسي
مراد(باندفاع): لا طبعا .. قصدي يعني استني دقيقتين بس اغير هدومي واوصلك
حنين(باقتضاب وقد اختفت ابتسامتها): لا شكرا انا هاخد تاكسي
مرام: خلاص بقا يا حنون قال هيوصلك و أهو على الاقل علشان يشيل الشنطة .. هتشيليها ازاي بإيدك دي
اكرم(وهو ينظر لمراد): طب انا كدا خلاص اتطمنت عليك بس برضو متنساش تكمل كورس الدوا بتاعك مش زي كل مرة تاخد قرصين وبس ها
مراد: تعبتك معايا يا اكرم
اكرم: وهو انت وراك حاجة غير التعب .. يلا سلام انا بقا
تحرك اكرم مغادراً وعيناها تتعلق به عاصية أمرها بالابتعاد عنه وكأنها تستغل فرصة لقائه لتشبع عينيها منه
////////////
يدخل حسين مكتبه ليجد فيكتوريا بالداخل وتجلس على كرسي مكتبه
حسين: انتي بتعملي ايه هنا؟
فيكتوريا: good morning سونا
حسين: بقولك بتعملي ايه هنا
فيكتوريا: what's wrong سونا، انا بس كنت مستنية انت هنا .. انت قولت هتقول ل أنا كل حاجة عن الصفقة
حسين: ومستنتيش بره ليه؟
فيكتوريا: مش كنت عايزة اشوف your wife .. دي بجد crazy .. وبعدين هو انت مش بتثق في انا؟
قالتها وهي تتعلق في رقبته بدلال وتنظر له باغراء يجعل لعابه يسيل
حسين: لأ طبعا ب.. بثق فيكي .. بقولك ايه ما تيجي ندخل الاوضة شوية
فيكتوريا(بتمنع): no الاول تقول لأنا عن صفقة وبعدين اوضة
حسين: ماشي تعالي
جلس حسين واخذ يطلعها على كل ما يخص تلك الصفقة وهو مسحور بها وبجسدها وحركاتها التي تحرك شهواته اما هي فكانت تبتسم وعينيها تلمع لقرب تحقيق هدفها
/////////////
فتح عزيز باب المنزل ليجد حنين تقف أمامه ويدها مربوطة
عزيز(بصدمة ولهفة): حنين؟!! .. ايه دا يا حبيبتي مالك؟!!
حنين(بابتسامة وهي تدخل البيت): مفيش يا حبيبي متقلقش .. انا بس وقعت على ايدي .. حاجة بسيطة يعني متخافش
عزيز: ألف سلامة عليكي يا حبيبتي
حنين: الله يسلمك يا قلبي .. وحشتني اوي اوي
قالتها وهي ترتمي بحضنه وتنزل الدموع على وجهها بصمت
عزيز(وهو يربت على ظهرها): مالك يا قلب بابا .. وايه الدموع دي؟
حنين(وهي تتمالك نفسها وتمسح الدموع): مفيش يا حبيبي، دا بس علشان انت وحشتني اوي
عزيز(بشك): متأكدة أن مفيش حاجه تاني؟
حنين: حاجة ايه، وهو انا لو فيه حاجه هخبيها على زيزو حبيبى وبعدين انا جاية أنورك وأنور البيت يومين ايه رأيك
عزيز(بدهشة): تنوري البيت؟!!
حنين(بتأكيد): اه .. اصل انت واحشني موووت والحب ولع في الدرة ف انا قولت مبدهاش بقا انا اجي اقعد معاك يومين كدا واشبع منك وتشبع مني وناخد الجرعة
عزيز(بتعجب): جرعة ايه يا بت؟!!
حنين(بمزاح): جرعة الحب يا زيزو .. حبي انا وانت يا قمر انت .. هو انت مسمعتش الست اللي بتقول اديني الحقنة بسرعة ارجوك محتاجة الجرعة .. يلا بقا فين جرعتي
عزيز(بضحك على جنانها): جرعة ايه يخربيت جنانك؟!!
