تمر الايام على ابطالنا ويستمر مصطفى في استعماره لقلب لما رغم احلامها التي تزعجها وتقلق نومها ولكنها لا تُخبر احداً بها .. تستمر مرام في التهرب من اكرم رغم شوقها الشديد له ويستمر هو في معاملتها ببرود وجفاء رغم رغبته بجذبها لأحضانه وعدم اخراجها منها أبداً .. تستمر حنين في رمي الاشارات لمراد الذي يدعي عدم الفهم ويتهرب مما يعترف به قلبه ولكن اليأس لا يعرف سبيلاً لقلب تلك المجنونة التي حسمت امرها بدخول الحرب إن لُزم للفوز بقلبه وخاصة وهي ترى بعيناه ما لا يجرؤ على قوله وتجد به الحب الذي لطالما حلمت به .. تعرف هدى بما اصاب حنين لتقوم بالذهاب لمنزل مراد للاطمئنان عليها
بغرفة حنين:-
هدى(بعتاب وهي تحتضن حنين): بقا كدا يا حنين يحصلك كل دا وتنضربي بالرصاص ومتقوليليش غير دلوقتي
حنين(بابتسامة): يا حبيبتي مكنتش عايزة اتعبك وبعدين ما انا قدامك زي القرد اهو
هدى(وهي تقرصها من خدها): قرد ابيض يا نااااس .. ايه الخدود دي
حنين(بمزاح وهي تبتعد عنها وتنظر حولها): اعطيله خمسة .. خلاص خلاص ماتأذوهاش خلاص هي بتهزر
هدى(مدعية الخوف): ايه ايه حيلك شوية .. بتكلمي مين يا مجنونة
حنين: لا ولا حد يا حبيبتي .. (ثم اكملت بمزاح مراة اخرى) .. حابس حابس قالع لابس اشتاتاً شلوت
هدى(وهي تضيق عينيها مدعية التعصب): شلوت!! .. اعمل فيكي ايه .. (ثم اكملت بمزاح مماثل لحنين) .. افرتك دماغك برصاصة جايز الرصاصة تضرب في جمجمتك وترجعلي تاني تموتني .. ادبحك واشرب من دمك جايز دمك ملوث واروح فيها .. اعمل فيكي ايه .. انا عايزة افهم اللي حاول يموتك دا مكنش قادر يقطع حتة من لسانك
حنين(وهي تلاعب حاجبيها بمزاح): انشالله دايماً ٧٧ لسان
هدى(وهي تمثل الانقضاض عليها): يا ولية اهمدي بقا
حنين(وهي تمسك عينيها بدارمية): آااااه يا عيناااي عورتيني اخش الحربية ازاي
هدى(بصدمة ومزاح): انا قربت منك يا مفترية .. بقا انا جاية اتطمن عليكي تلبسيني تهمة
حنين(بمزاح وهي تقلد جواهر): انتي جاية ايد ورا وايد قدام إلا ما جايبة معاكي كيس جوافة بلا نيلة
هدى(بابتسامة خبيثة): جوافة ايه دا انا جايبة الحلو كله
قالتها هدى وهي تخرج من حقيبتها لوح كبير من الشيكولاتة المفضلة لحنين لتلمع عينا حنين بفرحة وتمد يدها لها
حنين(بفرحة طفولية): ايه دااااا!!! هاتي يا اوختشي دا انا نفسي فيها بقالي كام يوم
هدى(بمكر): وعينك اللي اتعورت
حنين(وهي تفتح عينيها على وسعهما): فين دي انا عيوني زي الفل ونظري ٦/٦
هدى(وهي تحرك لوح الشيكولاتة): والحسد اللي بحسده واعطيله خمسة
حنين(ممثلة الصدمة): انتي يا بنتي!! انتي تحسدي!! دا مين الظالم اللي قال كدا
هدى(وهي تقلدها): والعفاريت وحابس حابس
حنين: ما عفريت إلا بني ادم .. هاتي بقا نشفتي ريقي
ضحكت هدى على تلك المجنونة ومزاحها لتعطيها الشكولاتة .. فتحت حنين الشيكولاتة وقطمت منها لتنظر ناحية هدى
حنين(بغمزة): اهو انتي كدا صاحبتي وحبيبتي وكفاءة
هدى(بابتسامة وهي تجلس بجانبها مرة اخرى): ماشي يا ستي .. قوليلي بقا هتعرفي تيجي الحفلة الاسبوع الجاي بودي مصدعني هو ودينا
حنين(وهي تأكل الشيكولاتة بتلذذ): مش عارفة والله يا دودو .. مظنش بعد اللي حصل دا مراد هيسيبني اروح حتة لوحدي
هدى(بمكر): بصي بغض النظر عن انك بتقولي مراد كدا عادي مش ابو لهب .. بس فيها ايه ما تجيبيه معاكي
حنين: تفتكري يرضى؟
هدى(بابتسامة خبيثة): سوقي عليه الزن وهو يرضى وبعدين الواد كان ملهوف عليكي واتبرعلك بدمه وشوية شوية كان هيفديكي بروحه يعني الحكاية بقت لوز العنب
حنين(بغيرة بسيطة): جرا ايه يا بت انتي، انتي هتعاكسية وانا قاعدة ولا ايه
هدى(بغمزة): ايه دا ايه دا .. دا الموضوع فيه غيرة بقا
حنين(بابتسامة): ومغيرش عليه ليه مش زوجي قرة عيني
هدى(بتعجب): قرة عينك؟!!
