مر اليومان وجاء يوم عُرس الصاعقة والمجنونة .. عرس طال انتظاره وحان الوقت لتحقيقه .. عرس سيشهد فيه الأفراد على اجتماع قلبين سبق واجتمعا بفضل لعبة القدر التي غيرت حياتهما وكأن القدر قرر ان يُكافئ قلب كل منهما بوجود الآخر بحياته .. قرر مراد وحنين ان يكون الفرح على النظام الامريكي اي بالصباح .. استطاع الصاعقة بمكالمة واحدة وفي خلال يومين فقط ان يُحول حديقة منزله لإحدي الحدائق الغناء المستعدة لاستقبال نجوم الليلة .. اصبحت وكأنها قطعة من الجنة في انتظار ملائكتها .. الحديقة الواسعة ذات اللون الاخضر والورود الكثيرة بمختلف ألوانها الزاهية تتزين بالانوار البيضاء الصغيرة والستائر البيضاء الخفيفة التي يداعبها الهواء بهدوء فتطير برقة .. كراسي وطاولات باللون الابيض .. شاشة كبيرة مَوضوعة بآخر الحديقة ومُثبت عليها صورة ل حنين ومراد، يُحيط بيديه خصرها وتضع هي كفيها الرقيقين على صدره القوي بينما تتلاقى اعينهم بنظرات يملؤها العشق المُتشعب بداخل قلوبهم .. سجادة طويلة من اللون الاحمر فُرِدت برُقي من باب غرفة حنين بداخل المنزل حتى نهاية السلم حيث من المُفترض ان يستلم الصاعقة مجنونته الجميلة ذات الملامح الطفولية .. عُرس اسطوري ولكن سيشهده فقط من يسكنون قلوب ابطالنا الساحرين
///////////////////
اجتمعت البنات منذ الصباح مع عروسهم الجميلة بغرفتها وهم يضحكون وينظروا لها بفرحة .. قامت لما بتصفيف شعر حنين ورفعته على هيئة كعكة بسيطة إلا من بعض الخصلات المتمردة التي تركتها عمداً لتداعب وجهها الطفولي الرقيق .. اما مرام ولارا فقد وضعوا بعض لمسات المكياج الرقيقة على وجهها الجميل ليزيدوه جمالاً
لما(بابتسامة): بسم الله ما شاء الله يا حنون .. زي القمر ناقص بقا تلبسي الفستان
حنين(وهي تنظر لإنعكاسها بالمرآة): بجد حلو؟ .. انا خايفة مراد يزعل لو شاف الروچ دا .. قولتلكم مش عايزة ميكب خالص
مرام(بضحك): يا بنتي دا فرح يعني فكيها شوية
حنين(وهي تنظر لها): لا يا ستي اخوكي غيرته وحشة وانا مش عايزة ازعله
لارا(بابتسامة هادئة): يا حبيبتي الميكب خفيف خالص انتي بس اللي بيتهيألك
هدى(بحماس): هتلبسي الفستان امتى بقا .. عايزة اشوفه عليكي
حنين(بضحك على حماسها): هههه حاضر
دخلت حنين الحمام وبدأت في ارتداء الفستان التي ما ان امسكته حتى تذكرت مشاكسات مراد لها وهم يشتروه وكيف حاول في اليومين السابقين ان يجعلها ترتديه حتى يراه عليها
///////////////////
بغرفة مرام - والتي اتخذها مراد له لكي يستعد بها - يقف أمام المرآة ويتطلع لهيئته الطاغية .. يرتدي البدلة التي اختارتها من سكنت قلبه بذوقها الرقيق مثلها .. يُفتح الباب ليدخل منه اصدقاءه والابتسامة ترتسم على وجوههم
نور(بصياح وهو يدخل): يا عرييييييس
محسن(وهو يطبل على الباب): مبروك مبروك مبروك .. مبروك عليكم وعلينا
اكرم(باستعراض ونبرة غناء): واتمخطري طري طري يا عروسة .. واتشخلع لعلع لعلع يا عريييييس
مراد(وهو يمسح وجهه ويكتم ضحكاته): ارحمني يا رب مش كفاية واحد بقوا تلاتة
مصطفى(بضحك): معلش يابني قدرك
مراد(وهو ينظر لهم): اللهم لا اعتراض
اكرم(وهو يكتم ضحكاته على نظرات مراد): اللهم قوي ايمانك يا صاعقة
نور: استنى كدا
اقترب نور من مراد ليمسك برجله وهو يصيح بمزاح
نور(بضحك): هقرصك في ركبتك علشان احصلك في جمعتك
مراد(وهو يدفعه بخفة): اوعى يلا واظبط كدا
نور(مدعياً العبوس): عايز اتجوز يا جدع .. انا عايز افهم ليه سنة؟ الشقة وجاهزة والعفش وجاهز والفرح بمكالمة يبقى جاهز يبقى ليييه؟!!
