الفصل الثاني والستون (والأخير) ⁦❤️⁩⁦❤️⁩

6.5K 187 4
                                    

مر اسبوع على ابطالنا وعائلتنا الكبيرة .. اليوم هو سبوع احمد وميان اللذان اذابوا قلوب العائلة حباً بهمهماتهم الصغيرة الآسرة وملامحهم الطفولية الساحرة والرقيقة .. يصدح صوت بكاء اطفال الحديدي عبر جهاز اللاسلكي الموضوع بغرفة حنين ومراد لتغلق حنين عينيها بإنزعاج فهي لم تنم سوى لساعة واحدة .. بينما يضع مراد وسادة على رأسه وهو يغمض عينيه بشدة فهو الآخر لم ينم طوال اليومين السابقين فهؤلاء الصغار يتفننوا في اختيار اوقات نوم حنين ومراد ليبدأوا البكاء لشتى الاسباب ولكن بالرغم من تعب الصاعقة والمجنونة إلا ان قلوبهم تتراقص بسعادة كلما يحملوا هؤلاء الصغار بين ايديهم .. يستمر بكاء الصغار لتهتف حنين وهي نائمة
حنين(بنوم وهي تخبطه على ظهره): مراد .. مراد قوم العيال بتعيط
مراد(بنوم): قومي انتي انا تعبان
حنين(بتذمر وهي تخبطه اكثر): وهو انا يعني اللي سليمة .. قوم بقا
مراد(بتذمر وهو يضغط بالوسادة على رأسه): انا قومت امبارح
حنين(بتذمر وهي تنظر لظهره بغيظ): وانا سهرت معاهم لحد الساعة 2 بالليل ورضعتهم وغيرتلهم .. الدور عليك
مراد(بتذمر وهو يلتفت لها): مش هقوم, انا خلاص مش قادر وفضلت شايلهم طول اليوم امبارح
حنين(بغيظ وتذمر طفولي): مليش دعوة دا دورك انت .. قوم بقا مش انت ابوهم
مراد(وهو يُغمض عينيه مرة اخرى): قومي انتي .. انتي أمهم
حنين(بمزاح يشوبه التعب): انا متبرية منهم
مراد(بنوم وهو يضع الوسادة على رأسه مرة اخرى): وانا زيك
حنين(وهي تستمع لبكاءهم على اللاسلكي): يا مراد العيال بتعيط بقا
مراد(مُدعياً النوم): خخخخخخ
حنين(بغيظ): كدا؟! ماشي يا مراد خليك فاكرها
تحركت حنين بتعب من على السرير لتذهب لغرفة احمد وميان .. حملت حنين احمد الصغير الذي ما ان شم رائحة امه حتى هدأ بينما اخذت حنين تحرك السرير بهزات صغيرة لكي تهدأ الاميرة الصغيرة ميان
حنين(بحنان وهي تربت على ظهر احمد وتهز سرير ميان): ششششش بس يا قلبي .. بااااس شششش .. انا هنا
هدأت ميان وبدأت هي واحمد في اصدار همهمات صغيرة وكأنهم يحتفلون بنجاح خطتهم لإيقاظ أمهم
حنين(بمزاح وضحك): سكتوا دلوقتي؟! ينفع اللي انتوا عاملينه دا .. بقا انا حنين, عمة اشقية مصر يحصل فيا كدا .. كان مستخبيلك دا كله فين يا بنت السيوفي
أصدر احمد وميان همهمات ممزوجة بضحكة صغيرة لتضحك حنين هي الاخرى وهي تنظر لهم بحب وقلب أصبحوا يسكنوه وروح اصبحت مربوطة بهم .. نظرت حنين لميان التي تمص شفتيها لتهمس بهدوء وهي تبتسم
