الفصل الخامس والخمسون 💥⁦❤️⁩

6.1K 174 9
                                    

تمر الايام بهدوء على ابطالنا وسط الفرح والسعادة .. تستمر مرام في رحلة علاجها الذي كلما تيأس منه تنظر لأكرم .. ذلك الذي يحبها ويدعمها ويفعل كل ما بوسعه لإسعادها فتثور على نفسها وتُكمل ذلك الطريق الطويل الذي تمشيه ولكن تلك المرة يداً بيد مع من امتلك قلبها .. يستمر اكرم في دعمه لمرام ويفعل كل ما بوسعه ليثبت لها انها هي فقط من امتلكت قلبه وانه لا يرغب شئ سواها ..  اصبحت لما وكأنها النسخة النسائية من مصطفى .. اكتسبت مهارته وقوته وحضوره المخلوطين بالهدوء والتواضع الذي يُعلي مكانته بعينيها .. أما مصطفى فلا يتوانى في ان يُفرح قلب محبوبته بكل السُبل الممكنة .. تتحسن حالة حسن وجميلة كثيراً ويستجيبوا للعلاج بطريقة مبهرة فكل منهم يدعم الاخر وكل منهم يُقوي الاخر وكأن القدر رتب ان يحدث كل ذلك ليتشاركوا الوجع ورحلة العلاج سوياً كما تشاركوا كل شئ منذ ولادتهم .. استطاع نور ان يجعل قلب هدى يدق له ولكن مازال بالقلب مقداراً من القلق ولو كان قليلاً .. فنور رغم ما يفعله مازل ماضيه يُقلق هدى فهل سيفعل ما يجعل القلق يتلاشى لتهدأ القلوب وتستسلم لرياح الحب لتحركها أينما شاءت .. محسن ولارا باتوا عاشقين متيمين .. فكل منهم وجد بالآخر ضالته وتشعب حب كل منهم بقلب الاخر .. تستمر حنين في سرقة قلب مرادها بجنونها وبراءتها وحنانها الذي يعشقهم .. يتابع مراد تطورات القضية فقد اخبره اللواء انه بفضل الورق الذي قُدم استطاعوا إحباط التفجيرات التي خططت لها المنظمة كما استطاعوا القبض على الكثير من رجال الأعمال الفاسدين فقد ثبتت جرائمهم وحان وقت تنظيف المجتمع منهم
///////////////
كانت حنين تجلس وتقرأ في كتاب من الكتب التي قامت بشراءهم لتجد مراد يجلس بجانبها ويعانقها وهو يتحدث
مراد: بتعملي ايه يا حبيبتي؟
حنين(بهدوء): حلو اوي الكتاب دا .. بيتكلم عن التربية وازاي نعرف نقرب من ولادنا ونربيهم تربية صح .. عارف يا مراد انا عايزة اعرف ازاي اتعامل مع الولاد واقرب منهم .. عايزة اصاحبهم مش بس ابقى مامتهم .. عايزاهم يحبوني
مراد(بابتسامة وهو يداعب خدها بيده): يا حبيبتي اكيد هيحبوكي دا انتي هتكوني مامتهم
حنين(وهي تنظر له): بس انا مش عايزاهم يحبوني علشان انا مامتهم بس .. انا عايزاهم يعتبروني صاحبتهم واختهم و بير اسرارهم .. عايزاهم يبقوا مش خايفين مني بس في نفس الوقت بيحترموني .. عايزاهم يحكولي كل حاجه من غير ما يخافوا من عقاب، يحكوا علشان حابين يحكوا .. عايزة اديهم الحب والحنان اللي انا اتحرمت منه ..(ثم اكملت بنبرة مهتزة).. انا ماما سابتني وانا ١٥ سنة يا مراد، كنت كبيرة شوية بس برضو كنت محتاجة ام في حياتي تكون جنبي وتوجهني وتحبني .. طب انت عارف، انا ساعة لما كنت بروح المدرسة ويجي يوم عيد الام والاقي كل بنت بتكتب كارت لمامتها كنت انزل الحمام واعيط .. مكنتش بحسدهم بس كان نفسي ابقى زيهم .. ولما كنت في مرحلة المراهقة، كان نفسي يبقى عندي ام اجري عليها واقولها لما حد يقولي بحبك وتقولي اتصرف ازاي بس هي ماكنتش جنبي .. انا مش زعلانة منها، وعارفة انه كان غصب عنها وان حسن كان محتاجلها بس انا برضو كنت محتاجة ليها .. علشان كدا نفسي ادي ولادي كل الحب والاهتمام والمشاعر اللي اتحرمت منها
لم يستطع مراد التحكم بذاته وجذبها لأحضانه فكلماتها كانت كنصل السكين الذي يجرح قلبه بلا رحمة
مراد(وهو يربت على ظهرها بحنان): ياااه .. انا مكنتش اعرف انك شايلة في قلبك كل دا
حنين(بابتسامة بسيطة): انا مش شايلة حاجة انا بس بقولك ليه عايزة اقرب من ولادنا .. عايزاهم يحسوا اني بحبهم اوي
مراد(وهو يحتضن وجهها بين كفيه): هيعرفوا وهيحسوا وهيحبوكي ويحبوني وهنبقى صحابهم وقريبين منهم .. وانا معاكي وجنبك، ايدي هتفضل في ايديك
حنين(بنظرة طفولية): طول العمر؟
مراد(بابتسامة عاشقة): طول العمر .. انتي عشقي اللي لاقيته وعمري ما هقدر اسيبه لاخر نفس فيا
حنين(بنظرات هائمة في عينه): وانت عشقي اللي فضلت طول عمري احلم بيه وربنا رزقني بيه علشان تحلو ايامي
//////////////////
تقف لما امام المرآة بغرفتها وهي تتطلع لهيأتها الساحرة فقد اختار لها مصطفى فستان ازرق غامق وذو لمعة بسيطة غاية في الرُقي والرقة واخبرها ان ترتديه وتتجهز لمفاجأته .. تبتسم بهدوء لتضع حول كتفيها الشال الفرو الابيض الذي يُكمل طلتها الساحرة لتخرج بهدوء وخجل لعاشقها الذي ما ان رآها حتى ارتسمت على ثغره بسمة هائمة فتاكة .. يقف وينظر لها واضعاً يديه بجيب بنطال بدلته السوداء التي اعطته مظهراً وحضوراً فتاكاً .. يحمر وجه لما بخجل من نظرات مصطفى لتهمس بخجل
لما(بخجل): ايه رأيك؟
مصطفى(بهيام): مفيش احلى من كدا
لما(وهي تفرد فستانها بيدها): يعني الفستان حلو؟
مصطفى(وهو يقترب منها وينظر في عينيها): تؤ .. الفستان إحلو بيكي
لما(بخجل من نظراته وكلامه): ...
