قامت البنات بتزيين مرام بعد أن ألتفوا حولها في تنافس في اظهار جمالها بشكل بدوي خلاب .. تكرر المشهد الاستعراضي للشباب والفتايات على اغاني البدو إلا ان هذه المرة كانت مرام هي العروس واكرم هو العريس .. كانت مرام تجلس وبجانبها نجاة اما اكرم فكان يجلس وبجانبه مراد .. انتهى المأذون من كتب الكتاب وصارت مرام زوجة اكرم شرعاً وقانوناً لتعلوا الزغاريط من حولها ويمطرهم الشباب والفتيات بالتهنئات والمباركات .. وقف اكرم ومراد ومرام على جانب ليتحدثوا
مراد: انا هتحرك بقا دلوقتي
اكرم: يابني استنى للصبح
مراد(بقلق): قلبي واجعني على حنين .. مش هعرف ابات برة البيت
اكرم: كنت جبتها معاك وارتحت من اللي انت فيه دا، انت مصمم تتعب قلبك وقلبها
نظر مراد لاكرم بصمت ولم يتكلم
مرام: طب خدني معاك
اكرم: ياخدك معاه فين؟!
مرام: فيه ايه اخويا وعايزة اروح معاه
اكرم: اه انتي شكلك كنتي في غيبوبة، نايمة، مش مجمعة كدا صح؟ .. اخوكي هيروح لوحده، وانتي هتفضلي هنا مع جوزك
مرام: جوزي؟!
اكرم: ايوا جوزك
مرام: انت هتستحلى اللعبة ولا ايه
اكرم(بنبرة ذات مغزى): هي كانت لعبة .. بس دلوقتي هقلبها بجد
قال اكرم ذلك وهو يحملها فجأة فوق كتفه متوجهاً لخيمتهم .. اخذت مرام تحرك يديها ورجليها بعشوائية وتضرب ظهر أكرم بقبضتيها
مرام(بغيظ وانفعال يشوبهم الخجل والتوتر): نزلني .. ايه الجنان دا؟!!! .. نزلني يا اكرم
لم يعيرها اكرم انتباهاً واكمل طريقه نحو الخيمة .. ضحك مراد على جنان اكرم ومرام وهو يتحرك لسيارته حتى يعود لمجنونته هو ولكن ماذا يخبئ القدر لهما وماذا سيفعل حين يجد حياتها على المحك
////////////
تجلس حنين بغرفتها وتتحدث مع صديقتها هدى على الهاتف
حنين(بغيظ): بقى انا يفضل ما يردش على مكالماتي وفي الاخر يقفل موبايله
هدى: يا بنتي ما يمكن في مكان مافيهوش شبكة
حنين: في مكان مافيهوش شبكه من بعد العصر لحد دلوقتي
هدى(بمكر): طب قوليلي انتي عايزاه يرد عليكي علشان قلقانه عليه ولا علشان تقوليله على اللي حصل مع دادا
حنين(بتوتر): ها لا طبعا عشان اقوله اللي حصل مع دادا .. وهو .. انا يعني هقلق عليه ليه
هدى: حنيييين
حنين: بقولك مش قلقانه عليه وبالذات بعد اللي عمله الصبح ده
هدى: ما انتي لو تريحي قلبي وتقوليلي اتخانقتوا الصبح ليه انما انتي عماله تقوليلي كلمني بطريقه وحشه قالي ملكيش دعوة بيا وكلام كدا مش داخل دماغي ماتجيني سكه ودوغري يا بنتي
حنين: يووووه يا هدى انا قولتلك اللي حصل
هدى: ماشي يا حنين وانا هعمل نفسي مصدقة .. المهم دلوقتي اهدي كده ولما يجي بلاش عصبية يمكن كانت اعصابه تعبانه
حنين(بغيظ): اعصابه تعبانه من ايه بقولك قاعدين امبارح متكلمين وكنا زي السمنه على العسل يصبح الصبح يهب في وشي زي الباجور ويكلمني بطريقه وحشه واخرتها عامل فيها مقموص ومش راضي يرد على مكالماتي
هدى(بهدوء): انتي حبيتيه يا حنين
حنين: حبيته؟!!