حنين(بتأكيد): ايوة زوجي قرة عيني وسندي وضهري و back bone ي كمان
ضحكت هدى بصوتها كله وشاركتها حنين الضحك ليجدوا طرق على الباب
مرام(وهي تطل برأسها): ممكن ادخل؟
حنين: تعالي يا ميمي
مرام(وهي تدخل بابتسامة جميلة تزين وجهها): اكيد انتي هدى او في رواية اخرى دودو
هدى(بمزاح): ايه دا هو انا مشهورة اوي كدا .. (ثم وضعت قدماً فوق الاخرى مدعية الغرور وهي تُكمل) .. ملعونة الشهرة
ضحكت حنين مرام وشاركتهم هدى الضحك ليتم التعارف بشكل صحيح بعد ان كانت كل منهم متشوقة لرؤية الاخرى من كلام حنين عنها .. جلست مرام مع حنين وهدى لبعض الوقت وكونت صداقة قوية مع هدى واحبت ادبها واخلاقها بالإضافة إلى مزاحها وجنانها المماثل لحنين .. مر الوقت لتستأذن مرام منهم وتذهب لغرفتها لتُكمل رسالة الماجستير التي تهرب بها من التفكير في اكرم ومعاملته الجافة معها
هدى(وهي تقف بابتسامة): طب انا هتحرك بقا يا حنون قبل الوقت ما يتأخر
حنين: ماشي يا دودو سلميلي على بودي ودينا كتشير اوي
هدى(بضحك): حاضر
كادت هدى بالتحرك لتجد الباب يفتح ويطل من خلفه مراد ب طلته المهيبة والساحرة حتى وهو يرتدي ملابس كاجوال
مراد(ابتسامة بسيطة): ازي حضرتك يا انسة هدى؟
هدى(بابتسامة مماثلة): الحمد لله .. انا كنت بتطمن على حنين ويادوب همشي بقا .. (ثم ألتفتت لحنين التي كانت مركزة بعينيها على مراد ومسحورة ب طلته) .. متنسيش يا حنين بقا الحفلة
قالتها بغمزة وهي تغادر ليلتفت مراد لحنين
مراد: حفلة ايه؟
لم ترد حنين فهي كانت كالمغيبة وهي تنظر له ليقوم هو بطرقعة اصابعه امام وجهها لتفوق ويحتل وجهها الخجل حين لاحظت شرودها به
حنين(بارتباك وخجل): احم كنت بتقول حاجة؟
مراد(بابتسامة على خجلها): كنت بقولك ايه الحفلة اللي صاحبتك بتقول عليها؟
حنين: دي حفلة كدا المفروض انها الاسبوع الجاي في الملجأ بس انا قولتلها مش هروح
مراد(بتعجب): ومش هتروحي ليه؟
حنين(بتوتر): يعني.. انت اكيد مش هتسيب شغلك وتروح معايا و.. بعد اللي حصل مينفعش اروح لوحدي و..
صمتت حنين قليلاً بارتباك لتُرسم ابتسامة جميلة على وجه مراد ويتقدم منها قليلاً وهو يتكلم
مراد: هي الحفلة دي يوم ايه؟
حنين(وهي تنظر له): يوم الخميس
مراد(بابتسامة بسيطة): وانتي عايزة تروحي؟
حنين(وهي تهز رأسها): بصراحة اه .. اصلي متعودة كل سنة في اليوم دا اروح للاولاد واجيبلهم هدايا كتير
مراد(بتساؤل): اشمعنا يعني اليوم دا؟
حنين(بتوضيح): اصل دا اليوم اللي بنحتفل فيه بعيد ميلاد كل الاولاد هناك .. يعني بيبقى فيه لعب وهدايا واغاني
مراد(بابتسامة): خلاص يبقى هنروح
حنين(بفرحة طفوليه): بجد؟!!
مراد(بتأكيد): طبعاً بجد، دي حاجة جميلة جداً وبعدين انا بودي وحشني وعايز اشوفه
نظرت حنين ل مراد بابتسامة وعينين تلمع بضياء العشق لتتعلق انظارهم لثوانٍ .. يفوق مراد من شروده بعينيها ويلجئ للهرب بنظراته كعادته
مراد(بارتباك وهو يتحرك ناحية الباب): انا .. هنزل المكتب شوية اشتغل .. عن اذنك
نظرت حنين في أثره بابتسامة جميلة ترتسم على وجهها وعشق نبت بقلبها لهذا الهارب دوماً ولكن قريباً ستغلق منافذ هروبه فيصبح ليس امامه سوا المواجهة
///////////////
يجلس اكرم بالمشفى بتعب فقد كان يوماً شاقاً ومليئاً بالعمليات الصعبة بل والمستعصية ولكن ليس عليه بالتأكيد .. تمر بباله فها قد مرت ايام على اخر مرة رآها وقد تعمد ان يتمنع عن رؤيتها رغم شوقه لها .. أراد أن يجعل شوقها له بأعلى مراحله عساها تكف عن عنادها وتنهي ذلك البعد .. يفتح هاتفه ويقلب في الانترنت بملل ليقف على اغنية تصف حاله بكل كلمه وكل حرف .. يستمع لها ودقات قلبه تتزايد وتعلو انفاسه بصدره:
يا من هواه أعزه وأذلنـــي
كيف السبيل إلى وصالك دُلني
أنت الذي حلفتني وحلفت لي
وحلفت أنك لا تخون فخنتني
وحلفت أنك لاتميل مع الهوى
أين اليمين وأين ما عاهدتني
تركتني حيران صباً هائمـاً
أرعى النجوم وأنت في عيش هني