حنين(بحنان وحب): انتي جعانة يا قلبي؟ .. عايزة تاكلي؟
وضعت حنين احمد بجانب ميان وتحركت بهدوء لأحد الاجهزة الصغيرة الموجودة بالغرفة والتي تشبه الغلاية الصغيرة ولكنها مخصصة لتسخين رضعة الاطفال .. تضحك حنين وهي تقف امام ذلك الجهاز وتسمع همهمات الصغار من خلفها لتلاحظ فجأة صمتهم .. تلف حنين وجهها لتجد مراد يحمل احمد وميان على صدره ويقف ينظر لها بابتسامة
حنين(وهي تحاول ان تداري ابتسامتها): ايه اللي صحاك؟
مراد(بنبرة ماكرة وهو يتحرك بالأولاد): عيالي وحشوني
حنين(وهي ترفع حاجبها وقدر ظهر شبح ابتسامه على وجهها): يا سلااام
مراد(بغمزة وهو يقترب منها): وأم العيال وحشتني
حنين(بمزاح): يا ولا انت .. ثبتني كمان
مراد(وهو يقف امامها بابتسامة): تحبي اقولك مثلاً اني ماعرفتش انام علشان انتي قومتي من جنبي
حنين(بابتسامة بسيطة): انا قومت علشان اسيبك ترتاح شوية, انت فعلاً تعبت الكام يوم دول
مراد(بحنان وحب): انا علشان خاطركم مستعد اتعب عمري كله
حنين(وهي تربت على ذراعه بحب): بعد الشر عليك من التعب
طبع مراد قبلة خفيفة على رأس حنين لتبتسم وتأخذ منه احمد .. يصدر الجهاز رنة بسيطة ليأخذ كل منهم زجاجة لبن (بيبرونة) ويبدأوا في اشباع بطون هؤلاء الصغار .. يتحرك مراد وحنين ذهابا وإيابا في الغرفة وهم يُرضعون هؤلاء الملائكة الصغيرة .. تمر الدقائق ويضع مراد وحنين الاطفال بالأسرة الصغيرة مثلهم لينظر مراد لهم وهم يتثائبون ببراءة
مراد(بابتسامة): كلنا وشربنا وغيرنا وزي الفل .. ننام بقا ها
حنين(بضحكة خفيفة ومزاح): انا حاسة أنهم متعمدين مايخلوناش ننام
مراد(بمزاح): انا بقا متأكد من كدا
حنين(ببسمة هادئة): يلا روح نام شوية بقا, بكرة عندنا يوم طويل علشان السبوع
مراد: وانتي مش هتنامي؟
حنين(وهي تنظر لصغارها): لا انا هقعد اتفرج عليهم شوية
مراد(وهو يتحرك ويُحاوطها من ظهرها وينظر معها للأولاد): ...
حنين(بحب وهي تنظر لهم): شكلهم حلو اوي
مراد(بحب وعيون لامعة): عارفة .. انا كل ما بشيل حد فيهم بحس كأن قلبي بيرفرف بين ضلوعي .. لحد دلوقتي مش مصدق
حنين(بابتسامة وعيون لامعة): وانا زيك .. ولا لما ابصلهم والاقيهم بيبصولي كدا بحس جسمي كله بيترعش ولما بيمسكوا ايدي بحس اني عايزة افضل اضحك
مراد(بحنان ونبرة ابوية): ربنا يخليهملنا ويباركلنا فيهم
حنين(وهي تنظر له): ومايحرمناش منك
مراد(بابتسامة عاشقة): ولا منك يا احلى مامي في الدنيا
حنين(وهي تخرج من حضنه بهدوء): يلا بقا روح نام علشان تعرف تصحى
مراد(بابتسامة): تؤ, مش هنام من غيرك
