الفصل الحادي والخمسون⁦❤️⁩💥

5.9K 180 5
                                    

تمر الايام بهدوء على ابطالنا وتتحسن حالة سها كثيراً .. وافق اكرم على مضض ان يقوم بإخراجها بعد ان اخبره مراد ان المنزل سيكون امان اكثر بالنسبة لهم ودُهش الجميع من تصميم عزيز على إقامتها والاولاد بمنزله .. حاولت سها الرفض ولكن تحت اصرار حسن وجميلة وافقت ولكن اصبح تعاملها مع عزيز يوجد به حذر قليلاً, وكأنها اصبحت تخاف على فُتات قلبها من التلاشي إذا تصادموا مرة اخرى, اما هو فلا يعرف كيف يعيد الثقة بينهم فمن ناحية يريد ان يُعيدها لحياته ومن جهة مازال قلبه لا يغفر لها ما حدث ولكنه لن ييأس .. يزداد التقرب بين حسن وجميلة وعزيز فقد وجدوا به الاب الذي لطالما حلموا به .. عادت مرام تملأ حياة اكرم بالسعادة رغم الحزن الذي يسكن قلبها فهي تراه يفعل كل ما بوسعه ليُسعدها ولكن مازالت تشعر انها لا تعطيه السعادة التي يستحقها .. مازالت عاجزة عن ان تعطيه الطفل الذي يحلم به كل رجل .. يستمر مصطفى ولما في العيش في دنياهم الجميلة .. في الصباح في العمل وفي المساء في مفاجآت مصطفى ل لما التي لا تنتهي .. ازدادت قوة علاقة محسن ولارا وتأكد كل منهم من مشاعره .. بدأت هدى العمل مع نور الذي دائماً ما يشاكسها سواء بالكلام او الافعال التي تجعلها تشعر بالفرحة والخجل في آن واحد .. تحس بقلبها بدأ الدق له ولكنها مازالت تنكر وتأبى ان تعترف ان قلبها قد وقع بشباك العشق .. حنين ومراد يعيشوا في عالمهم الساحر الذي قريباً سيزوره ضيف صغير فيزيد شرارة الحب بينهم .. يشعر كلاهما بالسعادة إلا انها يشوبها القليل من التوجس من ناحية حنين؛ فهي تلاحظ مكالمات مراد السرية ويسكن القلق قلبها ولكنها عقدت العزم ان تكتشف حقيقة الامر لتُنهي تلك الحالة التي تجعلها لا تستمتع بقرب من سكن قلبها
/////////////////////
كانت حنين نائمة بهدوء ليقترب منها مراد بحذر وجلس على قدميه بجانب السرير وهو يداعب انفها بأصابعه
مراد(بهدوء): حنين .. نينو .. اصحي يلا
حنين(وهي تتقلب): مممم
مراد: يلا يا حبيبتي اصحي احنا بقينا بعد الضهر
حنين(بنعاس): لا عايزة انام
مراد: طب اصحي افطري ونامي تاني
حنين(بنبرة طفولية): لا يا عم دا فخ، كل مرة تقولي قومي كلي ونامي والنوم بيطير من عيني ومش بعرف انام
مراد(بضحك): ههه، طب عشان خاطري قومي كلي لقمة صغيرة، دا انا محضرلك الفطار بنفسي
حنين(وهي تفتح عين واحدة): قول والله
مراد(بضحك على حركتها): هههه والله
حنين(وهي تعتدل في جلستها): حيث كدا بقا يبقى نقوم نفطر
مراد(بابتسامة): بالهنا والشفا يا حبيبتي
حنين: ايه دا, هو انت مش هتاكل معايا؟
مراد: لا ما انتي عارفة اني مش بفطر
حنين(بعبوس طفولي وهي تربع يديها امام صدرها): يبقى انا كمان مش هاكل ها
مراد(بقلة حيلة): مفيش فايدة في دماغك الناشفة دي .. امري لله هاكل
حنين(بابتسامة جميلة): ايه الدلع دا كله وكمان جايبلي الاكل في السرير زي الافلام والروايات
مراد: يادي الروايات اللي لحست دماغك ..(ثم اكمل وهو ينظر لها بحب).. وبعدين محضرش الفطار واجيبه لمراتي حبيبتي ليه يعني
حنين(بمزاح): لا خد بالك، انت كدا بتجرني للرزيلة وانا بصراحة بحبها
مراد: ههه طب يلا كلي بقا
حنين(وهي تأكل لقمة): ممم تسلم ايدك
مراد: يلا انا عايزك تخلصي الاكل دا كله
حنين: هو انت مهتم اوي كدا علشاني ولا علشان البيبي اللي هنا (وهي تشير لبطنها)
مراد(بابتسامة وهو يمسد على بطنها): علشانك وعلشان البيبي .. انا عايز بنتي حبيبتي تيجي بالسلامة وتبقى حلوة كدا وقلبوظة
حنين: وانت ايش عرفك انها بنت مش ممكن يطلع ولد
مراد: لا بقا انا عايزها بنت وتكون عيونها بني وبخدود كدا زيك (قالها وهو يقرصها بخفه في خدها)
حنين: لا بقا انا عايزة ولد ويطلع عيونه سودا ورموشه طويلة كدا زيك
مراد(بضحك): يادي رموشي اللي مجنناكي
حنين: اعمل ايه ما هما ما شاء الله حلوين اوي .. هي طنط كانت بترضعك زيت خروع يا ولا
مراد: ولا؟!! مراد الحديدي يتقاله ولا؟!! (قالها وهو يمسكها من ياقة بيجامتها(قفاها))
حنين(وهي تنظر ليده المُمسكة بها): المسكة دي غلط على فكرة وانا مش عايزة اتهور
مراد: لا والنبي اتهوري يا بت وريني هتعملي ايه
حنين: لا ميغركش الكارتون اللي انا لابسة دا، دا انا ممكن..