يغمض عينيه وهو يستمع للاغنية .. فقد كانت تصف حاله بكل دقة، هو الذي أذله هواها ولا يعرف سبيل لوصالها .. هي التي عاهدته ووعدته بالكثير والكثير وحلفت ان لا فراق ولا بُعد وهي من نكست الوعود والعهود لتتركه في ضياع بدونها، يسهر الليل وعقله منشغلاً بها وهي لا تحن ولا تشعر .. ود لو انها امامه ليوجه كل كلمة لها .. تلعب الموسيقى وكلمات الاغنية على اوتار قلبه وتقوم ثورة بمشاعره .. تكمل الاغنية ليسرح معها اكثر:
لأقعدن على الطريق وأشتكي
وأقول مظلوم وأنـت ظلمتنـي
ولأدعون عليك في غسق الدجى
يبليك ربي مثل ما أبليتنـي
يا من هواه أعزه وأذلنـــي
كيف السبيل إلى وصالك دلني
أنت الذي حلفتني وحلفت لي
وحلفت أنك لا تخون فخنتني
يفتح عيناه ويركز ببصره على نقطة مثبتة وهو يتذكر كم من ليال قضاها بدموع يشتكي ظلمها وبعدها لمن لا يغفل ولا ينام ولكن بلا دعاء عليها، فإن تألمت هي يتضاعف ألمه وإن وخزتها شوكة بأصبعها يحس بألمها في قلبه .. كم من ايام مضت عليه في وحدته ساهراً يفكر فيها وبذكرياتهم ولكن كفى فحان وقد اذاقتها قليلاً مما تجرعه لسنوات لعلها تحس بجريمتها بذبح قلب متيم بغرامها
///////////////
تجلس مرام بغرفتها مختلية بنفسها بعدما لم تستطع اخراجه من عقلها بأي شكل .. يستعمر عقلها وتفكيرها .. تمر كلماته بمسمعها .. تتذكر قربه المهلك منها وفيضان المشاعر الذي غمرها .. تتذكر حين قال انها زوجته ولن يطلقها .. كم تمنت في تلك اللحظة ان ترتمي باحضانه ولا تفارقها حتى اخر عمرها .. كم تمنت ان تخبره بأن سعادتها تكمن في قربها منه وبدونه لا سعادة لها .. كم تمنت ان تخبره بأن يوماً واحداً لها كزوجته يكفيها ان تعيش دهراً من الراحة .. تتذكر عيناه البنية ونظرته الساحرة .. تتذكر دقات قلبها التي تواثبت لكل كلمة قالها .. يعيش بداخلها وينمو حبه بقلبها ولن يتوقف حتى تتوقف انفاسها عن استعمار صدرها .. رغم بعدها عنه لم تستطع رؤية غيره ولم تسمح بذلك؛ فذلك القلب له هو فقط وحده من دخله ولن يدخله بعده احد .. لم ولن تنسى احساسها بقربه ومشاعر الحب التي ملأت ذكرياتهما وتعيش عليها حتى الآن .. يوم فارقته فارقتها روحها ويوم تركته تركت قلبها معه .. تندم؟! ربما, ربما تندم ولكنها لن تتراجع في قرارها .. فهي ترى انها بفراقها قد وهبته الحياة وان كان الثمن موتها هي .. تعصف بها مشاعرها وتقوم ثورة بذكرياتها .. يعلو صوت التليفزيون بأغنية تزيد من ذلك الاعصار من المشاعر الذي أصابها .. كل كلمة من الاغنية تضغط بكل قوتها على جرحها لتغلق عينيها بشدة وهي تستمع لكلماتها:
مع انى سيبته
ليه..؟ لسه عايش فيا ليه..؟
ليه الحياة بتنسى كل حاجة إلا حبى ليه .. حبى ليه
الله يسامحنى انا اللى سيبته وروحى فيه
الدنيا ليه وقفت عليه معرفش ليه
يستحضر عقلها صورته .. مواقف جمعتهم .. كل كلمة قالها لها .. رقصته معها واحساسها وقتها وكأن الدنيا ليس بها سواهما .. كم تمنت لو ان تلك الرقصة تدوم للابد ولا تنتهي ابدا .. عندما امسك بيدها كم تمنت لو لم يفلتها حتى لا ينقطع ذلك الحساس بالامان والحب الذي غمرها من لمسته .. تكمل الاغنية ومعها تحتد انفاسها ويزداد قلبها في خفقانه وكأنه سيغادر صدرها .. كل كلمة تصف حالها بكل دقة وكل حرف يصف شعورها وكأنها مؤامرة لتذكيرها به:
حبيته ليه بالشكل ده ..!!
مبقتش اخاف من الناس يقولوا عليا ايه
يـــــــــارب يعرف كل ده
من يوم ما سيبته كل شىء بندم عليه .. بندم عليه
الله يسامحنى انا اللى سيبته وروحى فيه
الدنيا ليه وقفت عليه معرفش ليه
تفتح عينيها المتلألأة بالدموع .. تضغط على شفتيها بقوة في محاولة بائسة لعدم البكاء .. وجنتها ملونة باللون الاحمر مثل انفها الذي اصبح ك حبة الفراولة .. تهرب دمعة ساخنة لتجري بسرعة على وجهها ويتبعها الكثير والكثير لتنام بعد فترة طويلة قضتها في البكاء واسترجاع ذكرياتهم التي تعيش عليها
///////////////
يمر باقي الاسبوع بهدوء على ابطالنا ليأتي يوم الخميس المحمل بالكثير من المفاجآت والصدمات والاحداث النارية لأبطالنا .. تستيقظ حنين من نومها وتبدأ بالاستعداد للذهاب للملجأ ولكن مراد مختفي منذ الصباح .. اين ذهب؟ ولماذا لا يجيب على هاتفه؟!!
