الفصل الثامن 🥺💔⁦❤️⁩😳

7.6K 232 5
                                    

يجلس مصطفي على مكتبه ويعمل بتركيز شديد ليقطع تركيزه صوت هاتفه .. يرفع الهاتف ليجده أكرم
اكرم: مصطفى، تعالى المستشفى حالاً
مصطفي: ايه يا ابني ما انا سايبك من كام ساعة
اكرم: يا ابني بقولك تعالى .. لما....
ينقطع الخط بعدما ذكر أكرم اسم لما ليقع قلب مصطفى
مصطفي(برعب): لما مالها .. الو .. اكرم
حاول مصطفى الاتصال بأكرم ولكن هاتفه مغلق .. لم يأخذ مصطفى ثانية للتفكير فترك كل شئ وهرع للمشفى ودقات قلبه تكاد تُسمع
///////////
على الجانب الاخر بمستشفى الشاذلي
اكرم(وهو ينظر لهاتفه): دا وقت تفصل فيه يا زفت انت
تحرك اكرم تجاة مكتبه ليضع هاتفه على الشحن ليجد لارا بداخل المكتب تجلس بأريحية
اكرم(بدهشة): دكتورة لارا!
لارا(وهي تعتدل بجلستها): ازيك يا دكتور
اكرم: الحمد لله، خير فيه حاجه؟
لارا(وهي تبتسم له): هو لازم يكون فيه حاجة علشان اجي اشوفك
اكرم(ولم تعجبه طريقة كلامها): والله دا الطبيعي .. وقت الشغل بيكون للمرضى مش علشان نشوف بعض
لارا(وقد شعرت بالحرج): ااا اصل اه الحالة اللي كانت في العناية المركزة
اكرم: مالها؟
لارا: توفت
اكرم(بصدمة): ايه؟!! ازاي؟
لارا: حصل انخفاض مفاجئ في ضغط الدم وضربات القلب وقفت وللاسف مقدرناش نسعفها
اكرم(بحزن): الله يرحمها .. تمام اتفضلي يا دكتوره وانا هحصلك علشان نكتب التقرير ونبلغ الاهل
رأت لارا انها فرصة مناسبة للاقتراب من اكرم وهو بهذه الحالة .. فاقتربت ببطئ وامسكت بيده وضغطت عليها ليُفاجئ اكرم من فعلتها وجرأتها فيشد يده منها بعصبية
اكرم(بحدة): ايه اللي عملتيه دا؟!
لارا(بتعجب من ردة فعله): في ايه يا اكرم؟
اكرم(بحدة):اسمي دكتور أكرم .. إلتزمي حدودك معايا يا دكتورة وبلاش تتخطيها علشان ماضطرش اني اعمل تصرف مش هيعجبك
لارا: حصل ايه لكل دا، انا مسكت ايدك كنت بواسيك لما شوفتك حزين
اكرم: وانا مش عايز حد يواسيني وياريت تخليكي في شغلك
لارا(باحراج): حاضر يا دكتور
اكرم: اتفضلي على شغلك
لارا(وهي تتحرك): عن اذنك
////////////
وصل مصطفى للمشفى بعدما نجا من عدة حوادث وشيكة بسبب سرعته الكبيرة .. فقد كان يسوق سيارته وكأنه يسابق الزمن وكانت اطارات السيارة لا تكاد تلمس الطريق .. ما ان دخل مصطفى المستشفى حتى هرع لغرفه العنايه المركزه الخاصه بمن سكنت قلبه وعقله وروحه، تلك التي لم يكد ان يفرح بكونها زوجته حتى كان للقدر رأي آخر فحرمه منها ل ٥ سنوات فأصبحت حاضرة بجسدها غائبه بحضورها وكلماتها التي كانت تشغل يومه وتهون عليه عناء حياته .. فهل ان الاوان ليُرحم هذا القلب الذي طال عناءه وشقائه ان سيستمر القدر في كتابه سلسله من المصاعب والآلام لقلب هذا العاشق
////////////
بعد ان خرجت لارا من الغرفة اخذ اكرم يحاول تنظيم انفاسه وكأنه كان ب حرب، نعم لقد كان هناك حرب وصراع بين عقله الذي يحسه على إكمال حياته ويكفي ٥ سنوات اضاعهم من عمره وبين قلبه الذي يرفض ان تسكن به اخرى غير حبيبه الطفوله التي لطالما بني معها احلامه واقسم ان يحققها معها ولن يحققها سوا معها هي .. فقد حرص اكرم طوال حياته ان لا يدع احد يتخطى الحدود معه وبالذات وإن كانوا من الجنس الآخر .. إلا هي، فهي الوحيدة التي كسرت كل القواعد ولم يُمانع بل سلمها مفاتيح قلبه ليصير ملكها .. حتى بعد انفصالهما حافظ على حبها في قلبه، فلم يدع اي امرأة اخرى تقترب منه، و بشكل أو بآخر حرص على اللا يدع أي رجل يقترب منها أيضاً، فهي حبيبته هو فقط وهو ملكها هي فقط .. يرى الحب في عينيها ويشعر به من دقات قلبها فلماذا تكابر ولماذا بعدت ولماذا تُظهر عكس ما تشعر به .. مرت خمس سنوات ولم يعلم السبب ولكنه لم ولن ييأس
اكرم: مش هيأس يا مرام وهعرف ايه السبب وساعتها هعاقبك بس بطريقتي
تحرك اكرم باتجاة العناية المركزة ليكتب التقرير الطبي للحالة المتوفاة
/////////////
وصل مصطفى أمام باب العناية ليجد ممرضة تخرج وعلى وجهها اثار البكاء ليقع قلبه ويحس بروحه تُسحب منه .. يقترب مصطفى من الممرضة بخطوات بسيطة كأنه طفل يتعلم المشي فكانت قدماه وكأنها ترفض التحرك .. وقف امام الممرضة وبعد عناء وبصوت مبحوح ومرتعش نطق ب
مصطفى: هو .. ال .. حالة اللي جوا ..
