مراد(بحدة): كنتي بتكلمي مين؟
حنين: فيه حد يخض حد كده، طب قول احم ولا دستور ولا اي حاجه
مراد(بانفعال): كنتي بتكلمي مين؟
حنين(بانفعال من اسلوبه): ايه ده فيه ايه؟ ايه الطريقه دي؟ وبعدين انت مالك بكلم مين؟
امسك مراد بذراع حنين بقوه
مراد(بعصبية): لما تتكلمي معايا توطي صوتك وتردي على سؤالي, انتي متجوزه مراد الحديدي ولو ماتعرفيش مين مراد الحديدي يبقى تسألي عنه
حنين(بألم): آااه سيب دراعي
مراد (وهو يهز ذراعها بعنف): لما تبقى على ذمه راجل متكلميش راجل تاني و تحترمي جوزك
حنين(بصدمة): انت بتقول ايه؟ انت اتجننت؟!!!!
رفع مراد يده عالياً وكاد يهوي على وجهها ليتصنم محله حين شهقت واغمضت عينيها برعب
///////////////
قامت سها وتحركت في ناحية الغرفة التي تجاورها .. دخلت سها شرفة الغرفة لتجده جالساً ينظر امامه بشرود مثلما كان طوال السنوات الماضية
سها: صباح الخير يا حبيبي
قالتها سها لذلك الطفل الجميل ذو العشر سنوات الذي يجلس على الكرسي المتحرك ويداعب الهواء شعره البني مثل لون شعر ابيه وعيناه ذات اللون العسلي المائل للبنيه مثل اخته وبشرته القمحية مثلها هي
حسن(بابتسامة بسيطة): صباح الخير يا ماما
سها: برضو مش عايز تفطر زي كل يوم
حسن: لأ النهاردة بالذات انا مستعد افطر بس لو فطرتي انتي وجميلة معايا
جميلة: انا جهزتلكم الفطار اهو وادوية حضرتك كمان
سها(رافعة حاجبيها): دا انتو متفقين بقا
جميلة(وهي ترفع يديها ببراءة): والله هو صاحب الفكرة يا سوسو انا مليش دعوة
حسن: يا واطية اعترفتي قبل حتى اول قلم
ضحكت سها عليهما وجلست تفطر مع ابنها و الفتاة التي اعتبرتها ابنتها منذ وفاة والدتها وعوضتها حنان الام .. تناولت سها فطورها بسعادة متناسية الحزن والعذاب التي تعيش به
رجعت سها بذاكرتها لأول يوم دخلت به هذه الفيلا
*فلاش باك*
حسين: اتفضلي يا سها
قال حسين تلك الجملة وهو يدخل فيلا كبيرة بأمريكا
سها(وهي تتطلع حولها): ايه الفيلا دي يا حسين .. بتاعة مين؟
حسين: بتاعتي
سها(بذهول وتساؤل): بتاعتك؟!
حسين(بتهرب): اقصد يعني بتاعة ناس صحابي جدا وهما سيبين ليا التصرف فيها زي ما تكون بتاعتي
سها: آه .. طب واحنا هنقعد هنا؟
حسين: ايوة طبعا .. متقلقيش انا مرتب كل حاجة وجايب شركة حراسة علشان تأمن الفيلا وتحمينا احنا كمان
سها: ليه كل دا؟
حسين(متعمد إرعابها): هو انتي مستهونة بعزيز واللي ممكن يعمله دا بقا شيطان
سها(بخوف وتوتر): انا كل ما افتكر اني سايبه بنتي مع واحد بالشكل ده بحس ان قلبي بيتعصر، انا مش عارفه ازاي سمعت كلامك وسبتها
حسين: ما تخافيش، زي ما قلتلك ده وضع مؤقت .. يلا انتي اكيد تعبانه اطلعي ارتاحي شويه في اي اوضه فوق، الاوضه اللي تعجبك خديها
سها: شكرا جدا يا حسين، انا مش عارفه من غيرك كنت هعمل ايه
حسين(وهو يقترب منها): ما تشكرنيش انتي مش عارفه انتي بالنسبالي ايه
سها(وهي تبتعد عنه): قصدك ايه؟
حسين(وهو يقترب منها مرة اخرى): قصدي اني بحبك يا سها .. بحبك من زمان .. من قبل ما تعرفي عزيز
سها(بذهول): بتحبني؟!!