مراد(وهو يرفع حاجب وينظر لها): ممكن ايه؟
حنين(بنبرة طفولية): اعيط ومحدش يعرف يوقفني
مراد(بضحك وهو يترك ياقتها): ههههه لا خلاص من غير عياط .. ولد ولا بنت المهم انه يجي بالسلامة
حنين: امين يا رب .. مممم موري
مراد: طالما فيها موري يبقى فيه طلب
حنين(بزعل مصطنع): اخص عليك هو يعني انا مش بدلعك غير لو عايزة حاجة
مراد(مضيقاً نظراته): معنى كدا ان انتي مفيش طلب عايزاه؟
حنين(بنظرة طفولية): هو الصراحة فيه .. كنت عايزة انزل اعمل شوبينج واجيب كام حاجة كدا للبيبي
مراد: مش لما نعرف ولد ولا بنت علشان نعرف هنشتري ايه
حنين: لا انا هجيب الحاجات اللي مفيش عليها اختلاف .. يعني الحاجات البيضا الشرابات البيبرونات كدا يعني
مراد: مين هينزل معاكي؟
حنين(بخوف): م.. محدش
مراد(بحدة خفيفة): نعم؟!
حنين(بتوضيح): يا مراد البنات كل واحدة مشغولة مع جوزها، وماما ماصدقت انها وبابا ابتدوا يبقوا على وفاق فسايباهم شوية
مراد(متفهماً): طب ومقولتليش انا ليه؟
حنين(بدهشة): انت؟!!
مراد(بتأكيد): ايوة، ايه مش انا ابو البيبي برضو
حنين: ايوة بس .. انت مش بتحب اللف ولا الشوبينج
مراد(بابتسامة): علشان خاطرك وخاطر البيبي انا مستعد انزل وألف للصبح
حنين(بفرحة): بجد يا مراد؟!!
مراد: بجد, بس مش هنتحرك قبل ما تخلصي اكل
حنين(بحماس طفولي): بس كدا دا انا هنسف الصينية دي حالاً
قالتها حنين وهي تأكل بتلذذ ما حضره مراد ويشاركها مراد الطعام فيأكل لقمة ويطعمها الاخرى والسعادة مرسومة على وجهه
//////////////////////
يجلس مصطفى ولما بغرفة الاجتماعات مع اثنين من اهم عملاء الشركة، سارة ولؤي الاسيوطي .. يركز لؤي على المشروع الذى صممته لما ويُبدي اعجابه به, اما سارة فتركز مع مصطفى, ذلك الشاب الذي بالرغم من صغر سنه الا ان له حضور أخاذ وساحر
لؤي(بإعجاب بالتصميم): بجد التصميم روعة
سارة(وهي تنظر لمصطفى): اكيد مش البشمهندس هو اللي عامله
لاحظت لما نظرات سارة لتجز على اسنانها بغيظ وهي تنظر لها بينما ابتسم مصطفى نصف ابتسامه ليتكلم وهو ينظر ل لما بفخر
مصطفى: الحقيقه مش انا اللي عملت التصميم .. البشمهندسه لما الرفاعي هي اللي عاملاه
ابتسمت لما على جملته التي يملؤها الفخر بها وازدادت ابتسامتها حين قال اسمها يلحقه كنيته وكأنه يؤكد لها انها تنتمي له هو فقط ولكن سريعاً ما تختفي ابتسامتها حين تعاود ساره الكلام بمياعة
سارة(بمياعة ونبرة مبالغ في دلعها): اوه، ماكنتش اعرف انك يا بشمهندس عندك اخت .. تشرفنا يا بشمهندسه لما
ظنت تلك الحمقاء ان لما اخت مصطفى .. نظرت لها لما بنظره خبيثة وهي تضع يدها بيد مصطفى وتتكلم بثقة وهدوء اكتسبتهم من غول المعمار
لما(بابتسامة صفراء وهي تنظر لها): الشرف ليا بس تعديل بسيط انا مش اخته .. انا مراته
اختفت ابتسامه سارة لتنظر لهم بغيظ وغيرة لم تستطع اخفاءهم، يحاول لؤي تلطيف الجو بالتكلم حول المشروع مع مصطفى الذي استغل تلك الفرصة ولم يترك يد لما تغادر يده وفي الحقيقة لم تحاول لما ان تسحب يدها منه بل بالعكس رسمت ابتسامه على وجهها وهي تنظر بتحدى ونظرات حارقة لتلك السارة وكأنها تقول لها "احذري عزيزتي فهذا الرجل لي وحدي" وفهمت سارة تلك الرسالة بكل وضوح لتسحب نظراتها بعيداً عنهم بخوف من نظرات لما التي تحولت فجأة لقطة شرسة على استعداد لتمزيق من تفكر في الاقتراب من مالك قلبها واميرها
////////////////
