الفصل الرابع والخمسون 😂⁦❤️⁩

7.9K 209 11
                                        

تمر الساعات ويُسدل الليل ستاره على ارجاء الاماكن .. يقف مراد بالشُرفة وهو ينظر للسماء اللامعة بالنجوم والقمر الذي يُضفي جمال ورونق ساحر على الاجواء .. يبتسم وهو يتذكر مفاجأة محبوبته حين اخرجت الكثير من الدهانات المُلونة وهي تبتسم بطفولية وتخبره برغبتها بدهن غرفة الاطفال بنفسهم فما كان منه سوى الرضوخ امام سحر عينيها البُنية لتمر ساعات وهم يُلونون كل جدار بالغرفة باللون السيمون ليُلائم اطفالهم سواء كانوا أولاد او بنات .. تتسع ابتسامته حين تذكر جنانها حين قررت ان يكون احد الجدران "جدار البصمة" كما اسمته, فقد اخذت تغمس كفيها في الألوان وتضع كفها على الجدار تاركة بصمة لكفها الرقيق ليُسرع هو الآخر بفعل المثل تاركاً بصمة لكفه الرجولي بجانب كفها ليمر الوقت ويمتلئ الجدار بالكثير من الكفوف الملونة إلا من بعض المساحات التي تعمدوا تركها ليضعوا بها بصمة الضيوف الصغار الذين سيزيدوا من سعادتهم .. يضحك بخفة وهو يتذكر لعبهم بالألوان ورسومات القلوب والسهام التي ملئت الجدار ويتذكر كيف تفاجأت حين قام بوضع أحد الألوان على خدها وهو يبتسم بمشاكسة لتفعل هي المثل وهي تضحك بمشاكسة طفولية .. يأخذ نفساً عميقاً وهو يتنهد .. كلما زادت سعادته كلما كان يخاف ان يخسر كل شئ دفعة واحدة ولكن اتت هي لتلمس قلبه بدفئ وحنان وتمسح عليه بحب ماحية كل ذكرى سيئة سكنته يوماً .. قرأ في احد المرات جملة تقول "جاء كـ ضامد ولم يترك في القلب مقدار نُطفة من أذى" وها هو يُشهد الله انها قد جاءت كـ ضامد ولم تترك في القلب مقدار نُطفة من أذى
مراد
همست بها حنين التي كانت تقف بهدوء وتراقب مراد الهادئ والساكن .. لف وجهه لها بابتسامة لتقترب منه وهي تبتسم ابتسامتها الهادئة
حنين(بابتسامة وهي تقف بجانبه): مالك يا حبيبي؟ واقف كدا ليه؟
مراد(وهو يتنهد): بفكر
حنين: في ايه؟
مراد(بابتسامة ترتسم تدريجياً على وجهه): في كل حاجة .. في قد ايه الدنيا دي غريبة .. انا كنت قافل باب الحب خالص وكنت وقت ما اتحط في موقف يحرك مشاعري ابعد .. لحد ما قدري الحلو يخليني اتجوزك من بين بنات الدنيا كلهم وتحركي القلب بحنانك وجنانك .. ألاقيني فجأة بحب بجد واتحول لزوج مستعد يعمل اي حاجة علشان محدش يقرب من اللي حركت قلبه .. ودلوقتي هبقى أب .. مسؤول عن بيت واسرة واطفال .. عارفة, انتي لما سألتيني قبل كدا إذا كنت ندمان قولتلك مش عارف بس دلوقتي لو الزمن رجع بيا تاني مش هغير اي حاجة .. همشي الطريق معاكي من تاني بس الفرق اني مش هعاند .. هاجي واقولك تسمحي تاخدي مفتاح قلبي وتخليه ملكك للأبد
حنين(بابتسامة ودقات قلب فرحه لكلامه): ...
مراد(وهو يحيط خصرها ويستند بجبينه على جبينها): بحبك يا مجنونة
حنين(بعيون لامعة وهي تضع كفيها على صدره وتنظر في عينه): وانا بموت فيك
مراد(بابتسامة): طب غني
حنين(بضحكة خفيفة): اغني؟!
هز مراد رأسه بهدوء وهو يبتسم لها .. تنظر حنين له وتسرح بعيناه وأهدابه التي تسحرها لتبدأ الغناء بصوتها الساحر وهي لا تُحيد بنظرها عن عيناه
حنين(بصوت يملؤه الشجن):
ياما عيون شاغلوني .. لكن ولا شغلوني
ياما عيون شاغلوني  .. شاغلوني .. لكن ولا شغلوني
إلا عُيونك إنت .. دول بس اللي خدوني .. خدوني
وبحُبك أمروني
ثم وضعت كفها الرقيق على خده وهي تنظر بعمق في عيناه
حنين(بنبرة عاشقة):
إلا عُيونك إنت .. دول بس اللي خدوني
وبحُبك أمروني
أمروني أحب لقيتني بحب
لقيتني بحب وأدوب في الحب
أمروني أحب لقيتني بحب
لقيتني بحب وأدوب في الحب
وأدوب في الحب وصبح وليل .. ولــيـــل .. على بابه
جذب مراد حنين لأحضانه وهو يلف ذراعيه القويتين عليها بعشق وتملك بينما تدفس هي وجهها بصدره وهي تبتسم براحة وسعادة يتراقص بهم قلبها
///////////////////
يجلس مصطفى بمنزل علياء ومعه لما التي تجلس بجانب علياء وتحاوط كتفها بود وحنان .. ومن جانبهم تجلس والدة علياء وهي تنظر بفرحة مخلوطة بالامتنان لمصطفى .. اما من امامهم فيجلس ايهاب ووالديه وهم يتكلموا مع مصطفى الذي يتحدث بتواضع وود معهم ويقوم بدور الاخ الاكبر على اجمل واكمل وجه .. يمر بعض الوقت ليرفعوا ايديهم ويقرأوا الفاتحة وسط الابتسامات والفرحة التي تسكن القلوب وترتسم على وجوه جميع الموجودين وبالاخص ايهاب وعلياء