اكرم(بضحك وغمزة): اعتبر السنة دي تكفير ذنوب عن حياتك السابقة
ضحكوا جميعاً ليقترب مصطفى من مراد بهدوء وهو يبتسم
مصطفى: طلبك وصل تحت يا صاعقة
ابتسم مراد وتحرك ناحية الباب ليأتي صوت نور
نور(بصوت نسائي ودلع): استنى يا مارو .. سايبني ورايح فين؟
مراد(وهو يلف وجهه بتحذير): اقسم بالله لو جيتلك مش هقولك هعمل فيك ايه
نور(وهو يبتلع ريقه ويتكلم بجدية): احم, لا خلاص اتفضل يا باشا
محسن(بضحك ومزاح): جبت ورا
نور(بجدية يشوبها المزاح): يا عم دا الصاعقة وانا عايز ادخل دنيا مش اخرج منها
////////////////////////
بمنزل عزيز:-
يجلس عزيز على ركبتيه امام كرسي حسن وهو يعدل له البيبيون الصغير بحب وسعادة .. كان كلاهما ينظر للآخر بفرحة تسكن الأعين .. وجد حسن بعزيز كل ما تمنى من حنان وحب واحتواء ووجد عزيز به براءة وهدوء كانوا كالبلسم على جروح ماضيه الأليمة .. ارتدى كل منهم بدلة سوداء انيقة ووضع حسن بيبيون اما عزيز فوضع ربطة عنق من اللون الارزق الداكن
عزيز: برضو مصمم تاخد الكرسي؟
حسن(بهدوء): معلش يا بابا علشان لو تعبت من الوقوف .. حضرتك عارف اني لسة مش بقدر اقف كتير لوحدي
عزيز(بابتسامة هادئة): ان شاء الله هتقدر وهتمشي وتجري كمان لوحدك
ابتسم حسن وبادله عزيز الابتسامة لتلمع عيونهم بانبهار حين تطلعوا لباب الغرفة الذي فُتح للتو لتخرج منه حوريتين رائعتا الجمال .. ارتدت سها تيير من اللون الازرق الداكن المُماثل لربطة عنق عزيز .. كان هادئاً وراقياً وزينت ياقته بدبوس صغير من اللون الفضي .. لمعت عينا عزيز ودق قلبه حين تذكر ذلك الدبوس .. فهو أول ذكرى بينهم .. هو من أهداه لها وقد كان اشتراه بأول مرتب له .. لاحظت سها عينا عزيز اللامعة والمُثبتة عليها لتسحب هي نظراتها بخجل مازال يعرف الطريق لقلبها .. اما جميلة الجميلة فقد ارتدت فستان جميل ورقيق مثلها .. كان صدره من اللون الاسود وبداية من الخصر من اللون البمبي الرقيق المنفوش بطفولية ورقة .. على خصرها تلتف شريطة من اللون الذهبي مُماثلة للشريطة التي لفتها على سلاسل شعرها الذهبية .. ثبتت عينا حسن عليها وتطلعت هي له بخجل طفولي يعرف طريقه لقلبها الصغير .. يبتسم عزيز ابتسامة رضا وكأن القدر اخيراً قد اراح قلبه وعوضه عما عاناه لسنوات طويلة أليمة .. كاد عزيز بالتحرك ناحية كرسي حسن ليجد يد جميلة تُمسك بيد الكرسي وهي تنظر له بنظرتها الآسرة وعينيها الساحرة
جميلة(بابتسامة بريئة): ممكن يا بابي انا ازق حسن؟