مصطفى: جاهزة؟
لما: هنروح فين؟
مصطفى(بغمزة): مفاجأة يا لومتي
فرد مصطفى يده ل لما لتلف هي يدها بخفه على ذراعه ويتحركوا سوياً ناحية وجهة مفاجأة مصطفى الساحرة
//////////////////
يجلس نور بمنزل هدى فقد اتصلت به واخبرته برغبتها في الكلام معه قبل كتب الكتاب باليوم التالي .. تخرج هدى وملامح التوتر والارتباك يُرسموا على وجهها .. تجلس امامه وهي تفرك أصابعها وتتجنب النظر له مثبتة نظرها على الارض
نور: هي حلوة اوي كدا؟
هدى(بانتباه وهي تنظر له): ها .. ايه دي؟
نور(بخفة): السجادة .. اصلك من اول ما دخلتي وانتي بتبصيلها
هدى(بابتسامة بسيطة يشوبها التردد): ...
نور(وهو يلاحظ ترددها وارتباكها): فيه ايه يا حبيبتي مالك؟
هدى(وهي تفرك اصابعها): انا.. انا..
نور: انتي ايه؟
هدى: انا عايزة اتكلم معاك
نور(بهدوء): واديني قدامك اهو وكلي آذان صاغية
هدى(بخجل): بص يا نور .. انا مانكرش اني .. يعني..(ثم همست).. معجبه بيك
نور(بابتسامة على خجلها): ...
هدى: بس انا لسة خايفة
نور: خايفة؟! من ايه؟
هدى(وهي تنظر له): من حياتك اللي قبل كدا .. بص انا مليش احاسبك عاللي فات بس عايزاك توعدني وعدين
نور: ايه هما؟
هدى: اول وعد انك ماترجعش لحياتك اللي فاتت دي تاني ابداً وماتخليش الماضي دا يأثر علينا بأي شكل
نور: والتاني؟
هدى: انك تبقى الراجل اللي عشت طول عمري بحلم بيه .. تبقالي الزوج والاخ والاب والسند .. تتقي ربنا فيا وتعاملني بما يُرضي الله .. ماتقساش عليا ولا تبخل عليا بمشاعرك .. تحتويني وتتقبلني زي ما انا وتساعدني علشان اكون احسن .. تاخد بإيدي للجنة ..(صمتت قليلاً ثم نظرت له).. ها, هتقدر تعمل كدا؟
ابتسم نور وامسك بيدها وهو ينظر في عينيها ليتكلم بنبرته الساحرة وبحة صوته التي تزلزل قلبها
نور(بحب وهو ينظر لها): اوعدك يا هُدايا .. اوعدك اني ماسمحش لأي حاجة تأثر علينا واني أمحي الماضي دا من ذاكرتي ونبدأ سوا صفحة جديدة .. اوعدك اني ماضيعش الفرصة اللي اديتيهالي واني اكون قدها .. اوعدك اني احافظ على قلبك وكإنه حتة ماسة .. اوعدك ان لو طلبتي نجمة من السما اعيش عمري كله احاول اجيبهالك ..اوعدك اني اخلي الابتسامة عارفة دايماً طريق وشك .. اوعدك اني اتغير للأحسن علشاني قبل ما يكون علشانك .. اوعدك ان ايدي هتفضل في ايدك لآخر نفس فيا
هدى(بلهفة): بعد الشر عنك
نور(بغمزة): الله! دا احنا حلوين اهو وبنحب مش بس معجبين
هدى(بخجل شديد): ...
نور: عندك اسئلة تانية؟ طلبات تانية؟ اي حاجة؟
هدى(وهي تنظر له): جوزي مبيدخنش
نور(بابتسامة): بطلته خلاص
هدى: ولا بيشرب
نور(بنبرة خفيفة): توبنا إلى الله
هدى: وبيصلي
نور(بهدوء وابتسامة): بقالي شهر منتظم وإن شاء الله على ايدك هيبقى العمر كله
هدى: وبيقرأ قرآن
نور(وهو ينظر لها): ختمت جزء عم امبارح
هدى(بابتسامة): هيشاركني تفاهتي وجناني
نور(بفخر ومزاح): شوفتيهم بنفسك
هدى: وهيحبني
نور(وهو ينظر في عينيها): بحبك
قالها نور بنبرة ساحرة جعلت قلب هدى ينبض بشدة واحمر وجهها من الخجل لتسحب يدها من يده بسرعة وهي تقف
هدى(بخجل وتوتر وهي تتحرك لباب الصالون): ها .. ايه دا .. هو الجو حر كدا ليه .. لا بص .. يلا قوم امشي
نور(بضحك): استني يا بنتي رايحة فين؟
هدى(بهروب وخجل): معلش اصلي سايبة ازازة الماية لوحدها ف لازم انام .. سلام
نور: بقولك..