تتحرك حنين بفرحة داخل احد محلات المول وهي تنظر لملابس الاطفال الصغيرة والساحرة في آن واحد بينما ينظر لها مراد الذي يحمل الكثير من الشنط ولكن لأول مرة لا يحس بالملل ولا الضجر من التسوق؛ فسعادته بلغت ذروتها وهو يرى محبوبته أمامه وتختار بيديها الرقيقة ملابس طفلهم الذي أحبه لأنه سيكون مزيج لذيذ من ملامحه وملامح ملكة قلبه .. تمسك حنين بإحدى قطع الملابس على شكل سالوبيت وتقترب من مراد
حنين(بفرحة): بص يا موري .. بص جميل ازاي
مراد(بابتسامة): حلو اوي
حنين(بنظرة طفولية): نجيبه
مراد(وهو يهز رأسه): نجيبه
حنين(وهي تمسك قطعة اخرى): ودا كمان
مراد: ماهو نفس الشكل
حنين(بابتسامة): لا دا ازرق فاتح ودا اخضر
مراد(بابتسامة على فرحتها): ماشي
حنين(وهي تكاد تمسك بقطعة اخرى): بص دي كمان
مراد(بضحك على حماسها): يا حبيبتي كفايا .. هننزل نجيب تاني بس لما نعرف بنت ولا ولد
حنين(وهي تنظر ل لبس الاطفال بعيون تلمع بفرحة): نجيب دلوقتي ونجيب تاني .. شكل لبسهم حلو اوي
مراد: طب ايه رأيك نجيب دا
قالها وهو يمسك بفستان بناتي صغير من اللون الابيض والاحمر ومنفوش بطريقة طفولية بديعة
حنين: دا فستان يا مراد
مراد(بابتسامة): ايوة علشان حبيبة ابوها لما تيجي تلبسه
حنين(بابتسامة): طب افرض طلع ولد
مراد(بغمزة): يبقى اللي بعده يا جميل
حنين(وهي ترفع حاجبها بضحك): دا انت ناوي بقا
مراد(بمزاح ومشاكسة): دا انا ناوي رسمي فهمي نظمي كمان
ابتسمت حنين بخفة لتتحرك مع مراد ليدفع ثمن ملابس الاطفال الكثيرة التي اشتروها لمن سيشرفهم بحضوره المميز .. خرجوا من المحل واكملوا سيرهم بالمول ليتوقف مراد حين استمع لمن ينادي عليه
اللواء مجدي: مراد
مراد(بابتسامة بسيطة): اهلا سيادة اللوا .. ازي حضرتك
اللواء مجدي: الحمد لله .. انت بتعمل ايه هنا؟
مراد(وهو يشير للشنط التي يحملها): كنت بشتري انا والمدام كام حاجة كدا للنونو
اللواء مجدي(بابتسامة): ايه المفاجآت دي؟!! انت اتجوزت امتى يابني؟
مراد: بقالي حوالي ٦ شهور .. اعرفك مراتي حنين الحديدي .. اللوا مجدي ابو العيون كان زميل وصديق والدي
حنين(بابتسامة جميلة): اهلاً وسهلاً
اللواء مجدي(بابتسامة بشوشة): اهلا بيكي يا بنتي وربنا يتمملك على خير
مراد: امين يا رب
بابي .. انت روحت فين؟!
قالها صوت مائع قليلاً لتقترب فتاة اشبه بالاميرة سنووايت .. شعر اسود للغاية .. بشرة بيضاء كالثلج .. شفاه حمراء وكأنها حبتي فراولة .. تعلقت تلك الفتاة بيد مجدي
تمارا(بمياعة ودلع مبالغ فيه): انت سبتني وروحت فين يا بابي؟
اللواء مجدي: معلش يا حبيبتي شوفت مراد قولت اسلم عليه .. فاكرة مراد ابن انكل احمد الحديدي
تمارا(وهي تنظر لمراد): اها ازيك يا مراد
قالتها بميوعة وهي تمد يدها له لتسرع حنين بإمساك يدها (سلمت هي عليها) وهي تبتسم
حنين(بنصف ابتسامة وهي تضغط على يدها): معلش اصله متوضي .. انا حنين .. اسمك ايه يا سكر؟
تمارا(وهي تنظر لها بألم من يديها): تمارا
ظلت حنين ممسكة بيد تمارا بقوة ليلاحظ مراد ويسحب جسد حنين بجانبه وهو يتدارك الوضع
مراد(بابتسامة بسيطة): طب مبسوط اني شوفت حضرتك وقريب هاجي لحضرتك المكتب علشان محتاج اتكلم معاك
تمارا(باندفاع): انت هتمشي؟! .. قصدي ما تيجوا نتغدى سوا
اللواء مجدي: والله فكرة
مراد(وهو يلاحظ نظرات حنين لتمارا): معلش خليها فرصة تانية
حنين(بابتسامة خبيثة وهدوء مريب): ليه يا حبيبي يلا بينا .. تعالي معايا يا سكر
امسكت حنين بيد تمارا وسارت بها للامام بينما سار مراد بجانب مجدي وهو يخاف ان ترتكب بغيرتها ما لا يُحمد عقباه
///////////////////
يجلس نور وهدى ب أحد المطاعم لتتكلم هدى بتذمر
هدى: هما هيتأخروا؟
نور: هما مين؟
هدى: العملا اللي جايين يتغدوا معانا
نور: مفيش عملا جايين
هدى(وهي تعقد حاجبيها): ازاي يعني! هو مش انت قولتلي اننا هنخرج في غداء عمل؟!!
