د. اسيل: مرام .. انتي .. حصلك شبه تهتك في بطانة الرحم
وقع الخبر كالصاعقة على مرام
مرام(بصدمة): تهتك!!
د. اسيل: بصي يا مرام .. الحادثة مكنتش سهلة وللاسف اثرت على بطانة الرحم وعملت فيها شبه تهتك ودا اللي سببلك النزيف دا
مرام(برجاء): طب والتهتك ملوش علاج؟
د. اسيل: هو ممكن يتعالج بس هيبقى صعب اوي لأنه بطانة الرحم دي هي الحاجة اللي بتحافظ على البيبي داخل الرحم وللاسف التهتك دا هيخلي اي محاولة للحمل تفشل .. التهتك للاسف بياخد سنين علشان يتعالج
مرام(بصدمة وحزن): سنين؟؟!!
د. اسيل: انا مش بقولك كدا علشان احبطك او اسددها في وشك بس انا عايزاكي تعرفي ان الطريق هيكون طويل ومتعب بس إن شاء بالعلاج نقدر نقوي البطانة من تاني
مرام(وهي تتمسك بأي امل): يعني فيه امل؟
د. اسيل: إن شاء الله فيه امل بالعلاج والإلتزام بالتعليمات .. قوليلي يا مرام انتي مخطوبة مش كدا؟
مرام: ايوة
د. اسيل: نصيحة مني لازم تعرفي خطيبك .. لأنه حاجة زي دي لازم يكون عارفها وعامل حسابه ان مفيش خلفة خالص في اول سنين من الجواز .. الحمل مستحيل يكمل وهيكون فيه خطر عليكي انتي كمان
مرام(بحزن): تمام يا دكتورة
د. اسيل: انا كتبتلك على ادوية توقف النزيف ولما يقف هتيجي علشان نبدأ كورس العلاج .. وانا معاكي متقلقيش
مرام(وهي تأخذ منها الروشتة والتحاليل والاشاعات): شكرا يا دكتورة
د. اسيل: العفو
//
خرجت مرام من عيادة الدكتورة وهي تشعر بالعجز والانكسار .. هل ستُحرم من ان تكون أُماً .. هل لن تتحق احلامها التي لطالما حلمتها مع أكرم .. أكرم، ماذا سيفعل .. هل سيبقى بجانبها ام سيتركها .. لا لن يتركها، فهي تعلم بحبه لها الذي يملأ قلبه، فما ان تخرج من كلية الطب حتى اسرع بالتقدم لها وعُقدت خطوبتهم على ان يتم الزواج بعد ان تُنهي هي جامعتها رغم محاولات اكرم بتعجيل الزواج حتى تكون بجانبه .. احست مرام بحاجتها له، تحتاج لحنانه وحبه فامسكت ب هاتفها واسرعت بالاتصال به
مرام: الو
اكرم: ايوة يا حبيبتي، عاملة ايه؟
مرام: الحمد لله .. انت عامل ايه؟
اكرم: انا مش كويس
مرام(بقلق): ليه؟ مالك؟
اكرم(بغزل): ابقى كويس ازاي وانتي بعيدة عني
مرام(مبتسمة على كلامه): حرام عليك يا اكرم خضتني
اكرم: سلامتك يا قمري .. بقولك انتي فين؟
مرام: كنت في مشوار ولسة مخلصة
اكرم: مشوار ايه دا؟
مرام: لما اشوفك هقولك .. بقولك، ما تيجي نتغدى سوا
اكرم: حلوة الفكرة دي .. طب انتي فين اجي اخدك
مرام: لا انا قريبة من مطعم ** .. هسبقك على هناك
اكرم: ربعاية واحصلك يا حبيبتي
مرام: ماشي، خد بالك من نفسك
اكرم: حاضر
وبالفعل ما ان دخلت مرام المطعم حتى وجدت اكرم يلحق بها
مرام: جيت بسرعة كدا ازاي!!
اكرم(بابتسامة): اصلك اول ما قولتي نتغدى سوا اتحركت
نظرت له مرام وابتسمت بحب يشوبه الحزن
اكرم(وهو ينظر لها باهتمام): مالك يا حبيبتي؟ مش عجباني بقالك فترة .. انتي تعبانة؟
مرام: ...