حسين(بحزن مزيف): ايوه بحبك .. كنت مستني أكون نفسي واتقدملك بس عزيز لما لقاني بحبك وبعمل كل اللي اقدر عليه علشان اكون معاكي خطفك مني وراح اتقدملك هو .. انا كنت فاكر ان هو بيحبك، ولما لقيتك انتي كمان حبيتيه قلت طالما صاحبي سعيد وانتي سعيده يبقى مش مهم سعادتي انا .. لكن دلوقتي لما اكتشفت حقيقته القذرة دي اظن ان انا احق بيكي منه .. بعد ما هرفعلك قضية الخلع منه انا وانتي نتجوز
سها(بصدمة من كلامه): نتجوز؟!
حسين: ايوة يا سها .. صدقيني انتي لو لفيتي العالم كله مش هتلاقي حد يحبك زيي
سها(بهروب): بص الكلام ده بدري عليه جدا، لما تبقى ترفع قضيه الخلع وتفوت شهور العده وبنتي تبقى معايا ساعتها نبقى نتكلم في الموضوع ده
حسين: وانا مش مستعجل خدي وقتك وفكري براحتك انا استنيتك سنين ومستعد استناكي اكتر
سها: عن اذنك انا تعبانه ومحتاجه انام
حسين: اتفضلي
صعدت سها لغرفتها وهي لا تعرف لماذا انقبض قلبها عند سماع كلام حسين الذي نجح في رسم صورة الحمل الوديع وضحيه الحب الطاهر وهو في الحقيقه شيطان لعين
حسين(لنفسه): هتوافقي يا سها وهتبقى بتاعتي انا .. مش حسين اللي يتاخد منه حاجه هو عايزها .. زي ما عرفت اقنعك انك تسيبي بيتك وبنتك وتيجي معايا، بردو هعرف اقنعك انك توافقي على الجواز
*عودة*
حسن: مالك يا ماما، سرحتي في ايه؟
سها(بانتباه): ولا حاجه يا حبيبي, ولا حاجه
جميله: ماما سها هو حضرتك مش هتاخذيني النهارده عشان نزور قبر ماما
سها(وهي تهز رأسها): ايوه طبعا يا حبيبتي يلا روحي إلبسي عقبال ما انا كمان ألبس واجهز حسن وننزل كلنا
جميلة: حاضر يا ماما
تجهزوا جميعاً واستعدوا للخروج والذهاب اولا للدكتور الذي يتابع حالة حسن ليطمئنوا عليه ثم ذهبوا ل قبر والدة جميلة
////////////
فاق مراد ل نفسه وما كان يقول ونظر ليده واكتشف فداحة ما كاد ان يفعله .. أكان سيمد يده عليها!!! ، هو الذي لم يمد يده على امرأه طوال عمره كان سيمد يده عليها هي، زوجته، حتى وإن كان زواجاً صورياً، فليست تلك هي المعامله الصحيحه للامور, وليس الرجل من يتطاول بيده على امرأة .. انزل مراد يده برفق وهو يتطلع لعلامات الزعر على وجهها
مراد(بصدمة مما كاد ان يفعل): انا...