نور(بابتسامة): انا قولت غدا بس ماقولتش عمل .. يعني انا وانتي بس اللي هنتغدى
هدى(وهي تقف): انا اسفة مينفعش
نور: ليه يا هدى؟
هدى: علشان مينفعش نقعد انا وانت كدا من غير سبب
نور: احنا هنتغدى ونقوم وبعدين ماهو لو كان غدا عمل كنا هناكل سوا برضو
هدى: لا تفرق .. غدا عمل مش هنكون لوحدنا وهيكون تبع شغلي لكن كدا انا وانت خارجين لوحدنا ومن غير ما استأذن من اهلي ودا مينفعش
ابتسم نور على اخلاقها التي تجذبه لها اكثر فأكثر وكيف انها تراعي الله وأهلها قبل اي شئ تقدم عليه
نور(بابتسامة): طب ممكن تهدي وتقعدي .. انا اسف لو ضايقتك بس انا عايز اتكلم معاكي في موضوع مهم وقولت بالمرة نتغدى
هدى(بتردد): ...
نور: اقعدي بقا الناس بتتفرج علينا
هدى(وهي تجلس): ...
نور: فكي التكشيرة دي بقا
هدى: اتفضل اتكلم علشان نقوم
نور: نطلب الاكل وبعدها نتكلم
طلب نور الاكل له ول هدى وظل ينظر لها قليلاً وهو لا يعرف كيف يبدأ الكلام
هدى: ما تتكلم!
نور(بارتباك قليل): زي ما يكون الكلام راح من على لساني .. بصي يا هدى احنا صحاب بقالنا فترة و.. وانا عارف انك بنت محترمة ومؤدبة وزي القمر
هدى(بصدمة): نعم؟!
نور(بابتسامة): استني انا ماصدقت افتكر الكلام .. انتي عارفة ان والدي ووالدتي متوفين وان ماليش اخوات .. انا عمري ما فيه واحدة شدتني ولا اعجبت بيها .. لحد ما شوفتك .. خطفتيني كدا في ثانية
هدى(بخجل): نور..
نور(بهيام): اسمي مزيكا بصوتك .. انا معجب بيكي يا هدى وجداً كمان .. وحابب اعرف إذا كنتي معجبة بيا ولو حبة قد كدا
قالها نور بنبرة مازحة لتبتسم هدى من وسط خجلها الذي حول وجهها كله للون الاحمر .. يدق قلبها بعنف لكلامه ويصرخ مجيباً سؤاله .. نعم معجب, ليس معجباً فقط بل محباً .. وقع قلبها بحبه .. تفرك يديها بارتباك وخجل .. يتلعثم الكلام داخل فمها ويأبى الخروج .. تتجنب النظر له حتى لا تفضحها نظراتها .. كادت بالرد لتجد صوت به دلع مبالغ فيه يتكلم
كلارا(بمياعة ودلع): اوه, نور .. اشتقت إليك كثيراً
قالتها تلك الفتاة ذات الشعر الطويل على عكس فستانها القصير الذي يُظهر اكثر مما يستر .. احست هدى بنيران تشتعل لداخلها من ان نور ينظر من الاساس لتلك الفتاة فما حالها هي تراها تعرفه من قبل
هدى(وهي تنظر لهما): ...
نور: عذراً هل اعرفك؟
كلارا(وهي تمط شفتيها بعبوس): هل نسيتني يا نور؟! انا كلارا .. تقابلنا بالنمسا في نايت كلوب*** وقضينا وقت لطيف
قالتها بنبرة ذات مغزى لتجز هدى على اسنانها بغيظ وتقف بغضب
نور: رايحة فين يا هدى؟
هدى(بغيظ وغيرة): هسييبكم تفتكروا الوقت اللطيف سوا
قالتها هدى بنبرة حاولت جعلها متزنة وهي تأخذ حقيبتها وتندفع للخارج رافضة ان تجعله يرى دموعها فلقد احست بسكين غليظ يغرس بقلبها اما نور فما ان ابتعدت هدى حتى اندفع ورائها وهو يسب ويلعن تلك التي ظهرت لتدمر تلك اللحظة التي كان يحظى بها بقرب من دق قلبه لها .. ما ان خرجت هدى من المطعم حتى لحق بها نور هو ينادي
نور(منادياً): هدى .. استني يا بنتي
هدى(وهي مازالت تتحرك): ...
نور(وهو يمسك يدها): يا بنتي اقفي بقا قطعتي نفسي
هدى(وهي تنفض يده بعنف): نزل ايدك دي واوعى تفكر اني علشان خرجت معاك ولا قبلت اننا نبقى صحاب هسيبك تتخطى حدودك معايا
نور(بصدمة من كلامها): انتي بتقولي ايه؟!!
هدى(بحدة يشوبها حزن يسكن صوتها): بقول الحقيقة .. انا لما وافقت اننا نكون صحاب كنت فاكراك انسان محترم لكن طلع دا جزء من خطتك .. الاول صحاب وبعدين حبايب وبعد ما نتسرمح سوا تديني استمارة 6 زي اللي جوا
نور(وهو يتفهم غضبها): لا يا هدى انتي فاهمة غلط
هدى(بغضب): لا انا فاهمة صح جداً واحسنلك تبعد عني وماشوفش وشك تاني
نور(وهو ينظر لها بلوم): ...