/////////////////
يجلس عزيز بمكتبه بالمنزل وهو يفكر في سها .. تلك التي مازالت تسكن قلبه رغم كل ما حدث .. تلك التي لم تستطع اي امرأة اخرى ان تأخذ مكانها لديه .. يتذكر ما فعلته حين استيقظت بعد عمليتها وكيف لم ترد ان تشوه صورته امام حنين
*فلاش باك*
بغرفة سها بالمشفى:-
تجلس سها بتعب قليل ولكنه لا يؤثر بها وهي ترى اولادها حولها وهم يهتمون بها .. ترى لهفتهم عليها في اعينهم .. تجلس حنين بجانبها على سريرها وهي تمسك يدها بحنان
حنين(بحنان وابتسامة): حمد الله على سلامتك يا ماما
سها(بابتسامة على كلمة ماما): الله يسلمك يا حبيبتي
حنين(بنبرة مهتمة): انتي كويسة دلوقتي؟
سها(وهي تربت على يدها): الحمد لله يا حبيبتي
حسن(ببراءة): انا كنت خايف عليكي اوي يا ماما
جميلة(ببراءة): وانا كمان
سها(بابتسامة): انا كويسة يا حبايبي متخافوش
دق الباب ليدخل مراد ووراءه اكرم ومرام ومصطفى ولما و.. عزيز .. تعلقت عينا سها عليه بنظرات تحمل اللوم والعتاب بينما ينظر هو لها بنظرات لم تحدد ماهيتها .. يقف مراد بجانب سريرها بهدوء
مراد(بهدوء): حمد الله على سلامتك يا طنط
مرام(بابتسامة): ربنا يتم شفاكي على خير
سها(بهدوء): شكراً يا حبايبي .. انتي مرام مش كدا؟
قالتها وهي تنظر لمرام لتهز الاخيرة رأسها بهدوء وهي تبتسم .. تنظر سها ل لما وهي تبتسم
سها(بهدوء): وانتي لما, صح؟
لما(بابتسامة): صح, بس حضرتك عرفتي منين؟
سها(وهي تنظر لهم): من حنين .. اصلها حكتلي عنكم
ابتسموا جميعاً ليتقدم اكرم ويمسك يدها وهو يقيس نبضها ويتكلم بعملية
اكرم: حضرتك عاملة ايه دلوقتي؟
سها: الحمد لله احسن كتير
مصطفى: شدي حيلك بقا علشان نطمن عليكي وتخرجي من المستشفى
ابتسمت سها مرة اخرى وهي ترى اهتمامهم وحنانهم جميعاً .. تمسك حنين بيدها وهي تسألها
حنين(وقد انتبهت): ماما .. هو انتي ايه اللي خلاكي تعبتي اصلاً؟
نظرت سها ناحية عزيز نظرة لوم ادمت قلبه ليُخفض هو رأسه بخجل من نفسه ولكن ما لبث ان رفعها وهو ينظر لها بذهول بعد جملتها
سها(بابتسامة بسيطة): كنت قلقانة على حسن وجميلة وماسمعتش كلام الدكتور واتحركت من السرير فتعبت
مراد(بنبرة ذات مغزى وهو ينظر لسها وعزيز): الحمد لله ان عمي لحقك
نظر كل من عزيز وسها لمراد بعد جملته فإن كان الجميع قد صدق كلام سها هو بخبرته ودهائه يعرف الحقيقة
*عودة*
يفوق عزيز من شروده على صوت دق الباب .. يُفتح الباب بهدوء وتطل سها من خلفه بتردد يرسم نفسه ببراعة على ملامحها .. تتنحنح لترفع عينيها ناحية عزيز الذي ينظر لها وكأن قلبه يريد ان يُغادر صدره ويندفع ناحيتها ولكن يعوقه الألم والوجع الذي يسكنه
سها(بارتباك): آآ .. حنين بعتالك دي معايا
قالتها وهي تضع احدى صور السونار الخاص بحنين على المكتب .. امسك عزيز بالسونار واخذ يتطلع له بدقات قلب فرحة وعيون تترقرق بها دموع الفرح
عزيز(بابتسامة ودموع تتلألأ بعيناه): دي صورة البيبي؟
سها(بابتسامة وفرحة تسكن قلبها): اتنين .. توأم
عزيز(بفرحة ودقات قلب متواثبة): توأم!! اللهم لك الحمد
اخذ عزيز يضحك والدموع تنزل بفرحة على وجهه وبدون إرادة من سها شاركته الضحك والدموع فرحين بكرم الله عليهم .. نظر عزيز لسها بعيون تلمع ليس بالدموع فقط وإنما بضي الحب الذي لم يستطع شئ إطفاءه مهما مرت السنوات .. تسحب سها نظراتها وتختفي ابتسامتها لتتحرك بهدوء
سها(وهي تتحرك ناحية الباب): عن اذنك
عزيز: سها..
دق قلبها بعنف حين استمعت لإسمها من بين شفتيه وبـ بحة صوته التي تعشقها .. تيبست قدماها بالأرض رافضين لأي امر بالتحرك .. رافضين ان يبتعدوا ولو سنتي واحد عن من امتلك القلب ويسري حبه بداخلها كمجرى دمائه التي باتت تتدفق في شرايينها .. احست سها بيديه توضع بخفة على ذراعيها لتغمض عينيها بقوة محاربة ذلك الضعف الذي يعتريها من لمسته .. اما هو فيقف خلفها بقلب يدق بعنف رغم السكين الذي مازال مغروس به
عزيز(بنبرة ضعف ولوم): ليه بعدتي؟ ليه صدقتيه؟ ليه سبتيني لوحدي؟
سها(بدموع تنزل بصمت): ...