اكرم(ممسكا بيدها): مالك يا ميمي؟
مرام: تعالى نطلب الاكل وبعدين نتكلم
اكرم: اه انا كدا فهمت انتي جعانة ههه .. ماشي يا ستي من عيني، شوفي نفسك تاكلي ايه؟
طلب اكرم ومرام الطعام وطلب اكرم عصير البرتقال بالجزر لمرام فهي تعشقه منذ صغرها وهو يكرهه
مرام(وهي تشرب العصير بتلذذ): انا مش فاهمة انت ازاي مش بتحبه دا طعمه تحفة
اكرم(بمزاح): تحفة ايه دا طعمه كدا غريب دحلاب كدا دحلاب
مرام(بضحك): دحلاب .. ايش حال انت دكتور وفاهم هو قد ايه مفيد دا برتقان يعني ڤيتامين C والجزر مفيد للعين
اكرم: يا ستي محبتهوش .. انا اشرب برتقان لوحده ماشي اكل جزر لوحده ميضرش انما الاتنين على بعض ليه يعني العذاب دا
مرام(وهي تكمل شرب العصير): انت الخسران
اكرم: ماشي يا ستي .. سيبك بقا من الكلام دا وقوليلي مراد اخباره ايه؟
مرام: والله لسة تعبان يا اكرم مع انه مش بيقول .. انت عارف مراد مبيحبش يبين ضعفه ولا زعله قدام الناس
اكرم: عارف .. ربنا يصبره ويصبرنا .. وانتي يا حبيبتي؟
مرام: انا ايه؟
اكرم: حاسة نفسك احسن؟ انا عارف طبعا ان موت خالتو وعمي كان صعب جدا ربنا يرحمهم .. انا عارف وحاسس باللي انتي حاسة بيه .. بس انا جنبك ومعاكي ومش هسيبك (قال ذلك وهو يمسك بيدها)
مرام(بدموع تلمع بعينيها): انا مش عارفه من غيرك انت ومراد كنت هعمل ايه .. دا انا كنت موت
اكرم(بسرعة ولهفة): بعد الشر عنك يا حبيبتي .. انا اللي مش عارف لو انتي مش في حياتي كان حصلي ايه .. انتي عارفة ان علاقتي ب بابا الله يرحمه مكنتش قوية اوي بس برضو غيابه اثر فيا وزادت الحكاية بعد اللي حصل ل لما .. (قال تلك الجملة بحزن وضعف) .. انتي لولا وجودك في حياتي و وجود مراد جنبي انا مش متخيل كان حصلي ايه
مرام: ان شاء الله لما هتقوم بالسلامة ونفضل كلنا مع بعض .. احنا دلوقتي ملناش غير بعض
اكرم: بحبك
تحمر وجنتا مرام وتخجل
اكرم: مش ناوية تقوليهالي بقا؟ انا قربت اخلل جنبك
يزداد احمرار وجنتا مرام لينقذها الجارسون وهو يُنزل الطعام امامهم
اكرم: يلا عايزك تخلصي كل الطبق اللي قدامك دا، مش عايز اسمع كلمة شبعت .. انتي مش عجباني الفترة دي وحاسس انك داخلة على دور برد او انيميا
مرام(بتوتر): اااا .. هو مش برد .. ولا انيميا
اكرم: اومال ايه؟
كادت مرام بالحديث واخباره بما قالت الدكتورة لتجد طفل صغير جميل يمسك بيد اكرم
اكرم(مبتسما بحب): ايه السكر دا .. عايز ايه يا حبيبي؟
يرفع الطفل يداه ل اكرم .. فيأخذه اكرم باحضانه ويجلسه على رجله
مرام: دا عسل اوي
اكرم: اوي .. اسمك ايه؟
الطفل: اثر (اسر)
مرام(بضحك): خلاثي يا ناس
اكرم: اسمك حلو اوي .. انا اكرم ودي مرام
اسر: لم مام (اكرم – مرام)
مرام(بمزاح): اكل نص اسمي بس مش مشكلة
اكرم: فين ماما يا حبيبي؟
اسر: ماما تكم في تيفون بث انا سقت وجوت (ماما بتتكلم في التليفون بس انا زهقت وجوعت)
مرام: يا قلبي .. طب ايه رأيك تاكل معانا
اكرم: بتحب المكرونة؟
اسر: اثر حب لونا (اسر بيحب المكرونة)
مرام(بحب): يا قلبي انا
اكرم: طب يلا ناكل