تحركت هدى من امام نور بغضب وانفعال لتوقف تاكسي وتنصرف عائدة لبيتها اما نور فوقف ينظر في اثرها باختناق .. يحزن من نفسه ويحزن منها لكلامها ولكن يُعطيها ألف حق فأي واحدة في مكانها كانت ستفعل نفس الشئ .. سرح لثواني لترتسم ابتسامة بسيطة على وجهه لأنه تأكد من انها تبادله الحب .. تحبه وتغير عليه .. كانت نظرة الغيرة مشتعلة بعينيها .. تحرك ناحية سيارته وهو عاقد العزم على عدم الاستسلام وتوضيح كل شئ لها فهو لن يتخلى عن ما عاش عمره كله يبحث عنه ووجده بعد عناء .. وجد من دق قلبه لها
/////////////////////
يجلس مراد وحنين ومجدي وتمارا بأحد المطاعم الموجودة بالمول ويأكلوا بهدوء إلا من النظرات التي تختلف في طبيعتها .. ينظر مراد لحنين وهو يتوجس ان تقوم بأي فعل مجنون بسبب غيرتها التي يعرفها .. تنظر تمارا لمراد بإعجاب واضح وضوح الشمس مما يزيد توجس مراد .. اما حنين فتنظر لها وكأنها تقتلها في عقلها بأبشع الطرق .. لاحظت حنين تحول نظرات تمارا من مجرد نظرات اعجاب لنظرات متفحصة لمرادها لتقترب منها وتهمس بفحيح مخيف في اذنها
حنين(بهمس مرعب): لمي عينيكي الحلوين دول بدل ما اطلعهم احطهم في الطبق واتغدى بيهم
تمارا(بصدمة): ايه؟!!
حنين(بنفس الهمس وهي تجز على اسنانها وتنظر لها نظرة مرعبة): بقولك يخصني يا قمر ف لمي عينيكي ومتخليهاش تروح كدا ولا كدا ل متلحقيش تشوفي اي حاجة تانية بيهم .. فاهمة؟
تمارا(برعب): فاهمة .. فاهمة
حنين(بابتسامة صفراء): شاطرة يا سكر
مراد: بتتكلموا في ايه؟
قالها مراد وقد لاحظ تحول نظرات تمارا للصدمة والرعب
حنين(بهدوء وهي تربت على كتف تمارا): كلام بنات يا موري .. صح يا سكر .. قصدي يا تمارا؟
تمارا(وهي تهز رأسها بخوف): اها صح
اعتدلت حنين في جلستها لينظر لها مراد بشك بينما هي رسمت قناع البراءة لتأكل بهدوء اما تمارا فلم ترفع عينيها من طبقها طوال مدة جلستهم مما جعل بسمة خبيثة ترتسم على وجه حنين مماثلة لبسمة مراد الذي توقع ما فعلته مجنونته الغيورة .. اكلموا الاكل ومن ثم تحرك مراد وحنين لمنزل عزيز كما ارادت حنين فلقد اشتاقت لوالديها وعائلتها الجميلة
///////////////////
وصلت هدى للمنزل واندفعت ناحية غرفتها لتطلق سراح دموعها من محبسها لتنزل بسرعة على وجهها وهي تجلس على السرير ببكاء حار لا تعرف سببه او ربما تعرف ومازالت تكابر .. تدخل ناهد (والدة هدى) الغرفة لتجد ابنتها بتلك الحالة فتندفع ناحيتها بلهفة
ناهد(بلهفة): مالك يا قلبي؟ فيه ايه؟ مين مزعلك وانا اقطملك رقبته
هدى(بدموع): مفيش يا ماما انا بس مخنوقة شوية
ناهد(وهي تمسد على رأسها وظهرها): ليه يا قلبي .. سلامتك من الخنقة يا حبيبتي
هدى(ببكاء): ...
ناهد(وهي تزيد من احتضان هدى): لا إله إلا الله .. ما انتي كنتي كويسة يا بنتي ونازلة فرحانة, فيه ايه؟
هدى(بضعف): مفيش يا ماما بس حسيت اني عايزة اعيط
ظلت ناهد تحتضن هدى بحنان وحب وهي تمسد على رأسها بينما تبكي هدى بداخل احضان والدتها بضعف حتى هدأت قليلاً فرفعت وجهها ونظرت لها
هدى(بهدوء): ماما .. ممكن اطلب طلب منك وتوافقي عليه؟
ناهد: خير يا حبيبتي
هدى(برجاء): انا عايزة اروح اقضي كام يوم مع تيتة في المنصورة
ناهد: بس يا حبيبتي انتي عارفة ابوكي مشغول الفترة دي ومينفعش اسيبه واسافر
هدى: هسافر لوحدي
ناهد: لوحدك؟!
هدى: اه يا ماما .. صدقيني انا محتاجة اروح هناك شوية
ناهد: طب وشغلك؟
هدى(بكذب): اخدت اجازة .. ها هتقولي لبابا؟
ناهد: وهتسافري امتى؟
هدى: بكرة
ناهد: بكرة؟! .. ماشي يا هدى
هدى(وهي تحتضنها): حبيبتي يا ماما
طبعت ناهد قبلة خفيفة على رأس هدى لتتحرك للمغادرة تاركة هدى تجهز شنطتها التي ستأخذها معها في تلك الرحلة التي ربما لن تكتمل من الاساس
//////////////////////
بمنزل عزيز:-
يجلس عزيز مع حسن بغرفته وهو يضحك معه بفرحة ليقطع الضحك صوت كسر زجاج .. يندفع عزيز للخارج ويجد جميلة تقف وهي تنظر امامها للكوب المكسور والمنثورة شظاياه حولها والدموع تلمع بعينيها ليتكلم بهدوء
عزيز(بهدوء يشوبه خوف عليها): اهدي يا حبيبتي .. اهدي ومتتحركيش
اسرع عزيز بجمع الزجاج المكسور لتخرج سها وتراه بتلك الحالة
سها: انا هلمه
عزيز(بلهفة): لأ ل احسن تتعوري
قالها عزيز باندفاع ودون تفكير لتنظر سها له قليلاً .. ينتهي عزيز من جمع الزجاج ليقترب من جميلة بهدوء ويمسك يدها بحنان
عزيز(بحنان): انتي كويسة يا حبيبتي؟
جميلة(بدموع): ما.. كنش قصدي .. ايدي ..