عزيز(بنبرة أضعف وعتاب): هونت عليكي تسيبيني لوحدي؟ هونت عليكي تبعدي عني؟ هان عليكي قلبي؟
تزداد شهقات سها الصامتة ويحس عزيز بجسدها يرتعش من البكاء ليلفها له ويرفع بيديه وجهها لتُقابل عيناه البُنية عينيها السوداء اللامعة بالدموع .. يرفع يده بخفة ويمسح دموعها لتندفع هي دون ارادة منها لأحضانه ببكاء يُدمي صدرها ويلف هو يده عليها بقوة
سها(ببكاء وضعف شديد): سامحني .. والله العظيم عمري ما خونتك .. والله العظيم عمره ما لمسني .. انا..
عزيز(وهو يربت على ظهرها): شششششش .. اهدي
سها(وهي تنظر له بدموع): انا غلطت بس لما صدقته .. انا غبية .. انا...
عزيز(بألم): مش لوحدك اللي غلطتي .. انا كمان غلطت لما آمنتله .. غلطت لما حكمت عليكي من غير ما اسمعك بس انا كنت مجروح منك اوي .. عارفة يعني ايه راجل يعرف ان مراته هربت مع راجل تاني
سها(بدموع وألم وهي تنظر له): ...
عزيز(بلوم وهو ينظر لعينيها): عارفة انا حسيت ساعتها بإيه .. انتوا كنتم اكتر اتنين انا بآمن ليهم في الدنيا .. حسيت فجأة ان انضربت بسكينة في قلبي
سها(وهي تغلق عينيها ببكاء مرير): ...
عزيز(مُكملاً بوجع): لما عرفت بخيانته كان نفسي اجري واترمي في حضنك بس لاقيتك انتي كمان بتدبي سكينة تانية في قلبي .. عارفة, انا وجعي منك اكبر من وجعي منه بمراحل .. كان نفسي اشتكي واعيط في حضنك بس لاقيتك مشيتي .. ملقتش اللي اعيط في حضنه
سها(ببكاء شديد وهي تتمسك بقميصه): انا اسفة .. سامحني .. انا بحبك اوي .. والله العظيم بحبك اوي .. هو عمره ما كان جوزي ولا لمسني
عزيز(وهو يضمها لصدره): وانا رغم كل اللي عملتيه ماعرفتش اكرهك .. رغم كل وجعي منك ماقدرتش اطلعك من جوايا
سها(وهي تنظر له برجاء شديد): سامحني يا عزيز .. وحياتي عندك تسامحني واديني فرصة اكفر فيها عن ذنوبي
عزيز(وهو ينظر لعينيها التي تأسره): ...
لم يتكلم عزيز وإنما احتضن رأسها بين كفيه وطبع قلبة مطولة على رأسها .. غفرت القلوب وإن كان مازال الجرح ينزف .. غفرت القلوب وإن كان الجرح عميقاً .. غفرت القلوب ولم تجد سبيلاً سوا الغفران .. غفرت القلوب لتبدأ رحلة شفاءها من ماضي أليم أدماها فهل سيستطيع كلٌ منهم ان يُنسي الآخر ما عاشه في البُعد
//////////////////////
تمر الكثير من الساعات ليستيقظ مراد في الصباح الباكر, او يمكن القول الباكر جداً فلقد بدأت الشمس في السطوع منذ دقائق .. يعتدل مراد في جلسته حين شعر بعدم وجود حنين بجانبه .. يبحث عنها بالغرفة ولكن لا اثر .. ينزل بهدوء ويبحث عنها بالمنزل باكمله ولا اثر .. اين اختفت تلك المجنونة! .. يسمع صوت ضوضاء خفيفة يأتي من المطبخ ليتحرك ناحيته ويتفاجئ من المنظر الذي رآه .. تلك المجنونة تقف امام الثلاجة وتدفس رأسها داخلها ويصدر صوت مضغها لبعض الأكل
مراد: بتعملي ايه؟
حنين(بخضة): بسم الله الرحمن الرحيم .. يابني ارحمني هتموتني ناقصة عمر
مراد(بجدية ولهفة): بعد الشر عنك متقوليش كدا تاني
ابتسمت حنين على جملته ولهفته الواضحة بنبرته .. تقترب منه بهدوء ليظل هو على عبوسه وجموده
حنين(بابتسامة): تاكل؟!
قالتها حنين بمزاح وطريقة فكاهية وهي تقدم منه توست بالمربى ليضحك هو بخفة ويقطم من التوست وهو يبتسم لها
مراد(بهدوء): ايه اللي مصحيكي دلوقتي؟
حنين(وهي تقطم من التوست): حسيت ان نفسي في المربى فعملت توستاية كدا ولسة جاية اطلع عيني وقعت ع المخلل فقولت اكل حتة خيار مخلل صغيرة كدا عشان حسيت ان طعمها في بؤي
مراد(مدعياً الاشمئزاز): مربى بعدها مخلل ؟!!! ايه العك دا؟!!
حنين(بغيظ ومزاح): الله! وانا مالي يا لمبي قول لولادك
ضحك مراد وهو يضع يده بخفة على بطن حنين ليجدها تضغط على شفتيها بارتباك
مراد: فيه ايه؟
حنين(وهي تأخذ نفساً عميقاً وكأنها تشم شيئاً): اصل انا شامة ريحة برتقان
مراد(بتعجب): برتقان؟!!
حنين(وهي تمص شفتيها): اه .. برتقان مزز كدا و... بطيخ ساقع مع ساندويتش جبنة اسطنبولي
مراد(بتهكم): اسطنبولك؟!!!
حنين(بعيون لامعة وهي تمص شفتيها): وكيكة شيكولاته عليها ايس كريم فانيليا
مراد(بدهشة): ايه دا كله؟!! مين هياكل كل دا؟!!