جرت حنين من امامه برعب وخوف والدموع تهطل على وجهها، فهو فعلا كان سيضربها وشك ايضا فى اخلاقها .. صعدت ل غرفتها واغلقت الباب عليها وأخذت تبكي طوال اليوم حتى راحت في سُبات عميق .. أما هو فبمجرد ان رأى دموعها تألم قلبه وأنشق لنصفين ليُسرع بأخذ سيارته ودار بها في الشوارع هو يفكر في ما حدث ويشعر بالغضب من نفسه حتى تعب من اللف في الشوارع بالإضافة لتعبه الجسماني
/////////////
كانت جميله جالسه امام قبر والدتها والدموع تنزل بصمت على خديها
جميلة: اشتقت إليكِ يا أمي .. اشتقت إليكِ كثيراً .. كنت اتمنى لو اني قابلتك في يوم من الايام ولكن ماما سها اخبرتني أنك كنتي طيبة جدا وأنك قدمتي لها المساعدة كثيراً .. أنا احبها ولكني احبك انتي اكثر .. ماما سها تقول اني اشبهك كثيرا .. انا احتفظ بصورتك تحت وسادتي واتطلع لها كل يوم قبل ان انام .. اين ذهبتي يا أمي .. ماما سها تقول انك في ذهبتي لزيارة الجنة، هل ذلك المكان جميل حقا مثلما تحكي ماما سها لي انا وحسن دائماً .. هل هو جميل لدرجة انك لا تريدين تركه والعودة إلي .. ماما سها قالت لي اننا جميعاً سنذهب يوماً ما للجنة ووقتها سأراكِ .. احضرت صورة جديدة لي معي وسأتركها هنا حتى تتعرفي علي عندما اتي إليكِ في الجنة
اتت سها بعد ان تركت جميلة تحظى ببعض الخصوصيه مع والدتها
سها(بحنان): ها يا حبيبتي، خلصتي كلام مع ماما؟
جميلة(بحزن): انا خلصت كلام بس هي برضو متكلمتش خالص .. هي زعلانة مني؟
سها(وهي تأخذها بأحضانها بحنان): لا طبعا يا حبيبتي، ماما عمرها ما هتزعل منك و هتفضل دايما تحبك .. بالعكس دي مبسوطه كمان منك عشان انتي بنت شاطره وبتسمعي الكلام و بتذاكري كل دروسك
جميلة: اومال ليه مش بترد عليا؟
سها(وهي تمسح دموع جميلة): مش انا قلتلك قبل كده يا حبيبتي ان هي ما ينفعش ترد علينا، بس هي سامعاكي و حاسه بيكي و لما انتي بتعيطي هي كمان بتعيط
جميلة: خلاص انا مش هعيط علشان هي مش تعيط
سها: شاطرة يا حبيبتي .. يلا بينا بقا علشان نروح؟
جميلة: اوكيه يلا
تحركت سها ومعها جميلة و حسن الصامت منذ خروجهم من عند الطبيب الخاص به والذي اخبرهم بعدم وجود اي تحسن في حالته وكل ما فعله هو زيادة المسكنات ل حسن
//////////////
يعود مراد للمنزل بعد منتصف الليل وهو لا يستطيع أن يصلب طوله من شده التعب والإعياء، حاول التحامل على نفسه ليبقى في الحديقه مثلما كان يفعل كل يوم ولكنه احس بالتعب والدوخة ليضطر ان يدخل منزله صاعداً لغرفته وهو يكاد يفقد وعيه .. دخل غرفته واقترب من السرير بخطوات مترنحه، نظر إلى وجهها وأنفها ووجنتاها الذين تلونوا باللون الأحمر نتيجه لبكاءها الذي ترك آثاره فوق وجهها .. لم يستطع مراد التحمل اكثر من ذلك ليفقد آخر ذرة من القوه لديه ويقع فوق السرير مفزعاً تلك النائمة لتستيقظ برعب حين رأته بجانبها على السرير
حنين(بفزع): انت بتعمل ايه هنا؟! .. قوم فيه ايه؟!