هدى(وهي تنظر له): ها
نور(بغمزة): هتوحشيني
هدى(بخجل شديد وهروب): يا ماما قولتلك ماتسبيش الغسيل لوحده عالحبل
جرت هدى من امامه لينظر هو في اثرها بابتسامة على خجلها الذي جذبه في البداية لها وبات يعشقه .. اخذ نور مفاتيحه وتحرك مغادراً .. ما ان وصل لسيارته حتى لف جسده ونظر لنافذتها ليجدها تقف بها بابتسامة خجولة لتطمئن عليه ف ابتسم بسعادة وحب يدق بهم قلبه لتلك الملاك التي ارسلها الله له لتهديه وتضع حد لعبثه ولهوه فيتغير على يديها بل يُمكن القول انه وُلد من جديد ليُصبح انسان افضل .. انساناً تستحقه هداه
//////////////////
تجلس مرام بغرفة الاطفال على مصليتها مرتدية اسدالها وتنظر ناحية الشباك للسماء بقمرها المضئ والهواء العليل يحتل الصدور
مرام(برجاء شديد ودموع): يا رب .. يا رب اكرمني انا واكرم بالذرية الصالحة .. يا رب انا عارفة انك اكيد كاتبلي الخير وانك ليك حكمة في منع الخلفة في الوقت دا بس.. .. انا طمعانة في كرمك .. انت الكريم يا رب .. يا رب نفسي اسعد اكرم .. انا بحبه اوي .. نفسي اجيبله طفل .. ونفسي انا كمان .. نفسي اسمع كلمة ماما .. يا رب
لا تشعر مرام بنفسها ولا بالدموع التي تغرق وجهها .. فلقد انسابت العبرات من عينيها بهدوء وبدون إرادة منها لتنتبه على يد اكرم التي تمسح حبات اللؤلؤ المتناثرة من عينيها .. فلقد عاد منذ دقائق وعندما لم يجدها بغرفتهم توقع وجودها بغرفة الاطفال كما اعتادت في الآونة الاخيرة ان تجلس بها وتصلي وتدعو ربها لعله يُفرج الكرب وينهي ذلك الامتحان الصعب الذي يختبر به سبحانه قوة وصبر عباده فيُكافئهم ويُفرح قلوبهم إذا اجتازوه
///////////////////
تبتسم لما بفرحة تحتل قلبها فهي لم تتوقع ان تكون مفاجأة مصطفى هي ذهابهم لحفل مطربها المفضل (كاظم الساهر) .. يراقب مصطفى فرحتها بسعادة تحتل قلبه فقط لأنها تبتسم .. يغني كاظم بنبرته الساحرة ليقول جملة:
هل عندك شك أنك أحلى وأغلى امرأة في الدنيا؟!
يقترب مصطفى من لما وهو ينظر لها بهيام ويهمس
مصطفى(بهيام في عينيها): هل عندك شك؟
لما(بخجل شديد): ...
تلمع عين لما بسعادة وهي تستمع له ويدق قلبها بسعادة لتقترب من اذنه وهي تهمس
لما(بهمس وحب): بحبك اوي
يحاوط مصطفى لما بذراعه القوي ويعلو صوت كاظم مُكملاً الاغنية:
هل عندك شك أن دخولك في قلبي
هو أعظم يوم بالتاريخ وأجمل خبر في الدنيا؟!
/////////////////////
تنام حنين بهدوء على صدر مرادها فقد اخذ يشاكسها وهي تقرأ الكتاب فتارة يشده منها وتارة يدغدغها (يزغزغها) .. تتنفس بعمق مستمتعة بحالة الراحة التي تعتريها وهي بين احضانه لتضحك بخفة فينظر لها مراد
مراد: بتضحكي على ايه؟
حنين(وهي تُريح رأسها على نبض قلبه): مفيش .. اصلي قريت ان معظم الستات وقت الحمل مابيبقوش طايقين اجوازهم ولا ريحتهم وانا العكس .. كسرت القاعدة تماماً .. مبحسش براحة غير وانا في حضنك كدا
احكم مراد لف يده على حنين طابعاً قبلة صغيرة على رأسها وهو يأخذ نفساً عميقاً حابساً رائحتها داخله ليناموا بهدوء في احضان بعضهم بقلوب هادئة بقرب من يسكنها
///////////////////////
ينتهي اكرم من صلاته ليجلس بجانب من سكنت القلب .. فما ان دخل ورآها تبكي حتى اخذ يُهدئها ويمسح عبراتها التي تكوي قلبه وما ان هدأت حتى اسرع للحمام لكي يتوضأ ويقف يصلي ويدعو الله بما يسكن قلبه .. امسك اكرم بيد مرام واخذ يسبح على اصابعها وهي تنظر له بعيون لامعة بالدموع المخلوط بضي العشق المتشعب بداخلها .. ينتهي اكرم من التسبيح ليرفع كف يدها لفمه طابعاً قبلة عميقة عليه لترتمي هي بأحضانه بقلب ينبض بالحب ويدعو الله ان يُحقق امنيتها لتكتمل سعادة تلك الاسرة الصغيرة
/////////////////////////
تجلس سها بصالة المنزل وهي تنظر امامها بشرود فقد حلمت بكابوس ازعجها للغاية .. يخرج عزيز من مكتبه ليجدها بتلك الحالة فيقترب منها وهو يرى علامات القلق مرسومة على وجهها
عزيز: سها .. مالك؟ ايه اللي صحاكي؟
سها: حلمت حلم وحش اوي
عزيز(وهو يجلس بجانبها): خير؟