نظرت حنين له بابتسامة ثم نظرت لصغارها بنفس الابتسامة .. يرى مراد علامات الحيرة مرسومة على وجهها ليسحب يدها بهدوء لكرسي كبير موجود بزاوية غرفة الصغار .. يجلس مراد على الكرسي ويجلسها على قدمه مُحيطاً خصرها بيديه بحب تخطى حدود العقل لتبتسم وهي تراه ينفذ رغبة قلبها دون ان تنطق بها .. يُحكم مراد لف ذراعه حولها دافساً رأسه بعنقها وهو يُغمض عيناه لينام بينما تضع هي كفيها فوق كفيه وهي تغلق عينيها مستمتعة بقربه وبقرب من سكنوا قلبها واحبتهم من قبل ان تراهم وعشقتهم بعد أن رأتهم .. يغرق الجميع في بحور النوم العميق الذي على غير العادة يمر دون نوبة بكاء اخرى لأطفال الحديدي وكأنهم يشعروا بهم بجانبهم ويشموا عبيرهم فتهدأ قلوبهم الصغيرة
////////////////
تمر الساعات ويتجمع ابطالنا بمنزل مراد ليبدأوا التجهيزات لحفلة سبوع اولاد الحديدي الذين سرقوا قلوب العائلة بأكملها .. عاد نور وهدى ومحسن ولارا من رحلة شهر العسل في الصباح وتوجهوا فوراً لمنزل مراد لكي يحتفلوا مع عائلتهم الجميلة بسبوع هؤلاء الصغار ذوي الملامح الطفولية الجميلة .. تجلس البنات بغرفة مرام وهم يضحكون بشدة على حنين التي تحكي معاناتها في الايام السابقة مع هؤلاء الشياطين الصغيرة .. تحمل مرام احمد على يديها وتجلس بجانبها لارا أما هدى فتحمل ميان على يديها وتجلس لما بجانبها وهم يكادوا لا يأخذون انفاسهم من شدة الضحك
حنين(بغيظ من ضحكهم): انتوا بتضحكوا .. انا حاسة اني نسيت النوم
مرام(وهي تنظر لأحمد): وبذمتك حد يبقى معاه القمر دا وينام .. دا الواحدة تفضل تبوس فيه كدا .. كدا .. كدا (قالتها وهي تقبل احمد وسط همهماته الصغيرة)
هدى(وهي تنظر لميان): اومال المزة دي الواحد ياكلها طيب ولا يعمل فيها ايه .. اخد بوسة واحدة .. لا اتنين .. لا تلاتة (قالتها وهي تقبل ميان وسط ضحاكتها الصغيرة مثلها)
حنين(مُدعية الغيظ): هو انتوا جايين تقعدوا معايا ولا تبوسوا العيال؟!
لارا(مُدعية البراءة): لا طبعا يا حنون
لما(مُكملة بمزاح): جايين نبوس العيال
ضحكت البنات بشدة وشاركهم الضحك هؤلاء الصغار ذوي الصوت الخفيف مثلهم والنظرات القادرة على اسرك وخطف قلبك .. نظرت مرام لحنين بجدية وقالت
مرام: بقولك يا حنون .. هو انتي هتلبسي الولاد ايه النهاردة في السبوع؟
حنين(وهي ترفع كتفيها بحيرة): مش عارفة .. هشوف حاجة من اللي جايباهم انا ومراد
هدى: هو انتي ماجبتيش لبس للسبوع؟
حنين(وهي تلوي فمها بتهكم ومزاح): هو انا لحقت ما الاساتذة عملولي مفاجأة وجم بدري اسبوعين ومن ساعة ما خرجت من المستشفى وانا في البيت
