تفتح حنين عينيها بتعب وترمش عدة مرات لتعتاد على إضاءة الغرفه .. تأخذ ثواني لتستوعب اين هي وكيف وصلت هنا .. تذكرت ما حدث لها وأحست بالألم لتنظر لكتفها الملفوف بالشاش الابيض .. اغمضت عينيها بألم قليلاً ثم فتحتها ل تنظر حولها بالغرفه، تعلقت انظارها وثبتت عينيها على ذلك الذي يغفو على الكرسي بآخر غرفتها .. أطالت النظر له وكيف ينام بتعب يدل على ما كان يعاني وخوفه عليها .. شقت ابتسامه بسيطه طريقها على شفتيها بإجهاد وهي تنظر نحوه وتتأكد مما يخبرها به قلبها، نعم يحبها ولكن لما يعاند، نعم يحبها ولكن لما يصر على البُعد، نعم يحبها ولكن لما يقسو عليها بكلام لا يخرج من قلبه، نعم يحبها ولكن يأبى ان يطفئ نار قلبها .. حاولت الاعتدال بجلستها ولكن أحست بالألم لتأن بضعف ويفتح هو عيناه على صوت انينها .. يجري مراد نحوها بلهفه ويمسك يدها وهو ينظر ل عينيها
مراد(بلهفة وهو ينظر لها): حمد الله على سلامتك
قالها بلهفه وبنبره تحمل الخوف والحب والاشتياق
مراد: هنادي للدكتور
قالها مراد وكاد بالتحرك ليجدها تُمسك بيده رافضة تركها وهي تنظر له في عينيه بعمق، كانت نظرتها تحمل الضعف والقوه واللوم والعتاب والسماح والمغفرة .. تاه بعينيها واقترب منها ببطء وعيناه معلقه بها، تمرد قلبه عليه ليتولى زمام الامور ولو لثانية ويبوح ولو بقليل بما يشعر .. اقترب بوجهه منها لتغلق عينيها باستسلام وهي تستنشق عبير انفاسه .. طبع قبله طويله على رأسها وهو يأخذ نفسه وكأنه كان ميتاً وبُعث من جديد .. اسند جبينه على جبينها وهو ينطق بكلماته ببطئ ونبرة صادقة
مراد(بنبرة هادئة وصادقة): عمري ما كنت هسامح نفسي لو كان حصلك حاجه
ابتسمت حنين ابتسامه صغيره لجملته التي لامست قلبها وشعرت بصدقها على عكس كلامه الذي قاله صباحاً
حنين(بضعف): خفت عليا؟
مراد(بهدوء يشوبه اندفاع وحب كبير): هتصدقيني لو قولتلك ان روحي كانت رايحة مني
حنين(بابتسامة على جملته): اممم هصدقك لأن المرة دي الكلام طالع من دا
قالتها وهي تضع يدها على موضع قلبه .. فتح عينيه وابتعد عنها ببطء وهو يجاهد للتحكم بمشاعره .. نظر لعينيها ليجدها تلمع بالدموع وبها نظرة عتاب .. لم يتحمل نظرتها التي كانت كالسهام التي تُدمي قلبه .. امسك كف يدها بكلتا يديه وهو ينظر لها نظرة لن تنساها ابداً
مراد(بأسف وندم يشوبهم العشق المتأصل بقلبه): انا اسف
ابتسمت حنين وتبدلت نظرتها من حزن لفرح .. فكيف تخبره بأنها سامحته ما ان رأت لهفته عليها فإن اذنب الحبيب ذنباً جاءت محاسنه بألف شفيع وله هو ف مليار شفيع .. تلعقت الانظار ببعضها ليُجبر مراد نفسه على الابتعاد
مراد: ثواني وراجعلك
انصرف سريعاً من امامها عندما احس بأنه ولو بقى ثانية اخرى أمام عينيها سيعترف بما يخفيه في قلبه ويكبله عقله بأغلال الخوف
/////////////
كانت سها عائدة لغرفتها بعدما اطمئنت على الاولاد لتجد صوت حسين العالي يصدح بالمكان .. كادت بالتحرك بلامبالاه ولكنها توقفت عند سماع كلامه الذي ايقظت البركان الخامد بداخلها ل تتحرك نحوه وهي تكاد تحرقه بنظراتها
سها(بحدة): انت كنت هتعمل ايه في بنتي ؟
حسين(ببرود وتهكم): مش هتبطلي رمي الودان بتاعك ده
سها (وهي تدفعه في صدره): بقولك كنت هتعمل ايه في بنتي؟!!
حسين: بلاش جو الام اللي بتحب ولادها ده علشان مش لايق عليكي
سها (وهي تمسكه من تلابيبه): اقسم بالله لو بنتي جرالها حاجه ل اخد عمرك بايدي
حسين(وهو يدفع يديها): اوعي ايدك وافهمي .. البنت دي وجودها خطر وعلشان كدا لازم نخلص منها و..
سها (وهي تقاطعه بعنف): دا انا اموتك، هموتك واخد روحك لو قربت من بنتي .. ساعتها بقى هيبقى عليا وعلى اعدائي
قالتها وهي تنظر له بحدة وبنظرة فهمها ليصيح بجنون
حسين(بانفعال وصدمة): انتي بتهدديني؟!! انتي اتجننتي؟!!
سها(بعصبية): انت لسة مشوفتش الجنان اللي على اصوله, انا ممكن اهد المعبد على دماغي ودماغك
حسين: لا انتي كدا اكيد اتجننتي, انتي عايزة تضيعي شقا وتعب سنين عشان ..
