تمر الايام عليهم دون جديد سوى زيادة التقرب بين كلا من حنين ومراد ولما ومصطفى .. وكأن القلوب تنجذب لبعضها ولا تقدر على البُعاد .. توطدت صداقة حنين ولما وأصبحوا البنات مقربين جدا من بعضهم .. اما مرام واكرم فرغم البُعاد إلا ان القلوب تلتقي .. فرؤية العين رؤية ورؤية القلب لقاء
بمنزل مراد:-
مرام(برجاء): علشان خاطري يا مراد
مراد(برفض): انا قولت لأ يا مرام
مرام: يا مراد افهمني الندوة دي مهمة جدا وهتفيدني في رسالتي
مراد: شوفي ندوة غيرها في القاهرة انما ندوة في شرم لأ يا مرام .. من امتى وانتي بتسافري لوحدك
مرام: يا حبيبي هو انا مسافرة اتفسح انا رايحة حاجة تبع الجامعة .. ثم اني قولتلك تعالى معايا وانت مرضيتش
مراد: قولتلك مش هينفع اسافر دلوقتي خالص .. اسمعي الكلام يا مرام
مرام: بس يا مراد..
مراد: خلاص يا مرام .. يلا روحي شوفي وراكي ايه
مرام(وقد نكست رأسها بحزن): حاضر
كادت مرام بالتحرك لتجد مراد يمسك يدها عندما احس بحزنها
مراد: استني هنا .. ارفعي راسك كدا مش مرام الحديدي اللي توطي راسها .. (نظر لها قليلا ثم تنهد) .. سيبيني افكر
مرام(وهي تقبله من خده): حبيبي يا مارو
مراد: قولت هفكر مش خلاص وافقت
مرام: هتوافق انا عارفة قلب مارو حبيبي
مراد(بابتسامة): ماشي يا ستي يلا اطلعي بقا شوفي رسالتك
مرام: حاضر
نظر مراد ناحية مرام التي تجري بفرح وبسمة جميلة تُرسم على ثغره الفتاك .. عادت روح اخته وعفويتها ومزاحها منذ دخول تلك المجنونة حياتهم .. حتى انها عادت لتسميته ب مارو اسم الدلع الذي كانت تدلله به في الماضي .. ظل مراد يبتسم ليجد تلك المجنونة تجري ناحيته باندفاع
حنين(وهي تتكلم بغيظ): بص بقا يا باشا مش هينفع كدا
مراد: ايه فيه ايه؟
حنين(بجدية مضحكة): الطور الاسباني بتاعكم دا .. كل ما احاول ابقى لطيفة معاه واتكلم ولا اهزر معاه الاقيه بيقفش عليا ويبقى عايز يجري ورايا .. كدا بوسي زعلانة
مراد: يا بنتي ماكس طيب متخافيش منه هو بس اللي حجمه كبير شوية
حنين(بمزاح): شويتين تلاتة دا ما شاء الله لو ريح على باب اوضته هيكسره
مراد: هي مش مرام بقت تقعد معاكي وتعودك عليه
حنين: اها
مراد: اومال فيه ايه؟
حنين(وهي تضيق نظراتها بمزاح): فيه انه بيبصلي بصات بجنب عينه كدا تحس انه بيقولي هنفخك اول ما تمشي وفعلا مجرد ما بتقوم بيتحول
مراد: يتحول؟!! طب مش يمكن علشان انتي خايفة منه مثلا وهو بيكون قصده يهزر
حنين(وهي تضيق عينيها وتدعي التفكير): أيعقل؟!!!
انصرفت حنين وهي تدعي التفكير في الامر وابتسم مراد على حركاتها وتصرفاتها .. يمر اليوم بسلام ويوافق مراد على ذهاب مرام لتلك الندوة بعد ان اخبرته انها ستسافر مع صديقتها وزميلتها بالجامعة وقد كان
//////////////
في صباح يوم جديد وبغرفة لما:-
دخل مصطفى غرفة لما وهو يحمل صندوق كبير يغطي وجهه .. كانت لما تجلس على السرير وتكتم ضحكاتها على مظهره وقد كاد بالتعثر .. انزل الصندوق ببطئ لينظر في عينيها وهو يهمس
مصطفى(بهيام): وحشتيني
احمرت وجنتا لما ولم ترد ولكن رُسمت ابتسامة خجولة على شفتيها
مصطفى(بابتسامة): عندي ليكي مفاجأة
لما: مفاجأة ايه؟
مصطفى: بصي جبتلك ايه معايا .. (اخرج من الصندوق ألبوم من الصور) .. دا البوم صور خطوبتنا وكتب الكتاب
لما(بحماس): بجد؟!!
مصطفى: اها ومش بس كدا .. (اخرج من الصندوق كاميرا فيديو) .. اتفضلي
لما: ايه دا؟
مصطفى: دي يا ستي كاميرا كنت بصور بيها عيد ميلادك كل السنين اللي فاتت
لما(بدهشة): ازاي؟!
مصطفى: افتحي وانتي تعرفي
فتحت لما اول فيديو لترى امامها مصطفي وهو يجلس بجانب سريرها وهي مغمضة عينيها ويمسك امام وجهها كاب كيك صغيرة ويغني (happy birthday to you) وهو ينظر لها بنظرات عاشقة بها لمحة حزينة .. لم تختلف باقي الفيديوهات عن اول فيديو ففي كل مرة كان يمسك ب كاب كيك صغيرة بطعم الشيكولاته وبعد ان ينتهي من الغناء يطبع قبلة رقيقة على جبينها ومن ثم يضع امامها هدية ووردة عباد الشمس التي تحبها .. نظرت لما ناحية مصطفى والدموع تلمع بعينيها
مصطفى(وهو يمسح دموعها): ليه الدموع دي يا لوما؟
لما(وهي تنظر لعيناه): انت ازاي كدا؟!