سها(بتوتر): حلمت ب.. حسين
ارتسم العبوس على وجه عزيز لتُكمل سها كلامها بنبرة مهتزة
سها(بخوف): حلمت انه واقف قدامي وبيضحك بشر .. وانا ماسكة جميلة في ايدي وفجأة بدأ يشدها مني .. حاولت امسكها بس ماقدرتش .. شدها جامد مني وهو بيقول اني مش امها وانها بنته هو ..(ثم نظرت لعزيز).. هو ممكن جميلة تتاخد مني؟ انا اللي ربتها .. انا امها حتى لو كل اوراق الدنيا بتثبت عكس كدا
عزيز: اهدي بس .. مين دا اللي هياخدها منك؟
سها(وهي تنظر له بخوف وتوتر): اي حد .. جميلة مش هتروح مني .. جميلة بنتي .. لا هو ولا غيره هياخدها
عزيز(وهو يربت على يدها): اهدي يا سها .. الكلب دا خلاص حكايته خلصت وماحدش يقدر ياخد جميلة منك
سها: خلصت ازاي؟
عزيز(بهدوء): تعالي معايا
تحرك عزيز بسها لمكتبه .. جلست امامه ليُخرج هو ورقة من ملف على مكتبه ويعطيها لها
سها: ايه دي؟
اشار عزيز لها بأن تقرأ ما بالورقة .. رفعت سها الورقة امام عينيها لتفتح عينيها بذهول مخلوط بفرحة
سها(بذهول): دا .. دا..
عزيز(بهدوء): دا تنازل رسمي ليكي من الوسخ دا عن حضانة جميلة .. جميلة كدا تحت وصايتك انتي قانونياً
سها(بفرحة وعدم تصديق): ازاي؟ ازاي وامتى و..
عزيز: هقولك كل حاجة
جلس عزيز امام سها لينظر لها ويتكلم بهدوء .. يحكي لها ما حدث منذ بضعة ايام حين كلمه مراد واخبره انه حان وقت الانتقام
*فلاش باك*
بساعة متأخرة من الليل وبإحدى الاماكن النائية تقف سيارة مراد ووراءه ثلاثة سيارات .. سيارة نور, سيارة اكرم, سيارة مصطفى .. ينزل ابطالنا من السيارات وينزل عزيز من سيارة مراد وهو يتطلع حوله بذهول من هذا المكان
عزيز: ايه المكان دا يا مراد؟!
مراد(بهدوء ونبرة ذات مغزى): دا المكان اللي هينتهي فيه القلق والخوف .. دا المكان اللي حقك وحقي وحقنا كلنا هيرجع فيه .. دا المكان اللي هنفذ فيه وعدي ليك
عزيز(بعدم فهم): وعد ايه؟
اقترب مراد من عزيز قليلاً لينظر له بهدوء
مراد: مش انا قولتلك هجيبهولك تحت رجلك
تجمدت عينا عزيز على مراد عندما فهم ما يرمي إليه ليهتف بذهول
عزيز(بذهول): هو.. لسة عايش؟!!!
مراد(بابتسامة خبيثة): الليلة اخر ليلة
اشار مراد بيده للحراسة التي كانت تقف حولهم ليتحركوا سريعاً في بقعة معينة مليئة بالرمال .. بدأوا بالحفر وسط نظرات الذهول من جميع الواقفين عدا الصاعقة الذي خطط لكل ذلك .. مرت دقائق ليفتحوا باب ارضي من الخشب وينزل اثنان منهم بضع درجات .. مرت دقائق اخرى حتى ظهر جسدهم مرة اخرى ولكن وهم يسحبون جسد هزيل تتدفق الدماء من جميع انحاءه .. يرمي الحرس بجسد ذلك الرجل -الذي ابيض شعره من هول ما رآه على يد الصاعقة- أرضاً .. يبصق ذلك الرجل على الارض بعض الدماء وهو يجاهد ليتكلم
حسين(بتعب شديد وانفاس متقطعة): ارحمني .. كفايا .. موتني .. ارجوك كفايا
يبتسم مراد ابتسامة مرعبة وهو يقترب منه بخطوات بطيئة ولكنها كافية لبث الرعب بقلب ذلك الشيطان الذي رأي جحيم الصاعقة
مراد(بتهكم): مالك بس؟ .. خلاص عايز تموت وتسيبني؟
حسين(بضعف): ابوس ايدك .. ابوس رجلك .. ارحمني .. انا قد ابوك
مراد(بحدة): اخررررررررس متجيبش سيرة ابويا على لسانك الوسخ يابن الكلب
وقف مراد وقد تعمد ارتداء قناع البرود مرة اخرى ليتحرك حول جسد حسين وهو يتكلم بنبرته الجادة
مراد(بهدوء يشوبه الغيظ): عايزني ارحمك؟! انت كنت رحمت حد؟ دا انت غلبت الشيطان .. سرقة وتهريب وقتل .. قولي رحمت مين علشان ارحمك .. (ثم اكمل بغل وغيظ) .. تعرف انا كنت ناوي اسلمك للبوليس .. دي كانت خطتي الاصلية بس انت اللي خلتني اغيرها لنهاية اسوأ .. يوم ما فكرت تلمس مراتي .. يوم ما رفعت مسدسك عليها .. يوم ما خليت دمعة واحدة تنزل من عينيها .. يومها انت كتبت نهايتك بإيدك .. (ثم اكمل بنبرة متهكمة ماكرة) .. بس تعرف, انا هأجل حسابي معاك للآخر .. فيه كام واحد ليهم حساب عندك برضو
تحرك مراد ناحية اكرم ومصطفى ونور الذين ينظرون لما يحدث بنيران تشتعل بصدورهم