سها(مقاطعة بانفعال): عشان ولادي انا مستعدة اضيع عمري كله, إلا ولادي فاهم, انا مستعدة اكل قلبك بسناني لو فكرت بس انك تقربلهم او تمس شعرة واحدة منهم
حسين: يا غبية افهمي, دا الحل الوحيد
سها(بحدة): ملعون ابو دا حل .. اسمع مني اخر الكلام علشان مش هعيد وازيد كتير في الموضوع دا .. انت تشيل الموضوع دا من دماغك خالص, انا غلطت زمان ومش مستعدة اني اغلط تاني
حسين: دلوقتي بتقولي غلطتي؟!!
سها(بغضب وحدة): ايوة غلطت .. غلطة عمري اني صدقتك اول مرة وللاسف لسة لحد دلوقتي بدفع الثمن
حسين: يوووه انتي مش هتنسي بقا
سها: ولا عمري هنسى ولحد اخر يوم في عمري هفضل اندم على اللي عملته
حسين: بقا كدا؟
سها: ايوة كدا...
واقتربت سها حتى اصبحت امامه مباشرة وتنظر في عينيه بقوة وجبروت لم يراهم بعينيها من قبل جعلوه يرتعد منها
سها(بنظرات حادة ونبرة مخيفة): لو لمست شعرة واحدة من ولادي مش هيكفيني فيك موتك .. حياتك قصاد حياتهم فاهم؟؟
قالتها سها وتحركت بعيدا عنه في اتجاة غرفتها
حسين(لنفسه): كدا لازم اغير الخطة دي مجنونة وممكن تبوظ كل اللي بعمله
ثم اكمل ببسمة خبيثة ونظرة شر
حسين(لنفسه): بس قريب اوي هخلص منها ومن جنانها
/////////////
يقوم محسن ولارا بفحص كتف حنين لتأن هي بصمت وهي تضغط على شفتيها بألم من إصابه كتفها بينما يقف مراد وهو يحاول التحكم بمشاعره مرة اخرى، فلقد عاد الصراع بين قلبه الذي يتلهف عليها ويريد تخبئتها بأحضانه ليسحب كل الألم له هو فلا تتألم هي ولو لثانيه وبين عقله الذي مازال يحسه على البُعد ويكبله بأغلال الخوف .. انتهى الكشف ليبدأ محسن ولارا الكلام بعمليه
محسن(مطمئناً): الحمد لله الاصابه ماكانتش خطر وما حصلش أذى في الاعصاب
لارا: انتي محظوظه, الرصاصه لو كانت اتحركت شويه كمان كان ضررها هيكون كبير جدا
حنين(بابتسامة متعبة): الحمد لله, شكرا جدا ليكم
لارا(بود): العفو، حمد لله على سلامتك يا حنون
حنين(بابتسامة بسيطة): الله يسلمكم
محسن: يلا هنسيبك ترتاحي شوية .. (ثم نظر لمراد) .. وانت يابني حاول ترتاح شوية بلاش تجهد نفسك علشان متتعبش تاني
حنين(بلهفة وعدم فهم): ليه هو تعب من ايه؟
محسن: الاستاذ المجنون اتبرعلك بكيسين دم مرة واحدة ودا تعبه جدا .. انا حذرته بس هنقول ايه ما انتي عارفة دماغ جوزك كان هيطربق المستشفى على راسنا
يخفق قلب حنين بعنف وهي تسمع كلام محسن .. عينيها مثبته على مراد الذي أخذ يلعن محسن في سره ويتهرب من النظر إليها ولكن تخونه عيناه فتنجذب لها .. ترتسم ابتسامة بسيطة على وجه حنين وهي تنظر له وعيناها تخبره ان حبه قد بات واضحاً حتى وإن استمر في إنكاره .. يلاحظ محسن ولارا نظرات هاذان العاشقان ليبتسموا وهم يغادروا لاعطاءهم بعض الخصوصية
//////////////
استيقظت مرام لتجد اكرم يقف بداخل الخيمة بعد ان غير ملابسه البدوية لملابسه الخاصة والجمود يرتسم على ملامح وجهه
مرام: صباح الخير
اكرم(بدون ان ينظر لها): اجهزي، هنتحرك كمان ١٠ دقايق
قالها وهو يتحرك مغادراً الخيمة .. تنظر مرام في أثره باستغراب لردة فعله وجموده وخاصة بعد ما قاله وفعله بالأمس .. تقوم مرام بتغيير ملابسها وعقلها منشغل به
///////////////
يدخل المشفى وهو يعرف وجهته .. يذهب لغرفتها ويدلف بهدوء .. يقترب ببطء وبخطوات خفيفه من فراشها .. يجدها وهي مُغلقة عينيها في محاولة بائسة للحصول على بعض النوم بدون ان يشوبه الألم الذي يزعجها بكتفها، كانت تأن بصمت ليكتم هو أنينها وانفاسها بتلك الوساده التي يقوم بضغطها بكل قوته على وجهها .. تحاول الصراخ او التحرك ولكن يعوقها هو بقوة جسده .. كادت بالاختناق نتيجه ذلك الضغط لتجده اختفى فجأه .. ترمي الوساده بعيدا عنها بذعر لتراه امامها يلف ذراعه القوي حول عنق من حاول اخذ حياته منه .. يضغط بقوة على رقبته ليحركها بسرعه وقسوة كافيه بأخذ حياة ذلك الذي ظن انه يمكنه إيذاء شعرة من مجنونته .. تتصارع انفاسها من هول ما كاد يحدث ليهرع ناحيتها ويجذبها لاحضانه بجنون .. تتمسك هي به ملتمسة الامان بين ذراعيه القويتين فكيف لها بالابتعاد وهو الامان لقلبها .. يغمض عينيه براحه وهو يحاول تنظيم انفاسه التي غادرت صدره حين ظن انه قد يفقدها