هدى: كل تصرفاتك وحركاتك وكلامك بيقولوا كده
حنين: تفتكري فعلا اكون حبيته!!
هدى: السؤال ده انتي اللي تجاوبي عليه
حنين(وهي تلوي فمها بحزن): ويفيد بإيه حتى لو حبيته هو قافل الباب ده خالص ومش عايز يفتحه
هدى: انتي خليه يفتحه
حنين(بدهشة): انا!!
هدى: ايوه انتي وعلى فكره هو كمان شكله بيحبك
حنين: بيحبني ايه انت مش سامعه اللي انا بقوله ليكي من الصبح
هدى: يا بنتي اسمعي مني ده كان واقف هيولع لما اسلام كان بيتكلم معاكي وماهداش غير لما عرفه انك مراته ولا نظرة عينيه ليكي وانتي واقفه مع الاولاد وعماله تلعبي معاهم تحسي ان هو كان بيحضنك بعينيه
حنين(بحيرة): اومال ليه بيبعدني عنه
هدى: معلش يا حنين خديه واحده واحده
حنين(وقد استمعت لصوت): طب اقفلي بقى عشان سامعة صوت تحت وشكله جه
هدى: حنين على الهادي ها
حنين: عيب عليكي يلا سلام
نزلت حنين السلم ببطء لتجد باب مكتب مراد مفتوح ولكن لا يوجد ضوء .. تسمع حركه بالداخل
حنين: مراد .. مراد انت جيت؟
لم تستمع حنين لرد لتزداد ضربات قلبها وتقترب بخوف وببطئ من غرفه المكتب
حنين(وهي تقف امام باب المكتب): مراد
وجدت حنين شبح انسان يقف امامها ظنته في البدايه مراد ولكن مع اقترابه منها اتضحت ملامح جسده اما وجهه فكان يغطيه
حنين(بحدة يشوبها خوف ورعب): انت مين و دخلت هنا ازاي؟!!
////////////////
بداخل خيمة مرام واكرم:-
مرام(بحدة بعد ان انزلها اكرم): تقدر تقولي ايه الجنان اللي انت بتعمله دا؟!!
لم يرد اكرم واقترب منها بهدوء وثبات وهو ينظر في عينيها بطريقها اربكتها وجعلتها تتلعثم بالكلام
مرام(بتوتر من نظراته): هو.. انا... انت..
قطع اكرم كلامها وتلعثمها بقبلة مفاجئة على شفتيها .. كانت القبلة في البداية عنيفة وشديدة، يبث بها اشواقه التي حبسها بقلبه طوال السنوات الماضية .. أرادت مرام ان تدفعه بعيداً عنها ولكن عصت يدها امرها، لترفع يداها ببطئ وتحيط عنقه برقة وتقربه منها معمقة القبلة اكثر ولتتحول القبلة لقبلات عديدة طويلة ناعمة هادئة .. طالت القبلات لتفوق مرام لنفسها وما تفعل فدفعت اكرم بهدوء وبضعف بعيداً عنها
مرام(بهمس): اكرم
اكرم(بهمس): قلبه
مرام(بهمس): ابعد
اكرم(بهمس بين شفاهها): مش هقدر
مرام(وقد كادت بالاستسلام): علشان خاطري ابعد
اكرم(وهو يبتعد قليلاً مسنداً جبينه بجبينها ومغمضاً عيناه): تعبتيني معاكي .. ٥ سنين وانا مستني اليوم دا
قبلها قبلة طويلة رقيقة على رأسها وهو يأخذ نفساً عميقاً حابساً رائحتها بصدره محاولاً السيطرة على مشاعره ليبتعد عنها بعد صراع بداخله .. اما هي فكانت تشعر بالدوار من قبلاته التي اصابتها بالقشعريرة وألهبت مشاعرها وايقظت ذكرياتهما معا .. تحرك ناحية الفراش ليأخذ الغطاء ووسادة ويضعهم أرضاً بجانب الفراش .. اخذت مرام عدة انفاس في محاولة بائسة لتهدئة نفسها ليخرج صوتها مبحوحاً وضعيفاً
مرام(بصوت ضعيف): اكرم .. مش هينفع .. انا...