لما(وهي تلاعب ميان بابتسامة حنونة): هما عملوا مفاجأة لينا كلنا الصراحة
هدى(وهي تلاعب ميان بحب وحنان): احلى مفاجأة يا ناس ولو اني زعلانة اني ماكنتش جنبك في الولادة
لارا(مُدعية العبوس وهي تنظر لأحمد): ولا انا كمان
حنين(بابتسامة هادئة): معلش تتعوض مع لوما وميمي ان شاء الله
لما: امين يا رب
مرام(بعيون لامعة): حنين .. انا عندي فكرة
حنين: فكرة ايه؟
مرام(وهي تقف): استني
اعطت مرام احمد لحنين وتحركت ناحية الدولاب وسط نظرات الاستغراب التي تحتل وجوه البنات .. اخرجت مرام صندوق متوسط الحجم وجلست بجانب حنين على السرير وهي تبتسم
مرام(وهي تنظر للصندوق بابتسامة يشوبها حزن): انا عرفت تلبسي الولاد ايه .. بصي
قالتها وهي تفتح الصندوق وتُخرج منه ملابس اطفال من الكروشيه .. تلمع عيونها بالدموع وهي تتكلم
مرام(وهي تمسد على قطعة من الملابس بحنان): دول ... ماما هي اللي عاملاهم ..(ثم ابتسمت ابتسامة مهزوزة وهي تُكمل).. اصل ماما كانت غاوية تفصل حاجات بالكروشية والتريكو .. كانت بتعمل ليا انا ومراد الجوانتيات والكوفيات ولما كنت اسألها ليه كانت تقولي علشان الحاجة المعمولة بحب بتدفي اكتر
ابتسمت البنات ابتسامة حزينة ولمعت عيون حنين بالدموع
مرام(بابتسامة مهزوزة على ذكرياتها): الهدوم دي كانت بتعملها وكل ما كنت اسألها لمين كانت تقولي لأحفادي ..(اخرجت من الصندوق فستان صغير من اللون الابيض ونظرت له بعيون لامعة بالدموع).. الفستان دا كان اخر حاجة هي عملته
امسكت حنين بالفستان وهي تبتسم لجماله ورقته لتنتبه لكلام مرام
مرام: انا عارفة انه موضته قديمة و..
حنين(مُقاطعة بابتسامة): بالعكس دا رقيق وحلو اوي .. انا هلبس الولاد الحاجات دي وبكدا طنط وعمي هيكونوا معانا في السبوع
ابتسمت مرام واحتضنت حنين وقد هربت دمعة من عينيها الرمادية لتربت حنين على ظهرها بحنان ولم يقطع هذا الحضن سوى همهمات احمد .. ضحكت حنين وهي تنظر لمرام التي ابتعدت وهي تمسح دموعها وتنظر لهذا الصغير
حنين(بنبرة خفيفة): عجبك كدا اهو ابو حميد زعل انك عيطتي
مرام(وهي تحمل احمد بين احضانها): وهو انا اقدر على زعل ابو حميد برضو
لما(وهي تمسك قطعة من الملابس بابتسامة): بصي يا حنين الحاجات جميلة ازاي
حنين(بابتسامة وإعجاب): حلوة اوي .. يا خلاثي عالسكر يا ناس .. بصوا دا (قالتها وهي تمسك شراب صغير من اللون الابيض)
مرام(وهي تنظر للصندوق): هتلاقي هنا فستان وجوانتي وسورتيت وشراب للأميرة ميان وبدلة وشراب وطقية لأحمد باشا
لارا: انتي حافظاهم؟!