حنين(وهي تنظر له): انا وولادك يا مراد
مراد: ماشي يا حنين تعالي ننام ولما نصحى الصبح هجيبلك كل اللي انتي عايزاه دا
حنين(وهي تنظر له): الصبح مين والناس نايمين .. دلوقتي يا مراد
مراد(بهتاف قليل): دلوقتي ازاي؟!!
حنين(وهي تربع يديها امام صدرها): يا مراد هو الوحم كدا ولو انت عندك استعداد انك تخاطر بالولاد انا معنديش
مراد(وهو يرفع حاجبيه): اخاطر بيهم؟!!
حنين(بجدية مضحكة): ايوة .. انا معنديش استعداد اخلف عيل لونه برتقاني زي استاذ تامر هجرس
مراد(بتعجب): وهو تامر هجرس لونه برتقاني؟!!
حنين(مُكملة بنفس النبرة): اه برتقاني برونزي كدهون .. ولا يطلع عيل فيهم عنده بذرة بطيخ في ضهره
مراد(وهو ينظر لها بذهول من كلامها): ...
حنين(مُكملة): ولا...
مراد(مُقاطعاً): خلاص .. هغير هدومي وانزل
حنين(وهي تضغط على شفتيها): موري
مراد: ها
حنين(بنظرة طفولية): ممكن اضيف حاجة كمان؟
مراد: حاجة ايه تاني؟!!!
حنين(بابتسامة بلهاء): لو امكن يعني تجيبلي بطرمان نوتيلا
مراد(بذهول): بطرمان تاني؟! هو مش انتي الصبح خلصتي واحد!!
حنين(وهي تنظر له): اديك قولت اهو خلصته .. اعيش ازاي انا من غير النوتيلا
مراد(وهو يحاول الهدوء): حاضر يا حنين .. عايزة حاجة تانية؟
حنين: لا
مراد(وهو ينظر لها مُضيقاً عيناه): متأكدة؟!
حنين(بنبرة فُكاهية وابتسامة): هو لو مصمم اوي ممكن تزود واحد شيبسي خل وملح علشان لو جزعت في النص
مراد(وهو ينظر لها بصدمة): ...
حنين(وهي تلاحظ صدمته): مراد .. موري
مراد(وهو يتحرك دون الرد): ...
حنين(وهي تنظر في أثره): ياعيني دا اتصدم!
//////////////////
بمنزل اكرم ومرام يعلو صوت رنين الهاتف ليرد اكرم وهو يغلق عين ويفتح الاخرى
اكرم(بنوم): ألو
مراد: ايوة يا اكرم
اكرم: مراد! ايه دا هي الساعة كام؟!
مراد(بجدية): قوم بسرعة وغير هدومك علشان عايزك في مشوار مهم
اكرم(وهو يعتدل في جلسته حين سمع نبرة مراد): مشوار ايه؟!
مراد: هاتلي برتقان
اكرم(بصدمة): نعممممم؟!!!
مراد(بجدية): برتقان ويكون مزز يا اكرم
اكرم(بهتاف): انت بتتشرط كمان؟!! اجيبلك برتقان منين دلوقتي؟!!
مراد(بلهجة لا تقبل النقاش): اتصرف يا زفت وجيب مرام وتعالى عالبيت عندي
اكرم: يا مراد..
مراد: يلا يا اكرم
قالها مراد وهو يغلق الخط لينظر اكرم للهاتف بصدمة .. تنتبه مرام من جانبه وتراه على تلك الحالة
مرام(وهي تعتدل بجلستها بجانبه): مالك يا حبيبي؟ ايه اللي صحاك بدري كدا؟!
اكرم(وهو ينظر للهاتف بصدمة): اخوكي
مرام(بلهفة): ماله؟!
اكرم(وهو ينظر لها): عايز برتقان
مرام(بدهشة): برتقان؟!!!
اكرم(بهتاف مازح وغيظ): اجيبله منين برتقان انا؟! هو انا ساحر هل انا ساحر
مرام: انا مش فاهمة حاجة
اكرم(وهو يضحك ويقف ليرتدي ملابسه): شكل حنين بتتوحم .. ماشي .. ربنا عالظالم
ضحكت مرام وقامت بتغيير ملابسها عندما اخبرها اكرم برغبة مراد في ذهابهما للمنزل بينما كان يتمتم بتذمر من هذا الصاعقة الذي لا يقدر احد على رفض اوامره
//////////////////
بمنزل مصطفى ولما:-
تفتح لما عينيها بانزعاج من رنين الهاتف لتربت برفق على صدر مصطفى وهي تهمس
لما(بهمس): مصطفى .. مصطفى
مصطفى(بنوم): مممم
لما(وهي تتثائب): رد عالتليفون دا عمال يرن
مصطفى(بضجر): دا مين اللي بيتصل بدري كدا؟!
ما ان امسك مصطفى الهاتف ووجد اسم مراد ينير الشاشة حتى اعتدل بسرعة وهو يرد
مصطفى: ألو يا مراد
مراد: صباح الخير يا درش .. عايزك في مهمة مستعجلة
مصطفى(وهو يرفع حاجبيه): مهمة؟!!
مراد: اه .. تعرف تشتري بطيخ؟
مصطفى(بدهشة): بطيخ؟!!!!
مراد(بجدية): اه .. عايز بطيخة حلوة وكبيرة كدا
مصطفى(وهو ينظر للهاتف بذهول): ...
مراد(وهو يلاحظ صمته): انت معايا؟
مصطفى(وهو يضع الهاتف على اذنه مرة اخرى): ها! اه معاك
مراد: طب يلا جيبها وجيب لما وتعالى عالبيت عندي .. سلام
اغلق مصطفى الخط لتنظر له لما باستغراب
لما(وهي تعتدل بجلسته): فيه ايه؟ مراد متصل دلوقتي ليه؟ حصل حاجة؟
مصطفى(وهو ينظر لها): عايز بطيخ
لما(بصدمة): نعمممم؟!!!