ابتسم عزيز لكلمتها فهو من اخبرها ان تناديه بأبيها حين لمح نظرة حزن تسكن عينيها عندما تشاهده مع حسن او حنين ليقترب منها ويضمها هامساً لها ان تنادية بأبيها هي ايضاً .. لا ينسى نظرة السعادة التي سكنت عينيها الصغيرة وكيف تعلقت برقبته بفرحة طفولية .. ينظر لها عزيز بهدوء ليهز رأسه فترتسم ابتسامة سعادة على وجهها وتبدأ في دفع كرسي حسن بهدوء ناحية باب الخروج لينظر عزيز مرة اخرى لسها التي كانت عينيها تلمع بفرحة ليزداد ذلك اللمعان حين وجدته يفتح ذراعه لها لتتقدم هي ببطئ وتضع ذراعها بذراعه ويتحركوا وراء حسن وجميلة متجهين لفرح ابنتهم الكبرى التي سيروها بفستان الزفاف كما حلموا وتمنوا منذ ولادتها
//////////////////////
بغرفة حنين:-
انتهت حنين من ارتداء الفستان وخرجت بهدوء من الحمام لتبدأ البنات في التصفير بحماس وسعادة
هدى(بتصفيق وتصفير حماسي): يا حنون يا جاااامد
لارا(بغمزة وابتسامة): ايه القمر دا يا حنونتي .. ما شاء الله زي القمر
مرام(راسمة ملامح الدهشة): بقا انا اخويا هيتجوز المزة دي؟
لما(متجارية مع مرام): اخوكي محظوظ يا بت يا ميمي
ضحكت حنين وتحركت لتجذبهن في عناق طويل وهي تهمس بسعادة
حنين(بفرحة): ربنا ما يحرمني منكم
قطع العناق صوت طرق على الباب ليحتل الخجل وجه حنين حين اخبرها قلبها عن كون مرادها هو من يطرق على الباب ولكن تقع طرقاته على شغاف قلبها لتُزيد من نبضه وتربكه كما لم يرتبك من قبل
مراد(منادياً من وراء الباب): حنين
هدى(وهي تقف خلف الباب): عايز ايه يا عريس؟
لارا(منضمة لهدى): روح اوضتك يا استاذ
مراد: افتحوا عايز مراتي
مرام: لا يا باشا مينفعش
مراد(وهو يرفع حاجبه): ليه ان شاء الله؟
لما: لإنه فال وحش ان العريس يشوف العروسة بالفستان قبل ما يستلمها
مراد(بتهكم): يستلمها؟! هي غسالة؟!!! .. وبعدين فال وحش ايه, هيحصلنا ايه اكتر من اللي حصل!
حنين(بمزاح وضحك): هيطلعلنا تنين مجنح
ضحكت البنات ومراد الذي سمع جملة حنين المازحة ليزداد دق قلبه مُطالباً برؤيتها
مراد(وهو يحاول فتح الباب): افتحوا بقا
هدى(متمادية هي والبنات في العناد): لأ .. ممنوع
مراد(بمكر): كدا؟ وانا الحق عليا جاي احذركم واقولكم إلحقوا رجالتكم قبل ما يطيروا
لارا: يطيروا؟!
مراد(مُكملاً بخبث): اه .. اصلهم واقفين تحت مع بنت زي القمر وعمالين يتكلموا ويهزروا وخصوصاً نور ومحسن
فتحت البنات أعينهن بغضب وغيرة وبالأخص هدى ولارا ليفتحوا الباب بأقل من ثانية ويندفعوا للخارج في بحث عن ابناء ادم الذين قد تطولهم نار غيرة بنات حواء الحارقة .. دخل مراد للغرفة ليجد حنين تمسك بفستانها استعداداً للاندفاع للخارج هي الاخرى ليمسك بيدها
مراد(وهو يجعلها تقف امامه): رايحة فين؟
حنين(بتلقائية): هروح اتخانق معاهم
مراد: ليه؟
حنين(بغيظ): علشان بيخونوا صحباتي
مراد(بابتسامة خبيثة): مفيش حد بيخون
حنين: ايه؟! مش انت قولت..
مراد(بغمزة وهو يقترب منها): دا علشان يخلالنا الجو يا جميل
حنين(بارتباك): ها .. طب .. ما هما كدا هيتخانقوا و..
مراد(وهو يحيط خصرها بيديه): يولعوا في بعض .. انا مش هاممني غير القمر اللي قدامي دا
حنين(بخجل من قربه): ...