مرام(وهي تتنهد): اها, اصلي كنت كل فترة اطلعهم اتفرج عليهم وعلى الصور واشيلهم
حنين: صور ايه؟
مرام(بابتسامة وضحك): صورنا واحنا صغيرين .. دي صور عااااار
حنين(بمزاح وهي تحمل احمد مرة اخرى): فرجيني يا اوختشي
اسرعت مرام بابتسامة ناحية الدولاب مرة اخرى لتمسك بالألبوم وتفتحه فتعلو الضحكات بالغرفة وهم يتطلعوا لصور ابطالنا الصغيرة
حنين(بضحك وهي تنظر لصورة مراد وهو صغير ويجلس فوق ارجوحة): مش قادرة ههههههه مراد شكله مسخرة
مرام(بضحك): بابا اللي صور الصورة دي
هدى(وهي تشير لإحدى الصور): بصي يا لارا مرام هنا ملامحها هادية اوي
لارا(وهي تبتسم وتنظر لها): ايوة تقريباً ماتغيرتش من الصورة دي
لما(بفخر وهي تشير لصورتها): طب بصوا صورتي انا هادية ازاي
مرام: ايوة انتي كنتي هادية اوي زمان يا لوما
هدى(بضحك): ومازالت لحد دلوقتي زي جوزها
لما(بهيام بمصطفى وهي تحتضن احمد الصغير): وهو انا اطول اكون زيه
حنين(بمزاح): بنااااات الكمنجاااااات لالالالااااااا بم بم
لما(وهي تضربها بخفة على يدها): يا رزلة
حنين(بمزاح): انا رزلة؟! طب هاتي ابني بقا
لما(وهي تقف وتحتضن احمد): بعينك دا خلاص اتصادر
ضحكت حنين والبنات لتنظر هدى للما
هدى(بهدوء): بس فعلاً يا لوما انتي فيكي كتير من جوزك حتى في الشغل تقريباً اسلوبكم واحد
لما(بعبوس وهي تجلس مرة اخرى): ماتفكرنيش بالشغل ل احسن مصطفى مصمم اني مانزلش الشركة لحد ما اولد
مرام(وهي تلوي فمها بتهكم): زي اكرم .. هو كمان مصمم اخد اجازة من الجامعة لحد ما اولد علشان ماتعبش
حنين(بهدوء وجدية): بصراحة هما معاهم حق يا جماعة وبالذات اكرم يا ميمي .. احنا ما صدقنا يا قلبي ف المفروض تستريحي بقا
لارا(وهي تهز رأسها): حنين معاها حق .. وانتي كمان يا لوما
لما: انا كمان ايه؟! دا انا طول اليوم قاعدة على المكتب وبنزل معاه وبرجع معاه يبقى هتعب في ايه؟!
هدى: يا حبيبتي قاعدة المكتب نفسها متعبة وبعدين انتي بتروحي اقسام وتمشي من هنا لهنا افرضي تعبتي ولا دوختي
حنين: انا عندي حل حلو
مرام: حل ايه؟
حنين: انتي تجيبي اكرم وتيجوا تقعدوا معانا هنا
مرام: هنا فين؟!
حنين: هنا في البيت .. في اوضتك هنا .. انا وانتي ناخد بالنا من بعض انتي تساعديني مع ولاد اخوكي اللي هيودوني السرايا الصفرا وانا اخد بالي منك على الاقل في اول شهور الحمل
لما: والله فكرة حلوة .. او ممكن تيجي عندي واهو نونس بعض
هدى: بيتهيألي هنا افضل يعني علشان تكون على راحتها .. مراد اخوها ف عادي تقعد من غير الحجاب انما مصطفى غريب عنها ممكن تتكسف تقعد براحتها ولا تلبس بيجاما فاهمة
لما(بتفكير): اها .. صح معاكي حق .. بس انتوا كدا هتسيبوني لوحدي؟!
حنين(بابتسامة): لأ طبعاً لسة باقي الفكرة .. ميمي تقعد معايا وانتي مصطفى يجيبك كل يوم الصبح وهو رايح الشغل علشان ماتقعديش لوحدك ويكون متطمن عليكي ويعدي اخر اليوم ياخدك وتروحوا
لارا: والله فكرة حلوة
مرام(بحيرة): مش عارفة .. ماظنش اكرم هيوافق
هدى: ليه؟
لما(موضحة تفكير أخيها التي تحفظه): علشان مش هيكون عايز يحس انه مضايق حنين ومراد
حنين: يا ستي انا هخلي مراد يكلمه ولو في اسوأ الظروف مارضاش يقعد هخلي مراد يقوله يعمل زي مصطفى .. يجيب ميمي الصبح ويعدي ياخدها بعد ما يخلص العمليات والمستشفى
أصدر احمد وميان همهمات صغيرة لتضحك حنين وتهتف
حنين(بمزاح وضحك): موافقون يا ريس .. قرار موفق ان شاء الله
ضحكت البنات وأخذوا يلعبوا مع صغار الحديدي بفرحة وسعادة تملأ القلوب
//////////////////////////
بمنزل مراد(بالأسفل):-
يقوم الشباب بالتحرك والتعاون في تزيين الصالون بالزينة الملونة والبالونات بينما يجلس اكرم ونور على الكنبة وينفخون المزيد من البالونات
اكرم(بأنفاس متقطعة): نفسي اتقطع .. كفايا .. هموت
نور(بأنفاس متقطعة وهو ينظر لأكرم): انت نفخت كام؟
اكرم(وهو يتنهد): 17
نور(بعبوس طفولي وهو يأخذ بالونة اخرى): كمل .. كمل
اكرم(بمزاح وضحك): ليه هي الفورة من كام؟
نور: الصاعقة قال عايز 25 ازرق و25 بمبي
اكرم(بهتاف وهو يقف): لييييييه هو سبوع مين يعني؟!