مصطفى(وهو يضحك): بيقولي هاتلي بطيخة حلوة وكبيرة وتعالى انت ولما عالبيت
ضحكت لما بصوتها كله وشاركها مصطفى الضحك عندما توقعوا توحم المجنونة على البطيخ لتنظر له لما بجدية
لما: طب احنا هنجيب بطيخ منين دلوقتي؟
مصطفى: والله ماعرف .. يلا بينا وهنشوف
تحرك مصطفى ولما ليُغيروا ملابسهم ومن ثم يبدأوا رحلة البحث عن البطيخة الذي كلفهم الصاعقة بإيجادها
/////////////////////
تمر ساعة ويستطيع مراد تجميع طلبات مجنونته من السوبر ماركت ليعود للمنزل وهو يحمل الكثير من الاكياس بها العديد من الشكولاتات والبسكويتات والكيكات والايس كريم .. فقد ظن انه بذلك سيضع مخزون لكي لا يضطر ان ينزل في مثل تلك الاوقات ولا يعلم ان مجنونته ستنهيهم بوقت قياسي قد يصدمه هو شخصياً .. يدخل مراد من الباب ليجد حنين تجلس بالصالون وهي تمسك كوب كبير - شوب مشابه لشوب عصير القصب - من الشاي بلبن وباليد الاخرى تمسك العديد من البقسماط وتأكلهم باستمتاع
مراد(بصدمة): ايه دا؟!!!
حنين(بابتسامة): موري حبيبي .. تعالى يا قلب مراتك انت
مراد(وهو ينظر لها بذهول): ...
حنين: تعالي يا موري فيه ايه؟
مراد(وهو ينظر لها مدعياً الخوف): انتي عايزة ايه؟
حنين(وهي تربت على الكرسي المجاور لها): عايزاك تيجي جنبي هنا
تقدم مراد بحذر وهو ينظر لها ليقف امامها وهو يتطلع لها
مراد(وهو يحاول الهدوء): هو مش انتي يا حبيبتي لسة واكلة وحليتي وحدقتي وكله تمام .. ايه دا؟!
حنين(وهي ترفع الكوب لفمها): دا شاي بلبن
مراد(بغيظ): هو انا بسألك على اسمه! انا بقولك ليه دلوقتي؟
حنين(بتلذذ وابتسامة بلهاء): الشاي بلبن دا ملوش وقت .. دا تحسه كدا يلائم اي وقت واي زمان واي مكان واي موقف .. بينزل كدا يطبطب عالقلب
مراد: يا سلام؟!! .. طب والبقسماط؟
حنين(وهي تقطم من البقسماط): دا تسالي يعني جنب الشاي بلبن .. هو انت عايزني اشربه كدا من غير حاجة جنبه!
مراد(وهو يضع الشنط بجانبها): لا ازاي انا اسف  .. طب اتفضلي
حنين(وهي تقلب في الشنط): جبت كل حاجة؟
مراد: وبزيادة كمان
حنين(بابتسامة وهي تقلب الشنط): حبيبي منحرمش منك ابداً يا موري يا.. ايه دااا؟!!! انت هتضحك عليا
مراد: فيه ايه؟
حنين(بعبوس طفولي): فين البطيخة
مصطفى(بابتسامة وهو يحمل البطيخة): البطيخة عندي يا ام الباشا
قالها مصطفى وهو يدخل ومن خلفه لما التي تضحك على شكل حنين ومراد وحوارهم الذي سمعوا جزء منه
حنين(بفرحة): ايه دااا !! ايه المفاجأة الجامدة دي!!
لما(وهي تجلس بجانبها): هي مش مفاجأة اوي بس قشطة
مراد(بهدوء وابتسامة): معلش تعبتكم معايا
حنين: هو انت كلمتهم قولتلهم يجيبوا البطيخة؟!
مراد: ايوة اومال انا هقعد ألف لوحدي
اكرم(بتبرم وغيظ): لا ازاي لازم تطلع عينينا احنا كمان
قالها اكرم وهو يدخل حاملاً شبكة مليئة بالبرتقال ومن وراءه مرام تحمل شنطة و.. عيدان قصب!!!
حنين(وهي تصفق بيديها بحماس): ايه دااا!!! دي هتبقى حفلة يا شقيق
اكرم(وهو يجلس بجانبهم): سامو عليكووووو
مراد(وهو ينظر لشبكة البرتقال وعيدان القصب): ايه يابني دا؟!!
اكرم(بخفة): ملقتش برتقان في اي حتة علشان احنا في الصيف, اسكت؟
حنين(بمزاح): لا طبعاً
اكرم(بفخر): روحت على محل عصير قصب
مراد(بصدمة): نعمممم؟!!
اكرم: ما هما دول اللي بيبقى عندهم برتقان في اي وقت .. جبت شبكة برتقان وعودين قصب
حنين(بضحك): جدع
مرام(وهي تعطي حنين الشنطة التي تحملها): وانا جبتلك علبة عصير برتقان
لما(وهي تخرج ما بإحدى الشنط): وانا جبت خوخ زي العسل
مراد(بذهول وهو ينظر حوله): ايه سوق الفاكهة اللي وقعت فيه دا!!
حنين(بابتسامة وفرحة): تسلمولي يا رب منحرمش منكم .. طب يلا بينا
مراد: على فين؟
حنين(بابتسامة بلهاء): هاكل انا والبنات الحاجات دي
اكرم(بهتاف ومزاح): نعم يا عمري؟!! طب واحنا؟!!