مراد(بعشق وهمس آسر): شكلك زي القمر
حنين(بهمس وابتسامة): بجد؟
مراد(بابتسامة): اها بجد ..(ثم اختفت ابتسامته).. ايه دا؟
حنين(وهي تنظر له): ايه فيه ايه؟
مراد(بحدة خفيفة): ايه اللي في وشك دا؟
حنين(وهي تلاحظ ملامحه الغاضبة والعابسة): والله مرام ولارا هما اللي صمموا يحطولي وانا ماكونتش عايزة والله
مراد(بعبوس وهو يدير وجهه): ...
حنين(وهي تنظر له): مراد .. انت زعلت؟
مراد: ...
حنين: موري .. طب خلاص انا همسحه
كادت حنين بالتحرك لتجد يد مراد تحاوط خصرها ليُوقفها مرة اخرى امام صدره
مراد(وهو ينظر لها): رايحة فيه؟
حنين(وهي تغمض عينيها بندم طفولي): همسح الروج
مراد(وهو يرفع وجهها له ويهمس بخبث): هو مش انا قولتلك الروج مابيتمسحش بالمنديل .. انتي نسيتي الروج بيتمسح ازاي؟
احتل الخجل وجه حنين حين رنت جملته بعقلها .. لم تكد حنين بالإجابة على سؤاله فقد اختطف شفتيها لقبلة طويلة عميقة .. لم تكن بالقاسية والعنيفة ولا بالرقيقة ولكنها مزيج بين هذا وذاك .. تاهت حنين بقبلته لترتفع يديها بتلقائية مُحيطة عنقه ويلف هو يديه حول خصرها بتملك وعشق .. تطول القبلة ليبتعد بعد دقائق حين احس بحاجتها للهواء الذي انقطع عن رئتيها بسبب قبلته الآسرة .. يستند بجبينه على جبينها وكلاهما مُغلق عينيه ليهمس بين شفتيها
مراد(بهمس): افتكرتي الروج بيتمسح ازاي؟
حنين(بخجل شديد): ...
مراد(ببسمة خبيثة): ابقي فكريني اعاقبك بعد الفرح علشان حطيتي روج من الاساس
حنين(بهمس): مراد
مراد(بحب): قلبه
حنين(بابتسامة): انا عندي ليك مفاجأة
مراد(بغمزة): وانا كمان
حنين(بحماس طفولي): ايه هي؟
مراد: قولي انتي الأول
حنين(بنظرة طفولية): تؤ انت الأول
ضحك مراد بخفة على طفلته ومحبوبته ليبتسم وهو يُخرج من جيبه علبة قطيفة من اللون الازرق
مراد(بابتسامة): مفيش عروسة بتتجوز من غير شبكة
حنين(وهي تحتضن يدها اليُسرى بيدها اليُمنى): لأ يا مراد .. انا مش هقلع الخاتم دا
مراد: ليه؟
حنين(بابتسامة وهي تنظر له بحب): علشان دا اول خاتم ألبسه منك .. دا اللي من يوم ما لبسته وانا حاسة انه جزء مني وانا وهو جزء منك
مراد(بابتسامة على جملتها): وانا كنت عارف انك مش هتغيري الخاتم علشان كدا ماجبتش خاتم
قالها مراد وهو يفتح العلبة ليطل بداخلها عقد من الألماس الحر .. كان رقيق وآسر في نفس الوقت .. الطوق كله من فصوص الالماس الصغيرة عدا الفص الامامي الكبير لحد ما ولكن بطريقة خاطفة للأنفاس
حنين(بانبهار): الله! حلو اوي يا مراد ..(ثم اكملت بهدوء).. بس مش هلبسه
مراد: ليه؟ مش عاجبك؟
حنين(بهدوء): بالعكس دا حلو اوي .. وكتير اوي
مراد(بهدوء وحب وقد فهم سبب رفضها): قولتلك قبل كدا مفيش حاجة كتير عليكي .. دا اقل بكتير من اللي تستحقيه
حنين(بابتسامة على جملته): ...