////////////////
يجلس مصطفى بجانب لما بغرفتها وهو يبتسم بسعادة
مصطفى(بابتسامة): انا مش مصدق انك أخيراً هتخرجي يا لوما
لما(بفرحة وابتسامة واسعة): ولا انا مصدقة .. انا لما اكرم قالي انه كتبلي تصريح الخروج حسيت اني طايرة من الفرحة
مصطفى(وهو ينظر لها بهيام): يا رب دايماً فرحانة يا قلبي ويا رب الضحكة دي مش مفارقة وشك
خجلت لما من كلامه المعسول الذي دوماً يغرقها به .. نظر مصطفى ل لما بابتسامة ليتكلم
مصطفى: انا بس عايز افهم ليه مقولتيش لمرام وحنين انك هتخرجي
لما(بحماس): عايزة اعملهالهم مفاجأة
مصطفى(وهو ينظر لساعته): ماشي يا ست البنات انا هروح الشغل عالسريع كدا وهاجي على ميعاد خروجك
لما(بابتسامة): تمام
مصطفى(بابتسامة وهو ينظر لها بهيام): تمام
لما(بخجل وهي تهرب بعينيها بخجل): امشي بقا
مصطفى(وهو يقترب منها وينظر لوجهها برومانسية): والله انا لو عليا مش عايز اتحرك
لما(بخجل): يوووه بقا ...
مصطفى(وهو يبتعد بعد رأي خجلها الشديد): خلاص خلاص .. سلام مؤقت
كاد مصطفى بالتحرك ليطبع قبلة سريعة على خد لما ويخرج بسرعة من الغرفة تاركها فاغرة فمها من الصدمة ويحتل الخجل ملامحها كلها لتنظر في أثره بابتسامة يشوبها الخجل والحب الذي بدأ يدق قلبها به لهذا العاشق
//////////////
تجلس مرام بغرفتها وهو يسيطر على تفكيرها وخاصة بعد ان زار احلامها بالأمس فلا يكفي استعماره لعقلها في استيقاظها بل ايضاً يسكن احلامها .. تجوب الغرفة ذهاباً واياباً وهي تحاول التغلب على فكرة الذهاب للمشفى .. لا تريد رؤيته .. بلى تريد .. لا ترغب بقربه .. بلى فهي لا تتمنى شيئاً سوا قربه .. عليها بالابتعاد والهرب .. ولكن ماذا إذا كانت تهرب من المكان التي تود البقاء به .. اين تهرب وهي تراه حولها في كل مكان .. انهت الصراع بارتداءها ملابسها للذهاب للمشفى بحجة رؤية لما ولكن قلبها يعلم ان سبب ذهابها هو اشتياقها الذي فاض بها لذلك الذي لطالما سكنه وتربع على عرشه
/////////////
ارتدت حنين تيشرت وبنطلون غايه في البساطه والجمال و فردت شعرها البني على ظهرها ليزيد طلتها جمالاً فوق جمال .. كانت رغم بساطة ما تلبسه تظهر بشكل جذاب وساحر .. يدخل مراد الغرفه ليتصنم محله من تلك الحورية ذات الملامح الطفولية، يحاول مراد اجبار نفسه على الابتعاد بنظره عنها حتى لا يفقد سيطرته على مشاعره مثلما يحدث كلما يراها، فهي تتعمد منذ خروجها من المشفى ان ترمي اشارات له تبوح بما يسكن قلبها ويظهر بعينيها والذي يتعمد مراد ادعاء عدم ملاحظته كما يتعمد عدم النظر ل عينيها حتى لا يغرق بها اكثر، لم يكن يعلم انه غرق بالفعل في بحور العشق وبات بها متيماً و لكن يمنعه خوفه وكبريائه من الاعتراف بذلك .. يقترب منها بخطوات بطيئة ومحسوبة لتلف وجهها له وابتسامتها الطفولية تزين وجهها الجميل
حنين: ايه يا مراد انت فين من الصبح كده هنتأخر على الحفله، بودي من الصبح عمال يتصل ويأكد عليا اني اجيبك معايا
مراد: معلش كان فيه مشوار مهم لازم اعمله الاول
حنين: مشوار ايه؟
نظر مراد لحنين لثواني قبل ان يخرج من من جيبه علبه قطيفة باللون الازرق ويقدمها لها
مراد: اتفضلي
حنين (وهي تنظر للعلبة) :ايه ده؟!
لم يرد مراد وظل مادد يده ناحيتها لتاخذ حنين العلبه وتفتحها وتجد خاتم اقل ما يُقال عنه ساحر ، فقد كان بسيطاً وجذاباً في نفس الوقت ويتوسطه حجر لامع من اللون الازرق السماوي ويلمع بطريقه تخطف الانفاس .. تطلعت حنين للخاتم باعجاب شديد ودقات قلب متواثبة لتنظر ناحيه مراد وقلبها يدق بقوة كدقات الساعة وتأمل ان يكون ما يدور بخلدها حقيقه لتجده ينطق بكلمات لم تعرف أتحزن لها ام تفرح
مراد: ده خاتم من حجر نادر جدا اسمه التوباز، بيتهيألي اللي اسمها نانسي دي مش هتقدر تفتح بوقها بكلمه ولا ايه؟!