//////////////
جمعت مرام متعلقاتها لتخرج من الخيمة بهدوء وتجد اكرم يقف امام الخيمة معطياً ظهره لها وهو يتحدث مع عمار
اكرم: انا مش عارف اشكرك ازاي يا عمار
عمار: لا شكر على واچب وألف مبروك يا عريس
أكرم (بابتسامة): الله يبارك فيك وعقبالك .. (ثم اكمل بنبرة ذات مغزى وغمزة) .. انت ونجاة
ضحك عمار بود وشاركه اكرم الضحك
عمار: اني معايا رجم تليفونك .. هكلمك لما نحدد ميعاد الفرح عشان تيجي
اكرم: تليفون صغير وهتلاقيني عندك
احتلت ابتسامة بسيطة وجه مرام وهي ترى اكرم يتحدث بود مع عمار ويمزح معه وكأنهم اصدقاء منذ سنوات .. فلطالما كان اكرم إجتماعيا وقادراً على تكوين الصداقات وكسب قلوب الناس وحبهم .. يبتعد عمار بهدوء تاركاً اكرم بابتسامة على وجهه سريعاً ما تتلاشى ليحل محلها العبوس والجمود حين يلمح مرام
اكرم: خلصتي؟
هزت مرام رأسها وهي تستغرب طريقته وتشعر بالضيق من داخلها من تلك المعاملة الجافة .. تحرك اكرم في اتجاة خيمة الشيخ لتوديعه تاركها خلفه على غير عادته، فقد كان يختلق الفرص ليكون بجانبها ويمسك يدها فما الذي بدل حاله .. لحقت به للخيمة لتجده يبتسم بود وهو يعانق الشيخ
الشيخ(بابتسامة بشوشة): صباحيه مباركة يا ولاد
احتل الخجل وجه مرام ولم ترد ليتكلم اكرم وهو يرسم ابتسامه بسيطة على وجهه
اكرم: شكراً جداً يا شيخ على كل حاجة
الشيخ: لا شكر على واجب يا ولدي .. مستنينكم تكرروا الزيارة بس المرة الجاية من غير ما العربية تعطل
قالها بمزاح ليضحك اكرم وتبتسم مرام بخفة
اكرم: عن اذنك احنا يادوب نتحرك
الشيخ: ربنا معاكم ويستر طريجكم يا ولدي .. خلي بالك منيها
قالها لأكرم وهو ينظر له بنظرة ذات مغزى ليفهمه اكرم ويغمض عينيه مطمئناً .. لاحظت مرام نظراتهم لتنتبة حين وجه الشيخ حديثه لها
الشيخ: وانتي يا بنيتي، انتي معاكي راچل محترم وكيف الچوهرة .. حافظي عليه منيح
حولت مرام نظرها لاكرم الذي ابتعد بنظره عنها ليتحرك مغادراً بعد ان سلم على الشيخ وتبعته هي في صمت وعقلها منشغل بسبب ذلك التغيير وتلك المعاملة الجافة .. ركبوا السيارة ليبدأوا رحلتهم في العودة للقاهرة
///////////////
مر بعض الوقت وهدأت حنين قليلاً وانتظمت انفاسها بعد ما حدث .. تنظر ناحية مراد وداخلها يبتسم عندما تذكرت معانقته لها ودفئ حضنه .. يدق باب الغرفة ليطل مصطفى من خلفه
مصطفى: ممكن ادخل
مراد: تعالى يا مصطفى
مصطفى(مبتسماً بود): حمد الله على السلامة .. كدا برضو تخضينا عليكي
حنين(بابتسامة): كنت عايزة اشوف غلاوتي عندكم .. وشوفتها
قالتها حنين وهي تنظر ناحية مراد ليلاحظ مصطفى ويفهم مقصدها
مصطفى: ماشي يا ستي بس بعد كده بلاش تشوفي غلاوتك بالطريقة دي .. (ثم اكمل بنبرة ذات مغزى) .. دا ماكس كان هيتجنن عليكي
فهمت حنين مقصده لتبتسم بخجل .. احس مراد بمحاصرته في هذا الموضوع فتكلم بتهرب
مراد(بنظرة ذات مغزى):عملت اللي قولتلك عليه؟
مصطفى: ايوة متقلقش
مراد: والبيت؟
مصطفى: الشباب خلصوا هناك والبيت رجع زي ما كان
حنين(بخوف): هو .. انتم مسكتوا اللي ..
مصطفى(وقد فهم فتكلم بمزاح مطمئناً): علمياً احنا مسكناه .. عملياً هو جثة
حنين(بصدمة): ايه؟! هو مات؟!!
مصطفى: البركة في ماكس ماسابش فيه حتة سليمة .. (ثم اكمل بنبرة ذات مغزى) .. واضح ان ماكس بيحبك اوي
حنين(بمزاح وهي تنظر بجانب عينيها لمراد): هو ماكنش مبين بس خلاص كل شئٍ انكشفٍ وبان
قالتها حنين بمزاح وهي تجاري مصطفى بمقصده الذي يعلمه مراد ولكنه يدعي عدم الفهم واللامبالاة
مراد: مصطفى معلش عايزك تكلم اكرم خليه يجيب مرام على هنا بلاش تروح البيت لوحدها
مصطفى: طب ما اروح انا اجيبها
مراد:هي اصلا مع اكرم
مصطفى(بعدم فهم): ازاي يعني؟!!