نور: اكرم..
اكرم(بغيظ): بلا اكرم بلا زفت .. 50 بالونة ليه يعني؟!
نور(بتحذير): يا اكرم..
اكرم(مُكملاً بهتاف): بس اسكت يا نور انا مش هنفخ..
كح كح
قطع اكرم جملته حين استمع لصوت سعال بسيط خلفه ليفتح عينيه بصدمة دون ان يُدير ظهره وقد عرف ان الصاعقة يقف خلفه واستمع لكلامه
اكرم(برعب وهو ينظر لنور): هو .. اللي في بالي دا صح؟
نور(وهو يكتم ضحكاته): ما انا عمال اقولك يا اكرم يا اكرم
اكرم(بغيظ): يا خويا وانت لازم تناديني ما تقول على طول
مراد(هو يقف امام اكرم): كنت بتقول ايه يا حبيبي؟
اكرم(وهو يهز رأسه): انا ماكنتش بقول حاجة
مراد(بنبرة خبيثة): ازاي دا انا سمعت انك متضايق من رقم 50 بالونة تقريباً
اكرم(مدعياً الصدمة والبراءة): اناااااا ابداً .. دا انا لسة كنت بقول اني مش هنفخ 50 دا انا هنفخ 75 .. 25 ازرق و 25 بمبي و 25 احمر
مراد(ببسمة خبيثة): شاطر يا اكرم .. انا مبسوط منك ..(ثم نظر لنور).. وانت يا نور
نور(وهو يرفع يديه بالبالونة): انا ايه؟! انا بنفخ من الصبح اهو
مراد(وهو يكتم ضحكاته): لأ كفايا عليك نفخ لحد كدا .. قوم جهز البلاي ليست بتاعة السبوع
نور(وهو يندفع ناحية اللاب توب الخاص به): عينيا يا صاعقة
اكرم(بغيظ وتذمر طفولي): دا ظلم اشمعنا هو
مراد(وهو يرفع حاجبه): بتقول حاجة يا اكرم؟
اكرم(بعبوس طفولي): بقول ان نفسي اتقطع وريقي نشف
مراد(وهو يضع صينية العصير من يده): وانا مايرضينيش كدا علشان كدا جبت عصير لينا يلا نشرب وبعدين نكمل
اكرم(بتهكم وهمس): نكمل! هو انت بتعمل حاجة اصلاً
مراد(وهو يضيق نظراته ويمسك كأس عصير): بتقول حاجة يا اكرم؟
اكرم(بابتسامة بلهاء): لا يا حبيبي سلامتك
مراد(وهو ينظر لمصطفى ويرتشف من العصير): انزل يا درش بل ريقك دا عصير برتقان من عمايل دادة فاطمة
نزل مصطفى الذي كان يقف على سلم عالي ويعلق الزينة بصمت وهو يكتم ضحكاته على مشاكسات اكرم ومراد ونور
مصطفى(وهو يمسك بكأس عصير): اومال فين محسن؟
مراد(وهو يتلفت حوله): ايه دا؟! دا كان خارج ورايا بالكـ ..
قطع مراد جملته وهو يرى محسن يخرج وفمه ممتلئ بالكيك ويُمسك بيده قطعة اخرى
مراد(بصدمة وذهول): ايه اللي بتعمله دا؟!!!