مراد(بحب وهو يُمسك بالعُقد): تسمحي بقا تخلي العُقد الغلبان دا ينول شرف انه يتحط على رقبة احلى واجمل واحدة في الدنيا
هزت حنين رأسها بهدوء ليلف مراد خلفها ويضع العقد حول رقبتها وهو يتعمد ان يُلامس بشرتها البيضاء بأصابعه مُسبباً قشعريرة خفيفة لجسدها .. يطبع مراد قبلة عميقة على عنقها وهو يلف يده حول خصرها لتغمض هي عينيها براحة تاركة رائحته الآسره تداعب انفها الرقيق .. تلف حنين وجهها له وهي تُمسك بالبيبيون الخاص به وتنظر في عينيه الساحرة وأهدابه الكثيفة
حنين(بابتسامة): اظن جه وقت هديتي
تحركت حنين خطوتين لتفتح الدرج المُجاور لسريرها وتُخرج علبة صغيرة منه .. وقفت حنين امامه لترفع العلبة امام وجهه
مراد: ايه دا؟
اشارت حنين بعينيها له ليفتح العلبة ففعل ليجد بداخلها دبلة رجالي راقية من الفضة والنيكل .. كان شكلها بسيط وراقي بنفس الوقت .. دقق مراد بها ليجد منقوش بداخلها "أنت مرادي" .. نظر مراد لحنين بحب شديد لتبتسم وهي تُخرج الدبلة من العلبة وترفع كفه
حنين(وهي تضع الخاتم بإصبع يده اليُسرى): من النهاردة دبلتي مش هتفارق صباعك دا .. عارف لو يوم قلعتها هيحصل فيك ايه؟
مراد(وهو يرفع يدها لفمه ويطبع قبلة خفيفة عليها): عمري ما هقلعها لحد اخر نفس فيا
حنين(بلهفة): بعد الشر عنك
ابتسم مراد على لهفتها ليُحيط خصرها بيديه جاذبها لصدره القوي
مراد(بعشق): بعشقك يا مجنونتي
حنين(بهمس بين احضانه): وانا هيمانة بيك
مراد(باستغراب وهو ينظر لها): هيمانة؟!
حنين(وهي تنظر له): اه .. اصل فيه درجات للحب .. فيه 14 درجة للحب .. يعني مثلاً اول درجة الهوى وبتبقى زي الانجذاب والاعجاب كدا ..(ثم ابتسمت وهي تكمل).. تاني درجة الصبوة بيبقى فيها الغزل ويبتدي فيها الحب يبقى أعمق ..(ثم نظرت لعينيه وهي تضع كفها الرقيق على موضع قلبه وهي تكمل).. تالت درجة الشغف جاية من شغاف القلب يعني الحب وصل للقلب ودق بابه ..(ثم ابتسمت بهدوء وهي تكمل).. رابع درجة الوجد بيبقى فيها التعلق والانشغال وانك تقعد تفكر في اللي بتحبه ومايغيبش عن عقلك .. الدرجة الخامسة الكلف بيبقى فيها شوق قوي وحب لدرجة الألم ..(ثم احاطت بيدها عنقه وهي تنظر في عينيه).. الدرجة السادسة العشق يعني الحب الشديد بين الحبيبين وإن كل واحد منهم مستعد يضحي علشان خاطر التاني وبيبقى مستحيل ان اي حد فيهم يتخلى عن التاني حتى لو الظروف معاكسة ليهم ..(ثم نظرت في عينيه بعمق).. الدرجة السابعة النجوى وفيها تحس بالحزن لو اللي بتحبه بعد عنك ولو لثانية وكأن اللي بتحبه دا هو نجاتك من بحر الحزن ..(ثم ابتسمت بهدوء وهي تمسك بياقته بين اصابعها).. الدرجة الثامنة الشوق وفيه بتحب حبيبك لدرجة انه وهو جنبك بيكون واحشك ..(ثم نظرت مرة اخرى لعينيه بهدوء وعمق كبير).. الدرجة التاسعة الوصب ودي من اقسى درجات الحب, بيبقى حب لدرجة الألم اللي ممكن يخلي الشخص يتعب وصحته تتدهور لمجرد انه مش شايف حبيبه ومش جنبه ..(ثم اغمضت عينيها ووضعت رأسها على صدره وهي تلف يديها حول وسطه وتهمس بنبرة ساحرة).. الدرجة العاشرة هي الاستكانة, دي بيبقى فيها خضوع وهدوء وراحة, وفيها مابتحسش بإن قلبك هادي غير وانت في احضان اللي بتحبه ومستعد علشانه هو وبس تكسر كل قوانينك وترمي كل مبادئك ورا ضهرك ..(ثم رفعت رأسها بابتسامتها الساحرة وهي تكمل).. الدرجة الحداشر الود ودي بتبقى في الأغلب بين الازواج, بيبقى حب ممزوج بصداقة وتفاهم ..