اكرم(بهدوء): متخافيش .. انا مش هقرب منك إلا لما تكوني عايزة كدا زيي واكتر مني كمان .. تصبحي على خير
قالها وهو يفترش الارض بجسده لينام تاركاً لها الفراش رافضاً تكرار ما حدث بالأمس حين نامت هي على الارض ولو لوقت بسيط من الليل .. كان الصراع محتداً بين قلبها الذي يصرخ بإسمه ويريد ان يلقي بنفسه بين احضان حبيبها الوحيد وعشقها الاوحد الذي نما به منذ الصغر مطالباً باطفاء نار شوقه، وبين عقلها الذي يذكرها بسبب تركها له ولماذا لا يجب ان يكونا معاً .. تحركت مرام بهدوء نحو الفراش لتنام عليه وهي مسلطة نظرها نحو ظهره و تتذكر قبلاته لها التي اشعرتها بأنها بدنيا اخرى وعالم اخر .. ظلت تفكر فيما حدث حتى راحت بسبات عميق لأول ليلة ك حرم أكرم الشاذلي
////////////////
يقود مراد سيارته شاردا بمجنونته .. لا يعلم لما قسى عليها صباحا .. احس بانقباض صدره وكأن احدهم يعتصر قلبه .. امسك هاتفه وحاول الاتصال بها عدة مرات ولكن لم يجد رد، ظن انها تقاطعه بسبب عدم رده على مكالماتها صباحاً .. نظر امامه للطريق وهو يتذكر حديثهم في اليوم السابق والذي سبب له الرعب وليس خوف فقط .. لقد فتح قلبه لها واحس بالاُلفه والراحه معها وهذا ما ارعبه .. يخاف ان يدخلها حياته فيؤذيها بقربه، قسى عليها ولكن قلبه هو من تألم .. يتذكر عينيها المتلألئة بالدموع من حديثه ولكن هذا هو الحل الوحيد، هو لن يقدر على رؤيتها تتأذى .. قطع افكاره صوت رنين هاتفه، ظن في البداية انها حنين ولكن وجد اسم دادا فاطمه يظهر امامه، أجابه ليأتيه صوت داده فاطمه المزعور
دادا فاطمة(بلهفة): ايوه يا مراد يا ابني انت فين من الصبح؟!
مراد(بتوجس): ايوا يا دادا، فيه ايه؟ حصل حاجه؟!!
دادا فاطمة: ايوه يا ابني .. (وحكت له عن المكالمه وما حدث بعدها)
مراد(بقلق): طب وزينب كويسه؟
دادا فاطمه: انا جيت لقيتها في بيتها وكويسه هي وجوزها ومفيش لا نار ولا شقه ولعت .. مش عارفه مين اللي كلمني وقالي كده ليه واستفاد ايه
////////////////
جحظت عينا حنين برعب حين رفع ذلك الرجل مسدس امام عينيها لتجري من امامه بخطوات متعسرة فتصيب اول طلقة المزهرية التي كانت بجانبها لتصرخ حنين وتحاول الجري ل تصعد السلم لغرفتها ولكنها لم تلحق عندما وجدت ذلك الحقير يمسك بشعرها بقوة ويجذبها على درجات السلم التي صعدتها .. تصرخ حنين بألم والدموع تغرق وجهها
حنين(برعب وألم): سيبني سيبني انت عايز ايه الحقوني الحقوني
كتم ذلك الرجل فمها بيده حتى لا تجذب انتباه احد .. حاول جذبها معه لتقوم بعض يده بقوه فأفلتها متألماً .. ركضت حنين بعشوائيه في المنزل وهي تتخبط، لا تعرف اين تذهب لتختبئ من ذلك الذي يحاول قتلها .. تتبعها ذلك الحقير وقد احمرت عيناه بغضب من فعلتها واقسم على قتلها
///////////////
سكن الرعب عينا مراد بعد سماع كلام دادا فاطمه، ف اول ما خطر بباله انها كانت خطه كي تكون حنين بمفردها في المنزل .. تسارعت انفاسه واعتصر الالم قلبه ل مجرد تخيل ان شيئا حدث لها .. حاول مراد الاتصال على حنين اكثر من مره ولكن بلا جدوى، كاد بأن يفقد عقله، ضغط بكل قوته على البنزين وكأنه يريد ان يسابق الزمن للوصول
///////////////