مراد:اكرم ومرام اتجوزوا امبارح
مصطفى وحنين (في نفس واحد): ايييه؟!!!
حكى مراد باختصار ما حدث ولكن بالطبع بدون ذكر خطة اكرم
مصطفى(بمزاح): ايه دا, الواحد حاسس انه في فيلم .. دا انتوا عيلتكم دي فل
حنين(بمزاح مقلدة د.مبروك): فلتين اتنين .. واربع فلات .. وتلاتين فلةً بالتمييز ياخويا
ضحك مصطفى وابتسم مراد على مزاح هذه الفتاة المجنونة التي تمزح وتضحك حتى في تعبها
مصطفى: طب انا هروح اشوف لما واقولها اللي حصل وبالمرة اكلم اكرم .. عايزين حاجة؟
مراد(بابتسامة): سلامتك
انصرف مصطفى تاركاً مراد الذي يهرب بنظراته وحنين التي تنظر له وقد تيقنت مما يحسه قلبها .. فالقدر قد وضع خطته ليربط مصائرهم ببعض فترى هل يخبئ القدر لهم المزيد من الاحداث المثيرة
///////////////
يتحرك حسين بعصبية في مكتبه وهو يسب ويلعن ذلك الذي ارسله للقضاء على حنين .. فهو يحاول الاتصال به منذ ساعات ولكن هاتفه مغلق لا يعلم بأن ذلك الغبي قد دفع حياته لأنه تجرأ على الإقتراب من مجنونة الصاعقة ليكون مصيره مواجهة غضبه المميت والذي سيذوقه حسين قريباً لتصبح اسوأ كوابيسه كالاحلام الوردية مقارنة بما سيراه على يد الصاعقة
////////////////
يعم الصمت سيارة اكرم إلا من النظرات المسروقة منها له .. اما هو فكان لا يحيد ببصره عن الطريق متجاهلاً وجودها .. تستغرب مرام تقلب مزاجه ولا تفهم سبب تلك المعاملة, نعم هي ترغب ان يبتعد عنها رغم عذابها في بُعده ولكن كونه فعل ذلك يؤلمها .. اعتادت هي وجوده دائما وتقربه منها مهما أطالت البُعد وزادت في إشعاره بعدم رغبتها به .. كانت تعامله برسمية وبرود والآن حان الوقت لتنقلب الادوار ويريها هو فن التجاهل والبرود .. يقتع الصمت صوت هاتف اكرم
اكرم: ألو يا مصطفى
مصطفى(بنبرة مرحة): ايه يا عريس عامل ايه
اكرم: هو مراد حكالك
مصطفى: اه يا خويا حكالي انت هناك بتتجوز وفيه مصايب حصلت هنا
اكرم(بتوجس): مصايب؟! ليه حصل ايه؟
حكى مصطفى لأكرم ما حدث لينصدم ويتكلم بقلق
اكرم: طب هي كويسة دلوقتي؟
مصطفى: اه الحمد لله بقت احسن ونقلوها اوضة عادية
اكرم: الحمد لله .. احنا خلاص قربنا نوصل
مصطفى: تمام ابقي جيب مرام عالمستشفى مراد مش عايزها تبقى في البيت لوحدها
اكرم: تمام .. يلا سلام
اغلق اكرم الخط لتتكلم مرام بعد ان لاحظت نبرته القلقة والصدمة التي احتلت ملامحه
مرام: فيه ايه؟، ايه اللي حصل؟
اكرم: حنين انضربت بالنار
مرام(بصدمة ولهفة): ايييه؟!!! ازاي وحصلها ايه؟ .. طب هي كويسة؟ .. مراد معاها؟
اكرم: اهدي, هي بقت احسن واتنقلت اوضة عادية ومراد معاها
اغلقت مرام عينيها وهي تتنهد براحة بعد ان اطمئنت ولو قليلاً على تلك المجنونة التي احبتها وأعدتها أختاً لها .. ينظر أكرم لمرام ثوانٍ قبل ان يعاود التركيز على الطريق ليعاود الصمت ملئ ارجاء السيارة
////////////////
وصل عزيز للمشفى ليهرع ناحية غرفة ابنته ويكاد قلبه يقف من فرط دقاته فما ان اخبره مراد ما حدث حتى احس بروحه تُسحب منه .. لا يعرف كيف بدل ملابسه ولا كيف وصل للمشفى .. وجد مراد يقف امام باب الغرفة, فهو كلما بقى بمكان معها يحس بنفسه محاصراً من نظراتها التي ترسل له رسائل واضحة وصريحة لذا قرر الهرب منها ومن تلك النظرات ولكن لا يقدر على الهروب مما يدق به قلبه .. وقف عزيز امام مراد بانفاسه المتقطعة والخوف الذي يحتل ملامحه
عزيز(بلهفة وحوف): مراد .. بنتي .. هي فين .. حصلها ايه
مراد: اهدى يا عمي متخافش هي بقت احسن
عزيز(بقلق): عايز اشوفها .. هي فين
مراد: في الاوضة تعالى يا عمي
تحرك عزيز مع مراد لداخل الغرفة ليهرع ناحية ابنته ويأخذها بأحضانه بخوف وحنان
عزيز(وهو يحتضنها بحنو ابوي): سلامتك يا حبيبتي .. ألف بعد الشر عنك
حنين(وهي تحاول تهدئته): اهدى يا بابا .. اهدى يا حبيبي ان كويسة
مراد: اهدى يا عمي الحمد لله الاصابة مكنتش خطر