مراد: تحب مين فيهم يحاسبك الاول؟ ..(وضع يده على كتف اكرم).. اخويا اللي حرمته من ابوه وخليت اخته تدخل في غيبوبة سنين ومراته تتحرم من انها تبقى ام ..(وضع يده على كتف مصطفى).. ولا اخويا اللي حرمته من مراته وخليته يعيش سنين بيتعذب وهو شايفها في غيبوبة ومحروم منها ..(وضع يده على كتف نور).. ولا من اخويا اللي يتمته للمرة التانية لما قتلت ابويا .. ها قولي عايز مين الاول؟, ولا اقولك .. ايه رأيك نخليهم سوا؟
حسين(برعب): لاااا
مراد(بابتسامة تسلية): لا ايه يا راجل دا حتى ثواب الجماعة اكتر
ما ان اشار مراد بيده حتى اندفع ثلاثتهم ناحية حسين كالسباع التي تنقض على فريستها يتبادلون تسديد الضربات لذلك الحقير الذي طالهم شره .. يتهاوى جسد حسين بين أيديهم .. يسدد نور ضربة له فيندفع جسده لمصطفى الذي يسدد ضربة قوية لفكه تُطيح به ناحية اكرم الذي يسدد الضربة الثالثة لتندفع الدماء اكثر من وجهه الذي تشوهت ملامحه بفضلهم ومن قبلهم الحراسة و.. الصاعقة .. كانوا يُشكلوا مثلث الموت وجسده يتنقل بين رؤوسه القاتلة .. وقع جسده ارضاً ليُشير مراد لهم بالتوقف .. ابتعدوا بطاعة بعد ان اشار مراد لهم ليُشير مراد لأحد الحرس على جسد حسين فيُسرع بطاعة وينفذ امره الذي فهمه .. يرمي بجردل من المياة على وجهه ليشهق حسين بفزع  وهو يحاول إلتقاط انفاسه
مراد(بتهكم): تعتبي يا بيضة .. لا انا عايزك تشد حيلك شوية لسة سهرتنا طويلة .. دول كانوا مغلولين منك شوية انما انا اضعافهم
قالها بنبرة مرعبة ونظرة الصاعقة تسكن عيناه ليرتعد حسين برعب .. اشار مراد لأحد الحراس بنظرة ذات مغزى فتقدم بطاعة واعطاه بعض الاوراق المطوية وقلم .. تقدم مراد مرة اخرى من حسين الذي يزحف بجسده للخلف برعب ليبتسم مراد ابتسامة مخيفة وهو ينزل لمستواه
مراد: ماتخافش .. لسة شوية على انتقامي ..(ثم وضع الورق امامه).. امضي
حسين: على ايه؟
مراد(بنظرة مرعبة): ...
حسين(برعب من نظرته): حاضر .. حاضر
امسك حسين بالقلم بصعوبة واخذ يمضي على الورق وهو لا يستطيع رؤية ما كُتب بها بسبب الدماء التي تنساب على عينيه .. ما ان انهى اخر ورقة حتى شد مراد الورق ووقف مرة اخرى .. يدق قلب حسين برعب حين وجد مراد يمسك بشعره ويجره على الارض لتتعالى صرخاته من الألم .. يرمي مراد بجسد حسين أسفل قدم عزيز الذي كان ينظر لما يفعله مراد وهو يحس بنيران صدره تنطفئ .. يقف مراد امام عزيز ويقدم الورق له
مراد(بهدوء): انا كدا وفيت بوعدي يا عمي .. الكلب دا بقا تحت رجلك .. كل فلوسك واملاكك رجعتلك .. حقك بقى بين ايديك .. ومعاهم تنازل عن وصاية جميلة لطنط سها .. اسمحلي اني اخد حقي انا بقا
ربت عزيز على وجه مراد بامتنان وفخر وعيون تلمع بدموع الفرح .. يعلو صوت صراخ حسين ويتمسك بقدم عزيز
حسين(برجاء وصراخ): لااااااا ابوس رجلك خليه يرحمني .. ارحمني يا عزيز
عزيز(بهدوء يشوبه غيظ شديد): ارحمك! هو اللي انت عملته فيا وفي ولادي ومراتي شوية .. دا انت عيشتني في عذاب لسنين بس خلاص .. دلوقتي كل حاجة رجعت لأصلها .. سها ورجعت معايا وولادي في حضني وكمان بنتك .. ماتخافش انا مش هكون وسخ زيك واعذبها علشان هي بنتك .. انا هكونلها الاب اللي تستحقه واللي انت ماعرفتش عمرك تكونه .. اما انت فحكايتك معايا خلصت لحد كدا
قالها عزيز وهو يسحب قدمه مبتعداً عن جسد حسين الذي اخذ في الانتفاض برعب وهو يرى نظرات الصاعقة القاتلة .. يقف مراد امامه لينظر له نظره جعلت قلبه يكاد يتوقف من الرعب
مراد(بنبرة مرعبة): تفتكر انا هعمل فيك ايه؟ انتقم منك ازاي؟ اموتك بأنهي طريقة؟ عايز طريقة تشفي غليلي من اللي عملته فيا .. حرمتني من امي وابويا .. حاولت تقتلني بدل المرة اتنين وتلاتة .. كنت السبب ان اختي تعيش سنين في عذاب ولسة عايشة فيه .. حرمتني من اختي التانية وخلتها زي الميت لخمس سنين جسم بس من غير روح .. حاولت تقتل اللي اعتبرته مكان ابويا .. كنت السبب ان طفل ملوش اي ذنب يفضل على كرسي متحرك سنين .. وكله كوم وانك حاولت تقتل مراتي دا كوم تاني .. حاولت مرة واتنين وتلاتة .. عرضت حياة ابني اللي في بطنها للخطر .. تفتكر بعد كل دا انا هعمل فيك ايه؟