اختبأت حنين بمكان صغير اشبه بغرفه الخزين محاولة كتم شهقاتها و السيطره على انفاسها لتجد فجأه الباب يفتح ويطل امامها ذلك الرجل بعينيه الحمراء من شده الغضب وهو يقوم بفرك يديه امامها متوعدا لها لتصرخ حنين ب استغاثه .. جذبها مره اخرى بقوة من شعرها وجرها خلفه .. ألقاها بساحه المنزل الداخليه بعنف وبقوة لتصدم رأسها بالارض وتجرح .. نظرت حنين ناحيته برعب والدماء الساخنة تهبط ببطئ على عينيها لتراه يوجه المسدس ناحيتها فتغلق عينيها بشده من الخوف وتنطق الشهادة .. ضغط ذلك الرجل على الزناد لتحس حنين بالألم الحارق من اختراق الرصاصة لجسدها وتفقد وعيها من شدة الألم وهي تنطق بأسمه
حنين(بألم وضعف وهي تفقد وعيها): مرااااد
////////////////
نغزه قويه بقلبه ليتأكد من حدوث شيء لمن تسللت له وتربعت على عرش قلبه وبات يعشقها ولكن يأبى الاعتراف بذلك .. ضغط على المقود والرعب يسكن عيناه وهو لا يرى امامه سوي وجهها وهي تستنجد به .. يرى دموعها ويرى نفسه لا يستطيع انقاذها .. قاد سيارته على اقصى سرعه وهو يدعو ربه ان يخيب ظنه وتكون بأمان، يدعوه بأن يحفظها له وأن لا تبتعد عنه بتلك الطريقه
///////////////
تجلس لما بغرفتها وابتسامة جميلة تزين ثغرها وهي تتذكر كل ما يخص ذلك الذي نجح بشغل قلبها وعقلها .. تمسك بالسلسلة التي تزين عنقها وتلف كتفيها بذلك الشال الذي عشقت ملمسه .. تتسع ابتسامتها وهي تتذكر كلماته التي كتبها على الكروت والفيديوهات الخاصة بعيد مولدها .. يعتريها شعور جميل وقوي وهي بجانبه .. بدأ قلبها بالدق له وبدأت بالوقوع في حبه من جديد حتى وإن كانت لا تتذكر المرة الاولى .. تفرد جسمها على الفراش وهو اخر ما يشغل عقلها قبل ان تغمض عينيها ببطئ والابتسامة لا تفارق شفتيها
///////////////
في ساحه المنزل نجد حنين واقعه أرضاً وحولها بركه من الدماء التي صبغت فستانها الابيض باللون الاحمر ولكن .. ليست كل الدماء دماءها .. فتلك الدماء الطاهرة على الأرض مخلوطه بدماء ذلك البغيض الذي لفظ انفاسه الاخيره على يد ماكس الذي ما ان استمع لصرخات حنين حتى حاول بكل قوته ان يكسر باب غرفته لانقاذها، فقد ألفها في الايام السابقه وأحب وجودها لجانبه رغم خوفها الشديد منه، كان يحاول بكل قوته ان يكسر الباب إلى ان نجح في ذلك وجري بسرعه ناحية ذلك البغيض الذي كان ينوي قتل حنين ليقوم بعضه بقوة فتتحرك يده ويُصيب حنين في كتفها بدلاً من ان تكون اصابه مميته .. هجم عليه ماكس واخذ يقطعه بأسنانه وهو يرى صديقته ملقاه أرضاً غارقه في دمائها ولم يتركه حتى لفظ انفاسه الاخيره .. يقترب ماكس ببطء من حنين ويحاول تحريكها برأسه وعندما لم يجد استجابه جلس بجانبها بحزن وهو يطلق انين بسيط تعبيراً عن حزنه وألمه على صديقته
////////////////
يحاول اكرم النوم ولكن لا يستطيع .. هي بجواره وزوجته ولا يفصل بينهم سوى بضعة امتار ومع ذلك مُجبر ان يبتعد عنها .. تشتعل النيران بصدره وتقوم ثورة بمشاعره لينتفض من مكانه كمن لدغه عقرب ويسرع للخروج من الخيمة قبل ان يُقدم على فعل متهور يُفسد بقية خطته .. فخطته لم تنتهي بزواجه من مرام بل بدأت
/////////////////