صمت وهو لا يستطيع تجميع الجملة فقدرت الممرضة حالته ونظرت له نظرة جعلت ضربات قلبه تزيد وكأنه سيخرج من ضلوعه لتنطق بكلمتين وقعوا عليه كالصاعقة
الممرضه: البقاء لله
تجمدت عينا مصطفى وتوقفت حاسة السمع وكأنه فقدها .. تخشبت قدماه في الارض وعلا صوت تنفسه .. عافر لاخراج صوته الذي خرج همساً وتغلفه نبرة رجاء
مصطفى(بصدمة): انتي بتقولي ايه؟!!!
الممرضه: شد حيلك .. هي دلوقتي راحت عند اللي احسن مني ومنك .. ادعيلها
تجمعت الدموع في عينا مصطفى ونزلت بغزارة على وجهه .. رفضت قدماه حمله اكثر من ذلك فوقع أمام الباب ليجلس ويبكي بحرقة مثل الطفل الصغير الذي فقد امه
مصطفى(بحرقة ودموع): سبتيني؟! .. سبتيني ليه؟! .. انتي قلتي ان انتي مش هتسيبيني .. مفكرتيش فيا .. انا هعيش ازاي من بعدك .. دا انا كنت متأكد ان انتي هتقومي ليا، يبقى ازاي تسيبيني .. احنا لسه محققناش اللي كنا بنحلم بيه، مش انتي قولتي هنفضل مع بعض طول العمر ونربي ولادنا واحفادنا سوا .. مش انتي وعدتيني انك هتفضلي جنبي ومش هتسيبيني .. انتي عارفه اني ماليش غيرك يبقى ليه تمشي وتسيبيني .. عشان خاطري متسيبينيش .. عشان خاطري قومي .. والله انا مش هقدر اعيش بعدك، انا اضعف من كدا بكتير .. (ثم بدأ ينفعل ويصرخ بدموع) .. يا لمااااااا .. قومي يا لماااا .. قومي تعالي ليا .. انا مصطفى .. انا حبيبك وجوزك .. ياااااا رب  .. ياااااا رب .. كدا حراااااام .. حرااااام .. ليييييه .. انا مليش غيرها ليه خدتها هي كمان .. ليه حرمتني منها .. استغفر الله العظيم .. استغفر الله العظيم
/////////////
اقترب اكرم من غرف العنايه ولاحظ اصوات صراخ وبكاء .. اقترب اكثر ووجد مصطفى يبكي امام الغرفه بانهيار
اكرم: مصطفى!!
عندما رأي مصطفي اكرم جرى ناحيته ومسكه من يديه وهو يبكي
مصطفى(بانهيار ودموع وانفاس متقطعة): سابتنا يا اكرم، سابتني ومشيت .. سابتني وخدت قلبي معاها .. هي .. لسه .. انا كنت .. لسه .. كنت عندها .. لسه كنت بقولها ان انا بحبها واني هفضل مستنيها .. ليه سابتني ومشيت .. هي مش عارفه انا قد ايه بحبها وقد ايه بتمنى اليوم اللي ترجع فيه .. هي .. هي ..