حنين(بابتسامة): وهو انا اقدر انساكم .. هنجهزلكم طبق
اكرم: ايوة كدا
تحركت البنات لتقطيع الفواكة وتجهيز اطباق الحلويات ومن ثم خرجوا للشباب ليمر اليوم بين ضحك ومزاح وسعادة ترتسم على الوجوه .. تفاجئ الجميع حين علموا بحمل حنين بتوأم لتمتلئ قلوبهم بالحماس والفرحة .. شاهدوا غرفة الاولاد التي جهزها مراد وحنين ورتبوها استعداداً لاستقبال ضيوفهم الاعزاء الذين سيسكنون قلوب العائلة بأكملها
////////////////////
تمر الايام على ابطالنا بهدوء .. يكاد مراد يجن من حنين ووحمها المجنون مثلها ولكن في داخل قلبه يشعر بالسعادة وهو يراها امامه بتلك الحالة .. انتهى مصطفى من تجهيز علياء كأي اخ اكبر وتم كتب كتابها هي وايهاب وكان مصطفى هو وكيلها .. اصبحت لما من امهر المهندسات بالشركة وإن كان لموهبتها الفضل في ذلك بجانب دعم وتشجيع مصطفى لها .. استقرت الاوضاع إلى حد ما بين عزيز وسها وبدأت المياة في الرجوع لمجاريها من جديد فكل منهم يسعى لكي ينسى ويُنسي الاخر اي اوجاع وآلام الماضي .. تستمر مرام في متابعة علاجها مع د.اسيل ويدعمها اكرم ويطمئنها بوجوده بجانبها .. تم تحديد موعد عملية حسن وبالفعل قام محسن بتنفيذها بدقة ومهارة عالية بمساعدة اكرم ولارا .. لا ينسى احد ذلك اليوم وقد كان يقف امام غرفة العمليات كل بطل من ابطالنا وهو يحاوط كتف محبوبته بيده منتظرين خروج هذا الطفل الصغير الذي احبوه جميعاً .. ولا تنسى سها حين حاوطها عزيز بيده وامسك بكفها باليد الاخرى لتضغط هي عليه برفق وانظارهم مُثبتة على باب غرفة العمليات منتظرين نتيجة عملية فلذة كبدهم التي كُللت بالنجاح وبقى انتظار نتيجتها بعد العلاج الطبيعي فهل سيرجع ذلك الطفل البرئ للجري واللعب من جديد؟!
//////////////////////
تجلس هدى بغرفتها وهي تمسك بهاتفها وتركز بعينيها على رقمه المسجل .. ها قد مر اسبوع منذ ان اعادها للمنزل ومنعها من السفر ولكن طوال ذلك الاسبوع لم يتصل بها .. ولا مكالمة واحدة .. ولا رسالة .. يرتسم الحزن على معالم وجهها
هدى(لنفسها): كنتي فاكرة ايه؟ هيكلمك, دا واحد كان بيتسلى مش اكتر .. يتسلى ليه هو انا لب هل انا لب, وبعدين ما هو جه ورايا وقعد يبرر ويتكلم وقالي انه بيحبني و.. .. واهو من ساعتها لا حس ولا خبر .. طب مخلانيش اسافر ليه؟! ..
قطع كلام هدى مع نفسها دق الباب ودخول والدتها
ناهد(بابتسامة): دودو حبيبة ماما
هدى(بمزاح): دودو وحبيبة ماما يبقى فيه طلب
ناهد: اخص عليكي وهو انا مدلعش بنتي حبيبتي غير لو فيه طلب
هدى(وهي تضيق عينيها): يا ماماااا
ناهد: بصراحة كدا عايزاكي تساعديني علشان نحضر السفرة علشان الضيوف خلاص على وصول
هدى(وهي تلوي فمها بتذمر): انا مش فاهمة مين الضيوف اللي بابا عازمهم دول وليه مهتم اوي بالموضوع دا
ناهد(مدعية البراءة): وانا زيك يا بنتي ماعرفش .. المهم يلا إلبسي فستان حلو من بتوعك واظبطي طرحتك وحصليني
هدى(بابتسامة): حاضر يا ماما
خرجت ناهد وغيرت هدى ملابسها المنزلية لفستان ازرق سماوي وارتدت حجاب ابيض جميل زاد من جمال وجهها .. خرجت هدى وبدأت في مساعدة والدتها بتحضير السفرة .. سمعت جرس الباب وكادت ان تفتحه لتجد والدها يقوم بتلك المهمة فأسرعت لجلب باقي الطعام .. تسمع هدى صوت والدها يرحب بالضيوف ذوي الاصوات المألوفة .. حملت هدى صينية بها بطة كبيرة وخرجت من المطبخ بهدوء لتتصنم محلها حين رأت من هم الضيوف .. حنين ومراد, لما ومصطفى, مرام وأكرم, و.. نور .. توترت واصابتها رؤياه بالارتباك .. كادت الصينية ان تقع منها ليجري هو ناحيتها ويمسكها معها .. تلاقت نظراتهم فضحك هو بخفة وهو يهمس لها
نور(بهمس وغمزة): خدي بالك من البطة .. يا بطة
احمر وجه هدى في ثانية فدفعت بالصينية له وجرت لغرفتها .. انفجر كل الواقفين ضاحكين على رد فعلها وشكل نور وهو ممسك بالصينية وينظر في اثرها بصدمة وابتسامة
عاصم(بضحك): حط يابني الصينية من ايدك عالسفرة وتعالى نقعد في الصالون
تحركوا جميعاً وجلسوا في الصالون بابتسامات تملأ وجوههم .. ينظر نور بهدوء لوالد هدى ليبدأ كلامه
نور(بهدوء): زي ما قولت لحضرتك يا عمي فأول مقابلة ان لو حضرتك وافقت هجيب اهلى واجي اطلبها رسمي .. (ثم نظر حوله بابتسامة) .. هما دول اهلي .. دول صحابي واخواتي وعيلتي .. انا والدي ووالدتي متوفيين من زمان ومليش الا عم واحد وعايش حالياً في النمسا .. يعني من الاخر هما دول اهلي وعزوتي وعيلتي
يبتسم الجميع على كلامه ويربت مراد -الذي كان يجلس بجانبه- على كتفه بهدوء وابتسامة
عاصم(بابتسامة هادئة): بصراحة يابني انت عليت في نظري من اول مقابلة لما صارحتني وقولتلي عرفت هدى ازاي وايه اللي حصل من البداية ودا اللي خلاني اوافق على القعدة دي .. منور يابني انت وهما ويشرفني اني عرفتكم
مصطفى(بود): الشرف لينا احنا
سكتوا قليلاً لتقطع حنين الصمت بجنونها
حنين(بنبرة مرحة): هو فيه ايه, انا كنت سامعة ان فيه غدا انتوا غيرتوا رأيكم ولا ايه يا عمو
عاصم(بضحك): لا طبعاً يا بنتي بس تلاقي والدة هدى بس لسة بتحضر اديكي شوفتي صحبتك خلعت وجريب على اوضتها
حنين(وهي تقف): واحنا روحنا فين .. يلا يا بنات
تحركت البنات لمساعدة والدة هدى في تحضير السفرة وسط الضحك والابتسامات التي ملأت المنزل .. انتهوا من التحضير وكل ذلك الوقت وهدى حابسة نفسها بغرفتها ودقات قلبها تتسارع لتجد حنين تدق الباب وتدخل
حنين(بجدية مضحكة): مساء الخير يا فندم يا رب تكون الخدمة عاجبة سيادتك .. انا عايزة افهم انتي no احترام خالص
هدى(بصدمة): نعم؟!!!