كانت انفاس حسين تتسارع برعب مع كل كلمة يقولها مراد .. عرف انه ميت لا محالة ولكن هل سيُنهي عذابه بتلك السهولة .. امسك مراد بتلابيبه بقوة واخذ يسدد له اللكمات الموجعة والقاتلة .. مع كل لكمة كانت النيران التي تسكن صدره تطالبه بالمزيد فيُزيد من قوة لكماته له .. هنا لكمة وهنا ركلة وهنا يقبض على رقبته بقوة جعلت وجهه كله يتحول للون الازرق .. ظن انها النهاية ولا يعلم ان انتقام الصاعقة في بدايته .. يبتعد مراد عنه وعيناه تسكنها نظرة الصاعقة وهو ينظر لجسد حسين الواقع ارضاً ويُعافر لأخذ انفاسه
مراد(بغل): رغم ان الموت راحة ليك بس انا هموتك .. هموتك علشان اطفي النار اللي جوايا .. هموتك وانتقم لينا كلنا ولآلاف كنت انت السبب في موتهم
اشار مراد للحرس ليتقدم اثنين منهم وهم ينفذوا اوامر مراد بالحرف الواحد .. مرت ثواني لنجد حسين مُقيد على كرسي ومراد يقف امامه ببسمة خبيثة .. يرفع يده بجركن ومن نظرته توقع حسين كونه بنزين .. يبدأ مراد في سكب محتويات الجركن على حسين الذي كان يصرخ بكل قوته .. ينحشر صوته بفمه وهو يرى مراد يرمي الجركن ويرفع ولاعة وعينيه تنظر لحسين بنظرة انتقام .. يسكن الرعب عينا حسين ويصرخ بكل قوته لينقطع صراخه حين وجد مراد يرمي الولاعة عليه .. يُغمض حسين عينيه برعب ومرت ثواني ولكن لم يحترق! .. اين النار! .. نظر لمراد ليجده يبتسم بتسلية
مراد(وهو يمط شفتيه مُدعياً العبوس): شكل البنزين مغشوش .. مفيش ضمير خالص .. نشوف حل تاني
اشار مراد لأحد الحرس الذي اسرع بوضع بعض المتفجرات حول حسين الذي كان يصرخ برعب ويحاول التحرك فلا يقدر من شدة تعبه
حسين(بدموع ورجاء): ارحمني .. ابوس رجلك
مراد(وهو يضحك بتهكم): مالك بس؟ هو مش انت بتحب المتفجرات والقنابل .. اهم جنبك .. يلا بقا بلاش عياط كدا واستمتع بالدقيقة اللي فاضلالك
تمر الثواني وكأنها سنوات .. يزداد صراخ حسين وهو يهتف بمراد انهم بذلك الشكل سيموتوا معه .. بقى ثلاث ثواني .. ثانيتان .. و .... لا انفجار .. لا شئ .. ينظر بأنفاس متسارعة لمراد ليجد نفس الابتسامة الساخرة مرسومة على وجهه
مراد(ببرود): اصلي مصدع والتفجير هيزود الصداع
حسين(بصراخ): حرام عليك .. ارحمنااااااااي
مراد(وهو يرسم علامات الانزعاج على وجهه): بقولك مصدع بطل تزعق .. موت وانت ساكت .. يلا نشوف موتة تانية ألطف
قالها وهو يُشير لأحد الحرس الذي تقدم منه واعطاه سكين لتجحظ عين حسين برعب
مراد(ببسمة ماكرة): ايه رأيك في السكينة؟! .. اختيار حلو مش كدا؟
قالها وهو يرفع يده عالياً ويستعد لطعنه ليُغلق حسين عينيه ويستعد لتلقى الطعنة منه .. مرت ثواني ولا شئ .. يفتح عينيه ليجد مراد يقف امامه وهو يقلب السكينة بين يديه بتسلية .. نظر له بخبث وهو يبتسم باستفزاز
مراد(ببرود واستفزاز): السكينة يعني بصمات وشغلانة .. وكمان انا مبحبش اوسخ ايدي
حسين(بصراخ وأعصاب بلغت ذروة توترها): كفاااايااااا اقتلنااااااي .. ارحمني واقتلني ابوس رجلك
مراد(بنظرة الصاعقة ونبرة مرعبة): مش قولتلك هخليك تتمنى الموت من اللي هتشوفه .. مش قولتلك اني هوريك نار جهنم على الارض .. هقولك حاجة جايز متعرفهاش عني .. انا عمري ما بخلف وعد قولته ..(ثم اكمل بنبرة خفيفة).. كان نفسي نكمل سهرتنا بس بصراحة مراتي وحشتني ف ايه رأيك انفذ آخر وعد ليك؟
حسين(وهو يبتلع ريقه الجاف برعب): وعد ايه؟
مراد(وهو ينظر في عينيه بقوة): مالك بقيت بتنسى بسرعة ليه كدا؟ .. هو مش انا وعدتك اني هموتك .. وان محدش هيموتك غيري .. انا موتك وانا اللي هاخد روحي
رفع مراد مسدس امام رأس حسين وهو ينظر له بجمود ونظرة الصاعقة تسكن عينيه وفي اقل من ثانية انطلقت رصاصة مخترقة رأس حسين يليها الثانية والثالثة والرابعة .. افرغ مراد خزنة مسدسه بجسد حسين ومازال يدوس على الزناد الفارغ وعينيه تتحجر بها الدموع .. يحس ان ناره انطفأت واخيراً اخذ انتقامه لأبيه وأمه وكل من سكنوا قلبه
*عودة*