واخذ اكرم يُطعم اسر من طبقه واسر مستمتع معه .. اما مرام فكان بداخلها صراع جانب منها سعيد بأكرم ويتأمله بحب وجانب مرعوب من رد فعله عن موضوع الحمل .. هل سيقبل ان يحرم نفسه من ان يكون له اولاد لسنوات حتى تُعالج وإن لم ينجح العلاج فهل سيضحي بالاولاد في سبيل ان يكون معها وإن فعل هل ضميرها هي سيقبل تلك التضحية .. هل ستقبل ان تحرمه من ان يكون له اولاد من صلبه ليكون معها هي .. هل ستتحمل ان يتزوج باخرى للانجاب .. هل وألف هل .. كل تلك الافكار كانت تعصف بعقلها لتفوق على صوت سيدة
السيدة: اسر انت هنا وانا عمالة ادور عليك
مرام: حضرتك والدته؟
السيدة(بحرج): ايوة .. انا اسفة جدا جدا
اكرم(بود وهدوء): اسفه على ايه دا عسل خالص ربنا يخليهولك
السيدة: ميرسي جدا
اخذت السيده اسر وتوجهوا لطاولتهم ليشاور اسر لهم وهو يذهب
مرام(بابتسامة): باي اسر
اكرم: حلو اوي .. تفتكري ولادنا هيكونوا حلوين كدا؟
اختفت الابتسامة من على وجه مرام لتنظر ل أكرم
مرام: ولادنا؟
اكرم(بابتسامة): ايوة .. انا بحلم باليوم دا .. انا وانتي نتجوز ونجيب حبه عيال زي القرود كدا يجننوني انا وانتي ويملوا علينا البيت
مرام: ها .. اه
اكرم: عارفة انا نفسي كدا في نص دستة مثلاً علشان يبقوا عزوة كدا حوالينا وسند لبعضهم .. بس عارفة ايه اهم حاجة؟
مرام: ايه؟
اكرم: اننا نجيبهم واحنا شباب كدا .. اه علشان نعرف نتحرك ونلعب ونفرح معاهم .. انا ناوي ألعب معاهم واصاحبهم مش ابقى ابوهم بس .. هقرب منهم واخليهم يحبوني ويتعلقوا بيا
لم تستطع مرام التحمل اكثر من ذلك فكلامه كان كالسكاكين في قلبها .. فها هي ترى احلام من تحبه وتعلم انها لن تكون قادرة على تحقيقها .. كيف ستمنعه عنها، كيف ستحرمه منها .. لا لن تستطيع ذلك .. احست بقلبها يُعصر لتهب واقفة
اكرم(بتعجب): ايه فيه ايه؟ قومتي ليه؟
مرام: مفيش .. انا عايزة اروح
اكرم(باندهاش): تروحي؟ فجأة كدا!
مرام: حسيت اني تعبانة شوية وعايزة ارتاح
اكرم(بلهفة): تعبانة؟ حاسة بإيه؟ تحبي نروح المستشفى؟
مرام(مسرعة): لا مستشفى لأ .. قصدي يعني دا ارهاق مش مستاهل .. انا بس عايزة اروح انام شوية
اكرم: تمام زي ما تحبي .. ثواني هدفع الحساب واوصلك
وبالفعل قام اكرم بإيصال مرام وما ان دخلت غرفتها حتى اطلقت العنان لدموعها وما يجيش بصدرها .. فهي بين كفي الرحى من ناحية قلبها الذي يصرخ بأنه لا يمكنه الافتراق عن من سكن به، لا يمكنه الحياة بدونه .. ومن الناحية الاخرى عقلها وضميرها اللذان يحثوها بأن لا تكون انانية .. عليها ان لا تظلمه معها .. فقد أراد الله ان يبتليها لحكمة لديه فما ذنبه هو ليُشاركها هذا الابتلاء، أيكون جزاء الحب والمشاعر الذي اعطاهم لها ان يُحرم من ان يكون له خلف في الحياة، يُحرم من ان يحظى بأولاد يحبهم ويغدقهم بحنانه الذي تعلمه وحبه الذي تعشقه .. ظلت مرام في تلك الدوامة لأيام لتتوصل في النهاية لقرار لا تبالغ في ان تقول هو لها العذاب والموت ولكن هو الحل الوحيد لكي تعطيه حريته .. عليها ان تؤلمه بكلامها وتصدمه حتى لا يربط نفسه بها ويُضيع حياته مع انسانة لن تستطيع اسعاده من وجهة نظرها .. فهذه الحمقاء تظن ان سعادته ستكون في البُعد عنها لا تعلم بأنه سيُعاني الشقاء وان ألم الفراق سيكون كالخناجر السامة التي تُغرس بكل جسده
*عودة*