كانت تتمنى حنين وجود سبب اخر لشرائه ذلك الخاتم لها ولكنها فرحت بأنه يحافظ على كرامتها ويعفيها من اي احراج .. رسمت حنين ابتسامه بسيطه وهي تغلق العلبه وتمدها له مره اخرى
حنين: الخاتم حلو جدا بس انا مش هقدر اقبله
مراد: ليه؟!
حنين: علشان ده كتير اوي عليا زائد ان اللي اسمها نانسي دي لا تهمني ولا يهمني اي حاجه هي بتقولها
اُعجِب مراد ب عزة نفس حنين واقترب منها وهو يفتح العلبه مره اخرى ويمسك بالخاتم
مراد: معاكي حق فإن اللي اسمها نانسي دي لا هي ولا كلامها مهمين، بس انا عمري ما اسمح انها او غيرها يحرجك او يمسك بكلمه تضايقك .. انتي مرات مراد الحديدي يعني كرامتك من كرامتي .. ثانيا وضع طبيعي ان انتي تبقى لابسه خاتم بعد الجواز .. (قالها وهو يزين اصبع يدها اليسرى بذلك الخاتم ليدق قلبها من لمسته ليدها ووجود خاتمه بذلك الاصبع الذي يصل مباشره لقلبها، لتجده يكمل وهو ينظر في عينيها) .. ثالثا وده الاهم مفيش حاجه كتير عليكي
احمر وجهها من الخجل و تسارعت دقات قلبها كما لو كانت في سباق .. كان قربه منها مهلك فلم يفرق بين وجهيهما سوى بضع سنتيمترات .. افاق مراد لنفسه وما كان يقول ل يبتعد عنها وهو يهرب بنظراته كعادته .. حاول تشتيتها عن ما حدث فتكلم وهو يوزع انظاره بكل مكان بالغرفه عدا وجهها
مراد: يلا غيري هدومك عشان ننزل وما نتأخرش اكتر من كده
فهمت حنين ما يحاول فعله وارادت ان تعطيه مساحه من الوقت ليهدأ و كذلك تعطي ل نفسها هدنه بعد ان دارت الحروب بصدرها جراء افعاله لتنظر إليه وهي تبتسم
حنين: انا جاهزه اصلا
نظر مراد ناحيتها ولم يستطع اخفاء الغيرة التي سكنت عيناه وظهرت ب نبره صوته
مراد: هو انتي هتنزلي كده؟!
نظرت حنين ل ملابسها فلم تجد بها اي شيء غريب سوا ان البنطلون كان ضيق قليلا يظهر جمال ساقيها والتيشرت كان ينتهي عند نصف كتفها يبرز جمال ذراعيها وبياض بشرتها .. عنف مراد نفسه على ما قاله ليُسرع بالقول وهو يحاول الظهور بصورة طبيعيه وهادئه عكس النيران التي كانت تشتغل بصدره
مراد: تمام انا هسبقك على تحت .. جمعي حاجتك وحصليني
انصرف مراد من امامها بسرعه وهو يهرب من عينيها ونظراتها ولكن كيف سيهرب من قلبه وما يشعر به فلا مفر من ذلك القلب الذي وقع اسيراً لتلك الجميله ذات الملامح الطفوليه .. نظرت حنين في أثره بابتسامه ترتسم على شفتيها عندما لاحظت نبرة الغيرة في صوته، اتسعت ابتسامتها اكثر وهي تنظر للخاتم الذي يزين اصبعها لتحتضن كف يدها وهي تغلق عينيها بسعاده محاوله السيطره على دقات قلبها الذي يرقص فرحاً لما حدث
/////////////////
يجلس مصطفي بالشركة ويعمل على الاوراق التي امامه بتركيز شديد لتدخل عليه علياء السكرتيرة
علياء: مستر مصطفى
مصطفى: تعالي يا علياء
علياء(وهي تضع ملف امامه): دا ورق صفقة الفندق السياحي بتاع لبنان
مصطفى: اه تمام، فيه اي تعديلات مطلوبة عليه؟
علياء: هو مفيش تعديلات بس مدام مايا عايزة تقابل حضرتك
مصطفى: تقابلني .. ليه؟
علياء: ماعرفش .. انا حتى قولتلها لو فيه اي ملاحظات على التصميم تقعد مع المصمم المسؤول عن المشروع بس هي طالبة تقابل حضرتك
مصطفى: تمام .. احنا عندنا مواعيد فاضية النهاردة؟
علياء: حضرتك عندك نص ساعة قبل ميعاد حضرتك مع مدام لما
مصطفى: تمام كلمي مدام مايا وشوفي لو الميعاد دا مناسبها
علياء(وهي تكاد تنصرف): تمام يا فندم عن اذنك
مصطفى: علياء
علياء: نعم يا فندم
مصطفى: ايه اخبار صحة والدتك دلوقتي؟
علياء(بابتسامة): الحمد لله احسن بكتير .. انا مش عارفة اشكر حضرتك ازاي
مصطفى: تشكريني على ايه يا بنتي .. انتي ناسية ان والدتك هي اللي ربتني وخدت بالها مني بعد ما والدتي توفت
علياء: ربنا يرحمها
مصطفى: امين يا رب، انا بعتبر والدتك زي والدتي وانتي اختي
علياء: شكرا جدا لحضرتك بجد
مصطفى: يلا على شغلك بقا وشوفي لو فيه مواعيد تاني اجليها لبكرة .. لما خارجة من المستشفى النهاردة إن شاء الله وانا مش هرجع على المكتب تاني
علياء(بابتسامة): حمد الله على سلامتها .. ربنا يتم شفاها على خير ويقومها لحضرتك بألف سلامة
مصطفى: امين يا رب .. اتفضلي يلا شوفي اللي قولتلك عليه
علياء(وهي تغادر): حاضر .. عن اذنك
اكمل مصطفى عمله حتى يحين موعده مع تلك العروس البلاستيك المحشية بالسيليكون
////////////////