بعد ساعات طويلة وصل مراد امام المنزل ونزل بسرعه دون ان يغلق سيارته او حتى يهتم لذلك .. جري لداخل المنزل ليتصنم محله ويسحب الهواء من حوله، يشعر وكأن قلبه قد خُلع من داخله و يعتصره احدهم بقبضته .. تجمدت نظراته عليها وهو يراها واقعه أرضاً وفستانها ملطخاً بالدماء .. لم يجرؤ على التحرك وكأن قدماه قد شلت .. انتبه على صوت نباح ماكس ليقترب بخطوات متعثرة وكأنه طفل يتعلم المشي، يجر قدميه وعيناه لا تفارق جسدها المُلقى امامه .. نزل على ركبتيه بجانبها وهو يضع يده على رقبتها متفقداً نبضها لتعود انفاسه تغذو صدره من جديد كغريق نجى من الموت بآخر لحظه .. يوجد نبض، ضعيف ولكن يكفي وجوده .. حملها بين ذراعيه وضمها لصدره ل يهرع بها لسيارته وهو يدعو بقلبه قبل لسانه ان يحفظها الله له .. كان يقود السياره متوجها للمشفى وهو يوزع نظره بينها وبين الطريق، يتأكد كل ثانيه من نبضها وكأنه يتأكد من عدم توهمه بوجودها بجانبه
//////////////
يزور مصطفى احلام لما لأول مرة ولكن ليست احلاماُ وإنما مقتطفات من الماضي .. لمحات عن ذكرياتهم تمر بسرعة لتجعل لما تمر بليلة مليئة بالأرق والانفاس المحتدة .. تتجمع حبات العرق على جبينها لتنتفض بمكانها وهي تحاول تنظيم انفاسها .. تحاول العودة للنوم بعد فترة قضتها في تذكر ما رأته بحلمها ولا تعلم اهو واقع حدث بالفعل ام مجرد خيال من نسج عقلها
///////////////
وصل مراد للمشفى بوقت قياسي، نزل وحملها وهو يصرخ
مراد(بصراخ وانفعال): دكتووووور ، دكتور بسرعه
رآه محسن الذي كان بالاستقبال ليجرى نحوه ويساعده على وضعها على السرير المتنقل (الترولي) ويجري بها ناحيه غرفه العمليات .. كاد مراد بالدخول معها ليمنعه محسن فيمسك مراد بيده وهو ينظر له بضياع وانهيار
مراد(بضياع): مش هينفع تسيبني .. مش هينفع اخسرها .. ارجوك يا محسن اعمل اي حاجه .. هي لازم تعيش
محسن(وهو يحاول طمأنته): اهدى يا مراد ماتخافش، صدقني هعمل كل اللي اقدر عليه
تعلقت انظار مراد ب باب غرفه العمليات ليسحب محسن يده برفق ويجري للداخل تاركاً مراد خارج الغرفه كطفل تائه من امه .. تنزل الدموع من عينيه بانهيار ولا يقدر على ايقافها .. نعم يبكي خوفاً من فقدانها، قيل في الماضي لا تصدق اثنين دموع النساء و قلوب الرجال، ولا تكذب اثنين دموع الرجال و قلوب النساء .. والآن دموعة تثبت وتقول ما كان يُخفيه بقلبه
///////////////
بداخل غرفة العمليات تقف لارا ومحسن ويقومون باخراج الرصاصة من كتفها ومحاولة ايقاف النزيف .. جرح رأسها والاصابة في ذراعها أدوا لفقدانها الكثير من الدماء .. حالتها حرجة .. يعمل كل منهم بتركيز والتوتر يسكن اعينهم
//////////////
يجلس مراد على الأرض امام غرفه العمليات بدموع تغرق وجهه .. تأخروا بالداخل تاركين الوساوس تلعب باعصابه .. كاد بالانفجار وجه الممرضات اللاتي يتسارعون في الدخول والخروج من غرفه العمليات بدون قول كلمه تطمئنه وتعيد الحياه لقلبه .. وجد مراد محسن يخرج امامه ليقوم بلهفة ويمسك به والخوف يسكن عيناه .. لا يجرؤ أن يسأل سؤاله حتى لا تأتيه اجابه تدمي قلبه .. كانت معالم وجه محسن غير مقروءه .. توقفت انفاسه وهو ينتظر كلام محسن
محسن: مراد...