محسن(بفم ممتلئ بالكيك): مش انت قولتلي ادوق الكيك
مراد(بهتاف وذهول): تدوق ايه؟!!! دا انت نسفت الكيك
محسن(بعبوس طفولي): جرا ايه يا مراد انت هتعدلي اللقمة
مراد(بضحك وتهكم وهو يُقدم له كأس عصير): لا يا حبيبي بالهنا والشفا .. تعالى بلع بقا بالعصير
محسن(بدرامية): اه ل احسن انا حاسس اني هفتان ونفسي مسدودة اليومين دول
اقترب محسن وأخذ كوب عصير لينظر للصالون الذي تغير شكله بالزينة والبالونات الملونة وعلى الحائط العريض علق مصطفى حرف ال A باللون الازرق وحرف ال M باللون البمبي
///////////////////
يمر الوقت ويحل المساء ويصل عزيز وسها وحسن وجميلة .. يقف الجميع بانتظار النجوم الصغار الذين سيُنيروا هذه الليلة .. صعد مراد لغرفته هو وحنين وفتح الباب بهدوء ليجد حنين تضع ميان امامها على السرير وتُمسك بيدها وتلاعبها بينما تضع احمد بجانبها على السرير وقد انهت تبديل ملابسهم
حنين(بنبرة غنائية): حبيبة امها .. ياخواتي بحبها .. دي حبيبة امها ..(تصدر ميان همهمات ممزوجة بضحكة لتضحك حنين وهي تكلمها وكأنها تفهمها وتغرقها بالقبلات).. قلبي .. الضحكة اللي بتسرق قلبي .. يا سكرتي .. يا قمري .. ايه الخدود دي يا ناس ..(اصدر احمد هو الآخر همهمات صغيرة صغيرة لتضحك حنين وهي تقبله هو الاخر).. غيرتي يا بيضا .. حبي .. حبيب مامي .. ايه يا واد الجمال دا .. ايه الحلاوة دي .. انت طالع قمر كدا لمين؟ .. انا عارفة, انت طالع لأبوك .. هات بوسة .. وكمان واحدة ..(ثم اخذت تقبلهم بحب).. هتجننوني انتوا وابوكم
مراد(مُدعياً العبوس وهو يدخل الغرفة): ابوهم ايه بقا .. دا انتي نسيتي ابوهم خالص
حنين(بابتسامة عاشقة): وانا اقدر برضو يا قلبي
مراد(بعبوس طفولي ونبرة غيرة): ما انتي قدرتي اهو وعمالة تبوسي فيهم
حنين(بضحك): مراد, انت بتغير من ولادك!
مراد(وهو يربع يديه امام صدره): ايوة بقا
حنين(وهي تقترب منه وقرصه في خده بخفة): يا خلاثي عالمكشر القمر دا يا ناس
مراد(مستمراً في عبوسه): ...
حنين(وهي تضربه بخفة في صدره): خلاص بقا يا موري ميبقاش دمك تقيل
مراد(بنبرة خبيثة وهو يرفع حاجبه): انا دمي تقيل؟! دا انتي تتعاقبي بقا
ضحكت حنين بشدة وتعلقت برقبته وهي تنظر بحب له
حنين(بابتسامة عاشقة): طب ينفع نأجل العقاب لبعد السبوع علشان الناس تحت
مراد(وهو يُحيط خصرها بيده): بشرط .. هيبقى العقاب بفوايد
قالها بغمزة جعلت وجه حنين يتلون بخجل فدفست رأسها بصدره وهي تبتسم وحاوطها هو بعشق كبير تشعب بكامل جسده وروحه وكيانه .. أصدر احمد وميان همهمات صغيرة لينظر مراد نحوهم وينتبه لما يرتدوه
مراد(بذهول ودقات قلب متواثبة): ايه دا؟! دول...