عزيز(وهو يقبل رأسها): الحمد لله .. الحمد لله .. ايه اللي حصل يا حبيبتي؟
حكت حنين ما حدث وكيف حاول ذلك الحقير قتلها .. كانت تحكي بالتفاصيل ويهتز صوتها وهي تتذكر كيف كان يُمسك بشعرها بقوة ويجذبها منه .. اسودت عينا مراد بغضب وسكنت نظرة الصاعقة عيناه كم تمنى ان يكون هذا الحقير على قيد الحياة ليقتله بيديه بعد ان يريه عذاب جهنم على الارض ولكن رحمه ماكس بقتله .. تحتد انفاس عزيز بصدره ويسكن الغضب عيناه فهذا الحقير يُزيد من أخطائه وقريباً سيأتي وقت الحساب
مراد(وهو يحاول السيطرة على غضبه): طب ارتاحي شوية .. تعالى يا عمي نتكلم بره شوية
تحرك عزيز بعد ان طبع قبلة طويلة على جبين حنين عسى انفاسه تهدأ وضربات قلبه تنتظم
//////////////
تجلس لما بغرفتها بشرود وهي تتذكر ذلك الحلم المؤرق الذي قلق منامها طوال الليل .. تتذكر تلك اللقطات التي رأتها ولا تعلم سبب احساسها انها قد رأت تلك اللقطات بالفعل وليست مجرد حلم عابر .. يقطع سيل افكارها الدق على الباب
مصطفى(بابتسامة فتاكة): صباح الورد يا وردتي
لما(بابتسامة جميلة): صباح النور
مصطفى: عاملة ايه يا لومتي؟
لما(بارتباك بسبب الحلم): الحمد لله تمام
مصطفى: مالك شكلك تعبان كدا ليه؟
لما(بهروب): م مفيش انا بس منمتش كويس
مصطفى: ومين سمعك يا لوما انا كمان امبارح كان يوم متعب اوي ملحقتش انام خالص
لما: ليه حصل ايه؟
قص مصطفى ما حدث لحنين للما لتُصدم مما يحكيه وتقوم لتذهب لها
مصطفى(وهو يحاول تهدئتها): يا حبيبتي اهدي هي بقت كويسة
لما(بتصميم): لا انا عايزة اشوفها
مصطفى(بابتسامة): حاضر .. بس انا مكنتش اعرف انك حبيتي حنين اوي كدا
لما: انا فعلاً حبيتها .. كانت بتجيلي كل زيارة مع مرام وتتكلم وتهزر معايا .. هي مجنونة شوية بس قلبها ابيض
مصطفى(بابتسامة ذات مغزى وهو ينظر لها): يا بختك يا حنين .. (ثم اكمل بجدية) .. بس تعرفي معاكي حق, بمناسبة مرام عندي ليكي مفاجأة
لما: مفاجأة ايه؟
مصطفى: اكرم ومرام اتجوزوا امبارح
لما(بصدمة): ايييه؟!!!
//////////////
وصل اكرم بسيارته امام المشفى لينزل متجهاً للداخل وتتبعه مرام بخطوات مسرعة لترى ما حدث لحنين وفي نفس الوقت كان مصطفى يتحرك ب لما ناحية الغرفة لتتقاطع طرقهم
اكرم(بخوف على اخته): ايه دا يا لما, ايه اللي قومك من السرير
لما: انا كويسة متقلقش وبعدين انا عايزة اتطمن على حنين
مصطفى(بابتسامة): واضح ان اختك لسة راسها ناشفة ومبتسمعش الكلام
مرام: طب يلا نشوف هي فين
مصطفى: هي في اوضة 135
تحرك الجميع باتجاة تلك الغرفة لتدلف مرام ولما للداخل ويهرعوا لعندها جاذبينها لاحضانهم بلهفة وحب .. وبعد ان اطمئن أكرم على حالتها تحرك هو ومصطفى وعزيز ومراد لغرفة اكرم
//////////////
بغرفة حنين:-
مرام(وهي تحتضنها): حمد الله على السلامة يا حنون
لما(وهي تحضنها من الناحية الاخرى): سلامتك يا حبيبتي
حنين: الله يسلمكم .. انتي ايه اللي قومك يا لوما من السرير
لما: اخص عليكي يعني انا هعرف اللي حصل دا وماجيش اتطمن عليكي
حنين(بابتسامة): حبيبتي
مرام(مدعية الغيرة): احم احم نحن هنا
لما(بمزاح وهي تنظر لمرام وحنين): تعرفيها؟
حنين(بمزاح): ولا شوفتها قبل كدا .. انتي مين؟
قالتها وهي تنظر لمرام مدعية عدم معرفتها لتمثل مرام الانفعال
مرام(بغيظ ومزاح): بكدا كدا .. طيب
تحركت مرام لتأن حنين من كتفها
لما(بلهفة): مالك فيه ايه؟
حنين(وهي تمسك كتفها بدرامية): آآه الاصابة لا تزال في كتفي
مرام(بضحك): يا مجنونة بتهزري حتى وانتي بتموتي كدا
حنين(بمزاح وهي تلاعب حاجبيها): ماموتش انا ايوة ماموتش
ضحكوا على مزاحها لتجذبهم لما برفق في عناق طويل
///////////////
يجلسوا بغرفة اكرم بعد ان حكوا ما اخبرتهم به حنين وقام مراد أيضاً باخبراهم ما حدث بالمشفى من محاولة اخرى فاشلة لقتلها
اكرم(بصدمة): إيه؟!!!! في المستشفى هنا؟!! طب ازاي و..