//////////////
تحس سها بانقباضة صدرها لتعتدل في جلوسها وهي تحاول تنظيم انفاسها التي انسحبت فجأة من حولها .. ألم شديد يعتصر قلبها لتقوم باتجاه غرفة الاولاد لتطمئن عليهم فقلب الام يحس بوجود خطب بفلذات كبدها ولكن لا تعلم ان قلبها يتألم على من تبعد عنها آلاف الكيلومترات والكثير من السنوات والعديد من الاسرار
///////////////
مراد(بدقات قلب عنيفة): يعني ايه؟!
محسن: زي ما قولتلك الاصابه كانت مش خطر وده شيء كويس لان الرصاصة لو كانت اتحركت شويه كمان كان هيكون مستحيل انقاذها بس..
مراد: بس ايه؟!
محسن(بحزن): للأسف هي نزفت كتير و فصيله دمها نادره علشان كده حالتها بقيت حرجه جدا
مراد(بانفعال): انت بتقول ايه!!! هي كويسه و هتقوم انت فاهم
محسن(وهو يحاول تهدئته): احنا وقفنا النزيف وبندور على فصيلتها علشان..
مراد(بانتباه): هي فصيلتها ايه؟
محسن: O-
مراد(بلهفة): انا زيها خد منى
محسن: طب تمام بس هنكون محتاجين لسه كيس كمان
مراد(بحدة): بقولك خد منى انشالله تاخذ دمي كله
محسن: يا ابني افهم كده انت اللي هتبقى في خطر ماينفعش..
مراد(بغضب وانفعال): اسمع يا محسن ما تخلينيش اطربق المستشفى دي، خد كل الدم اللي محتاجه مني .. حنين لازم تعيش انت فاهم
محسن: طيب اهدي .. (اشار بيده لممرضه) .. روح معاها عشان تتبرع
تحرك محسن ل داخل غرفه العمليات ومراد للتبرع بالدم ف الآن لن يكون حبه فقط يسكن قلبها بل سيكون يجري بدمائها ايضا .. تبرع مراد بالدم واستقرت حاله حنين ل يتم نقلها لغرفه عاديه
///////////////
بفيلا حسين الجندي بامريكا:-
ادم(بحدة): انت مجنون ازاي تعمل كده؟!!!