مصطفى: انا كدا علشان بحبك .. كنت كل سنة انا اللي بتمنى الامنية وكل سنة كانت نفس الامنية انك تقومي وترجعي تنوري حياتي والحمد لله اتحققت وربنا رجعك ليا تاني
رُسمت ابتسامة جميلة على ثغرها وقد بدأ الحب ينبت بقلبها لهذا العاشق الذي تتشعب جذور عشقها بقلبه وكيانه
مصطفى: مش عايزة تشوفي الهدايا؟
لما: هدايا ايه؟
مصطفى: هدايا عيد ميلادك .. اللي كانوا في الفيديو .. انا كنت كل سنة بجيب الهدية واشيلها علشان لما تقومي بالسلامة اديهالك واظن جه الوقت .. (قالها وهو يضع على قدمها ٥ هدايا كل واحدة منهم مغلفة ومعها كارت) .. كل سنة وانتي معايا يا لومتي
اخذت لما الهدايا وخجلت من ان تقرأ الكروت امامه .. فتحت اول هدية وكانت رواية .. والثانية رسمة لها بالفحم .. والثالثة مج عليه وردة عباد الشمس .. والرابعة شال من الصوف بلون بيچ جميل .. اما الخامسة فكانت سلسلة على شكل قلب .. كانت لما تنظر للهدايا ودقات قلبها تتزايد وتتسارع وكأنها ستخرج من بين ضلوعها .. نظرت ناحيته وعيناها تلمع بشدة ولا تستطيع منع ابتسامتها التي تُظهر مدى فرحتها وسعادتها
مصطفى: عجبوكي؟
لما(بفرحة وسعادة): جداً
مصطفى: طب مش هتقري الكروت؟
لما(بخجل): لا مش دلوقتي
مصطفى(بابتسامة على خجلها): ماشي براحتك
لما: ممكن أسألك سؤال؟
مصطفى: طبعاً
لما: انت ليه كنت بتجيبلي كاب كيك شوكولاته في عيد ميلادي؟
مصطفى: انتي اكتر طعم بتحبيه الشوكولاته وكنتي مدمنة كاب كيك
لما(وهي تنظر بعمق في عيناه): انت ازاي فاهمني كدا؟!
مصطفى(وهو يبادلها النظرات بهيام): علشان انا انتي وانتي انا .. عارفك اكتر من نفسك وعارف بتحبي ايه وبتحسي ب إيه
ابعدت لما عينيها عنه بخجل وهي تبتسم على كلامه الذي يسري القشعريرة بجسدها .. ازداد احمرار وجنتاها ليقرر مصطفى رحمها من ذلك الخجل
مصطفى: انا هقوم علشان ارحمك شوية وهجيلك بكرة إن شاء الله .. عايزة حاجة؟
لما: لا ميرسي
مصطفى: ميرسي لله انه خلقك
قالها وهو يقترب من وجهها وينظر لعينيها بعمق اربكها للحظات .. ارادت الابتعاد ولكن عيناه شديدة السواد كانت كالثقب الأسود تجذبها إليه فلا تجرؤ على الابتعاد .. طالت النظرات وتاه هو بعينيها الزيتونية التي اسرته من اول نظرة .. فاجأها مصطفى بقبلة سريعة على شفتيها وانصرف سريعاً تاركاً لما بصدمتها وخجلها .. تضع يدها على فمها بصدمة وتفتح عينيها على وسعهما أما وجنتاها فقد ازداد تلونهم باللون الاحمر
لما(بصدمة ممزوجة بالخجل): مجنون ..
تذكرت القبلة مرة اخرى لتخبئ وجهها بيديها وهي تضحك .. كانت المشاعر التي تحسها تجعل قلبها يتراقص فرحاً .. هي لا تتذكر ما عاشته معه ولكن ما تعيشه الآن كفيل بأن يجعلها تقع ببحور عشقة بإرادتها
/////////////
سافرت مرام في الصباح وانهى مراد بعض الاعمال لديه ورجع للمنزل بقلب مشتاق لرؤية تلك المجنونة التي يُكابر في الاعتراف بحبها .. دخل مراد الغرفة ليجد حنين واقفة بالشرفة تتحدث في هاتفها .. اقترب ببطئ ووقف يستمع
حنين: يا بودي يا حبيبي افهمني .. مش هينفع اجي النهاردة
...: ...
حنين: والله عارفة وانت كمان وحشتني جدا بس..
...: ...
حنين: خلاص هحاول بس مش وعد ها .. ماشي يا حبيبي .. خلي بالك من نفسك
...: ...
أغلقت حنين الخط ولفت وجهها لتجد مراد امامها .. ظنت انه سيثور مثل المرة السابقة ويعنفها ولكنها تفاجأت حين وجدته يتحرك ناحية غرفة الملابس بهدوء عكس ما بداخله من براكين
حنين(وقد تبعته لغرفة الملابس): مراد
مراد(بجمود): نعم
حنين: انت هنا من امتى؟
مراد: من شوية
حنين: يعني سمعتني وانا بتكلم في التليفون؟
مراد(وهو يحاول السيطرة على غضبه والظهور باعصاب باردة): اها
حنين(بمكر): مش عايز تعرف كنت بكلم مين؟
مراد(وهو يجز على اسنانه): سمعتك وانتي بتقولي بودي
حنين(بنبرة ماكرة): ومش عايز تعرف مين بودي؟
مراد(بعبوس): لأ
حنين(وهي تكتم ضحكاتها على عبوس وجهه): طب مالك مكلدم كدا؟
مراد: انا وشي كدا
حنين(وهي تقترب منه): مراد .. ممكن تبصلي
مراد(وهو ينظر لها): ...
حنين: لو فعلا عايز تعرف مين بودي انا مستعدة اقولك .. بس بشرط
مراد(وهو يرفع حاجبه): شرط؟!!!