مراد(بغضب مكتوم): مش مهم ازاي قد ما هو مهم اننا ناخد بالنا ان الحكاية كدا بقت مش حكاية عداوة وبس .. الشخص دا مصمم انه يتخلص من حنين
اكرم: طب ليه؟!
مراد(بهدوء يحاول التحلي به): لأن بموت حنين عمي مش هيبقى عنده اللي يحارب عشانه .. عمي مش بس بيدور ورا الكلب دا علشان يرجع حقه، لا دا كدا هيبقى بيرجع حق حنين كمان وبوجود حنين عمي هيفضل عنده دافع علشان يحارب الكلب دا
هز عزيز رأسه بموافقة وهو ينظر ناحية مراد
اكرم: تعرف انا كنت شايف ان اللي حصل دا مش عادي بس مش شرط يكون بسبب عدو عمي .. يعني كان ممكن يكون حرامي عادي ودخل يسرق ولما حنين شافته حاول يقتلها بس اللي انت حكيته دا بيأكد ان مفيش غير الحيوان دا هو اللي عملها
مصطفى(مكملاً): ومش بس كدا .. كاتم الصوت اللي كان في مسدس الكلب اللي كان في البيت بيأكد انه كان داخل البيت وواخد تعليمات انه يخلص عليها .. وكون ان دادا فاطمة يجيلها تليفون يخليها تسيب البيت دا معناه انهم كانوا مخططين لكل حاجة بالملي ومش بعيد أبداً يكونوا مراقبين كل تحركاتكم
مراد: معاك حق
اصدر هاتف مصطفى صوتاً يعلن وصول رسالة لترتسم ابتسامة خبيثة على وجهه وهو ينظر لمراد
مصطفى(بابتسامة ونظرة ذات مغزى): الهدية وصلت يا صاعقة
ارتسمت ابتسامة خبيثة على ثغر مراد ليضع قدماً فوق الاخرى وقد هدأت ناره قليلاً .. ينظر عزيز واكرم لبعضهم بعدم فهم ليتكلم عزيز
عزيز: هدية ايه؟
مراد(بهدوء وابتسامة تزين ثغره الفتاك): دا رد صغير بعته لصاحبك علشان يعرف هو لعب مع مين
اكرم(بعدم فهم): انت فاهم حاجة يا عمي؟
عزيز: ابدا يابني .. ما تقول يا مراد ايه اللي حصل وهدية ايه اللي بعتها للزفت دا
ابتسم مراد بخبث ليتكلم بهدوء وغرور لا يليق إلا بصاعقة المخابرات
///////////////
في فيلا حسين بأمريكا:-
يقف حسين بأنفاس متسارعة ورعب وهو ينظر للصندوق الكبير الذي امامه .. فقد وصل صندوق منذ دقائق لمنزله كطرد خاص له لتحتل الصدمة ملامحة حين فتحة ليجد رأس من أرسله للقضاء على حنين بالمشفى و رأس اخرى مشوهة -بفضل ماكس- ولكن يتضح من هو ولم يكن سوا من تم إرساله للقضاء عليها بالمنزل ليكون الموت مصير كليهما .. فبكل الاحوال من هم ليتجرأوا على الاقتراب من حرم مراد الحديدي .. يلمح حسين ورقة بيضاء بين رأسيهما بالصندوق ليجذبها بسرعة وجسده ينتفض من هول المشهد لينتفض اكثر حين قرأ ما كتب على الورقة (( مع تحياتي ... مراد الحديدي)) .. يرتجف جسد حسين فهذا الشاب يخبره بكل وضوح بأنه لا يخافه بل يمتلك الجرأة والشجاعة ليهدده ويستهزأ به .. يبلع ريقه بتوتر ليعلم في قرارة نفسه ان خصمه لا يُستهان به وعليه التفكير بخطة اخرى حتى يكون بمأمن منه او يتخلص منه ايهما افضل ولكن هل سيقدر ام ستصيبه لعنة الصاعقة
////////////////
ينتهي مراد من كلامه لتُرتسم ابتسامة فخر وامتنان على وجه عزيز وتلمع دموع الفرح بعينيه أما اكرم فضحك بذهول ودهشة مما فعله رفيقه
اكرم(بعدم تصديق): انت ازاي عملت كدا؟!!