لا رد من مراد سوا أنين ضعيف لتقترب حنين منه ببطء
حنين(بقلق): انت كويس؟
ثقلت انفاس مراد ولم يقدر على الرد لتقوم حنين بتفقد حرارته وتشهق فزعاً
حنين(بخضة): يا نهار اسود ده انت مولع، مراد .. مراد
كانت تلك اول مره تقول اسمه .. ربما لو كان بصحته لانهار من روعة نطقها له
حنين(بخوف ولهفة عليه): مراد .. رد عليا
حاولت حنين تحريكه ولكن بلا جدوى .. فكرت قليلاً لتسرع لغرفه مرام وتخبرها بحاله مراد فتتحرك هي الاخرى بخوف على اخيها
////////////
وصلت سها والاولاد للفيلا ليجدوا حسين جالساً على البار يرتشف المنكرات والمحرمات التي حلاها الشيطان في عينيه وبجانبه تقف مساعدته الخاصة فيكتوريا مرتدية فستان قصير يظهر اكثر مما يستر
حسين: اهلا وسهلا بعيلتي حبيبتي .. زوجتي العزيزة واولادي هأ .. تعالوا تعالوا احتفلوا معانا هأ
ظهر الامتعاض على وجه سها من المنظر لتُسرع بالاولاد لغرفهم
حسين: غوري ولية نكد .. كتك نيلة فيكي وفي هبلك
فيكتوريا(بنبرة مغرية): اوه سونا .. انت اتعب كتير اهدى هبيبي صحتك
حسين(بسكر): انا صحتي بومب .. تعالي اوريكي
قال ذلك جاذباً خصرها له بقوة وأخذ ينظر لها بنظرات شهوانية
فيكتوريا(بدلع): آوه سونا .. انت اوجع انا
حسين(ببسمة خبث): لا اجمدي كدا الليلة طويلة قدامنا
قالها وهو يقترب من وجهها بطريقة مقززة
فيكتوريا(وهي تبعد وجهها): لأ انا زعلان من انت كتير
حسين(وهو يقبلها بطريقة شهوانية): زعلانة ايه بس دلوقتي
ابتعدت فيكتوريا عنه وهي تتغنج بجسدها بطريقة مغرية جعلت لعابه يسيل كالكلب
فيكتوريا: انا زعلان من انت علشان انت مش راضي قول ل انا على عملية جديدة you don't trust me (انت لا تثق بي)
حسين(وهو يترنح بمفعول الخمر): مش حكاية ثقة بس..
فيكتوريا: بس what .. انت عارف انا بحب انت ازاي وكمان انا ساعدت انت كتير قبل كدا
قالت ذلك وهي تجلس على كرسي واضعة قدم فوق الاخرى لتظهر رجلها البيضاء بطريقة مغرية ذهبت بباقي عقل ذلك الحيوان الذي يجري وراء شهواته
حسين (وهو يجلس على قدميه امام رجلها): دي صفقة كبيرة والناس اللي فيها مهمين وخطر وانا خايف عليكي دول الغلطة عندهم فيها موت
فيكتوريا وقد نظرت له ببسمة خبث لقُرب وصولها لغايتها
فيكتوريا: اوه، والعمليه دي كبيرة؟
حسين(وهو مسلط عينيه على قدمها ويتحسسه بطريقة مقززة) : كبيرة جدا .. دي اكبر عملية هعملها في حياتي
فيكتوريا(وقد مالت ناحيته فظهر امامه صدرها الابيض ليجعله ينهج من مجرد النظر إليه): وانت خايف على انا ليه .. انا هكون مع انت يعني امان .. انا عايزة اكون مع انت في عمليه دي
لم يرد حسين وظل مسلطاً نظره على صدرها وينظر له بلعاب يسيل .. رفعت فيكتوريا يدها بجانب فمه واخذت تحركها وصولاً لصدره
فيكتوريا(وهي تحرك اصابعها بطريقة مغرية على شعر صدره): قولت ايه سونا .. موافق اكون مع انت في عمليه؟
اخذ حسين يهز رأسه بسرعة بموافقة وهو لا يقدر على السيطرة على نفسه اكثر من ذلك
فيكتوريا(بانتصار): شاطر سونا .. انت كدا تاخد bonus كبير علشان انت boy good
قالت فيكتوريا تلك الجملة وهي تمسك حسين من ربطة عنقه وتسحبه خلفها مثل الحيوان الأليف لداخل الغرفة الارضية بجانب البار ليفعلوا كل المحرمات
/////////////
مرام(بلهفه): مراد .. مراد حبيبي مالك .. مراد ..(تتفقد حرارته).. يا خبر دا سخن خالص
حنين(بتوتر وخوف): مش عارفه ايه اللي حصله، هو كان لسه جاي فجأه لقيته وقع كده فوق السرير
كانت تقول ذلك والدموع تملأ عينيها خوفاً عليه
مرام(مطمئنة): اهدي طيب يا حنين, تعالى ايديك معايا نعدله على السرير، وانا هاكلم الدكتور حالاً
وبالفعل تعاونت حنين ومرام ليضعوا مراد على السرير
مرام: اديني يا حنين اي بيجامة من بتوع مراد من الدولاب
حنين(باستغراب): ليه؟!