عادت من ذاكرتها وهي تُمسك بدبلته التي وضعتها بسلسلة حول عنقها وتخبأها بملابسها .. لا تُنكر سعادتها بتمسكه بها وعدم استسلامه، فهو لم يرتبط بأُخرى طوال الخمس سنوات الماضية .. فبالرغم من انها أنهت خطوبتهم وجعلت معاملتها معه رسمية وباردة إلى حد كبير إلا انه لم يفقد الامل ولم تتوقف محاولاته في ارجاعها لحياته لتُنيرها من جديد .. مسحت دموعها وألقت بجسدها على الفراش وهي تفكر بذكرياتها معه التي تارة تفرحها وتارة تبكيها
////////////
يسمع عزيز صوت يأتي من غرفة مكتبه فصدق حدسه وعلم لما كان يشعر بانقباضة قلبه .. فكر بالاتصال بمراد او بالشرطة ولكنه وجد انه نسى هاتفه بغرفة المكتب ليلعن ذلك الحظ العسر .. لو بقى بغرفته سيأتي له .. ولو خرج سيراه .. ماذا يفعل .. تحرك لاخذ سلاحه وخرج بحذر يتلفت حوله .. اقترب ببطئ من مكتبه وكاد بفتح الباب ليجد من يندفع من داخل الغرفة مصطدماً به بقوة اوقعته ارضاً .. وقع المسدس من يده بسبب الاصطدام .. تحسس حوله محاولاً الوصول له ليشعر بضربة قوية على رأسه فقد على اثرها الوعي .. وقف ذلك الملثم وعبث بازرار هاتفه ليأتيه الرد من الجانب الآخر
الرجل: ايوا يا باشا
حسين: ايوة يا زفت .. عملت ايه؟
الرجل: الورق مش موجود يا باشا
حسين: إزاي يعني مش موجود .. دورت كويس؟!
الرجل: ايوا يا باشا قلبت المكتب .. مفيش حاجه
حسين: بتقول ايه؟!! قلبت المكتب؟!!! وهو ماسمعكش
الرجل(بتوتر): لا ماهو..
حسين: ماهو ايه؟
الرجل: سمعني وخرج
حسين(بغضب): الله يخرب بيتك .. طب هو شافك؟
الرجل: لا ملحقش انا اصلي اديته كتف وقعته ونزلت على راسه بضهر المسدس وقع فيها
حسين: مات؟
الرجل: ماعرفش .. غالباً
حسين(بحدة): يا غبي موته بدري .. كدا مش هنعرف مكان الورق
الرجل: طب اعمل ايه يا باشا؟
حسين: متعملش انا اللي هعمل .. ما انا لما بختار رجالة بختار اغبيه
الرجل: طب انا ارجع يا باشا؟
حسين: انت متتحركش من مصر غير لما اقولك .. انا هتصرف واعرف الورق راح فين وساعتها هقولك تروح تجيبه
الرجل: تمام يا باشا
حسين: يلا غور
اغلق حسين بوجه الرجل ليتحرك الرجل من المنزل تاركاً عزيز مُلقى على الارض بأنفاس ثقيلة
///////////
في مكان مظلم وبارد تقف حنين .. تتلفت حولها برعب وهي تشعر بالبرد والخوف .. فأكثر ما تكرهه هو الظلام تحس بالاختناق فيه .. تظهر بقعة ضوء امامها .. ترمش بعينيها اكثر من مرة لتعتاد على الضوء لتفتح عينيها برعب عندما وجدت ان في تلك البقعة يجلس رجل على ركبيته وهو مربوط .. لم يكن هذا الرجل سوا عزيز .. والدها .. حاولت حنين الجري نحوه لتعصي قدميها أمرها وكأنها مثبتة في الأرض .. كان عزيز ينظر نحوها بنظرة حزن وألم وهي تنظر نحوه بخوف .. جحظت عينيها عندما رأت رجل يقف خلفه .. لم تتبين ملامحه وكان وجهه غير ظاهر .. حاولت حنين الصراخ وتحذير والدها ولكن حُبس صوتها .. كان مبحوحاً خافتاً تكاد هي تسمعه .. قام ذلك الرجل بضرب عزيز على رأسه بقوة ليقع جسد عزيز على الأرض .. تهز حنين رأسها بهستيريا والدموع تغرق وجهها .. ترى والدها امامها يأن بضعف وهي غير قادرة على مساعدته
حنين(بصوت مبحوح وضعيف جدا): بابا.. بابا.. بابااااااااااااا
تستيقظ حنين برعب وهي تصرخ باسم والدها
حنين(ببكاء وصراخ): بابااااااا
مراد(بلهفة): حنين مالك فيه ايه؟!!!