قالتها وهي تنظر ليدها اليُسرى فمازال بها رعشة خفيفة بسبب ذلك الحادث .. مسح عزيز دموعها بحنان وهو يهمس
عزيز(وهو يمسح دموعها): ولا يهمك يا حبيبتي .. فداكي ألف كوباية
سها(وهي تنظر لهم بابتسامة بسيطة): ...
حسن(وقد خرج بكرسيه): انتي كويسة يا جميلة؟
هزت جميلة رأسها وهي مازالت تنظر لعزيز بعيون طفولية محبة .. تتذكر حين عنفها حسين من قبل حين كسرت كوب صغير فلقد كانت تراه يشرب الخمر وتظن انه عصير تفاح وحين جربته بفضول طفولي اشمئزت من طعمه اللاذع لترمي الكوب فغضب حسين بشدة وكاد بضربها لولا تدخل سها .. على عكس عزيز الذي ليس اباها في الحقيقة ولكن اعطاها كل الحب والحنان الأبوي الذي لطالما تمنته .. يرن جرس الباب وتفتح سها الباب ليتفاجأوا بزيارة حنين ومراد التي ادخلت السرور لقلوبهم .. جلسوا سوياً كأسرة سعيدة لساعات وسط الضحك والمزاح والفرحة التي تسكن القلوب
/////////////////////
يعود اكرم لمنزله بعد ان اخبرته اسيل بعدم مجئ مرام لجلسة العلاج الخاص بها ففهم حالتها وتوجه للمنزل مباشرة .. يفتح غرفة صغيرة خصصها هو ومرام لضيفهم الصغير الذي حتماً سيأتي ولو طال غيابه ليجدها تجلس ارضاً امام سرير الاطفال والدموع تنزل بصمت على وجهها  .. يقترب منها بهدوء وينزل على ركبتيه امامها وهو يحتضن يديها بين كفيه
اكرم(بهدوء وحنان): مرام .. ليه كدا يا حبيبتي .. ليه الدموع دي؟
مرام(بدموع): علشان مش قادرة اسعدك .. انت بتعمل كل حاجة علشان تفرحني وانا مش قادرة اخليك اسعد واحد في الدنيا .. انا اسفة
اكرم(بحنان وحب): اسفة على ايه؟! انتي مش بإيدك يا حبيبتي .. انا اسعد واحد في الدنيا علشان انتي جنبي .. صدقيني انا مش عايز حاجة تانية غيرك
مرام(وهي ترمي بحضنه): انا بحبك اوي
اكرم(وهو يحيطها بيديه ويطبع قبلة خفيفة على رأسها): وانا والله بحبك اضعاف حبك ليا
مرام(وهي تتمسك بقميصه): اوعى تسيبني يا اكرم .. اوعى تزهق مني .. انا من غيرك ضعيفة اوي
اكرم(وهو يزيد من احتضانه لها بقوة): عمري ما هسيبك ولا هبعد عنك يا حبيبتي .. عمري
ظلت مرام بأحضان اكرم لفترة لا تعرف كم طالت ولكنها كفيلة بإعادة دقات قلبها للهدوء من جديد
مرام(بابتسامة بسيطة): يلا بينا .. انا هروح الجلسة
اكرم: لو تعبانة بلاش النهاردة
مرام: لأ هروح .. بس خليك جنبي
اكرم(وهو يمسك يدها): انا دايماً جنبك
تحرك اكرم ومرام بهدوء واتجهوا للمشفى لتقوم د.اسيل بفحصها وبدأ جلسة العلاج .. كل ذلك واكرم لا يترك يدها لثانية واحدة ويطمئنها بنظراته وبوجوده بجانبها
//////////////////////
تجلس حنين مع والدتها وحسن وجميلة وهي تبتسم بفرحة طفولية وتخرج ما اشترته هي ومراد لطفلهم الذي لم يأتي بعد ولكن بلغ حبه أعلى منزلة بقلوب جميع افراد العائلة
حنين(بفرحة تتراقص بعينيها): بصي يا ماما .. بصي دا جميل ازاي
سها(بابتسامة): حلو اوي يا حبيبتي
حنين(وهي تخرج قطعة ملابس اخرى من إحدى الشنط): بصي دا كمان .. بصي صغنن ازاي
سها(وهي تبتسم على سعادة ابنتها): حلو يا قلبي .. ربنا يجيبه بالسلامة ويلبسه ويتهنى بيه
حنين: امين يا رب
حسن(ببراءة): هو انتي هتجيبي ولد ولا بنت؟
حنين(وهي تملس على وجهه بحنان): لسه ماعرفش يا حبيبي
سها: انتي بقيتي في الكام؟
حنين(وهي تمسد على بطنها): يعني نص التالت كدا مع ان مفيش اي علامة تؤكد دا هههه شكلي حامل في برص صغنن
سها: طب روحتي تعملي سونار؟
حنين: تصدقي لأ .. المغامرات اللي حصلت الفترة اللي فاتت خلتني ماعملتش حاجة
سها: خلاص نروح انا وانتي بكرة بعد استشارة حسن
حنين: ماشي تمام
جميلة(ببراءة): انا عايزة ألعب مع البيبي
حنين(بابتسامة): يجي بس بالسلامة وكلنا هنلعب معاه ..(ثم نظرت لساعتها).. يادوب نقوم بقا
سها: ما انتي قاعدة معانا شوية
حنين: معلش علشان ارتاح انا من الصبح بلف علشان لبس الباشا ..(قالتها وهي تمسد على بطنها بحنان).. وبعدين ادينا هنتقابل بكرة
سها: ماشي يا حبيبتي .. خلي بالك من نفسك
طبعت حنين قبلة بسيطة على خد كلٍ من سها وحسن وجميلة قبل ان تخرج لتبحث عن مراد فلقد اختلى بعزيز منذ ان وصلوا ولم تراه .. تجده يقف بشرفة المنزل لتقترب منه وتجده يتحدث بهمس في الهاتف .. تنظر له وقد عادت وساوسها تحتل عقلها .. اغلق مراد المكالمة ولف وجهه ليجد حنين تقف وتنظر له
مراد(وهو يقترب منها): ايه يا حبيبتي عايزة حاجة؟
حنين(بهدوء): اه .. عايزة اروح علشان تعبت وعايزة ارتاح
مراد: ماشي يا حبيبتي .. يلا
حنين(وهي تنظر له): ...