حنين(مُكملة بمرح): ماهو لما تقعدي في اوضتك وتسيبي ضيوفك هما اللي يحضروا الاكل يبقى متعرفيش حاجة اسمها فن احترام الضيوف
هدى(بجدية): حنين .. هو انتوا ايه اللي جابكوا؟
حنين(وهي ترفع حاجبيها): ايه اللي جابنا؟!!!!
هدى: مش قصدي .. قصدي جايين تعملوا ايه؟
حنين: انتي عبيطة يا بت انتي!
هدى: يووووه قصدي ايه اللي جاب نور معاكم؟
حنين(بابتسامة مدعية البراءة): مفيش انا اصلي حكيتلهم على اكل طنط ناهد القمر فصمموا يدوقوه فقولنا نعزم نفسنا عندكم
هدى(وهي ترفع حاجبها): يا سلاااام
حنين(وهي تنظر لها بابتسامة): بننننننت .. الناس برة يلا مينفعش كدا
جذبت حنين يد هدى وخرجت بها ليجلسوا جميعاً على السفرة ويأكلوا بـ جو أُسري جميل .. كان الجميع يأكل بتلذذ إلا هدى فلم تأكل لقمتين حتى .. كانت نظراتها تتابع ذلك الذي يجلس امامها ويأكل بتلذذ وهو يسترق لنظرات لها .. تأكل حنين بتلذذ ليختطف مراد يدها بيده ويُخبئهم تحت السفرة .. توترت حنين من فعلته وحاولت سحب يدها ولكن ذلك المجنون لم يتركها لتقترب منه وتهمس
حنين(بهمس وارتباك): سيب ايدي يا مراد
مراد(وهو يأكل بيده الاخرى): تؤ
حنين(وهي تحاول سحب يدها): مينفعش كدا سيب ايدي احنا مش في بيتنا
مراد(وهو يمسك يدها بعناد): مش هسيبها وبس بقا علشان اعرف اكل
حنين(بغيظ): طب سيب ايدي علشان انا كمان اكل
مراد(بابتسامة مستفزة): كلي بإيدك التانية زيي
نظرت حنين له بغيظ وبدأت تعافر لتأكل بيد واحدة .. لاحظت مرام ذلك لتسألها بمكر
مرام(بابتسامة): بتاكلي بإيد واحدة ليه يا حنين؟
حنين(بتوتر وخجل): ها .. لا عادي اصل ايدي التانية نملت
كتم مراد ضحكاته وابتسم اكرم وقد فهم ما فعله مراد .. كادت مرام بالتحدث مرة اخرى لتهتف حنين
حنين(بنبرة مندفعة): اكرم الله يكرمك حط لمراتك حتة رقاق تنشغل بيها عني .. آااااا قصدي تدوقها
ضحك مراد تلك المرة لتنظر له حنين بغيظ .. اكمل الجميع كلامهم وسط تلذذهم بالأكل إلا من عاشقان تتلاقى انظارهم فلا يعنيهم ما يدور حولهم .. ولم يكونوا سوا لما وعاشقها المتيم بها ... انهوا طعامهم وجلسوا بالصالون مرة اخرى ولكن تلك المرة معهم ناهد التي تبتسم بسعادة وهدى التي كانت تهرب بنظراتها من نور .. طال الصمت إلا من صوت الشوك التي تخبط اطباق الحلويات لتندفع حنين مرة اخرى
حنين: ايه يا عم نور ما تتكلم!
نور(وهو يُنزل طبق الحلويات): اتكلم اقول ايه؟!
اكرم: تتكلم تقول ايه!!! تقول اللي جايبنا عشانه
نور(وهو يربت على جيوبه بارتباك): انا .. نسيت الورقة
مصطفى: ورقة ايه؟
نور(بجدية مضحكة): ورقة الكلام
مراد(بذهول): هو انت كنت كاتب الكلام اللي هتقوله!!!
هز نور رأسه لينفجر الجميع ضاحكين
لما(بضحك): طب قول من غير ورقة
مرام(بابتسامة مازحة): سمي الله كدا واتكلم
هز نور رأسة وهو يأخذ نفساً عميقاً عدة مرات
حنين(بمزاح): يابني انت هتغطس ما تتكلم
نور(بارتباك وتوتر): مش عارف اقول ايه
مصطفى(بضحك): الواد فقد الذاكرة ولا ايه!