تجلس حنين بالسيارة بجانب مراد وهي تمسك يدها التي يزينها الخاتم بفرحة تسكن قلبها وترتسم على ملامحها وتتسع ابتسامتها وهي تتذكر كيف ألبسها الخاتم وكيف سرت قشعريرة بجسدها من لمسته لها .. تتذكر نظرته وغيرته الذي حاول اخفاءها وفشل بذلك .. تعمدت تبديل ملابسها لترى نظرة السعادة التي سكنت عيناة لثواني قبل ان يتعمد ادعاء عدم الملاحظة واللامبالاة .. كان مراد يركز ببصره على الطريق إلا من بعض النظرات المسروقة لتلك الحورية التي تبدو في غاية الجمال مهما ارتدت .. لا يُنكر فرحته حين غيرت ملابسها لفستان طويل وبأكمام رغم تعمده اظهار البرود ليداري غيرته التي فضحت ما يشعر به .. ينتبه حين قامت حنين بتشغيل اغنية ولكنه ادعى عدم الاهتمام ليُفاجئ حين سمع كلمات الاغنية والتي تأكد من ان حنين قاصدة توصيلها له:
عنيك كدابين قولي خايف ليه تقولهالي
لو تداري العين قلبي حاسس بيها يا غالي
كلمه من حرفين عشت بستناها ليالي
كانت حنين تدندن بهمس وهي تسرق النظرات لمراد الذي يفصلها عنه اقل من متر ولكن تحس بقلبها يُعانق قلبه .. تقوم حنين بطرقعة اصابعها على ايقاع الاغنية:
على عيني .. على عيني
على عينى عيونك تقابل عيني
وقلبك بشوقه ينادينى
وتبعد قوام .. خبيني
بحضنك ياريت وداريني
يا احلى ما شافت عيني
يا اجمل غرام
تقوم ثورة بمشاعر مراد التي تجن من مجرد وجودها بجانبه فما حاله وهي تقوم بما تقوم به بخفة وجنون يجذبه لها .. تكمل حنين دندناتها مع الاغنية وهي تتمايل بكتفيها بهدوء وابتسامة ترتسم على وجهها لعلمها بأنه يفهم ما تقصده وما ترمي إليه:
عنيك كدابين قولي خايف ليه تقولهالي
لو تداري العين قلبي حاسس بيها يا غالي
كلمه من حرفين عشت بستناها ليالي
تعالالي .. تعالالي
تعالالى يا تبعد وسبني فى حالي
فى حبك ده عاللي جرالي
عذابي فى لقاك
قولهالي
عيونك بترسمهالي
بحبك تريح بالي
وبعدين معاك
تنتهي الاغنية لتجلس حنين باعتدال وتبتسم وهي تنظر لانعكاس صورته بالمرآة وترى ابتسامة جانبية تظهر على ثغره الفتاك
///////////////
اكرم(بابتسامة بسيطة): اهلا وسهلا بيكي يا دكتورة، المستشفى نورت
...: منورة بوجودك يا دكتور اكرم، بجد المستشفى تطورت جدا من وقت ما حضرتك مسكتها
اكرم: طب مش ناوية توافقي على عرضي بقا، اديكي شوفتي بنفسك التطوير اللي حصل وانا محتاج الدكاترة الممتازين اللي زي حضرتك يبقوا معايا فيها
...: بص يا دكتور اكرم، انا العيادة بتاعتي واخدة كل وقتي بس بصراحة بعد ما شوفت التطورات وبعد تكرار حضرتك للطلب دا انا بصراحة مقدرش ارفض
اكرم: يعني موافقة؟
...(بابتسامة): موافقة، ها هبتدي من امتى؟
اكرم: من دلوقتي لو تحبي
...: لا خليها من بداية الاسبوع علشان اكون ظبطت مواعيدي ورتبت الامور في عيادتي
/////////////////
يصل مراد وحنين للملجأ .. يلاحظ مراد وجود الأجواء الاحتفالية من الاغاني الطفولية على الدي جي وعرائس لتسلية الاطفال وغيرها .. تجري حنين بفرحة للداخل وهي تضحك بعفوية وبراءة وكأنها واحدة منهم ليلتف حولها الاطفال بفرحة كبيرة ويجذبوها معهم للداخل بضحك يملأ المكان .. يراقبها مراد ويراقب عفويتها وجنانها وهو يحاول التحكم بمشاعره ولكن كلما تذكر ما فعلته بالسيارة ترتسم ابتسامة مهلكة على ثغره .. تجري حنين بعفوية مع الاطفال وقد علت بالمكان اغنية " ابريق الشاي" لتبدأ حنين بتمثيل الاغنية وتفرد يدها مقلدة الابريق بينما يلتف حولها الاطفال ويضحكوا بتسلية وفرحة
/////////////////
علياء: مستر مصطفى .. مدام مايا جت حسب ميعادها مع حضرتك
مصطفى: اوكيه يا علياء دخليها
//
دخلت المكتب سيدة في اواخر الاربعين ولكن بفضل عمليات التجميل والسيليكون والمكياج كانت تبدو كأبنه الثلاثين .. تحركت ناحية المكتب وهي تتغنج في مشيتها بفستانها الاحمر الذي لا يناسب عمرها
مايا: هالوو مسيو مصطفى، كيفك ça va؟ (تمام؟)
مصطفى: اهلا وسهلا يا مدام مايا، انا تمام الحمد لله، ازي حضرتك وازي مستر شادي؟
مايا: اوه انت ما بتعرف .. انا وشادي انفصلنا وكمان فضينا الشركة تبعنا
مصطفى: ليه كدا؟
مايا: عادي c'est la vie (هذه هي الحياة)، المهم اني هلا صرت حرة حالي، وماني مدام (قالت تلك الجملة ببسمة خبث ونظرة فهمها مصطفى)
مصطفى(بهروب): احم، تحبي تشربي ايه؟
مايا: باخد عصير برتقال بليز
طلب مصطفى العصير لها واكمل كلامه معها
مصطفى: خير يا مدام مايا، علياء قالتلي إن حضرتك كنتي مصممة تقابليني .. اقدر اساعدك ب إيه؟
مايا: قبل ما نبلش الكلام بدي اطلب منك شي .. شو رأيك نشيل الالقاب يعني انت تقلي مايا وانا قولك مصطفى
مصطفى: والله..