مرام(بتوضيح): عشان نغيرله الهدوم .. مش معقول الدكتور هيجي يكشف عليه بالهدوم اللي مليانه ميه من العرق والحراره دي
ألجمت الصدمه حنين ولم تستطع الرد فكيف ستقوم بتغيير ملابسه .. ف مرام تعتقد ان حنين زوجه مراد حقا ولذلك لا يوجد حرج ولكنها لا تتخيل انها ستقوم بفعل ذلك حقاً .. أحضرت حنين البيجامه بصمت وتوتر
حنين(بارتباك): انا .. آااا انا هنزل اجيب ميه ساقعه عشان نعمله كمادات لحد ما الدكتور يجي, وانتي غيريله بسرعه
وافقت مرام وهي تلاحظ ارتباك حنين ولكنها لم تلق لذلك بالاً، فبالها مشغول على اخيها .. جاءت حنين بالكمادات وتناوبوا على وضعها على جبينه حتى يأتي الدكتور الذي قامت مرام بالاتصال به ولم يكن سوى أكرم
//////////////
تجلس سها بغرفتها وهي تلعن اللحظة التي آمنت فيها لذلك الشيطان الذي دمر حياتها .. تندم .. بل ان الندم هو اقل ما يُقال عن شعورها .. تندم ولكن هل يُفيد الندم .. ربما لو كانت بمفردها لما اهمها شئ وتخلصت من جحيمها ولكن لمن ستترك حسن وجميلة .. هل ستتركهم في يد شيطان لا تعرف الرحمة طريق لقلبه .. هل ستتخلى عنهم ليصبح مصيرهم اما الموت على يد قاتل يقتل بدم بارد ولا يرمش له جفن او سيكونوا صورة منه ومن طباعه التي لا تتمنى ان تصيب ابناء اعداءها .. تحملت من اجلهم لسنوات وستتحمل لاخرى, فقط من اجلهم .. تغلق باب غرفتها عليها بعد ان اطمئنت على الاولاد لتنسحب لعالمها ودنياها داعية الله ان يُفرج الكرب ويمن عليها برؤية فلذة كبدها ولو لمرة قبل ان تفارق هذة الدنيا الفانية
///////////////
في غرفة مراد:-
مرام(بجمود ورسمية): اتفضل يا د. اكرم
اكرم(بهمس لمرام): برضو مصممة تتعبي قلبك وقلبي
لم ترد مرام واسرعت بالتحرك كما تفعل دوما هرباً منه ومن كلامه
اكرم (مغيراً الحديث): اللي يسمعك وانتي بتقولي دكتور كدا ميشوفكيش وانتي مجنناني انا ومراد زمان
مرام(ببسمة حزينة): كانت ايام حلوة, للاسف كل حاجة اتبدل حالها
اكرم(ناظراً لعينا مرام): ربنا قادر يرجعنا تاني زي زمان
ساد الصمت لثواني ولكن كان للعيون لغة خاصة لتقطعه حنين بنحنحة بسيطة ليلاحظ اكرم وجود حنين كأنها ظهرت من العدم
اكرم: سلام عليكم
حنين(بقلق على مراد): ها .. وعليكم السلام .. اتفضل يا دكتور
اكرم(وهو يقترب من جسد مراد): شكرا .. اهدوا يا جماعة كدا متقلقوش .. خير ان شاء الله
///////////////
يقف مصطفى وهو يتأمل عينيها الزيتونية التي يعشقها وابتسامتها التي اشتاق لها
مصطفى: وحشتيني اوي
اقتربت لما منه وهي تمسك بيده وتغمض عينيها .. تستند برأسها على كتفه ليحيطها بذراعيه وكأنه يخشى ابتعادها .. تزداد دقات قلبه وتعلو انفاسه ليستيقظ .. ينظر حوله ويجد نفسه بغرفته .. يبحث عنها حوله بلهفه عساها تكون حقيقة, عساه يجدها .. لا وجود لها ليقتنع انه رآها مرة اخرى في احلامه .. يغمض عينيه بألم وشوق لها يفوق الشوق شوقاً
////////////////
وبعد ان قام اكرم بفحص مراد
اكرم: متقلقوش, دي شكلها حمة بس شديدة شوية .. واضح انه اخد دوش وقعد في الهوا والدنيا زي ما انتم شايفين برد
مرام(بخوف): طب وبعدين .. ننقله المستشفى؟
اكرم: لا الموضوع مش مستاهل .. انا هكتبله دوا كويس وكمان هديله حقنة تنزل الحرارة دي .. ممكن تكملوا كمادات
حنين(بقلق): يعني هو هيبقى كويس؟
اكرم: هيبقى كويس متقلقيش .. معلش بس هو مين حضرتك؟
لم تعرف حنين ماذا تقول .. اتقول زوجته؟! .. لا فبعد فترة سينهي امر زيجاتهم وربما يغضب هو لانها قالت ذلك
حنين: اناااا .. قريبتهم
اكرم(باستغراب): قريبتهم؟!!