حسين(ببرود): كان لازم اعمل كده هو ده الحل الوحيد
ادم: انت غبي انت فاكر عزيز هيسكت على اللي حصل لبنته ده ولو وهو سكت جوزها هيسكت
حسين(وهو يحتسي ببرود من كأسه): البنت دي طول ما هي عايشه عزيز هيفضل يعافر انما لو راحت منه زي امها ما راحت هيبقى خلاص بح
ادم: وأهي البنت لسه عايشه يعني الحكايه اتلعبكت زياده
حسين(بمكر): بالعكس ده كده بقت اسهل وجودها مستشفى هيسهل حاجات كتير
ادم(بتوجس): انت بتفكر في ايه ؟
حسين(بابتسامة خبيثة): انا خلاص فكرت وقررت وزمان القرار ده بيتنفذ
ادم(بغضب): انت كده بتلعب بالنار وهتحرقنا كلنا
قالها ادم وهو يتحرك مغادرا
//////////////
تنتهي العملية ويتم نقل حنين لغرفة عادية بعد ان تخطت المرحلة الحرجة .. يحس مراد بالدوار جراء تبرعه بكيسين من الدم، رغم محاولات محسن لإقناعه بعد ما فعل ذلك ولكن باءت تلك المحاولات بالفشل فلم يكن امام محسن سوى الرضوخ امام إصرار مراد، ولكنه لم يتركه إلا بعدما تأكد انه قد شرب ما يعوض جسده ما فقده من دماء .. جلس مراد على الكرسي الموجود بآخر الغرفه وهو يسلط عيناه عليها .. هل كان سيفقدها؟, هل كانت ستتركه؟, هل كانت حياته ستُظلم بعد ان انارتها بوجودها؟ .. احمرت عيناه بغضب وهو يتخيل ما حدث لها واقسم على الانتقام ممن تسبب في ذلك .. رن هاتفه برقم مصطفى الذي اتصل به مراد واخباره بما حدث بمجرد أن أطمئن على حنين، رد عليه وهو يعافر لإبقاء عينيه مفتوحه
مراد(بتعب): ايوه يا مصطفى
مصطفى: ايوه يا مراد، حنين عامله ايه دلوقتي؟
مراد(وهو ينظر لها): لسه نايمه من تأثير البنج والعمليه بس محسن طمني ان الحاله استقرت
مصطفى: الحمد لله .. انا دلوقتي في البيت مع الناس ما تقلقش بياخدوا البصمات ويتأكدوا من كل حاجه
مراد(بغضب): والحيوان اللي عمل كده؟
مصطفى: لا ده مات .. ماكس قضي عليه
مراد(بعيون حمراء): رحمه من أيدي
مصطفى: اهدي بس وكل شيء هيبقى تمام .. انا هاروح اشوف ايه الاخبار
مراد: معلش بتعبك معايا يا مصطفى
مصطفى(بهدوء): ما تقولش كده احنا اخوات، لو في حاجه كلمني
مراد: تمام، سلام
اغلق مراد عينيه وهو يضع الهاتف بجانبه لأخذ راحه بسيطه بعد تلك الليله العصيبه التي ستكون بداية احداثنا وبدايه رحله ابطالنا بين حب وكره وبُعد وقرب وانتقام ودموع وسعاده بعد شقاء
كااااااااااات كفايا كدا النهاردة
********************************************
وضع اكرم خطة ليجتمع بمن ملكت فؤاده ولكن تلك فقط البداية فماذا يخطط لها وهل سيكون القدر مع قلوبهم ام سيكون في الجهة المُعادية
لم تنتهي محاولات حسين في التخلص من حنين فهل سينجح ام انه فتح ابواب الجحيم على نفسه وعليه الآن ان يواجه غضب الصاعقة
بدأت ذكريات لما بالعودة لها فماذا ستكون ردة فعلها وهل ستتذكر ذلك العاشق الذي ينبض قلبه باسمها
قلب الأم شعر بالخطر على من يسكنون بداخله فماذا ستكون ردة فعل سها حين تكتشف ما حاول حسين فعله
هذا ما ستكشفه فصول روايتنا
أنت تقرأ
أنت عشقي 🖤🔥
Casualeأنت عشقي 🖤🔥 بقلم حورية الإبداع/ حنين عماد 💜✨ هو هادئ وبارد كالثلج .. لم يكن كذلك ولكنه تألم في ماضيه، فَقَدَ احب الناس إليه فقرر اعتزال الحب، اغلق على قلبه ورمى المفتاح عازماً على اللا يُدخِل المزيد من الأشخاص في حياته حتى لا يُفجع مرة أخرى .. لم...