حنين(برعب): بابا بابااااا .. ضربه .. وقع .. دم
مراد(وهو يهدأها): اهدي يا حنين دا حلم .. اهدي
حنين(ببكاء شديد): لا بابا .. عايزة بابا
مراد: اهدي بس احنا الفجر زمانه نايم هنصحيه ونخضه ليه
حنين(بدموع): بابا حصله حاجة .. انا عايزة اشوفه
مراد: اهدي بس دا كان حلم .. وعالعموم يا ستي الصبح إن شاء الله هوديكي بنفسي تطمني عليه تمام .. اهدي بقا
حنين(بدموع صامتة): ...
لم يستطع مراد السيطرة على نفسه فدموعها كانت تكوي قلبه .. جذبها لاحضانه واخذ يربت على ظهرها بهدوء .. خجلت حنين في البداية ولكن شعورها بالامان بين احضانه انساها ذلك الخجل لتهدأ انفاسها تدريجياً وتغوص بنوم عميق على صدره .. اراح مراد ظهره بهدوء على السرير محيطاً حنين بذراعيه وهو مازل يمسد على شعرها وظهرها بهدوء مستسلماً لذلك الشعور الذي يعتريه ويسيطر عليه .. احس بالراحة بقربها منه وعلم كم بالفعل اشتاق لوجودها بتلك الايام السابقة .. فبعد ان نام بحضنها ليلة مرضه لم يستطع النوم .. كان السرير كالأشواك .. اما الآن فلو افترش الارض وكانت رأسه بحضنها لأحسه ريش النعام .. اغمض عينيه وهو يسند رأسه على رأسها بهدوء
////////////
يمر الليل على ابطالنا ليأتي النهار مُحمل بأحداث مثيرة لأبطالنا بعضها مُحملة بالفرح وبعضها بالحزن .. يستيقظ مراد صباحاً ليجد حنين مازالت تنام بهدوء على صدره .. ابتسم على هدوئها ثم قام بسحب يده ببطئ ليقوم من جانبها .. امسك هاتفه ليجد عزيز قد اتصل به اكثر من ١٠ مرات، فمن عادة مراد ان يقوم بعمل هاتفه صامت عندما ينام وبالأمس قام بعمل هاتف حنين أيضاً صامت حتى تنام بعمق بعد بكائها الشديد .. قام مراد بالاتصال به ليأتيه رد
مراد(بقلق): ايوة يا عمي خير حضرتك طالبني اكتر من ١٠ مرات انت كويس؟
رجل: استاذ مراد معايا؟
مراد: أيوة، مين معايا؟
رجل: انا جار استاذ عزيز .. انا اللي كلمتك من تليفونه ١٠ مرات وكلمت بنته كمان كتير بس مكنش حد بيرد
مراد(بتوجس): و حضرتك بتتكلم من تليفون عمي ليه؟
رجل: استاذ عزيز في مستشفى ***
مراد(بخوف ولهفة): مستشفى ليه حصل ايه؟!!!
رجل: ممكن حضرتك تيجي وانا هقولك كل حاجه
مراد(بقلق): طب هو كويس؟!!
رجل: متقلقش هو احسن بس حضرتك لازم تيجي وياريت لو تعرف بنته فين تكلمها تيجي
مراد: انا ابقى جوز بنته .. مسافه الطريق وهكون عندك
رجل: في انتظار حضرتك
تحرك مراد بسرعة ولكن بحذر وارتدى ملابسه ونزل ليرى ماذا حدث لعزيز ذلك الرجل الطيب الذي عوضه مكان الاب وكان له الصديق والعون والسند .. الذي أحبه واحب حنوه وحنانه .. هل سيخسره هو أيضاً؟!! هل سيبتعد هو أيضاً عنه؟!!