حنين(بدراميه): اعطيني قبلة على خدي لتطفئ نار قلبي يا مُعذبي
عزيز: لا اله الا الله عليه العوض ومنه العوض
حنين(وهي تقترب من وجهه وتقبله في خده اكثر من مرة): هتتباس يعني هتتباس يا زوز اموووواه اموااه اموااه
عزيز: خلاااص كفاية
حنين: كفاية دا ايه، دا انا ههريك بوس في اليومين دول علشان تبقى تقعد كل الوقت دا متشوفنيش وتعرف توحشني كويس
عزيز(بابتسامة وحنان): طب يلا ادخلي ارتاحي في اوضتك
حنين: ااااه اوضتي وسريري حبيابي وحشتوناااي
قالتها وهي تجري ناحية غرفتها ممثلة السعادة وهي من داخلها تبكي وقلبها ينزف .. أما بالخارج فكان عزيز يقف مع مراد الذي بقى صامتاً طوال حوارهما لا يعلم أيشعر بالخزي والخجل لما فعله ام بالحزن والانكسار لبُعدها عنه
عزيز: يابني ادخل مينفعش كدا
مراد: معلش يا عمي علشان الشغل .. يلا انا ماشي ولو احتجت حاجه او هي احتاجت اي حاجه كلمني
عزيز: وانا اكلمك ليه ياخويا ما مراتك تكلمك
مراد: ...
عزيز(وهو ينظر له): انتوا فيه حاجه مش معرفينهالي .. حصل حاجه؟
مراد(بهروب): .. لا ابدا .. عن اذنك
تحرك مراد بسرعة من أمامه، فعينا عزيز كانت تنظر له وكأنه يعلم بما ارتكبه وبما فعله .. لم يقدر على الوقوف أمامه كما لم يقدر على نسيان نظرتها له .. تلك النظرة التي إن ذبحته ألف مرة كان أهون لديه منها .. كان يشعر بالألم حين جلست بجانبه في السيارة وتعمدت تجاهله وعدم التحدث معه مديرة وجهها ناحية النافذة بصمت وهي تمسك بيدها بألم
////////////
يجلس أكرم بمكتبه بعد ان انهى الكثير من العمليات التي كُللت بالنجاح .. كان يحرم نفسه من النوم لكي لا يراها باحلامه .. عصفت به الذكريات بعد رؤيته لها واشتد به الارهاق ف فرد جسمه على الكنبة الموجودة بغرفته واغمض عينيه قليلا .. دخلت لارا المكتب لتراه بتلك الحالة .. وقفت تتأمله وهو نائم وابتسامه تُرسم على شفتيها سرعان ما اختفت حين وجدته ينطق وهو نائم ب اسم من سكنت قلبه
اكرم: مرام ..
نظرت لارا ناحيته وهي تفكر كيف ستحارب انثى لا يرى غيرها في حياته .. حتى انها تسكن احلامه ويهمس بعشقه لها .. فتح اكرم عيناه لتعتدل لارا بوقفتها .. اعتدل سريعاً بجلسته وهو ينظر لها
اكرم: احم خير يا دكتورة فيه حاجة؟
لارا(بارتباك): ها .. لا ابدا يا دكتور .. انا بس كنت..
دق الباب لينقذ لارا .. دخلت ممرضة وعلى وجهها علامات الذهول
اكرم: فيه ايه؟
الممرضه: استاذة لما...
اكرم(بخوف): مالها؟!!!
كااااااااااات كفايا كدا النهاردة
********************************************
ماذا حدث ل لما
قررت حنين معاقبة مراد بالبُعد فقل سيقدر على ذلك العقاب
هل سيطول بُعاد العشاق ام ستتمرد القلوب لتعلن عشقها
استمعت لارا لهمس اكرم واعترافه بعشقه لمن ملكت قلبه فهل ستظل متمسكة به ام ستفهم انه لا يوجد سوا ملكة واحدة تجلس على عرش قلبه ولا يوجد مكان لاخرى
ما هو هدف فيكتوريا الذي تسعى له
هذا ما ستكشفه فصول روايتنا
أنت تقرأ
أنت عشقي 🖤🔥
عشوائيأنت عشقي 🖤🔥 بقلم حورية الإبداع/ حنين عماد 💜✨ هو هادئ وبارد كالثلج .. لم يكن كذلك ولكنه تألم في ماضيه، فَقَدَ احب الناس إليه فقرر اعتزال الحب، اغلق على قلبه ورمى المفتاح عازماً على اللا يُدخِل المزيد من الأشخاص في حياته حتى لا يُفجع مرة أخرى .. لم...