مايا(مقاطعة): come-on نحنا رفقا يعني ما بيصير يكون في رسميات بيننا معي حق ولا شو
مصطفى(بعملية): معلش اعذريني يا مدام مايا بس انا العلاقه بيني وبين حضرتك شغل وبس ومفيش اي علاقة تربطني بأي واحده من الجنس التاني غير مراتي إلا علاقه شغل وبس وبتبقى في الحدود الرسميه كمان
مايا(باحراج): انت ليش زعلان هيك انا عم احكي مشان ما يكون في توتر بيننا .. نحنا صارلنا سنين بنشتغل مع بعض وفيه مشاريع كتير بينا لهيك قلت بنرفع التكليف
مصطفى: معلش انا مرتاح كده و اظن حضرتك بردو هتبقي مرتاحه كده
مايا: okay كيف ما تحب
قطع حديثهم دخول عامل البوفيه ليضع العصير امام مايا .. تاخذ الكوب وترتشفه بتمهل وتقوم بمص شفتيها بطريقه مغريه قاصدة بذلك اثارة مصطفى
مصطفى(باشمئزاز من حركاتها): برضو حضرتك ما قلتليش، ايه الموضوع اللي حضرتك كنتي عايزاني فيه؟
مايا: الاوتيل تبعي بلبنان كنت عم ساوي فيه شويه تعديلات وهلا خلص وراح اعمل grand reopening (إعادة افتتاح كبيرة) وراح كون سعيده كتير اذا قبلت دعوتي لتقضي هناك اسبوع .. مشان تشوف التعديلات يعني
مصطفى: انا اسف والله بس انا مش فاضي خالص الفتره دي و عندي شغل كتير جدا
مايا(ببسمة خبث): انا سمعت ان المدام تبعك صارت منيحه صحيح هالكلام؟
مصطفى(باقتضاب): ايوة صح
مايا: خلاص هاي فرصه كتير حلوة مشان تغير جو بعد وجودها بالمشفى كل هاي الفتره .. يعني بتشوف اماكن جديده وناس جديده وتغير mood .. شو رأيك، انا عازمتك انت والمدام تبعك تقضوا اسبوع عندي بالاوتيل وكمان المنتجع ياللي موجود هناك كتير بيجنن فيه ساونا وجاكوزي وspa بيطلع الواحد من ال stress وبيخليه relaxed و فريش
مصطفى(بتفكير): والله مش عارف
مايا: I'm not taking no for an answer (مش هقبل بالرفض) .. جهز حالك انت والمدام وراح استناكم
مصطفى: هشوف و أرد على حضرتك
مايا: okay انا بانتظار ردك، واذا حبيت تجيب حدا من رفقاتك كمان مافي مانع بنوب
مصطفى(بابتسامة متكلفة): شكراً لذوقك
مايا: okay انا لازم اتحرك هلا لإنه عندي طيارة كمان نص ساعة .. يلا see you
خرجت مايا من المكتب ليفكر مصطفى بكلامها .. هو لا يعجبه طريقتها ولا اسلوبها ولكنه لا ينكر ان السفر فكرة جيدة جداً وربما بالفعل تساعد لما وتحسن من حالتها النفسية
مصطفى: هي اينعم ست غريبة كده وانا مبرتحلهاش ولا برتاح لتصرفاتها بس مفيهاش حاجه لو سافرت انا ولما نغير جو يمكن ربنا يجعل في الرحله دي الشفا ولما تفتكر اي حاجه، احسن حاجه اعرض الموضوع على لما ولو وافقت يبقى خير وبركه
تحرك مصطفى من المكتب قاصداً المستشفى ليكون باستقبال لما وقت خروجها
/////////////////
تتوقف امام الملجأ سيارة سبور وينزل منها شاب بكل غرور ومن الناحية الاخرى تنزل نانسي التي ارتدت فستان قصير من اللون الاسود ينتهي قبل ركبتيها بكثير ويكشف زراعيها بإغراء .. تتحرك ناحية ذلك الشاب بتذمر يحتل ملامحها
نانسي: يلا يلا بسرعة
كريم: انا مش فاهم انتي متسربعة كدا ومصممة تيجي الحفلة مع انها مش عادتك
نانسي(وهي تلوي فمها بتهكم): وهو انا جاية علشان سواد عينيهم .. انا جاية عشانه
كريم: اول مرة اشوف حد معشش في دماغك للدرجادي .. انتي وقعتي ولا ايه؟
نانسي: تؤ بس زي ما انت قولت كدا الواد معشش في دماغي تقدر تقول عاجبني وانت عارف انا مفيش حاجة تعجبني وماخدهاش
كريم: وانتي بقا متأكدة انه جه اصلا
نانسي: اها .. اللي زي دا مش هيسيب الزفتة التانية لوحدها وهي مابتفوتش حفلة من دول .. اهم حاجة بس انت تركز وتنفذ اللي قولتلك عليه بالحرف
كريم: ماشي بس على الله تطلع حلوة علشان الواحد يعرف يلاغيها
نانسي: هو انت هتنفذ الخطة ولا هتحب فيها .. هي يعني شكلها مقبول اتصرف انت بقا
كريم: طب يلا قدامي لما نشوف اخرتها
دلفوا للداخل بغرور .. تبحث عيناها عنه بالمكان حتى وجدته واقفاً بحضوره الأخاذ .. تُرسم ابتسامة خبيثة على ثغرها سرعان ما تختفي حين لمحت نظراته وعيناه المثبتة على تلك المجنونة التي ترقص بعفوية مع الاطفال مطلقة العنان لجنونها ولضحكاتها التي تملأ المكان
كريم(بملل وهو يتطلع حوله): فين يا بنتي؟
تشير نانسي له ناحية حنين بنظرات تحمل الازدراء .. ينظر ناحيتها لتلمع عيناه بضي خبيث وهو يتفحصها من رأسها حتى قدميها
كريم(وهو ينظر لحنين): هي دي؟!! بقا دي شكلها مقبول؟!!!