////////////
دق اكرم باب غرفة لما ودخل بابتسامة
اكرم(بابتسامة): صباح الخير يا لوما
لما(بابتسامة): صباح النور
اكرم: عامله ايه دلوقتي يا حبيبتي
لما: الحمد لله احسن
اكرم(بابتسامة بسيطة): طب مستعده عشان مقابلة مصطفى
لما(بتوتر): هو انت كلمته؟
اكرم: لا هاكلمه دلوقتي .. قولت اكلمه قدامك احسن
لما: تمام
قام اكرم بالاتصال بمصطفى وفتح سماعه الهاتف (الاسبيكر) ليأتيه الرد بعد ثواني ويظهر صوت مصطفى مسبب ازدياد ضربات قلب لما
مصطفى(بلهفة): الو يا اكرم, خير في ايه لما كويسه؟
اكرم: اهدى يا ابني, ايوه لما كويسه وجنبي اهيه
مصطفى: جنبك .. طب هي عامله ايه؟
اكرم: هي كويسه الحمد لله و..
مصطفى: وايه؟!
اكرم: وعايزه تشوفك
مصطفى(بفرحة واضحة بصوته): بجد يا اكرم؟!!! هي قالتلك عايزه تشوفني؟
اكرم: ايوه قالتلي انها مستعده علشان تقعد وتتكلم معاك شويه
مصطفى: اقفل يا اكرم انا ثواني هكون قدامك
نظرت لما لاكرم بتعجب من جمله مصطفى وضحك اكرم على جنون صديقه، لتمر بالفعل عده ثواني ويجدوا طرق على الباب
اكرم: ادخل
دخل مصطفى ليزداد تعجب لما وتتسارع انفاسها، فكيف وصل بتلك السرعة .. كانت نظراته لها مليئة بالشوق والاشتياق، كان ينظر لها وكأن عينيه تحضنها .. كم ود ان يقوم باحتضانها فعلا ليطفئ نار اشواقه التي تشعل قلبه لسنوات
اكرم(بمزاح): ايه يابني انت كنت بايت قدام باب المستشفى ولا ايه .. ده انت لو جاي في طياره مش هتبقى بالسرعه دي
مصطفى(وهو ينظر بصمت وشوق ناحية لما): ...
لم يرد مصطفى بل بالأحرى لم يستمع لكلمه مما قالها اكرم، فقد كان يركز ببصره وكل حواسه مع تلك الحوريه التى اسرته من اول لحظه رآها فيها .. اقترب اكرم من مصطفى ليتحدث معه بجدية
اكرم: مصطفى .. لما وافقت ان هي تقعد تتكلم معاك شويه علشان تحاول تفتكر اي حاجه، انت كل اللي مطلوب منك انك تكلمها عن ذكرياتكم سوا، علاقتكم كانت عامله ازاي، بس طبعا مش هفهمك يا مصطفى انك ما تضغطش عليها ولا تتعدى حدودك اظن فهمت
مصطفى(مطمئناً): متقلقش يا اكرم انا فاهم ده كويس و عمري ما هعمل حاجه تخليني اخسر لما تاني او اهز ثقتها فيا
اكرم: تمام انا هبقى في مكتبي .. (ثم ألتفت ل لما) .. عايزه حاجه يا حبيبتي؟
هزت لما رأسها بلا وهي تتحلى بالقليل من الشجاعه التي تبخرت ما ان خرج اكرم من الغرفه وتركها بمفردها مع مصطفى .. علت دقات قلبها وتسارعت حتى ظنت انه يمكنه سماعها .. اخذت تفرك اصابعها من التوتر وخاصه حين لمحته يقترب منها .. لاحظ مصطفى توترها ليقف مكانه ويسحب كرسي ويضعه عند نهايه السرير ويجلس عليه تاركاً مسافه امنه بينه وبينها .. نظرت لما ناحيته بامتنان وشعور بالثقه يبدأ ينبت بداخلها تجاهه وخاصة بعد كلامه مع اكرم و تصرفه الذي اثبت به انه لن يضغط عليها في شيء لا تريده
////////////
تستيقظ حنين من نومها .. كانت تحس براحة رغم النغزة التي تسكن قلبها من البارحة .. تتذكر نومها باحضان مراد ويغذو الخجل وجهها .. شعرت بقشعريرة تسري بجسدها حين تذكرت كيف كان يمسد على ظهرها ورأسها محاولاً تهدئتها .. تتذكر لهفته عليها وكيف اخذ يطمئنها .. تتحرك بالغرفة بحثاً عنه ولكن بلا جدوى .. دق باب غرفتها
مرام(بابتسامة): صباح الخير يا حنون
حنين(بابتسامة): صباح النور
مرام: ايه يا بنتي انتي لسة ملبستيش!