مراد: مالك يا قلبي؟ انتي تعبانة؟
حنين: لا متشغلش بالك .. يلا
عزيز: ايه يا حبيبتي ماشيين؟
حنين(بابتسامة بسيطة): اه يا حبيبي عايز حاجة؟
عزيز(بحنان): عايزكم كويسين .. خلي بالك من حبيبة جدها
أبتسمت حنين ابتسامة بسيطة وهي تنظر له ولمراد فكلاهما يريدان فتاة تشبهها وهي تريد ولد يشبه مرادها .. تحركت حنين مع مراد للمنزل بصمت وعقل يدور في سر تلك المكالمات الغامضة
//////////////////
تجلس لارا بمكتبها ليدق الباب بخفة ويطل من خلفه محسن بابتسامته الساحرة
محسن: ايه يا لولو لسة قدامك شغل؟
لارا: لا خلاص خلصت
محسن(بابتسامة): طب يلا علشان انا عازمك عالعشا وبعدين اروحك
لارا(بابتسامة): هو كل يوم عزومة كدا؟ خد بالك انا ممكن اتعود
محسن(بغمزة): اتعود يا باشا براحتك .. يلا بينا
تحرك محسن ولارا للسيارة لتتفاجئ لارا بلوح كبير من الشيكولاتة المفضلة لديها على المقعد المجاور لمحسن .. تبتسم بفرحة لتمسكها وتركب بجانبه وهو ينظر لها بنظرات عاشقة لا يخفيها .. تحرك محسن بالسيارة وهو يسترق النظرات العاشقة لمن تجلس بجانبه مغمضة عينيها تاركة الهواء يداعب شعرها الذهبي ووجهها الجميل .. يضغط محسن على البلاي ليست ليصدح صوت الاغنية بالسيارة بكلمات ترسم الابتسامة على وجوههم
نخبي ليه .. في اسرارنا .. وانا وانت مفيش غيرنا ولو ننسى مشاعرنا .. نكلم مين يفكرنا
يا روح الروح .. بتنساني .. وانا فاكر ومش نساي تغيب عن عيني من تاني .. ومن غير حب اعيش ازاي؟
ومهما تغيب .. بعيش وياك .. و اشوفك وردة في الشباك ودمعة حب فى عينيا .. بتستناك يا احلى ملاك
قالولى الحب له علامات .. فى نبض القلب والهمسات وروح بتطير تنادى عليك .. ورعشة ايدي في السلامات
تبتسم لارا بهدوء وتضع رأسها على كتفه بخجل يعتري وجهها ودقات قلب متواثبة ويماثلها بقلب محسن الذي احس انه حصل على كل السعادة الموجودة بالدنيا بوجودها بجانبه .. يستمعوا لباقي الاغنية بهدوء وقلوب تدق بالعشق الصادق
في عز سكوتنا نتكلم .. عيوننا بتحكى وبتحلم وانا حسيت بانفاسك .. تدفي ايديا وتسلم
بقولك آآآآآه ومن غير صوت .. تحبنى موت واحبك موت واحساسنا يونسنا .. واقوى من الحياة والموت .. ومهما تــــغــــيــــــب
يكملوا طريقهم للمطعم وينتهوا من عشائهم الذي لا يخلوا من النظرات العاشقة من كلٍ منهم للآخر ليقوم محسن بتوصيلها للمنزل بعد خروجة اخرى من ضمن الكثير وكأن قلبه يستغل حالة العشق التي يعيش بها مع من عشقها منذ الطفولة والآن ليست فقط تشعر به بل صارت تبادله المشاعر بصدق وحب يراهم ويلمسهم بأفعالها
//////////////////
وصل مراد وحنين للمنزل وصعدوا لغرفتهم بهدوء يلاحظه مراد على حنين ولا يفهم سببه .. يدلف مراد للحمام لتستغل حنين تلك الفرصة وتمسك هاتفه .. تتركه ثم تمسكه ثم تتركه ثم تمسكه .. صراع يدور بداخلها حول ماهية تلك المكالمات وبين ثقتها بمراد .. لا تشك به ولكن تريد ان تعرف ما السر الذي يخفيه عنها .. تقطع سيل التردد حين امسكت هاتفه لتحاول فتحه عدة مرات وتبوء جميع محاولاتها بالفشل .. ما هو باسوورد الهاتف؟! ليس تاريخ ميلاده .. ليس رقم نمطي كـ 1234 .. ليس اسمه .. ماذا؟!!