حنين: اها .. غير هدومك بسرعة وتعالى معايا
مراد: فين؟
حنين: لما تيجي معايا هتعرف .. يلا بسرعة
اخذت حنين حقيبتها وتركت الغرفة لمراد ليبدل ملابسه .. كانت تشعر بداخلها بالسعادة لاحساسها بغيرته عليها حتى وإن كان ينكرها ولكن اكثر ما اسعدها انه لم يُسئ الظن بها او يتكلم معها بحدة مثل المرة السابقة .. اما هو فكان بداخله نيران الغيرة مشتعلة .. من هذا البودي الذي تتحدث معه بكل حب .. ولماذا اصرت على ان يغير ملابسه واين سيذهبوا .. كل ذلك كان يدور بعقله في حين أنه كان يحاول الثبات والهدوء حتى لا يخطئ بحقها مرة اخرى .. انهى ارتداء ملابسه ونزل ليرى من هو هذا البودي الذي يشغل عقل مجنونته
///////////
وصلت مرام وزميلتها مي للفندق المُقام به الندوة .. تتطلع مرام ومي حولهم بانبهار بمستوى الندوة المُقامة والتي يحضرها اكبر رجال الاعمال والمستثمريين في مصر
مرام(بانبهار): ايه ده!! دي دنيا غير الدنيا يا بنتي
مي(وهي تتطلع للشباب والرجال الموجودين حولهم): والله معاكي حق ده فيه كميه مزز هنا
مرام(بغيظ): مزز ايه شوفي انا بقول ايه وانتي بتقولي ايه .. انا بقول على ايقونات الاقتصاد والاستثمار الموجودين اكيد هنستفاد منهم جدا
مي: هو من ناحيه نستفاد ف هنستفاد اكيد
قالت ذلك وهي تنظر لهذا الشاب الذي يقف بشموخ وغرور مركزاً بعينيه ناحيتهم
مرام: مفيش فايدة برضو دماغك رامية شمال .. انا قصدي الاستفادة العلمية انما انتي قصدك استفادة تانية وانا فهماها كويس
مي: سبتلك انتي الاستفادة العلمية سيبيلي انا بقى الاستفادة العملية
نظرت مرام بحدة بسيطة ناحية مي التي تختلف في شخصيتها عنها كثيراً ولكن ما يجعلها تسامحها وتتمسك بصداقتهم هي انها تعرف انها بدخلها طيبة كبيرة -أو هكذا هي تظن- .. لاحظت مرام نظر صديقتها المثبت على ذلك الشاب الذي يقف بكل غرور وكبرياء بعيدا عنهم ببضعة امتار
مرام: مين ده؟ ومالك بتبصليله كده ليه؟
مي(بذهول): ايه يا بنتي انتي مش عارفه مين ده .. انتي مش عايشه في الدنيا ولا ايه !!!
مرام(بتهكم): لا مش عارفه مين ده, هو ايه ابو الهول لازم اعرفه
مي: لا يا خفيفه ده حسام المنياوي ابن الملياردير شريف المنياوي من اكبر رجال الاعمال في مصر
مرام: اه اه سمعت عنه قبل كده, مش ده اللي هو وابوه شغلهم كله شمال وبيعملوا صفقات مشبوهه
مي: انتي هتصدقي الكلام الاهبل ده, دي اشاعات
مرام: اشاعات ايه مفيش دخان من غير نار
مي: طب قفلي على الكلام لاحسن ده جاي ناحيتنا
يقترب ذلك الشاب منهم بخطوات محسوبة وهو يركز بعينيه على مرام .. يصل امامهم ويمد يده ناحيتها وهو يرسم ابتسامة سمجة على وجهه
حسام: حسام المنياوي اكيد سمعتي عني
نظرت مرام بتهكم له و ل يده الممدودة و لم تحرك ساكناً وهي تنظر له بازدراء لتسرع مي وتصافح يده بابتسامة ونظرة ذات مغزى
مي: اكيد طبعا يا مستر حسام حضرتك اشهر من النار على العلم .. انا مي الكيلاني
حسام: تشرفنا يا انسه مي .. وحضرتك؟
قالها وهو ينظر ناحيه مرام لتربع يديها امام صدرها رافضه الرد عليه لتسرع مي بالحديث مرة اخرى
مي: مرام الحديدي زميلتي وصاحبتي
حسام(بابتسامة وهو يتفحصها): تشرفنا جدا يا انسه مرام .. مش انسه برده؟
كادت مرام ان تفقد اعصابها وترد عليه بحده حينما لاحظت من يدلف الي قاعة الندوة جاذبا كل الانظار له بهيئته وطلته الساحرة .. لم يكن سوى أكرم الشاذلي بثقته وشموخه اللذان لا يليقان إلا به .. لمعت عينا مرام لرؤيته بتلك الطلة التي تخطف الانفاس وتجعل الدم يشهق في شرايينها .. كادت بالفرح لوجوده ولكن سرعان ما غطت على تلك الفرحه بغضبها الزائف وهي تندفع نحوه تاركة مي وحسام ينظرون في اثرها بنظرات غيظ وغيرة .. وصلت مرام امام اكرم وهي تحاول الثبات ورسم قناع الغضب على وجهها
//////////////
نزل مراد السلم لتفتح حنين عينيها بذهول من طلته المهيبة فلا يكفي جماله بل زاده اختياره في الملابس جمالاً فوق جمال .. فقد ارتدى بنطلون چينز وقميص ابيض وجاكيت باللون الرصاصي وغطى سحر عينيه بنظارة شمس تضيف لمسة من الجمال وتعطيه شموخ لا يليق إلا به هو
حنين(بهمس مسموع قليلاً): يخربيت جمال امك
مراد: ايه؟ بتقولي حاجة؟
حنين(بارتباك بسبب ما قالته): ها .. لا ابداً .. جاهز؟
مراد: هنروح فين؟
حنين(بمزاح): في الآخر هتعرف .. يلا
تحرك مراد وحنين للسيارة واخذت حنين توجهه إلى اين يذهب
مراد(بصبر يكاد ينفذ): يا بنتي ما تقوليلي المكان فين بدل ما عمالة تقولي كل شوية خش يمين خش شمال
حنين: خلاص اصلاً قربنا .. اقف هنا ثواني
مراد(بتعجب): هنا؟! ليه؟!