مراد(بعدوء وغرور لا يليق إلا به): دا اللي كان لازم يحصل علشان يعرف هو بيلعب مع مين .. انا كنت مستني شوية علشان افوقله بس هو عجل بالحكاية وشكله مستعجل وانت عارفني مبحبش ازعل حد
مصطفى(بابتسامة فتاكة): بس ضربة معلم يا صاحبي
مراد(بابتسامة مماثلة): وانت برضو يا درش نفذت كلامي بالحرف
تتسع ابتسامة عزيز بفخر بمَن اعتربهم اولاده واحبهم بشدة ليلاحظ مراد تلك الابتسامة وينظر ناحية عزيز الجالس امامه بكل حنان ونظرة الصاعقة تسكن عيناه
مراد(بتوعد): ورحمه ابويا وامي لجيبهولك تحت رجلك واخد حقي وحقك منه تالت ومتلت .. هخليه يندم على اليوم اللي فكر انه يغدر بيك فيه .. دا وعدي يا عمي، واللي ابويا ملحقش يحققه انا هنفذه
يجذب عزيز مراد لاحضانه بشدة وهو يحس ان النار بداخله قد آن أوان انطفائها وحان وقت رد الحق لأصحابه .. يتحركوا جميعاً عائدين لغرفة تلك المجنونة وكل منهم داخله شوق لرؤية محبوبته وإن كان بعضهم يُدارونه
//////////////
قامت حنين ب اخبار البنات ما حدث كما حكت لهم كل شيء عن زواجها بمراد بهدف حمايتها
مرام(بذهول): ايه يا بنتي ده، دا ولا الافلام
لما(بمكر): ويا ترى هتقفل قافله زي الافلام الروايات لما البطل والبطله يحبوا بعض
ابتسمت حنين بخجل وهي تضغط على شفتيها لتنظر لها مرام بفرحه
مرام(بفرحة): لا ما تقوليش انه حصل
لما(بابتسامة وسعادة): ده شكله حصل وحصل وحصل
حنين(بمزاح): ماحصلش لسه .. (ثم اكملت بتوتر وخجل) .. بصوا هو يعني..
مرام: ها؟
حنين(بخجل وابتسامة ترتسم على وجهها): بصي انا جايز يعني مش اكيد مش امر مفروغ منه يعني اني .. وقعت في اخوكي
انفجرت لما ومرام ضاحكين وهم يسقفوا بإيديهم بفرحة
لما: طب ومراد؟
حنين(وهي تلوي فمها بتذمر): سايق التُقل والدلال يا اوختشي .. انا مش فاهمة يعني هو اكمنه حلو شويتين تلاتة وعيونه تجنن ورموشه تسحر فاكرني ان انا هضعف يعني مجرد ما هيقولي ان هو بيحبني .. مش فاهمة هو فاكر مثلا اني هجري عليه وابوسه مثلا يعني
مرام(بضحك): حاشا لله هو انتي وش ذلك
حنين: بتكلم جد يا ميمي اخوكي ده انا مش عارفه اعمل معاه ايه .. تفتكري لو روحت لمحتله ممكن يجيب فايده
لما(وهي تكتم ضحكاتها): ازاي يعني؟
حنين: يعني مثلا اروح اقوله مساء الزبادي يا معذب فؤادي
رُسمت معالم الدهشة على أوجه البنات لتنظر لهم حنين
حنين(وهي تنظر لهم): ايه مش حلوة؟ .. طب ايه رأيكم اروح اقوله يا راكني في النمليه والنمل اتلم علي والنعمه انا حته سكر وانت ولا سائل فيا
نظرت البنات لبعضهن بصدمة وتعجب من كلام تلك المجنونه ليجدوها تكمل
حنين: ولا اجيبله الناهيه بقى واقوله يا جارحني بلقمه ناشفه والعيش عندك طري تقلان عليا ليه ماتحن يامفتري
عند تلك الجمله انفجرت لما ومرام ضاحكين على تلك المجنونه وكلامها
لما(بضحك): مش قادره هموت
مرام(بدموع من كثرة الضحك): يخربيت فقرك ايه اللي انتي بتقوليه ده
حنين(بقلة حيلة): اعمل ايه ما انا جبت اخري من اخوكي دا
يستمروا في ضحكهم لتنظر لهم حنين بتراچيدية وتتكلم
حنين(بدرامية): بتضحكوا على احزاني .. ماشي ماشي، انا ضربت الودع ملقتش صاحب جدع .. اهل مين وحبايب مين هما فين مش باينين
ازداد ضحك البنات لتنضم حنين لهم ويعلوا صوت ضحكهم ليدق الباب و يدخل عزيز والشباب
عزيز(بابتسامة وحنو ابوي): بتضحكوا على ايه يا قمرات
حنين(بابتسامة): لا ابدا يا حبيبي .. (ثم اكملت بخبث) .. اصل انا كنت بحكي للبنات على حتة فيلم البطلة فيه بتحب البطل وهو تقلان عليها بس على مين هي مش هتستسلم وهتخليه يرفع الراية البيضا .. (ثم نظرت ناحية مراد) .. أصله لسة ميعرفش هي ممكن تعمل ايه؟
مراد(وهو يرفع حاجبه): هو مين دا؟
حنين(بمكر وهي مدعية البراءة): البطل
ضحكت مرام ولما بشدة وهم يفهموا قصد حنين وابتسم عزيز وقد فهمه هو أيضاً .. اما اكرم ومصطفى فكانوا يكتموا ضحكاتهم على مقصد تلك المجنونة وعلى وجه مراد الذي احتلته الصدمة من تلميحها واخذ يتهرب بنظراته منها
مصطفى(بابتسامة): طب مش يلا يا لوما ترجعي اوضتك وترتاحي شوية
لما: لا انا مرتاحة هنا وعايزة اقعد مع حنين
مراد: انا اصلا هاخد مرام وحنين ونروح
مرام: ازاي وهي لسة خارجة من عملية زي دي
عزيز: البيت هيكون احسن وأمان اكتر
هزت البنات رأسهن باقتناع لتقوم لما بالتحرك لغرفتها مع مصطفى بعد ان ودعت حنين لتقف بجانب اكرم وتهمس له
لما(بهمس): هنتكلم في موضوع جوازك من مرام ها
ابتسم لها اكرم الذي كان يقف بصمت تام ليتحرك معها للخارج .. كانت عينا مرام معلقة به وخاصة حين ازداد تجاهله لها لتقوم هي الاخرى بالخروج وراءه في انفعال .. تجده يتحرك في إتجاه غرفته تاركاً لما تتحرك مع مصطفى في إتجاه غرفتها لتتبعه هي بخطوات مسرعة .. دخل غرفته وكاد بغلق الباب ليجدها تفتحه وتدخل وراءه بعنف
مرام(بغيظ وانفعال): ممكن افهم فيه ايه؟
اكرم(ببرود): فيه ايه في ايه؟!