نظر مراد لحنين لتبتسم هي بهدوء وهي تهز رأسها
حنين(بابتسامة هادئة): علشان عمو وطنط يكونوا معانا .. لو كنا اشترينا اغلى حاجة ماكنتش هتبقى بجمال اللي طنط عاملاه ليهم ولا هيبقى فيها الحب والحنان دا
احتضن مراد حنين بقوة وبدقات قلب متواثبة لا يعلم أهى لفرحته بما فعلته حنين أم لسعادته التي تخطت كل الحدود بكرم الله له بينما هي اغمضت عينيها بفرحة على صدره وهي تشعر بسعادته ودقات قلبه المتواثبة تحت كفها الذي يُربت على صدره برفق
/////////////////////
تمر الدقائق وينتبه الجميع على الصاعقة والمجنونة اللذان يقفا بأعلى السلم وكل منهم يحمل إحدى عيونه بين يديه .. يحمل مراد احمد بين احضانه وتحمل حنين ميان على يدها .. تنظر حنين بفرحة لعائلتها الجميلة التي تقف مصفقة لهم ويُطلق الشباب الصافرات الفرحة بينما يمتلأ السلم بالكثير من البالونات الحمراء وعلى الحائط ومن السقف تتدلى البالونات ذات اللون البمبي والازرق
////////////////////
يقف الجميع حول السفرة ليضغط نور على البلاي ليست وتنطلق الاغاني ولكن ينظر مراد بصدمة له من الاغاني التي اختارها
مراد(بغيظ وهو ينظر لنور): ايييه داااا؟!! ايه القرف اللي انت حاطه دا؟!
نور(بنبرة خفيفة وهو يتحرك برقص خفيف): قرف! دا رائعة من روائع النجم حمو بيكا
مراد(بذهول): بيكيا!!!
اكرم(وهو يكتم ضحكاته): بيكا يا مراد
مصطفى(بدهشة): مين دا؟!
محسن(وهو يرقص مع نور): دي عاملة اعلى ايرادات في التكاتك والميكروباصات بص اسمع اسمع .. وباتون باليه بالسمسم هات يا سلااااام
مراد(بهتاف وغيظ لنور ومحسن): اقفل يا جزمة القرف دا
نور(بعبوس طفولي): الله! فيه ايه يا مراد
مراد(مُدعياً الاشمئزاز): بس يا سرسجي يا حقير
لما(بضحك): طب غير الاغنية يا نور
نور(بحيرة وهو ينظر للبلاي ليست): ما كلهم كدا .. تسمعوا شاكوش طيب؟
مرام(بدهشة): شاكوش؟!!
مراد(بغيظ وهو ينظر لنور): تصدق انا اللي هاجي ادغدغ دماغك بالشاكوش لو ماسكتش
هدى(وهي تمسك نور وتكتم ضحكاتها): يا عم اسكت واقف جنبي
نور(ببراءة): هو انا غلطت يا حبيبتي؟
هدى(بنبرة خفيفة): لا يا حبيبي دا انت نسمة
لارا(بابتسامة): طب ما تغني انتي يا حنين
حنين: انا؟!
عزيز(وهو ينظر لها ولميان): ايوة يا قلبي غني انتي للقمر دي
سها(وهي تتحرك بخفة بأحمد الصغير): يالا يا قلبي عشان خاطر الحلو دا
ابتسمت حنين وبدأت الغناء بصوتها والجميع يردد وراءها وهم يدوروا حول السفرة بابتسامات ترتسم بسعادة على الوجوه وهم ينظرون لهؤلاء الملائكة الصغار
الجميع(بنبرة غنائية): حلاقاتك برجالاتك .. حلقة دهب فى وداناتك
حنين(بابتسامة وحب وهي تنظر لصغارها):
يا رب يا ربناااااا تكبر وتبقي قدنا وتيجي تعيش وسطنا .. وسط الحبايب تكبر وتروح المدرسة
وتصاحب شلة كويسة وتشوف عيون امك وابوك .. فرحانة بيك

أنت عشقي 🖤🔥حيث تعيش القصص. اكتشف الآن