حنين: ثانية وجاية
نزلت حنين من السيارة ودخلت محل حلويات كبير .. مرت دقائق ليجد مراد حنين تخرج وهي حاملة اكياس مليئة بالحلويات وتركب بجانبه
مراد: ايه دا كله؟
حنين: يلا اطلع بقا
مراد(وهو يحاول التمسك بآخر حبال الصبر): اطلع فين بقا انتي بقالك ساعة عمالة تقوليلي امشي كدا روح كدا
حنين: اهدى بس .. خلاص اخر الشارع دا المكان
مراد: مكان ايه؟
حنين(بابتسامة): هتعرف
مراد: ماشي لما اشوف اخرتها
حنين(وهي تضع احدى الحلويات في فمها): اخرتها عسل إن شاء الله
/////////////
تُمسك لما بالكروت ييدها وتقرأ ما خططه ذلك العاشق عليها .. كان كارت الرواية مكتوب عليه " أي الكتب تقرأين وفي عينيكِ آلاف الحكايا "
وكارت المج مكتوب عليه "احسد كاسات تقبلن ثغرها .. إذا وضعتها موضع اللثم في الفم "
وكارت الشال مكتوب عليه " احسد ذلك الشال فهو س يستنشق عطركِ ويحتمي بكِ "
وكارت الرسمة مكتوب عليه "يوماً ما سنلتقي، حينها سأخبرك بأن الحنين كان في كل ليلة يسرقني ممن حولي ويسافر بي إلي عيناكِ"
وكارت السلسلة مكتوب عليه " احسد ذلك العقد الذي س يزين عنقك لانه س يحق له رؤيتك اكثر مني "
كانت عيناها تلمع بدموع الفرح وقلبها يرقص على انغام دقاته .. استطاع ذلك العاشق أن يُنبت بقلبها بذرة عشقه ليحصد حنان وحب جزاء لصبره وحبه الصادق لها .. استطاع ان يشغل تفكيرها ويجعلها تثق به وبحبه لها فترى هل انتهت معاناة هذان العاشقان ام سيقوم القدر بالتسبب بالمزيد من الآلام والجراح لهما
////////////
تحرك مراد بالسيارة ليصل لآخر الشارع .. اخبرته حنين بالتوقف ونزلت وكذلك فعل هو ليجد امامه بيت كبير بحديقة واسعة مُحاط ببوابة كبيرة .. الكثير من الاولاد من اعمار مختلفة يجرون ويلعبون بسعادة .. ركز مراد ببصره على اللافتة الموضوعة على البوابة .. "ملجأ المروة للأيتام" .. رأي مراد حنين وهي تدخل من البوابة
مراد: رايحة فين؟
حنين(بابتسامة): ايه يا عم تعالى .. صباح الخير يا عم سعيد
قالتها حنين للحارس الجالس أمام الملجأ بشعره الابيض وابتسامته البشوشة
سعيد(بابتسامة بشوشة): صباح الفل يا ست البنات .. بقالك كام اسبوع مجيتيش
حنين: معلش كان فيه شوية ظروف كدا .. انت عامل ايه دلوقتي؟ ايه اخبار السكر اوعى تكون مش بتاخد بالك من اكلك والدوا
سعيد: متخافيش ماشي عالنظام اللي عملتيهولي والحمد لله زي الفل، منحرمش منك يا ست البنات
حنين: طب انا داخلة لقرودي شوية هههه
قالتها حنين بابتسامة صافية وهي تتحرك لداخل الملجأ ليزداد لمعان عينا مراد وهو يرى عفويتها وطيبتها .. تبعها للداخل وهو يركز ببصره عليها .. اما هي فبمجرد ان دخلت حتى علا صياح الاطفال من الحماس لوجودها وجروا ناحيتها وألتفوا حولها
حنين(وهي تحتضن الاطفال وتقبلهم بحب وحنان): وحشتوني اوي اوي .. عاملين ايه .. تعالوا شوفوا جبتلكم ايه
اخرجت حنين الحلويات من الاكياس واخذت توزع عليهم وتمزح معهم .. اتى صياح فتاة شابة وجميلة للغاية يزين الحجاب وجهها الابيض الجميل وهي تبتسم وتجري ناحية حنين بحماس
هدى: حنوووون وحشتيني يا وحشة
حنين(وهي تعانقها بحب): انتي اكتر يا دودو والله .. معلش بقى انتي فاهمة الظروف
هدى: بودي كل اسبوع كان بيسألني عليكي هو ودينا
عند ذكر اسمه اختفت ابتسامة مراد واحتدت نظراته وهو يتذكر مكالمات حنين معه .. كاد الدم ان يغلي في عروقه ليمنعه اصطدام طفل بقدمه وهو يجري ناحية حنين
بودي: حنييييييين
حنين: بوووووودي
/////////////
مرام(مدعية الغضب والحدة): انت بتعمل ايه هنا انت بتراقبني بقى؟!!
اكرم(بهيام): شكلك زي القمر
احمرت وجنتاه مرام من جملته التي فاجأتها لتجمع شتات نفسها وهي تحاول الابقاء على نبره الحدة في صوتها
مرام: رد عليا يا اكرم انت بتعمل ايه هنا .. انت جاي ورايا؟
اكرم: انا لا جاي وراكي ولا براقبك ولا اي حاجه من دي .. انا مدعو للندوة دي
مرام: يا سلام بأمارة ايه ان شاء الله
اكرم: هو حضرتك نسيتي اني شريك في شركه المقاولات اللي بيديرها مصطفى واللي هي من اكبر الشركات في مصر زائد اني صاحب مستشفى الشاذلي اكبر مستشفي في مصر فطبيعي جداً ان اسمي يبقى في قايمه المدعوين لندوة زي دي فيها اكبر رجال الاعمال والمستثمرين ولا ايه؟!