تلمع عينا سها بالدموع .. ليست دموع الحزن بل دموع فرح .. انتهى ذلك الشيطان اخيراً .. انتهى وانتهى شره .. انتهى ولقى نهاية يستحقها جزاء لما زرعه في حياته البائسة المليئة بالشر .. تحتضن سها ورقة الوصاية بفرحة وتتحرك ناحية غرفتها وقلبها يدق بفرح وراحة ان فلذات كبدها لن يُفارقوها مرة اخرى ابداً
//////////////////////
مر الليل بسلام على ابطالنا وسطعت شمس الصباح معبئة الوجود بنورها .. اليوم الذي ينتظره نور بفارغ الصبر ليجتمع بمن ملكت قلبه .. تتجمع جميع البنات بمنزل هدى .. حنين ومرام ولما ولارا .. لا يخلو اليوم من الاغاني والضحكات التي ملأت المنزل .. اما من ناحية الشباب فكلٌ منهم يساعد نور بطريقته .. منهم من يهتم بالترتيبات لهذا اليوم ومنهم من يتأكد من وصول الاكل والورود ومنهم من يؤكد على ميعاد المأذون ومنهم من يساعد نور وباله مشغول بما خطط لمعشوقته .. مر اليوم بسلام وجاء الليل ومعه علت الزغاريط بمنزل هدى .. تقف البنات بجانب هدى وكلٌ منهن لها رونقها الخاص بها وسحرها الذي يأسر عاشقها المتيم بها
المأذون: بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير
ما ان نطق المأذون بتلك الجملة حتى اندفع نور ناحية هدى وحملها بين احضانه وهو يدور بها ويصيح
نور(بصياح): بــــحـــبــــك
تتمسك هدى به بخجل يعتريها وترتسم الابتسامات على وجوه الجميع وتترقرق الدموع بعيون البنات ووالدة هدى .. كاد المأذون ان يقف لينصرف ليصدح صوت محسن
محسن(بابتسامة وهو ينظر ل لارا): عندك يا شيخنا .. لسة فيه جوازة كمان
نظرت له لارا بصدمة وذهول مخلوطين بخجل شديد .. تحرك محسن ليقف امامها ويمسك بيدها بكل حب
محسن(بحب وهو ينظر لعينيها): لارا .. انا وانتي نعرف بعض من واحنا عيال صغيرة .. وقعت في حبك كدا من غير سبب .. كنت دايماً شايفك حتة مني مينفعش حد يزعلك ولا يجي عليكي .. كل الناس كانوا بيشوفوكي بالعين وانا كنت بشوفك بقلبي .. حبيتك وحبيت كل شئ فيكي .. ف دلوقتي بسألك قدام كل الحاضرين تقبلي تكوني ليا وتشاركيني حياتي .. تقبلي تكوني حرم محسن الشناوي وتقاسميني الحب اللي عشت سنين محوشه في قلبي ليكي
لارا(بعيون تلمع بدموع الفرح): ...
هزت لارا رأسها بفرحة لتعلو الزغاريط من حولهم بسعادة .. كانت مفاجأة محسن ساحرة بدرجة كبيرة وتفاجئت اكثر حين وجدته يرفع هاتفه بمكالمة فيديو لوالد لارا الذي خطط معه لكل شئ .. يجلس محسن بجانب المأذون وهو يبتسم بسعادة لترفض لارا الجلوس فتتعلق الانظار بها
لارا(بابتسامة هادئة): انا هوكل اخويا .. هو اللي هيجوزني
نظر الجميع لها باستغراب ليجدوها تنظر لأكرم بابتسامة بسيطة
لارا(بابتسامة بسيطة): اخويا الكبير يسمح يكون وكيلي ويجوزني للي اختاره قلبي؟
ارتسمت الابتسامات على وجوه الجميع ورقص قلب محسن بفرح وقد تأكد ان لارا لم تعد تنظر لأكرم نظرتها القديمة .. جلس اكرم امام محسن ووضع يده بيد الاخر ليردد كل منهم ما يقوله المأذون بينما تقف البنات بجانب لارا وهم يحتضنوها بفرحة .. مرت دقائق ليُعيد المأذون جملته مرة اخرى
المأذون: بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير
تكرر المشهد مرة اخرى واحتضن محسن لارا بحب شديد .. تعلو الزغاريط مرة اخرى وكل فارس من ابطالنا يحتضن اميرته بحب يسكن قلوبهم جميعاً وسعادة تتراقص بها القلوب .. تمر الساعات وتنام هدى على سريرها وهي تمسك بيدها التي يُزينها خاتم نورها وتبتسم بسعادة لتجد هاتفها يرن برقمه .. تبتسم هدى بخجل لترد عليه
هدى: ألو
نور(بحب): ألو يا هُدايا
هدى: ايه حكاية هُدايا دي؟
نور: دا اسمك اللي هناديكي بيه من هنا ورايح
هدى(بضحكة خفيفة): اشمعنى يعني؟
نور(بحب وصدق ملموس في نبرته): علشان انتي هُدايا فعلاُ .. انتي ربنا بعتك ليا علشان تهديني وتصلحي حالي .. انتي هدُايا ومنايا وكل حياتي
هدى(بخجل وهروب): احم .. اهو انت صاحي ليه كل دا؟
نور(وقد فهم ما تحاول فعله فتكلم بمكر): وانتي صاحية ليه؟ بتفكري فيا؟ يا بنتي نامي واحلمي بيا وخلاص
هدى(بخجل وتوتر): لا مش ..