استغربت مرام من حنين وعدم قولها انها زوجة مراد وفي نفس الوقت شعرت بنار داخلها من ان اكرم قد يفكر بحنين فتدخلت
مرام: حنين تبقى مرات مراد
اكرم(باندهاش): مراته!! .. احم .. اهلا وسهلا بحضرتك .. انا اكرم ابن خالة مراد ومرام
حنين(بارتباك من الموقف): اهلا بيك
مرام: انا هكلم الصيدلية يبعتولنا الدوا
حنين: ماشي وانا هستنى جنبه
اكرم: طب استأذن انا وهعدي اطمن عليه بكرة ان شاء الله .. لو فيه اي حاجة انا هفضل فاتح موبايلي
مرام(بايجاز): ماشي .. اتفضل اوصلك
اكرم(ناظراً لمرام): خليكي يا مرام انا عارف الطريق كويس .. الدوا دا ياخده كل 8 ساعات
مرام(هاربة بنظراتها): احم .. تمام .. شكراً
ذهب اكرم ودخلت مرام غرفتها بعد ان اكدت على حنين ان تخبرها بأي تطورات عن مراد
////////////
تجلس سها بغرفتها, تغلق عينيها وهي تتذكر كيف اكتشفت لعبه حسين
*فلاش باك*
تجلس سها بالغرفه التي لم تغادرها منذ وصولها يعصف بها عقلها وهي تفكر كيف بلحظه تركت كل شيء, كيف ابتعدت عن من احببت ولم ترى منه سوى الحب والحنان .. لا تصدق انها قد خدعت فيه لا تصدق ما عرفت, ربما لو لم تسمع تلك المكالمه لما تجرأت على الاقدام على ذلك القرار .. يقتلها الحنين إليه و لبيتها ولإبنتها التي تسكن قلبها .. تتعذب ببعدها عنها, ها قد مر شهر ولم ينفذ حسين وعده باحضارها لها .. كلما كانت تفاتحه ذلك الموضوع كان يتهرب ويخلق الحجج والاعذار ولكن يكفي ذلك فهي لن تبتعد اكثر من ذلك عن ابنتها, اما ان يحضرها لها او ترجع هي لها .. تحركت سها في اتجاه غرفه مكتبه وكادت بالدخول لتسمع صوته في الداخل يتحدث بانفعال مع امراه
ايميلي: مستحيل حسين انا مش ممكن اعمل كده no way اقتل البيبي
حسين(بحدة): لا هتعملي كده بمزاجك بدل ما انفذ انا غصب عنك
ايميلي(برجاء): انت ليه اعمل كده انا حبيت انت و دلوقتي هيكون عندنا بيبي ليه مش نتجوز؟
حسين: انا لا بتاع حب ولا جواز واللي بينا ماكانش اكتر من انبساط بلاش الشغل ده معايا
ايميلي: حسين believe me انا حبيت انت بجد, انا مش عايز اي حاجه غير كون مع انت .. انا ساعدت انت في كل حاجه و بابي ساعدك كتير
حسين: ابوكي ماكانش بيعمل حاجه ببلاش اذا كان هو ساعدني مره فانا ساعدته كتير، البضاعة اللي كنت بهربهاله وادخلها مصر وهو لو كان وقف على دماغه ماكانش هيقدر يدخلها، والصفقات اللي كنت بخلصهاله من غير ما حد يلاحظها