حنين(وهي تنظر لهم): طب حد فيكم انتم يتكلم
اكرم(وهو يرفع يديه بضحك): انا مليش دعوة انا ماتحطتش في الموقف دا قبل كدا
حنين(بضحك وهي تُشير لمرام): نعم؟! اومال طلبت الاخت الوقورة اللي قاعدة جنبي دي ازاي؟
مراد(بضحك): قال لخالتي بحبها ولو متجوزهاش هخطفها فقولنا بدل الخطف والفضايح نجوزهم
ضحك الجميع ومن بينهم عاصم وناهد اللذان كانا لا يستطيعان امساك ضحكاتهم من هؤلاء المجانين
حنين(وهي تنظر لمصطفى): وحضرتك؟
مصطفى(بضحك): انا شرحُه
حنين(بشهقة وضحك): نهار اسوح برضو قولت هتخطفها؟!
مراد(بضحك): لأ دا قال لو متجوزتهاش هقتلها واقتل نفسي
حنين(مدعية الصدمة): ليه كدا؟ ليه العنف دا؟! .. (ثم نظرت لمراد) .. وطبعاً انت يا حبيبي حدث ولا حرج
مراد(بابتسامة وضحك): تيبيكال
حنين(وهي تتنهد وتدعك يديها ببعض): مبدهاش بقا ..(قالتها ثم نظرت بجدية لعاصم الذي كان يضحك بشدة).. بص يا عمي بقا هالله هالله عالجد والجد هالله هالله عليه واللي يتكسف من بنت عمه ميجيبش منها خضار والجواز نص الدين .. احنا جايين النهاردة كدا بالصلاة ع النبي ناخد لاخونا اهتم اختنا قرطس وربنا يسامحنا على الجريمة اللي هنعملها دي .. الواد اللي قدامك دا ومش لإنه قاعد, بس دا واد كويس وخدها مني ثقة .. انا بكلمك بالأمانة .. هو دلوقتي دخل الباب من بيته علشان يتجوز البُنية دي اللي اول ما شافها قلبه دق وقال هي دي اللي عليها العين والنني ف ايه رأيك نقرا الفاتحة دلوقتي وعلى اخر الشهر يبقى شتبة وتتب تتاب
سكتت حنين فجأة لينفجر الجميع ضاحكين وهم لا يستطيعوا اخذ انفاسهم من كلام تلك المجنونة .. فقد كانت تتكلم بمزاح وطريقة مضحكة وتقلد الشخصيات اثناء حديثها
مراد(بضحك شديد): ههههههه هموت يخربيت فقرك
مرام(وهي تغمض عينيها بشدة من الضحك): مش قادرة هههههه
مصطفى(وهو يمسك بطنه من شدة الضحك): ايه دا مش قادر ههههههه
أكرم(وهو يضحك ويصفق): شابوه يا بنتي والله ههههههه
لما(وهي تمسح عينيها من الدموع بسبب الضحك): مجنونة هههههه
هدأ الجو قليلاً ليتكلم عاصم بعد ان إلتقط انفاسه
عاصم(بابتسامة هادئة): بصوا يا جماعة انا من حيث المبدأ معنديش مانع بس دي بنتي الوحيدة وعايز ابقى متطمن عليها
قالها بنبرة ذات مغزى ليتدخل مراد
مراد(بهدوء): وايه اللي يطمنك عليها؟
عاصم(بجدية): بص يابني انا سألت على نور ويعني سمعت كلام منه اللي ريحني ومنه اللي قلقني
حنين(بابتسامة): طب انا عندي حل .. ايه رأيك يا عمي لو تختبره
عاصم: اختبره!!
حنين(مُكملة بابتسامة): اه تختبره .. يعني نلبس الشبكة ونكتب الكتاب اخر الشهر علشان يعرفوا يتعاملوا مع بعض بحرية بس مفيش فرح قبل سنة
نور(بصدمة): سنة؟!!!
حنين(وهي تنظر لنور): اسكت لاخليها سنتين ..(ثم اكملت وهي تنظر لعاصم).. سنه كاملة يقعدها تحت الاختبار منك ومن هدى نجح كان بها مانجحش لا يكلف الله نفساً إلا وسعها
صمت عاصم قليلاً ليُفكر ثم نظر ناحية ناهد ليجدها تبتسم بفرحة
عاصم(بابتسامة): والله الرأي رأي العروسة
لما(وهي تنظر بمكر لهدى وتخبطها في كتفها): ايه رأيك يا عروسة؟
صمتت هدى ولم ترد ولكن احتل الخجل وجهها
مرام(بابتسامة): نقول السكوت علامة الرضا؟
ازداد خجل هدى لتهتف حنين وهي ترفع يديها
حنين(بفرحة): سمعونا الفاتحة يا جماعة وياريت جهراً عشان لو فيه غلط ولا حاجة
رفعوا جميعاً ايديهم وقرأوا الفاتحة لتعلو زغاريط البنات وتملأ المنزل وهم يحتضنوا هدى بفرح كما احتضن نور الشباب بابتسامة وفرحة تلمع بعيناه وقد احس ان له اهل وعائلة واكثر من سند .. اتفقوا على تحديد ميعاد كتاب الكتاب بآخر الشهر .. يفصل بين نور وبين كون من ملكت قلبه زوجته وعلى اسمه اقل من اسبوع .. بضعة ايام وسيزيد العشاق اثنين وربما اكثر
كااااااااااات كفايا كدا النهاردة
********************************************
هل سيستطيع حسن العودة للجري واللعب كمن في سنه
هل فعلاً انتهى شر حسين ام مازال سيطول شره ابطالنا
هل سيستطيع عزيز وسها نسيان جروح الماضي
ابطالنا سند لبعضهم فهل انتهت ألعاب القدر معهم
هذا ما ستكشفه فصول روايتنا

أنت عشقي 🖤🔥حيث تعيش القصص. اكتشف الآن