نور(بمزاح): هنكدب من اولها .. انتي ماخدتيش في المدرسة ان الكداب بيروح النار
هدى(وهي تبتسم على مزاحه): ...
نور(بضحكة خفيفة): عارفة, انا عمال كل شوية اقلع الدبلة وابص على اسمك اقعد اضحك زي العبيط وألبسها تاني
ضحكت هدى بخفة وهي تحس بقلبها تداعبه مشاعر جديدة ولذيذة تختبرها لأول مرة
نور(بنبرته الساحرة): فات 5 ساعات و24 دقيقة و16 ثانية على اهم تاريخ في حياتي
هدى: نور
نور: قلبه
هدى(بهروب وخجل شديد): تصبح على خير
نور(بهمس عاشق): تصبحي في بيتي
أغلقت هدى الخط بسرعة وقد تحول وجهها بالكامل لكتلة من الاحمرار من شدة الخجل اما نور فأحس انه يحلق بسابع سماء من فرط السعادة التي تغمره .. يمسك هاتفه ويكتب رسالة ويبعثها لهدى التي تنظر لهاتفها بلهفة وكأنها توقعت ان يفعل ذلك .. تقرأ ما كُتب "أنتي هُداي وهدوئي وهدايتي وهدهدة نومي وهديتي التي لن يفسدها التخزين" تبتسم هدى بسعادة وتحتضن هاتفها لتغمض عينيها وتنام بعمق مستسلمة لذلك الشعور الذي يعتريها وينام نور كذلك وفي اذنه يتردد صدى صوتها وينبض قلبه ب اسمها ليمر الليل بهدوء على ابطالنا وقد اجتمع كل منهم مع من ملكت قلبه تحت راية العشق وفي ظلال كتاب الله وسنة رسوله ليربطهم ذلك الرباط المقدس
/////////////////////////////
بمنزل مراد:-
يجلس مراد وحنين بشرفة غرفتهم مثل عادتهم كل مساء ليستمعوا لأم كلثوم ويشموا رائحة زهور حنين ناظرين لبعضهم .. طالت النظرات بين ذلك المراد وعشقه .. عشق المراد .. ليتكلم مراد فجأة
مراد: حنين
حنين: ها
مراد(بابتسامة): ما تيجي نعمل فرح
حنين(بضحكة خفيفة): فرح؟!
مراد(بتأكيد): اه فرح
حنين(بذهول وابتسامة): فرح ايه يا مراد احنا بقالنا شهور متجوزين .. وانا حامل .. هنعمل فرح دلوقتي؟!
مراد(وهو ينظر لها بحب): اه وفيها ايه .. هو انتي مش زي كل بنت من حقك تلبسي فستان ابيض وتتزفي كدا لعريسك
حنين(وهي تنظر له بعشق): بس انا مش عايزة حاجة غير اني اكون جنبك
مراد(بابتسامة ساحرة): انا بقا عايز اشوفك بالفستان الابيض .. دا انتي هتبقى تجنني فيه
حنين(بضحك): يابني بطل جنان
مراد(وهو يمسك يدها): يا ستي انا مجنون اتجنني معايا .. اقولك، اعتبريني بتقدملك من اول وجديد بس المرة دي بجد وعلشان بحبك مش علشان اي حاجة تانية ونعمل فرح كبير ونعزم كل قرايبنا واصحابنا وحبايبنا
حنين(بعيون تلمع بفرح): انت بتتكلم جد يا مراد؟!
مراد(وهو يراقب فرحتها): جد الجد كمان
حنين: وانا موافقة بس مش هنعمل فرح كبير
مراد: ليه كدا؟ .. انتي بتحبي الناس واللمة
حنين(بهدوء وهي تنظر له): بس انت بتحب الهدوء وبتتخنق من التجمعات وانا عايزاك تكون مرتاح .. طول ما انت مرتاح هتعرف تفرح ولما تفرح انا هفرح
مراد(بعشق): انا بحبك اوي
حنين(بعشق): وانا بموت فيك
مراد(بحماس): خلاص يبقى اتفقنا .. هكلم بكرة عمي واعزمه هنا واتقدملك من اول وجديد وبالمرة اعزم اكرم ومصطفى
حنين(بابتسامة): وماله مش عيب وانا هكلم البت هدى ومرام ولما علشان يبقوا معايا من اول اليوم وكمان لارا
مراد: اه صح ومحسن ونور
حنين(بضحك): والله هيقولوا علينا اتجننا
مراد(بعشق وهو يداعب يدها بإبهامه): مش مهم اي حاجه غير انك تكوني مبسوطة
حنين(بعشق وهي تنظر في عينيه): انا مبسوطة طول ما انا معاك
يعلوا صوت ام كلثوم مكملة الاغنية:
وقابلتك انت لاقيتك بتغير كل حياتي
كااااااااااات كفايا كدا النهاردة
********************************************
انتهى حسين بشره واخذ مراد انتقامه الذي خزنه بقلبه لسنوات
هل مازال هناك مفاجآت من القدر لأبطالنا ام انهم تغلوا على كل الاعيبه
قرر الصاعقة إقامة فرح لمجنونته التي سرقت قلبه فكيف ستمر الترتيبات
هذا ما ستكشفه فصول روايتنا

أنت عشقي 🖤🔥حيث تعيش القصص. اكتشف الآن