اكرم(وهو يحاول تهدئته): اهدى يا مصطفى اهدى ارجوك .. لما كويسة صدقني
مصطفى(وهو لا يصدقه): لا .. لا ..  لما مشيت .. مشيت زي ما كلهم مشيوا وسابوني .. هرجع تاني لوحدي
اكرم: والله العظيم لما كويسه وانا بنفسي نقلتها النهارده اوضه عاديه عشان فاقت
مصطفى(وهو يستوعب كلام اكرم): فاقت؟! اكرم، انت بتقول فاقت؟! يعني لما مش ماتت .. يعني .. يعني عايشة .. يعني ماسبتنيش لوحدي .. يعني قامت .. يعني بقت كويسه .. رد علياا
اكرم: ايوة والله يا ابني فاقت وانا كلمتك علشان اقولك،  اهدى بقا عشان افهمك
مصطفى (برجاء وهو خائف ان يكون هذا حلم ويفيق على واقع أليم): طب احلف انها لسه عايشه .. احلف انها كويسه .. احلف ان انت مش بتضحك عليا
اكرم: والله العظيم عايشه، ورحمه ابويا وامي عايشه
لم يدرِ مصطفى بنفسه الا وهو ساجد ويهلل: الحمد لله يا رب .. الحمد لله يا رب
ثم استند على اكرم وذهب لغرفته ليخبر اكرم مصطفى بكل ما حدث فيما يخص لما
/////////////
يدور مراد بسيارته في الشوارع بلا هدف ولا وجهة .. يشعر ان ببعدها عنه ابتعدت انفاسه عن صدره .. نعم كان يرغب ببعدها ولكن ليس بتلك الطريقة .. قرر الذهاب لعمله حتى يُلهى نفسه عن التفكير بها ولكنه لا يعلم انها سكنت بداخله فلا مهرب منها ولا مفر
//////////////
بغرفة اكرم بالمستشفى
اكرم(بعد ان حكى تفاصيل استيقاظ لما): بس يا سيدي هو ده اللي حصل وانا ساعتها قولت انقلها في اوضه عاديه لان حالتها ما كانتش تستدعي العنايه المركزه وعشان هي كمان تطمن على نفسها وما تتخضش
مصطفى(وهو يتنهد بارتياح): الحمد لله ده انا قلبي وقع في رجلي حسيت ان روحي بتتسحب مني
اكرم(بانتباه): انت مين اللي قالك اصلا ان الحاله اللي في الاوضه دي توفت؟
مصطفى: ممرضه كانت خارجه من الاوضه وانا على حظي الاسود سألتها و انا فاكر ان لما هي اللي جوه
اكرم: الحمد لله انها جت على قد كده، انت احسن دلوقتي؟
مصطفى(بلهفة): انا هابقى احسن لما اشوف لما .. انا عايز اشوفها دلوقتي
اكرم: هتشوفها، هي بس بتعمل شويه اشعه وتحاليل عشان نطمن عليها وبعد كده اخدك ونروح لها الاوضه .. ممكن تقعد بقا شويه وتشرب الليمون عشان اعصابك تهدي
اخذ مصطفى يشرب الليمون وهو يكاد لا يصدق انه منذ لحظات كانت روحه مفارقته .. فهو لم يكن يتخيل انه سيعيش ثانيه بدونها .. لم يكن يشعر ب الهواء يدخل صدره وكاد قلبه ان ينخلع من بين اضلعه ليُرسل الله له اكرم نجدة من السماء ليطمئن قلبه وتُطفأ نيران صدره
////////////
تجلس مرام بغرفتها وهي تحاول ان تشغل عقلها عنه .. تعصف بها الذكريات لتًمسك بريموت التليفزيون وتقلب بسرعة .. ثبتت فجأة على فيلم "رحلة حب" وبالتحديد مشهد الحفلة .. وكأن الكون يتآمر ليذكرها به .. تلعب الموسيقى على اوتار قلبها حاملة ذكرياتها معه .. ذكرياتها مع من تربع على عرش قلبها ولم ولن يدخله احد غيره .. تغرق بالذكريات مع كل كلمة من الاغنية:
جرحتك حبيبي جرحتك سامحني بعادك حبيبي في قلبي جارحني قول لعينيك حبايبي دايما تفتكرني  يا ناسي روحي يا ناسي عيني امنتك حبيبي بالخير افتكرني ده كفايه جرح المر وايامي اللي مش بتمر وكفايه كفايه كفايه ان انت مش جمبي
تمر ذكرياتهم امام عينا مرام .. ضحكهم, فرحتهم, حياتهم التي تخيلوها معاً واحلامهم التي حلموا بها لسنوات وعاشوا على امل تحقيقها بيوم من الايام .. تلمع الدموع بعينيها وتنزل بضعف وبطئ على وجنتاها .. تلمس كلمات الاغنية قلبها وكأنها تقول كل ما تود هي قولها له .. تعذبه وتتعذب ببعادها عنه .. تؤلمه بجفاها معه وتتألم هي أضعاف .. يُسرع إيقاع الاغنية لتقوم بلهفه ناحية دولابها وتخرج ألبوم الصور .. تفتحه على صور خطبتهم .. تستمر دموعها في النزول بصمت مع كلمات الاغنية:
قلبي بيبكي علي كل يوم فراق في بعدك حياتي مافيهاش غير اشتياق سيبتك وانا مش عايز اسيبك وانا قلبي حزين ذنبك ايه تستني حبيبك وتضيع في السنين
ليه تاخدك احزاني
ماهي كدا كدا واخداني
ليه تندم .. ليه تتعب .. وحياتي ل تنساني

أنت عشقي 🖤🔥حيث تعيش القصص. اكتشف الآن