(ثم وضعت كفها الرقيق على وجنته وهي تنظر في عينيه).. الدرجة الاتناشر الخُلة وفيها الحب بيكون متأصل ومتشعب في القلب وبيخلي الحبيب مايقدرش يستغنى عن حبيبه وكأن ربنا خلقهم بس علشان يكملوا بعض ..(ثم اخذت تداعب وجنته بإبهامها وهي تبتسم) .. الدرجة التالتاشر الغرام وفيها بيتعلق الحبيب بحبيبه لدرجة كبيرة فميقدرش يستغنى عنه ولا يحس بالسعادة من غيره وبيغير عليه حتى من نفسه ..( ثم حاوطت رقبته بيديها مرة اخرى وهي تنظر في عينيه بعمق شديد وهيام).. اما بقا الدرجة الاربعتاشر والاخيرة هي الهُيام يعني الحب الخالص اللي بيصل لدرجة الجنون ودي اقصى درجات الحب اللي ممكن فيها الحبيب يتجنن من كُتر حبه ..(اتسعت ابتسامتها العاشقة والآسرة وهي تنظر له).. عرفت ليه بقولك انا هيمانة, لإني بكل بساطة وصلت لأقصى درجات الحب معاك .. مش بحبك وبس ولا بعشقك وبس .. انا هيمانة في مرادي
جذب مراد حنين لأحضانه بشدة وهو يدفس رأسه بعنقها الجميل بينما تغمض هي عينيها وتُحكم من لف يديها حوله ليزيد هو الآخر من لف ذراعه حول خصرها فقد كان قلبه يدق بعنف مع كل كلمة ونظرة منها فما باله وهي تقول ما تقوله وتنظر في عينيه بنظرتها التي جعلت قلبه يكاد يخرج من بين أضلعه ليُعانق قلبها الرقيق
//////////////////////
بالأسفل ارتبكت البنات حين اكتشفوا مقلب مراد وان الفتاة الجميلة التي يمزح معها ازواجهم ما هي إلا دينا الصغير التي تقف ببراءة وهي تمسك بيد بودي .. فقد تعمد مراد ان يُحضرهم هنا وفي ذلك اليوم ليُشاركوهم فرحتهم فهم كانوا بطريقة او بأخرى احد اسباب تجمع قلبه بمعشوقته .. كانت هدى تتجنب النظر لنور الذي غمز لها حين استشعر غيرتها عليه ليتأكد مما يخبره به قلبه اما هي فقد اصابها الارتباك والخجل الشديد فأخذت تلاعب بودي وجميلة في محاولة بائسة لإلهاء نفسها عن ذاك الذي يقف ويكاد يأكلها بنظراته
/////////////////////
مر الوقت ووصل عزيز وسها والاولاد لمنزل مراد .. مازلت جميلة تدفع كرسي حسن بخفة وهدوء ودقات قلب تتواثب ببطئ مثل دقات قلب هذا الصغير الذي يجلس على الكرسي ويشعر بالسعادة لكونها هي من تدفع كرسيه .. اضطر مراد ان يترك حنين على مضض لكي يتحرك ويضع اللمسات الاخيرة ويتأكد من ان كل شئ يليق ب مَن ملكت قلبه كما رجعت البنات مرة اخرى لحنين التي رفضت وضع اي مساحيق تجميل مرة اخرى فقد كان يكفي وجنتيها الاحمرار الذي سببه مرادها ويكفي شفتيها لمسة مرادها عليها .. تقف سها خلفها وهي تعدل طرحتها ودموع الفرح تلمع بعينيها لتلف حنين وجهها لها وهي تبتسم بهدوء وترتمي في احضانها لتلف هي ذراعها حولها بحنان وتنظر البنات لهن بدموع تلمع بأعينهن
هدى(بمزاح لتخفيف الموقف وهي تمسح دموعها): جرا ايه يا جدعان .. النهاردة فرح بلاش دموع .. يلا يا سوسو سمعينا زغروطة
رفعت حنين وجهها من احضان سها ورفعت اناملها الرقيقة لتمسح دموع والدتها بحنان لتُطلق سها العنان لزغريطها لتملئ الارجاء من حولهم .. دق بسيط على الباب ليطل من خلفه عزيز الذي ما ان رأى تلك الحورية امامه حتى لمعت عيناه بالدموع .. اقترب عزيز بهدوء من حنين ليهمس وهو ينظر لها بعيون لامعة
عزيز(بحب وحنان وهو يربت على خدها): ومن شر حاسدٍ إذا حسد .. زي القمر يا حبيبة بابا
حنين(بدموع تلمع بعينيها): ...