تكتم سها شهقاتها وهي تسمع كلامهم الذي ألجم لسانها من الصدمه .. اذا فهو من كان يقوم بالتهريب وعمل الصفقات المشبوهة وليس زوجها، هو من خدعها، هو من اخرجها من جنتها ليحبسها بجحيمه .. كانت تائهة لا تعرف ماذا تفعل وكيف تتصرف ل تنتبه لبقيه حديثه
ايميلي(بقناع شجاعة): بس انت نسيت ان بابي ساعدك تهرب بفلوس صاحبك بعد ما حبسته وإلا كان زمان انت في حبس مش هو .. تفتكر بقي لو بابي عرف انك خليتني pregnant وعايز تجبرني انزل البيبي هيعمل ايه .. ولا صاحبك لو عرف مكانك وعرف انك ضحكت على مراته هيعمل فيك ايه
حسين(وهو يصفعها) :انتي بتهدديني يا بنت الكلب ده انا اقتلك انتي وابوكي وعيلتك كلها
جذب حسين إيميلي من شعرها ليعلو صوت صراخها وتندفع سها للداخل وتحاول انقاذها من براثنه
سها :سيبها يا كلب يا واطي .. (وبعد ان خلصتها) .. انت احقر انسان انا شوفته في حياتي
حسين(ببرود): انتي لسه ماشفتيش حاجه في حقارتي انما مستعد اني اوريكي لاني بصراحه زهقت من دور الملاك الطيب ده ف كويس بقى انك عرفتي كل حاجه عشان نعرف نتعامل
سها(بانفعال): اه يا ابن الكلب ده انا هوديك في 60 داهيه هبلغ عنك
حسين(ببرود يشوبه التهكم): هتبلغي تقولي ايه .. هتقولي سيبت بيتي وبنتي وهربت معاه من مصر ل هنا بمزاجي
سها(بحدة): لأ هقولهم عن التهريب والصفقات المشبوهة وهحبسك
حسين(وهو يمسك برقبتها بعنف): مش هتلحقي هموتك بايدي دي
ضغط حسين بيده على رقبتها وحاول خنقها لتحاول ايميلي مساعدتها وهي ترى وجهها يشحب وتفقد وعيها ببطء
*عوده*
تفتح عينيها وتنظر امامها بشرود .. ها قد مرت 10 سنوات على اكتشافها للحقيقة .. 10 سنوات من الندم .. 10 سنوات من الدموع على قرار اخذته بتسرع فكلفها حياتها كلها .. 10 سنوات وهي تعيش تحت سقف واحد مع شيطان .. 10 سنوات تعيش بجحيمه الذي فُرض عليها .. 10 سنوات وهي تتمنى موته حتى تخرج من تلك الحياة التي تُقصر عمرها .. 10 سنوات وهي تتمنى ان ترى ابنتها مرة اخيرة قبل ان تموت .. 10 سنوات وهي تتمنى ان تراه لتبكي بين احضانه التي افتقدت الامان يوم ابتعدت عنها .. 10 سنوات وهي تتمنى رؤيته حتى لو كانت حياتها الثمن ولكن فقط تحظى بفرصة للاعتذار .. فرصة لابداء ندمها .. فرصة لتخبره كم عانت ببعده .. فرصة لتلعن غباءها الذي اوقع بها بين براثن شيطان لا يرحم, فهل ستحظى بتلك الفرصة؟!!