ارتبكت مرام ولم تعرف ماذا ترد, هربت بعينيها بعيدا عنه وعن طلته التي تخطف انفاسها وتجعل دقات قلبها تتسارع
مرام: تمام عن اذنك
انصرفت مرام من امام اكرم بسرعة لتُرسم بسمه خبيثه على وجه اكرم وهو يتذكر كيف علم بوجودها في تلك الندوة وقرر حضورها
*فلاش باك*
كانت حنين تلاحظ محاولات اكرم للتقرب من مرام وارجاع حبال الوصل والحب بينهم فقررت مساعدته وخاصه وهي ترى حبه يلمع بعين رفيقتها
حنين: بص يا ابو الدكاتير .. انا وانت هنعمل deal مع بعض انا هساعدك ترجع المايه لمجاريها مع البُنيه الغلبانه دي وانت هتساعدني مع عم ابو لهب اللي مستقوي عليا اكمني ماليش لا قريب ولا حبيب ولا غريب .. امين يا باشا
اكرم(بضحك): امين يا ستي ها بقى هتعملي ايه؟
حنين: لا انت تسيبني اتكتك التكاتيك واخطط التخاطيط علشان نعرف نشتغل صح وتاخد شغل لوز العنب أوستيك على ميه بيضا
اكرم(بذهول): ايه الكلام ده؟!! هو فيه كلام جديد نزل السوق
حنين: اومال خليك معايا بس انت كده يا دكترة وانا هرسيك عالفولة
يتذكر مكالمة حنين له منذ ايام لتخبره عن رغبة مرام بالذهاب لندوة بشرم الشيخ مُقامة لمناقشة الجديد في اسواق الاستثمار والاقتصاد ليُسرع هو بإجراء اتصالات تمكنه من حضور تلك الندوة كما استطاع إقناع مراد بالموافقة علي ذهاب مرام ويطمئنه لانه سيتابعها بطريقه غير مباشرة
*عوده*
يبتسم اكرم وهو يتوجه ناحية مقعده وعيناه تتابع حوريته المكابرة وهي تهرب بنظراتها بعيدأ عنه .. يُلاحظ اكرم وقوف مرام مع فتاة لم يرتاح ابدا لها .. بدأت الندوة ليستغل اكرم انشغالها مع ما يُقال ويركز هو عليها جاعلاً عينيه ترتوي برؤيتها وهو يرى طلتها الرقيقة والساحرة ولكن لم يكن وحده من يركز عيناه عليها .. فهناك من ينظر لها وكأنه ينتظر فريسته القادمة لا يعلم ان وراء تلك الفتاة جيش من السباع
/////////////
بودي(وهو يحتضنها): وحشتيني اوي اوي اوي
حنين: وانت اكتر يا حبيبي .. شوفت انا مقدرتش على زعلك ازاي
بودي(وهو يعد على اصابع يده الصغيرة): ليه مش كنتي بتيجي ايام كتير انا كنت بستناكي يوم ويوم ويوم وانتي مش كنتي بتيجي خالص
حنين: ما انا قولتلك يا حبيبي كنت تعبانة شوية واول ما بقيت كويسة جيت
بودي: بعد كدا مش تتأخري عليا
حنين: حاضر يا قلبي .. قولي فين دينا
بودي: كانت جاية ورايا
ظهر صوت صغير لكائن يكاد لا يظهر من صغره .. تجري بخطوات طفولية متعثرة بفستانها الصغير الابيض ذو رسومات الفراولة المنقوشة عليه والمماثل لرباط الشعر الذي يقيد شعرها الاسود الناعم
دينا(وهي تجرى ناحية حنين): نييين .. نييين
حنين(وهي تحملها عن الارض بأحضانها وتقبلها): قلب نيين وروح نيين يا ناس
بودي(بغيرة طفولية): هي قلبك وروحك .. طب وانا؟
حنين: انت عيني وقلبي برضو
دينا: وحثتيني تيير (وحشتيني كتير)
حنين: يا قلبي انا وانتي كمان وحشتيني اوي
هدى: ايه شوفتوا حنين نسيتوني .. انا من الاول بقول انكم بتحبوها اكتر مني
بودي: احنا بنحبكم انتو الاتنين بس حنين اكتر شوية
دينا: سوية نونو (شوية نونو)
ضحكت حنين وهي تخرج لسانها لهدى واخذوا يضحكوا جميعاً لتزداد ضربات قلب ذلك الذي كان يقف متصنماً منذ ان دخل .. يراها تضحك كالاطفال وتشاركهم المزاح وتقبلهم بشفتيها الورديتين .. كانت نيران الغيرة ستبتلعه وظن بها السوء وهي كانت تكلم ذلك الطفل الذي لا يكاد يصل لنصفه .. نظر ناحيتها باعجاب لم يستطع اخفاءه ليجدها تتحرك ناحيته ومعها هدى وبودي ودينا
حنين(بابتسامة): احب اعرفك يا مراد .. دي هدى صاحبتي واللي كنت بتكلم على موبايلها علشان اطمن على بودي ودينا
مراد: تشرفنا
هدى: ميرسي
حنين(بابتسامة ذات مغزي): ودول بقا دينا وعبد الرحمن او في رواية اخرى بودي صحابي جداً
مراد(وهو يحمل دينا يمسك يدها): اهلا اهلا اهلا ايه القمر دا
بودي(بغضب طفولي): نزل ايدك مش تمسكها كدا
مراد(بتعجب وهو ينظر ناحيته ثم لحنين): ايه دا؟!!