حنين: ألبس ليه؟
مرام: انتي يا بنتي مش قولتيلي عايزة تروحي تشوفي لما وتتعرفي عليها, انتي نسيتي؟
حنين(بتذكر): آااه تمام .. لا فاكرة بس لسة صاحية .. هغير هدومي وانزل .. هو مراد مستنينا تحت؟
مرام: لا مراد مش تحت .. ما تتصلي بيه تشوفيه فين يجي يوصلنا
توترت حنين من جملة مرام فكيف تخبرها انها لا تعرف رقم زوجها
حنين(بتهرب): آاا بصي كلميه انتي عقبال انا ما اخد شاور واغير هدومي
مرام: اوك
/////////////
مصطفى(وهو ينظر لها بشوق): ازيك يا لما عامله ايه
لما(بخجل تحاول التغلب عليه): الحمد لله .. حضرتك عامل ايه
مصطفى(بغزل): حضرتي بقى كويس من وقت ما حضرتك قومتي بالسلامه وبقى كويس اكتر لما شافك قدامه
لما(بخجل): ...
مصطفى(بهيام): وحشتيني اوي
لما(بتوتر): لو سمحت بلاش الكلام ده انا اكرم فهمني ان انا وحضرتك متجوزين بس انا مش...
مصطفى(بتفهم): انا عارف ان انتي مش فاكره حاجه وما تخافيش انا مش هضغط عليكي في اي حاجه و هبقى معاكي خطوه بخطوه لحد ما تفتكري تاني كل حاجه كانت بيننا
لما: طب ممكن لحد ما دا يحصل بلاش الكلام ده
مصطفى: طب انا عندي فكره
لما: ايه هي؟
مصطفى: ايه رأيك نعتبر الفتره دي كأنها فتره خطوبه
لما: خطوبه؟!
مصطفى(بابتسامة): ايوه كأننا بنتعرف على بعض من اول وجديد علشان ما يبقاش فيه توتر ما بيننا وما تخافيش مش هتخطى حدودي معاكي الا لو انتي سمحتي بكده
لما(بابتسامة): ماشي اتفقنا
مصطفى: بس اول حاجه بلاش كلمه حضرتك دي ماهو مفيش واحده بتقول لخطيبها حضرتك ممكن تقوليلي اسمي عادي زي ما انا بقولك لما
لما: حاضر
مصطفى: يحضرلك الخير، ها بقى يا ستي كنتي عايزه تعرفي ايه؟
لما: عايزه اعرف كل حاجه .. عايزاك تحكيلي حكايتنا
مصطفى: طب هو انا ممكن أسألك سؤال بس لو هتضايقي ماترديش
لما: اه طبعا أسأل
مصطفى: هو انتي مش فاكره اي حاجه خالص عننا
لما(بحزن وبعد صمت): .. لا .. مش عارفه افتكر اي حاجه خالص
مصطفى(بابتسامة مطمئنة): معلش بإذن الله بالوقت هتفتكري كل حاجه و ترجعي احسن من الاول وانا معاكي وجنبك ومش هسيبك
لما: ممكن انا بقى اسالك سؤال؟
مصطفى: ممكن تساليني اي سؤال
لما: هو انت جيت بسرعه كده ازاي اصل اكرم لسه قافل معاك
مصطفى(بمزاح): عايزه الحق ولا ابن عمه؟
لما: الحق طبعا
مصطفى: انا اصلي كنت قاعد في العربيه قدام باب المستشفى من الصبح
لما(بتعجب): ليه؟!