بتعملي ايه؟
قالها مراد الذي خرج منذ دقائق من الحمام ولاحظ حنين تحاول فتح هاتفه .. ارتبكت حنين واصابها التوتر لتتجنب النظر له
حنين(بهروب): مابعملش .. انا هدخل اغسل وشي
قالتها وهي تتحرك للحمام ليمسك يدها ويجعلها تقف امامه
مراد(وهو ينظر لها): فيه ايه يا حبيبتي؟ مالك؟
حنين(بنفاذ صبر): فيه اني تعبت يا مراد .. انت بقيت بتخبي عليا حاجات .. بقى عندك اسرار ومكالمات بليل وكل ما اسألك تقولي مفيش .. انت اللي مالك؟ .. انت اللي فيك ايه؟
مراد(وهو ينظر لها بلوم): وعلشان كدا بتفتشي في موبايلي؟ .. انا معنديش اسرار ولا مخبي حاجات غير علشان ماتعبكيش .. المكالمات ليها علاقة بالمهمة اللي لسة ماخلصتش .. الورق لسة ماتسلمش يعني لسة فيه خطر .. كل اللي بعمله دا علشان مش عايز اعرضك ولا اعرض ابننا للخطر .. علشان مش عايز اخسركم .. الموبايل قدامك والباسورد تاريخ جوازنا .. عن اذنك
قالها وهو ينصرف من امامها لتنظر حنين في اثره بدموع تتلألأ بعينيها .. تحس بالاختناق لبُعده عنها .. تغضب بشدة من نفسها وما فعلته .. تحزن لأنها اغضبته منها
حنين(بغضب): غبية غبية
تمسك حنين بهاتفه وتسرع لخارج الغرفة .. ترى نور غرفة المكتب مفتوح لتفتح الباب بخفة وتدخل وهي تشعر بالخجل من نفسها .. لا يتحرك مراد ويظل مديراً ظهره ناظراً من نافذة المكتب
حنين(بهدوء يشوبه الندم): مراد
مراد(بتهكم): ايه اللي جابك؟ لحقتي تدوري في التليفون وتخلصي؟!
حنين(بخجل من نفسها وهي تضع الهاتف على المكتب): انا مفتحتوش اصلاً
مراد(وهو ينظر لها بتهكم): ليه؟ مش عايزة تشوفي لو كنت بخونك ولا مخبي عليكي اسرار تانية ولا حاجة
حنين(بندم): مراد انا اسفة.. والله ان مش بشك فيك بس دماغي ودتني لكدا .. انا بحبك اوي يا مراد وبحس اني ضعيفة وبردانة لما بتبعد عني
مراد: وانا بعدت فين؟ دا انا جنبك كل يوم
حنين(وهي تنظر له): كنت بعيد بعقلك .. كنت بتفكر في المهمة والاوراق والمكالمات وخلتني احس انك بعيد عني .. انا بثق فيك بس..
مراد(بلوم وعتاب): بس ايه؟! انتي فاكرة لما انا زعقتلك علشان كنتي بتكلمي بودي حسيتي ساعتها بإيه .. اهو انا دلوقتي حاسس أضعافه .. ساعتها كنتي مراتي عالورق وبس .. لكن دلوقتي انا جوزك وابو ابنك اللي في بطنك يعني المفروض تثقي فيا عن كدا مش كل شوية عقلك يوسوسلك وانتي تمشي وراه
حنين(وقد احست بما اقترفته): انا اسفة يا مراد .. والله اسفة .. انا..
مراد(مقاطعاً بهدوء): اطلعي نامي يا حنين
حنين(وهي تنظر له): وانت مش هتنام؟
مراد: لأ انا هقعد هنا
نظرت حنين له بدموع تتلألأ بعينيها لتتحرك وهي تجر قدميها بتثاقل .. صعدت لغرفتها التي احست بوحشتها لأن مرادها ليس بها .. السرير كالدبابيس التي تُغرس في جسدها .. الهواء يبتعد عن صدرها .. اسرعت ناحية غرفة الملابس وارتدت تيشيرت خاص به لعله يحمل بقايا رائحته .. تجلس حنين على السرير والدموع تنزل بصمت من عينيها .. يفارق النوم جفنيها وتزفر بضجر ونفاذ صبر .. تقف وتتحرك مرة اخرى لمكتبه لتجده اغلق النور .. نام بغرفة المكتب؟!! ألتلك الدرجة لا يرغب بالاقتراب منها؟! ألتلك الدرجة جرحته؟! .. كادت بالدخول لغرفة مكتبه ولكن خافت ان يصدها مرة اخرى .. تحركت بهدوء ونامت على الكرسي المقابل لغرفة المكتبة مستشعرة القليل من الامان بوجودها بجانب مرادها وإن كان يفصل بينهما باب المكتب
كااااااااااات كفايا كدا النهاردة
********************************************
حزن مراد من سوء ظن حنين به فهل ستقدر المجنونة ان تجعل قلب الصاعقة يعفو عنها
الاستشارة القادمة لحسن مهمة جداً فكيف ستجري الامور
قررت هدى ان تبتعد عن نور فهل سيتركها ام سيُريها جنان العاشق
يستطيع اكرم احتواء مرام في اسوأ حالاتها وقررت هي ان تحارب من اجله فهل سيكتب لهم السعادة
هذا ما ستكشفه فصول روايتنا

أنت عشقي 🖤🔥حيث تعيش القصص. اكتشف الآن