حنين(بمزاح): اهدى يا معلم بودي الراجل ميعرفش ان دندون تخصك
بودي: خليه ينزلها ومش يمسكها كدا
حنين(وهي تكتم ضحكاتها): حاضر .. نزلها يا مراد لو سمحت
انزل مراد دينا وهو ينظر بتعجب لذلك البودي الذي تعصب لمجرد اقترابه من دينا .. نظر لحنين ليجدها تكتم ضحكاتها بشدة
بودي: مين دا يا حنين؟
حنين: دا مراد يا بودي
بودي: مين يعني؟
حنين: صاحبي
مراد(وهو يرفع حاجبه): صاحبك؟!!
بودي(وهو يتطلع له بغيظ): اهلا
مراد(وهو يتطلع له بغيظ وتهكم): اهلا بيك ياخويا
لم تستطيع حنين امساك ضحكتها اكثر من ذلك ف اخذت تضحك بشده على نظرات مراد وبودي والعناد الذي نشب بينهم في لحظات وشاركتها هدى الضحك ليُقطع الضحك باقتراب شاب وفتاة منهم
اسلام: بتضحكوا على ايه ضحكونا معاكم
حنين: ازيك يا استاذ اسلام .. ازيك يا اميرة
اميرة: الحمد لله
اسلام: الحمد لله ازيك انتي يا انسة حنين
حنين: الحمد لله
اسلام(بابتسامة): يا رب دايماً .. احم بقالنا كتير ماشوفناكيش
حنين: معلش كنت تعبانه شويه
اسلام(بود شديد وعين لامعة): ألف سلامه عليكي
/////////////
انتهت الندوة بعد ساعات ليجد اكرم تلك الفتاة التي كانت تقف بجانب مرام تقترب منه وهي تبتسم بسماجة
مي: هاي مستر اكرم ازي حضرتك .. انا مي الكيلاني
اكرم: اهلا وسهلا بس حضرتك تعرفيني منين؟
مي: وهو فيه حد في مصر ما يعرفش اكرم الشاذلي اكبر جراح في مصر
اكرم (بابتسامه متكلفه): مش للدرجه دي يعني .. شكرا لمجاملتك
مي (وهي تقترب بخطواتها وتتكلم بدلع): دي مش مجامله دي الحقيقه, حضرتك رغم صغر سنك الا انك ايقونه في عالم الطب
لم يعجب اكرم طريقه كلام تلك الفتاة واقترابها منه ليبتعد بخطواته ويتحدث برسميه
اكرم: شكرا جدا لحضرتك .. تشرفت بمعرفتك, عن اذنك
كاد بالتحرك لتسرع مي بمسك يده, يسحب يده وهو ينظر ناحيتها بحدة
مي: انا اسفه مش قصدي بس كنت عايزه أسأل حضرتك شوية حاجات اذا وقت حضرتك يسمح
اكرم: للاسف وقتي مايسمحش عن اذنك
تحرك اكرم لتنظر مي في اثره بغضب وغيرة ولكن سريعاً ما ترتسم ابتسامه خبيثه على شفتيها وهي تسرع ناحيه سيارتها مكمله مع خططت له مع حسام المنياوي .. في نفس الوقت بالناحيه الاخرى من القاعه تشتعل عينا مرام بالغيرة وهي ترى مي تقف وتتحدث مع اكرم .. ارادت اقتحام كلامهم ولكن منعها كبريائها من ذلك لتجد حسام يقترب منها ويعرض عليها ان يتحدثوا قليلاً
مرام: نتكلم في ايه انا مش فاهمه
حسام(بابتسامة سمجة): يعني ندوة زي دي فيها خبرات كتيره ممكن تكتسبيها وانا ماعنديش اي مانع اديكي من خبرتي في السوق
كادت مرام بالرفض لتجد مي تمسك بيد اكرم فتشتعل النيران بصدرها وتوافق على عرض حسام وتتحرك معه مغادرة القاعه بعناد لا تعلم اهو عناد له ام لنفسها
/////////////
اشتعلت عينا مراد بالغيرة في ثانيه من حديث حنين مع ذلك الشاب الذي يرى في نظراته شئ يعرفه كرجل ل يقترب منها و يمسك بيدها بصورة مفاجئة .. خجلت حنين من تصرفه واحمرت وجنتاها، استغرب اسلام امساك مراد بيد حنين بل استغرب اكثر سكوت حنين عن ذلك فهي رغم عفويتها وطيبتها ومزاحها إلا انها تضع حدود في التعامل ولا تسمح لأحد بتخطيها
مراد: مش هتعرفينا يا حنين؟
حنين(بخجل بسيط): احم، اه طبعا .. استاذ اسلام مدرس الموسيقى هنا في الملجأ واستاذة اميرة الاخصائية الاجتماعية
مد مراد يده الثانية لإسلام وهو مازال يمسك بيد حنين بيده الاخرى
مراد: أهلا وسهلاً
اسلام: اهلا بحضرتك .. بس مين حضرتك؟
مراد: الرائد مراد الحديدي
اسلام: اهلا بحضرتك .. هو .. حضرتك قريب حنين .. قصدي انسة حنين
مراد(بتهكم): انسة .. اه بيقولوا انها مراتي
اسلام: مراتك؟!!
مراد(بحدة خفيفة وهو يرفع حاجبه): ايوة .. فيه عند حضرتك مانع؟
اسلام(باحراج): لا ابدا .. ألف مبروك .. عن اذنكم
انصرف اسلام وكذلك انصرفت اميرة التي كانت تتابع الحوار بحزن بسيط يحتل ملامحها .. يحاول مراد السيطرة على اعصابه كي لا يحدث ما لا يحمد عقباه .. كاد بالتحدث ليجد بودي يسبقه
بودي(بعبوس طفولي): هو دا فعلا جوزك؟
حنين: بودي..