كادت نانسي بالضحك بتهكم لتحتد نظراتها حين وجدته يكمل
كريم(بنظرات خبيثة): هو فيه كدا؟!! دي صاروخ ارض جو
نظرت نانسي ناحيته بغيظ وغضب من كلماته المتغزلة بجمال تلك التي لا تقارن بها - من وجهة نظرها- .. فكيف يكون هناك وجه مقارنة بين تلك التي تشبة الاطفال في شكلها وملابسها بل وتصرفاتها ايضاً وبينها هي من ترتدي اشهر الماركات وتضع اغلى مستحضرات التجميل .. كيف تخطف حنين الانظار اينما ذهبت وهي مهما فعلت هي لا تستطيع مجابهتها
نانسي(بغيظ): بقولك ايه ركز، انت تنفذ اللي قولتهولك بالحرف الواحد
كريم(بنبرة خبيثة ونظرات متفحصة حنين): متقلقيش دا انا همشي على الخطة تمام التمام
//////////////////
في ذلك الوقت وصلت مرام للمشفى وكادت بالذهاب لغرفة لما ولكن حثها قلبها على رؤيته اولاً .. معاملته الجافة معها تؤلمها ويُدمي شوقها له قلبها, انهت الصراع الذي يدور بداخلها واتجهت لغرفة اكرم .. اقتربت من الغرفة لتسمع كلام ممرضتين جعل نيران الغيرة تشتعل بقلبها
ممرضة1: ايوة يا بت صدقيني د.اكرم شكله كدا ناويها .. انتي مشوفتيش بيتكلم معاها ازاي ومهتم بيها, لأ وكمان بيلف معاها المستشفى من الصبح
ممرضة1: طب ما ممكن تكون هتتعين هنا
ممرضة2: وهو د. اكرم من امتى بيفرج المستشفى لأي دكتور جديد
ممرضة1: هي الصراحة حلوة وزي القمر
ممرضة2: وهو كمان قمر وشكلهم لايق اوي على بعض
ممرضة1: ربنا يسعده هو الصراحة طيب ويستاهل كل خير, هي لسة في اوضته؟
ممرضة2: اه يختي خلصوا لف وقعدوا في الاوضة
غلت الدماء بعروق مرام من الغيرة لتتحرك باندفاع وتفتح الغرفة بعصبية
اكرم(بحدة بسيطة): ايه دا .. انتي ازاي تدخلي مكتبي بالطريقة دي؟!!!
اسيل(بدهشة): مرام؟!
مرام(بصدمة): د. اسيل؟!!
اكرم(وهوينظر لهم بتعجب): ايه ده هو انتوا تعرفوا بعض؟
اسيل: ايوه طبعا مرام كانت مريضه عندي
لم تستطع مرام التحمل وجرت بسرعة مغادرة المستشفى بأكملها متجهه لمنزلها .. سرها التي سعت لابقاءه لنفسها سينكشف .. لقد رضيت بالعذاب والآلام في الماضي حتى لا تجرح وتؤلم من تحبهم معها ولكن قد آن لذلك السر ان ينكشف
كااااااااااات كفايا كدا النهاردة
********************************************
ماذا تخطط تلك العروس البلاستيك ل لما ومصطفى وهل ستكون لتلك الرحلة تأثير في حياة هاذان العاشقان اللذان يتلاعب القدر بهما بين اصابعه
وضعت نانسي خطة بمساعدة اكرم للايقاع بين حنين ومراد فهل ستستطيع ام ستنقلب خطتها عليها
آن ل سر مرام ان ينكشف فماذا ستكون ردة فعل اكرم حين يعلم سبب البُعد وماذا سيفعل
هذا ما ستكشفه فصول روايتنا
أنت تقرأ
أنت عشقي 🖤🔥
Randomأنت عشقي 🖤🔥 بقلم حورية الإبداع/ حنين عماد 💜✨ هو هادئ وبارد كالثلج .. لم يكن كذلك ولكنه تألم في ماضيه، فَقَدَ احب الناس إليه فقرر اعتزال الحب، اغلق على قلبه ورمى المفتاح عازماً على اللا يُدخِل المزيد من الأشخاص في حياته حتى لا يُفجع مرة أخرى .. لم...