مصطفى: انا كنت متعود طول الخمس سنين اللي انتي كنتي فيهم … يعني لما كنتي في غيبوبه كنت كل يوم بالليل اجي اقعد معاكي واتكلم واحكيلك
لما: كنت بتحكيلي عن ايه؟
مصطفى: عن كل حاجه واي حاجه كنت بحكيلك عن يومي عدي ازاي قابلت مين اكلت ايه مين بسطني ومين ضايقني كنت بحكيلك حياتي عامله ازاي من غيرك كنت بحكيلك حاسس بإيه في بعدك عني
لما: ومزهقتش؟
مصطفى(وهو يهز رأسه بنفي): تؤ .. ولا كنت هزهق حتى لو قعدت عمري كله
لما: اكرم قالي ان انت كنت بتيجي كل يوم و ما فوتش ولا يوم
مصطفى: ايوه وساعات كمان كنت باجي الصبح قبل ما اروح الشركه لما مثلا ابقى حالم بيكي كنت باجي احكيلك الحلم قبل ما انساه
لما(بدهشة): انت كنت بتحلم بيا؟!
مصطفى: يااااه كتير كنتي كل فتره والتانيه تزوريني في حلمي نقعد نتكلم ونحكي ونتمشى بس..
لما: بس ايه؟
مصطفى: كنتي دايما في اخر كل حلم تجري وتسيبيني واقعد انادي عليكي واجري وراكي بس مش بلحقك
لما: وانت بقى النهارده حلمت بيا علشان كده جيت قدام المستشفى؟
مصطفى: ايوه حلمت ان انتي بتناديني وانك بتمدي ايدك وتمسكي ايدي وبنتحرك انا وانتي لما قومت من النوم كنت حاسس بفرحه كدا و عارف اخد نفسي مع اني كنت طول الاسبوع ده متنكد
لما: ليه؟
مصطفى: علشان كان بقالي اسبوع ما شفتكيش
لما(بخجل بسيط): انت كل يوم كنت بتبعتلي مع اكرم بوكيه ورد عباد الشمس اشمعنى النوع ده؟
مصطفى: ده اكتر نوع انتي بتحبيه
لما: وليه ماكنتش بتجيبه انت بنفسك؟
مصطفى: ماكنتش عايز احس اني بضغط عليكي وكنت عارف ان انتي محتاجه وقت عشان تستوعبي كل اللي بيحصل ده
صمتت لما قليلا تستوعب كلامه فهذا الرجل رغم ملامحه التي توحي بالرجوله والشدة الا ان كلامه يدل على ان قلبه في غايه الرقه أكان يحبها كل هذا الحب أكان ينتظرها بكل تلك اللهفه لكي تفيق .. رُسمت ابتسامه بسيطه على شفاه لما وهي تنظر له بعينيها الزيتونية وبدأت عينيها تلمع ب ضي بسيط
مصطفى: ها يا ستي عايزه تعرفي ايه تاني؟
لما: عايزه اعرف انت مين
هندم مصطفى من نفسه وعدل ياقه قميصه
مصطفى: مصطفى اسماعيل الرفاعي 33 سنه مهندس وشريك في شركه AIAM للمقاولات والمدير التنفيذي ليها معنديش اخوات ووالدي ووالدتي متوفيين بتكلم ٣ لغات مش بشرب ولا بدخن وبصلي الحمد لله وبغسل سناني قبل النوم علشان المخوفاتي بيبان من سنانه
ضحكت لما على جملته الاخيرة وطريقته في تعريف نفسه ليتوه هو بضحكتها التي اشتاق إليها وكان مستعداً ان يدفع نصف عمره مقابل سماعها مرة اخرى
كااااااااااات كفايا كدا النهاردة
********************************************
ماذا حدث لعزيز وهل سينجو من شر حسين
قدّر مصطفى حالة لما وقرر مشي الطريق الطويل معها في سبيل كسب قلبها من جديد فهل سيقدر
بدأ قلب مراد يدق بحب حنين فهل سيستمر على المكابرة ام ستفضحه نظراته ولهفته عليها
تحمل مرام هم كبير وسر أكبر اجبرها على الابتعاد عن من سكن قلبها فهل سينكشف السر لينتهي ذلك البُعد ام سيستمر البُعد والشقاء لقلبهما
هذا ما ستكشفه فصول روايتنا
أنت تقرأ
أنت عشقي 🖤🔥
Randomأنت عشقي 🖤🔥 بقلم حورية الإبداع/ حنين عماد 💜✨ هو هادئ وبارد كالثلج .. لم يكن كذلك ولكنه تألم في ماضيه، فَقَدَ احب الناس إليه فقرر اعتزال الحب، اغلق على قلبه ورمى المفتاح عازماً على اللا يُدخِل المزيد من الأشخاص في حياته حتى لا يُفجع مرة أخرى .. لم...