رمت حنين بنفسها داخل احضان ابيها طالقة العنان لدموعها لتخرج من محبسها .. تربت سها على ظهرها بهدوء بينما يمسد عزيز على رأسها بحب وحنان .. انسحبت البنات بهدوء من الغرفة لكي يُعطوا الفرصة لتلك العائلة بالانسجام في تلك اللحظة الحميمية .. يمر بعض الوقت ليُفتح باب غرفة حنين ويطل عزيز وهو يقف بهدوء وفرحة تلمع بعينيه وتقف هي من ناحية ذراعه الأيسر, من ناحية القلب تقف من سكنت القلب منذ صغرها وهي تضع ذرعها بذراع والدها وتبتسم ابتسامتها الرقيقة والآسرة بينما تقف سها وراءهم وهي بين كل ثانية والأخرى تعدل فستان فلذة كبدها وتتأكد من كون طرحتها الرقيقة موضوعة على رأسها الجميل وشعرها البني الناعم .. يبدأ عزيز في التحرك ببطئ بحنين ناحية السلم الذي يقف بنهايته ذلك الواثق دائماً بنفسه صاحب الشموخ والحضور والطلة الخاطفة للأنفاس .. مراد الحديدي .. تحتل ابتسامة عاشقة ثغره الفتاك وهو يتطلع لأعلى السلم وينظر لمن ملكت قلبه وهي تهبط السلم بهدوء كالحورية .. لا بل كالملاك بفستانها الابيض الرقيق مثلها وابتسامتها الهائمة بمن يسكن قلبها ويتربع على عرشه .. وصل عزيز امام مراد ليرفع يد حنين من ذراعه ويسلمها لمراد بهدوء .. يرفع مراد كفها الرقيق لشفتيه طابعاً قبلة رقيقة عليه هامساً لها
مراد(وهو ينظر لعينيها): بعشقك
حنين(بحب يشوبه الخجل): ...
وضع مراد ذراع حنين حول ذراعه وهو يتحرك ناحية باب المنزل ومن خلفه عزيز وسها .. يُفتح الباب لتلمع عينا حنين بدهشة من جمال الحديقة .. ازدادت دهشتها حين وجدت بودي ودينا بين الواقفين .. يرتدي بودي بدلة تشبه بدلة مراد لحد كبير وترتدي دينا فستان ابيض صغير مثلها .. تنظر حنين لمراد بفرحة ليغمز لها بمشاكسة جاعلاً الدماء تتدفق من جديد لوجهها الجميل .. يبدأ مراد في الخروج من المنزل ومعه من سكنت قلبه ليمروا من وسط اصدقائهم الذين يتراصون على الجانبين ويُمطروهما بالورود بفرحة وسعادة لهما
///////////////////////
يمر الوقت وكان الفرح رائع بكل معاني الكلمة .. يُشير عزيز لمراد ليتحرك الأخير ناحيته ويقف امامه بهدوء
مراد: خير يا عمي فيه حاجة؟
عزيز(بهدوء وابتسامة بسيطة): ايوه .. اتفضل
قالها عزيز وهو يُخرج من جيبه علبة صغيرة .. اخذ مراد العلبة وفتحها ليجد بداخلها ازرار قميص من الفضة اللامعة وذات تصميم بسيط وراقي .. نظر مراد بسعادة لعزيز وعانقه بود
مراد(بابتسامة): حبيبي يا عمي .. تسلملي يا رب .. منحرمش منك ابداً
عزيز(بهدوء): بس دول مش مني ..(اهتزت ابتسامته قليلاً).. دول من ابوك
نظر مراد لعزيز بذهول ودقات قلب متواثبة ليجده يكمل
عزيز(بهدوء وحنان): ابوك اشترى دول وكان شايلهم عندي .. كان بيقولي لو ملحقتش اشوف مراد وهو عريس اديهومله وقوله اني شايفه ومعاه .. وإني فرحان وفخور بيه