////////////
جلست حنين بجانب مراد على السرير لأول مرة بعد صراع مع نفسها حتى تقوم بعمل كمادات له وتتفقد حرارته بين كل فترة واخرى .. تأملت ملامحه لأول مرة عن قرب فقد كان يمنعها خجلها من اطالة النظر له وان كانت تداري هذا الخجل بمزاحها وتصرفاتها المجنونة احيانا .. نظرت لشعره الاسود كسواد الليل الكحيل واهدابه الكثيفة وحاجباه وملامحه الرجولية وانفه الدقيق وفمه وعند هذه النقطة افاقت لنفسها
حنين(لنفسها): ايه اللي انتي بتعمليه دا؟ .. بعمل ايه, مبعملش حاجة .. اومال امي اللي كانت عمالة تتأمل فيه وشوية وتبوسه .. ايه؟! لا انا بس.. .. بلا بس بلا مبسش فوقي لنفسك كدا .. فيها ايه هو مش جوزي .. انتي عارفة كويس هو اتجوزك ليه .. طب اعمل ايه انا يعني .. فوقي لنفسك كدا يا حبيبتي احنا مش حمل وجع قلب .. طب مش يمكن.. .. لا ميمكنش .. بس الواد قمووووز اوي .. نعم؟! .. اهو بصيله بذمتك مش يتلف في ساندوتش ويتاكل .. انتي عمالة تعاكسي في الواد كدا عيني عينك!! .. يا بنتي انا مشوفتش حد زيه قبل كدا الواد فاضله اتنين فولت وينور .. شوفي انا بقول ايه وانتي بتقولي ايه .. هو انتي كل ما تشوفيني مبسوطة تنكدي عليا .. لا انا بفوقك عشان ممتعبيش وتتعبيني معاكي .. طب ما هو ممكن يحبني .. يحبك؟! .. اه زي البطل في كل الروايات, بيكون هو والبطلة مش بيحبوا بعض ومتجوزين جواز على الورق بس وهوب يحبوا بعض ويعيشوا في تبات ونبات .. وتوتة توتة خلصت الحدوتة, صح؟ .. اه ههه .. كتك اوا الكلام دا في الروايات انما دا واقع .. (صمت) .. وبعدين تعالي هنا, انتي بتقولي يحبك ممكن تديني امارة واحدة .. قصدك ايه؟ .. الواد بيقضي كل يوم لحد الفجر في الجنينة عشان ميطلعش الاوضة ويكون معاكي, صح؟ .. صح .. ويطلع الصبح ينام ساعتين وهو قاعد عالكنبة وينزل شغله قبل ما تصحي, صح؟ .. صح .. وبعدين يرجع يغير هدومه ويخرج ميجيش قبل نص الليل, صح؟ .. صح .. ويجي يغير هدومه ويخرج للجنينة تاني لحد الفجر, صح؟ .. (بحزن) صح .. شوفتي بقا, وبعدين انتي نسيتي اللي قاله وعمله, فوقي يا حبيبتي لنفسك هو اتجوزك علشان يحميكي وبمجرد ما تخلص مهمته هيبقى بح وكل واحد فيكم هيروح في طريق .. خلاص بقا, ايه دا ماسورة كآبة وانفجرت في وشي, يا ساتر .. الحق عليا بفوقك .. اديني فوقت يختي, غوري بقا
اكملت حنين تلك الليلة في عمل الكمادات وقياس الحرارة ومتابعة اي شاردة او واردة منه حتى غلبها النعاس دون ان تشعر ونامت وهي شبة جالسة على السرير وقُضي الليل لتشرق شمس الصباح محملة باحداث جديدة لابطالنا
كااااااااااات كفايا كدا النهاردة
********************************************
ما هو سر تلك الفيكتوريا ولماذا اصرت على الدخول لتلك العملية الكبيرة وهل حقا تحب حسين ام ان هناك هدف اخر وراء وجودها في حياته وما هي تفاصيل تلك العملية الكبيرة
من هي والدة جميلة ولماذا تهتم سها بجميلة وتخاف عليها هي وحسن لتلك الدرجة
اكتشفت سها كذب حسين ولكن ما الذي دفعها للبقاء
ماذا اصاب حسن وهل سيبقى اسير ذلك الكرسي ام ان هناك المزيد من الاسرار التي تتعلق به
ارتكب مراد خطأ كبير بحق حنين بشكه بها وبأنه كاد ان يضربها فهل ستغفر حنين له ام ستكون كرامتها فوق قلبها
لاحظت مرام ارتباك حنين فهل ستكشف سر الزواج
هذا ما ستكشفه فصول روايتنا
أنت تقرأ
أنت عشقي 🖤🔥
Diversosأنت عشقي 🖤🔥 بقلم حورية الإبداع/ حنين عماد 💜✨ هو هادئ وبارد كالثلج .. لم يكن كذلك ولكنه تألم في ماضيه، فَقَدَ احب الناس إليه فقرر اعتزال الحب، اغلق على قلبه ورمى المفتاح عازماً على اللا يُدخِل المزيد من الأشخاص في حياته حتى لا يُفجع مرة أخرى .. لم...