جرى بودي بسرعة ودخل الملجأ لتسحب حنين يدها من مراد وتجري خلفه .. كاد مراد بتتبعها ليوقفه صوت هدى
هدى: سيبهم شوية .. حنين هتصالحه وتجيبه وتيجي
مراد: هو ايه اللي حصل؟
هدى(بابتسامة): غار عليها
مراد(بذهول): غار؟!!
هدى: متستغربش اصل علاقة حنين وبودي خاصة جدا .. تعالى نقعد وانا افهمك
//////////////
بحث اكرم كثيراً بالقاعة عن مرام ولم يجدها ففكر بالخروج والبحث عنها بساحة الفندق .. تجلس مرام امام حسام الذي ندمت على موافقتها على الكلام معه بمجرد ان ابتعدت عن القاعة, فقد صدق حدثتها كونه انسان مغرور وكاذب جدا .. كان يبرر كيفية حصولهم على كل تلك الاموال بحجج واهية وغبية
حسام(بغرور): بس كده وقدرنا بقى نعمل امبراطورية المنياوي
مرام (بضجر محاوله الهروب): تمام يا مستر حسام شكراً جداً لحضرتك وفرصة سعيدة .. عن اذنك
كادت مرام بالرحيل لتجد حسام يمسك بذراعها فتنظر له بحده ولكنه يرسم ابتسامه سمجه دون ان يترك يدها
حسام: رايحه فين بس .. انا قعدت اتكلم كتير عني وما سمعتش اي حاجه عنك
سحبت مرام يدها بعنف وتكلمت بحدة
مرام: مفيش حاجه حضرتك محتاج تعرفها عني, عن اذنك
كادت بالرحيل مره اخرى لتجده يمسك بذراعها بقوه اكبر وهو يضغط عليها
حسام: ما ينفعش حسام المنياوي يبقى بيكلمك وتمشي وتسيبيه
مرام: انت اتجننت سيب يدي بدل ما...
كادت مرام ان تكمل جملتها ولكنها قطعتها حين وجدت يد اخرى تمسك بيد حسام وتضغط عليها بقوه .. تطلعت لتجد اكرم ينظر بعينيه الحاده نحو حسام بغضب يكاد يفتك به
اكرم(بحدة): هي مش قالتلك تنزل ايدك
قالها وهو يضغط بشده على يده .. نظر حسام ناحيته بازدراء وتكبر
حسام(بتكبر وبرود): وانت مالك
قالها وهو يشد مرام ناحيته ليُمسك اكرم بذراعها ويخلصها من يده وهو يجعلها تقف خلفه محتمية به .. ينظر ناحية حسام بعينين حادة كالصقر وحمراء كالدماء .. غضب حسام من فعلته ورفع يده ليضربه ليُسرع اكرم بصد يده ويضربه بقوه في وجهه ضربة قاسية اوقعته ارضاً وجعلت الدماء تسيل من فكه .. يُمسك أكرم بيد مرام ويتحرك بها لخارج الفندق وهو يحاول السيطرة على غضبه كي لا يعود ويقتل من تجرأ على لمس ملكته ومن سكنت قلبه
//////////////
تحركوا وجلسوا على كرسيين لتبدأ هدى الكلام
هدى: حنين اول مرة شافت بودي كان من حوالي ٣ سنين وشوية .. كان لسة جاي الملجأ بعد ما باباه ومامته ماتوا في حادثة .. وللاسف مفيش حد من اهله اخده
تأثر مراد بما حدث لذلك الطفل الصغير من فقدان اعز اشخاص في حياة اي انسان .. فهو جرب شعور اليتم ويعرف ألمه .. فكيف تحمله طفل صغير وهو بعمره وقوته لم يستطع تحمله .. لم يعقب على كلامها لتُكمل هدى
هدى: كان على طول بيعيط عايز مامته ومحدش كان بيعرف يهديه غير حنين .. كانت تجيبله ألعاب وحلويات وتقعد تتكلم معاه .. اتعلقت بيه واتعلق بيها جدا .. بقا بيغير عليها من اي ولد غيره في الملجأ لا عايزها تتكلم ولا تهزر مع حد غيره
مراد: وبعدين؟
هدى: وبعدين ظهرت دينا .. كانت في ملجأ تاني بس كان دون المستوى .. لا كانوا بيهتموا بنظافة الاطفال ولا صحتهم ولا اي حاجة .. لحد ما حالة اتوفت هناك من الاهمال دا وجالهم امر بقفل الملجأ ووزعوا الأطفال على ملاجئ كتير ومنهم الملجأ دا
مراد: وكانت هي من ضمن اللي جم هنا
هدى: بالظبط كدا .. كانت عندها سنة تقريباً يعني تعتبر لسة بيبي وطبعا السن دا كان محتاج عناية ورعاية خاصة جدا وهنا كان دور حنين
مراد(بتعجب): حنين؟!
هدى: اه .. هي كانت بتهتم بيها جداً .. كانت بتيجي مرتين في الاسبوع وساعات تلاتة كمان .. وشوية شوية بقا كل يوم جمعة كدا زي النهاردة
مراد: وبودي ماكنش متضايق من اهتمام حنين بدينا؟
هدى(بابتسامة): متضايق؟!! دا كان عفاريت الدنيا تتنطط قدامه وقت ما حنين تبقى شايلاها أو بتلعب معاها ومكنش طايقها خالص
مراد: وايه اللي حصل؟
هدى: حنين بقت تقعد معاه وتتكلم وتقوله انها صغيرة وبتحبه وهو المفروض يحبها ويحميها .. طب دي مرة جابتله عربية لعبة وقالتله ان دينا هي اللي جابتهاله ومن ساعتها ابتدى يحبها ويتعلق بيها .. وهي كمان بقت مطرح ما يروح وراه .. الاتنين جمعهم حبهم لحنين
مراد: ...