مرام(بغيظ من بروده): متستعبطش انت من الصبح طريقتك متغيرة ومش بتتكلم عدل معايا
اكرم(بحدة بسيطة): احترمي نفسك يا مرام وانتي بتتكلمي معايا .. ثانيا دي طريقتي من هنا ورايح وإن كان عاجبك
مرام(بصدمة): احترم نفسي!! انت اتجننت يا اكرم
اكرم(بتحذير): قولتلك احترمي نفسك واعرفي انتي بتتكلمي ازاي وإلا انا هعرفك ازاي تتكلمي عدل مع ابن خالتك وجوزك
مرام(بتهكم): جوزي ها ها انت بتحلم، خلاص الحكاية خلصت وهتطلقني
اكرم(وهو يحلس على مكتبه بهدوء): انتي كدا اللي بتحلمي .. انتي وافقتي عالجواز بمزاجك بس انا بقا هطلق بمزاجي انا
مرام(بصدمة): انت بتقول ايه؟!!!
اكرم(وهو يلعب بقلم امامه): اللي سمعتيه, انتي مراتي .. شرعاً وقانوناً مراتي، وانا بقا مش هطلق .. (ثم اكمل ببرود) .. تقدري تقولي كدا مليش مزاج
مرام(بغيظ وانفعال): وانا هستنى لما يجيلك مزاج تطلقني
اكرم(ببرود دون ان ينظر لها): ايوة هتستني .. زي ما انا استنيت انك توافقي على جوازك مني
مرام: انت وعدتني انك تطلقني بعد ما الحكاية تخلص
اكرم(بهدوء شديد ومستفز): أولا انا موعدتش بحاجة دا كان كلام مراد وأنا لا وافقت عليه ولا رفضت .. ثانياً حتى لو وعدتك، لا انا اول ولا اخر واحد وعد بحاجة ومنفذهاش
قالها وهو ينظر لها ويحتل صوته نبرة فيها لوم وعتاب لتتذكر كم الوعود والاحلام التي نسجوها سوياً لتقوم هي بقرار واحد منها بهدم كل تلك الاحلام ونكس كل تلك الوعود والعهود
مرام: بلاش تعمل كدا يا اكرم
اكرم(وهو يترك القلم من يده ويريح ظهره على الكرسي): اللي عندي قولته, طلاق مش هطلق وأعلى ما في خيلك اركبيه
مرام(بغيظ وغضب): هتطلقني غصب عنك
قالتها وكادت بالتحرك لتجد يده تجذبها بقوة لترطدم بصدره .. ترفع وجهها بغضب سريعاً ما اختفى حين وجدت وجهه لا يبعُد عنها سوا بعض السنتيمترات بملامحه الساحرة فتاهت فيه
اكرم(بهدوء وبنبرة اسرت القشعريرة بجسدها): لو انطبقتك السما على الارض مش هطلقك يا مرام .. (ثم اقترب منها قليلاً وهو ينظر في عينيها بعمق ويحبسها بين ذراعيه وباب غرفته) .. انتي مراتي وانا مش هطلقك والسر اللي كان سبب في البعد هعرفه
ارتبكت مرام من قربه وتوترت فعينيه البُنية تسحرها وتنسيها حتى اسمها .. خافت ان تضعف مرة اخرى مثلما حدث بالأمس فقامت بدفعه في صدره وهرعت للخروج من الغرفة بأنفاس متسارعة ودقات قلب متواثبة
//////////////
تقوم مرام بمساعدة حنين بتغيير ملابسها والخروج من المشفى لتبدأ احداث روايتنا وتبدأ مغامرات أبطالها بين حب كره وشوق ولهفة وبُعد قُرب وغيرة .. فتُرى ماذا يخبئ القدر لهم
كااااااااااات كفايا كدا النهاردة
********************************************
ماذا يخطط حسين لسها وكيف سيتحرك بعد هدية مراد التي اعطته لمحة بسيطة عن غضب الصاعقة
اصبح حب مراد واضحاً لحنين مهما حاول انكاره, فهي لن تستسلم حتى تجعله يعلن عن حبه لها فماذا ستفعل وهل ستقدر على تحريره من قيود الخوف
قرر اكرم ان يُذيق مرام من كأس شربه لسنوات, فقد شرع في تنفيذ خطته فماذا سيحدث حين ينكشف سرها وماذا ستكون ردة فعله
هل آن لمصطفى ان ينعم بقرب من سكنت قلبه ام ان القدر يُخبئ لهم المزيد من المفاجآت
هذا ما ستكشفه فصول روايتنا
أنت تقرأ
أنت عشقي 🖤🔥
Sonstigesأنت عشقي 🖤🔥 بقلم حورية الإبداع/ حنين عماد 💜✨ هو هادئ وبارد كالثلج .. لم يكن كذلك ولكنه تألم في ماضيه، فَقَدَ احب الناس إليه فقرر اعتزال الحب، اغلق على قلبه ورمى المفتاح عازماً على اللا يُدخِل المزيد من الأشخاص في حياته حتى لا يُفجع مرة أخرى .. لم...