هدى: حنين انسانة طيبة جدا وحنينة وتحسها طفلة كدا زيهم
مراد: انتي تعرفيها من زمان؟
هدى: من حوالي ٥ سنين .. اتعرفنا على بعض هنا في الملجأ وبقينا صحاب جداً .. خد بالك منها كويس لانها فعلا تستاهل كل خير
قالتها بصدق وهي تنظر له ليبتسم ابتسامه بسيطة ويقف
مراد: عن اذنك هروح اشوفها
هدى: اتفضل
//////////////
وقفت مرام بتوتر مما حدث وهي تنظر ناحية اكرم بامتنان مخلوط بخجل
اكرم(وهو يحاول الهدوء): يلا عشان نرجع
مرام(بارتباك): لا شكرا .. انا هرجع مع زميلتي اللي جيت معاها
اكرم: هي فين دي؟
مرام: هكلمها واشوفها فين ما تشغلش نفسك انت .. لو عايز ترجع اتفضل
اكرم (وهو ينظر لعينيها): كلمي زميلتك شوفيها فين
اتصلت مرام على مي ل تجيبها وبسمه خبيثة ترتسم على شفتيها
مي: ايه يا مزه فيه حد يسيب المز اللي معاه ويكلمني
مرام: مز ايه ومزه ايه انتي فين؟
مي: انا في الطريق راجعه
مرام (بصدمه):نعم؟!!! ازاي يعني .. ازاي ترجعي من غيري
مي: ما انا لقيت الجو هيبقى حلو مع حسام المنياوي قلت بلاش ابقى قطاعة ارزاق
مرام (بغضب): هو انتي كنتي عارفه اني قاعده مع الحيوان ده وبالرغم من كدا سبتيني ومشيتي
مي: حيوان! هتفضلي طول عمرك هبله .. حد يضيع فرصه زي دي, انه يقعد مع حسام المنياوي
مرام(بغيظ وغضب): اقفلي .. اقفلي انا مش طايقاكي دلوقتي
مي: اوكيه يلا اشوفك في القاهره .. باي
//////////////
دخل مراد الملجأ واخذ يتنقل بين الغرف بهدوء حتى وصل امام غرفة بها اسرة كثيرة وعلى احدهم يجلس بودي وبجانبه حنين وظهرهم للباب .. يجلس بودي بعبوس وهو يربع يده ويرفض الرد على حنين
حنين: هتفضل مش راضي تكلمني كدا
بودي: ...
حنين: كدا يا بودي مش راضي ترد على حنين حبيبتك
بودي: ...
حنين: ماشي يا بودي خليك فاكرها
بودي: ...
حنين: بودي .. بودي .. بودااااااي
بودي: بس بقا عشان انا مخامصك (مخاصمك) ومش هرد عليكي
حنين: ليه كدا طيب انا عملت ايه؟
بودي: انتي روحتي اجوزتي
حنين: هو انت زعلان علشان اتجوزت؟
بودي: ايوا طبعاً انتي صاحبتي ومش ينفع تجوزي حد
حنين: ليه طيب؟
بودي: علشان انتي هتبعدي عننا
حنين(بجدية): مين قال كدا انا عمري ما هبعد عنكم
بودي(بعبوس طفولي): انتي بتضحكي عليا، انتي بقا ليكي صاحب تاني واجوزتيه وهتروحي معاه وتنسينا
حنين: مش هيحصل يا حبيبي .. انا اه بقى ليا صاحب تاني بس انت صاحبي الانتيم حبيبي .. واه اتجوزت مراد بس لا هبعد عنكم ولا اسيبكم بالعكس دا انا هجيبه واجيلكم ونقعد سوا ونلعب سوا
بودي(بنظرة طفولية): بجد؟
حنين(بابتسامة): طبعا بجد
بودي(ببراءة): طب هو انتي بتحبيه؟
////////////
اغلقت مرام الخط والغضب يرتسم على معالم وجهها .. كان اكرم يستمع لردود مرام التي استطاع ان يستنبط منها كلامها مع صديقتها
اكرم: يلا يا مرام هترجعي معايا
مرام(بحرج): لا معلش يا اكرم انا هطلب عربيه او اي حاجه
اكرم(بحدة بسيطة): لا يا مرام هترجعي معايا ما تخافيش مش هاكلك
انبت مرام نفسها على رفضها وطريقه كلامها معه وخاصه بعد ان دافع عنها بالداخل .. تحركت معه بصمت ناحيه السياره ليبدأوا رحلتهم في العوده للقاهره ولا يعلمون ان القدر قد خطط لرحله اكبر من ذلك بكثير
كااااااااااات كفايا كدا النهاردة
********************************************
بدأ قلب لما يدق من جديد لمصطفى فهل سيذوقوا السعادة ام هناك المزيد من المفاجآت
بدأ مراد بالغيرة عليى حنين والغيرة من دلائل الحب فهل سيعترف بسيطرتها على قلبه ام سيستمر في المكابرة والانكار
سُئلت حنين سؤال سيشغل ليس فقط عقلها وقلبها ولكن عقله وقلبه كذلك فماذا سيكون ردها
يُخبئ القدر الكثير من المفاجآت لمرام واكرم فترى هل سترسم البسمة على وجوههم ام ستُدمي العيون والقلوب
حسام المنياوي اعتاد على الحصول على اي فريسة تقع عيناه عليها فهل سيتوقف بعد ما حدث ام سيحفر بنفسه قبره
هذا ما ستكشفه فصول روايتنا
أنت تقرأ
أنت عشقي 🖤🔥
Nezařaditelnéأنت عشقي 🖤🔥 بقلم حورية الإبداع/ حنين عماد 💜✨ هو هادئ وبارد كالثلج .. لم يكن كذلك ولكنه تألم في ماضيه، فَقَدَ احب الناس إليه فقرر اعتزال الحب، اغلق على قلبه ورمى المفتاح عازماً على اللا يُدخِل المزيد من الأشخاص في حياته حتى لا يُفجع مرة أخرى .. لم...