لمعت الدموع بعينا مراد ورمى بنفسه في احضانه ليربت عزيز على ظهره بحنان .. صدح بالمكان صوت اغنية ليرفع مراد رأسه من احضان عزيز ويلف وجهه ليجد مجنونته تقف وفي يدها المايك وتنظر له .. تبتسم بهدوء وهي تتقدم ببطئ ليقترب هو الآخر منها .. تلمع عيناها وهي تنظر له فقد اخبرها بودي ودينا ان مراد هو من صمم على حضورهم واشترى لهم البدلة والفستان لكي لا يحسوا بسعادتهم ناقصة .. تبدأ حنين في الغناء وهي تقترب منه
حنين(بابتسامة):
مش قادرة لسه اصدق .. إنك انت بقيت معايا
وخلاص كل اللي ياما حلمت بيه .. بقى بين إيديا
مش عايزة حاجة تاني .. خلاص حبك كفاية
واحلم واتمني ايه م الدنيا .. دا انت كتير عليا
وصلت حنين امامه لتُحيط بيدها اليُمنى رقبته ويحيط هو خصرها بكلا ذراعيه ليتمايل معها وهي تمسك بالمايك بيدها اليُسرى وتنظر له وهي تكمل
حنين(وهي تنظر له وتتمايل):
ربنا يخليك لقلبي .. تبقى طول العمر جنبي
كل ما اسمع حاجة عنك .. بعرف اني اخترت صح
كان لقانا أحلى صدفة .. ياللي جنبك ببقى عارفة
انك انت جيت حياتي .. تِملى كل سنيني فرح
يجذب مراد حنين لأحضانه ويتمايل معها ومن حولهم اصدقائهم الذي يقفوا مصفقين لهم بهدوء على ايقاع الاغنية .. ترتسم الابتاسمات على وجوه الجميع وهم ينظروا لهذا المشهد الرومانسي الرقيق ويُحيط كل بطل كتف بطلته ومحبوبته .. تنظر حنين لمراد مرة اخرى وهي تكمل
حنين(بابتسامة ساحرة وهي تنظر له):
من حسن حظي اني قابلتك .. تقدر تقول جيتني ف وقتك
ما انا كنت قبلك مش عايشة .. وخلاص هعيش
ياما عليك كنت بدور .. وبجد مش قادرة اتصوّر
لو عمري كان قبلك عدى .. مقابلتنيش
هدأ الإيقاع كثيراً ليوضح صوت حنين الملئ بالحب والشجن لتُكمل آخر كوبليه وهي تضع كفها الرقيق على خد مرادها وتنظر في عينيه بعشق
حنين(وهي تنظر في عينيه بعشق):
ربنا يخليك لقلبي .. تبقى طول العمر جنبي
كل ما اسمع حاجة عنك .. بعرف اني اخترت صح
كان لقانا أحلى صدفة .. ياللي جنبك ببقى عارفة
انك انت جيت حياتي .. تِملى كل سنيني فرح
يجذب مراد حنين لأحضانه مرة اخرى وهو يدفس رأسه برقبتها وتحيط هي عنقه بحب شديد وسط الصافرات والزغاريط التي تملئ المكان من حولهم
///////////////////////
كان حسن ينظر بابتسامة يشوبها الحزن لمن يقفوا ويتمايلوا راقصين على انغام الموسيقى وهو مازال غير قادر على ذلك لينتبه على يد جميلة التي تُمسك بيده
جميلة(بابتسامة): نرقص؟
حسن(بابتسامة مهزوزة): ...
جميلة(ببراءة وهي تفرد يدها امامه): اسند عليا يا حسن .. وانا مش هسيب ايدك
ابتسم حسن وهو يمسك بيدها ويُنزل قدم وتليها الاخرى ومن ثم يضع كفيه على كتفيها الرقيقين وتُمسك هي بذراعيه ليقف .. تتسع ابتسامته حين وجد نفسه يقف وهي بين ذراعيه وتنظر له بعينيها الزرقاء بهدوء وبراءة لتبدأ التمايل بهدوء شديد بينما يكتفي هو بالوقوف والنظر لها ولضحكتها البريئة التي بدأت تسبب ارتباك قلبه الصغير
///////////////////////
تقف حنين مع باقي البنات وهن يضحكون ويستمعون للأغاني ولكن لا تجرؤ اي منهن على الرقص فقد حذرها فارسها وأعلن قلبها طاعتها لكلامه فيكتفوا بتمايل اكتافهم بخفة على ايقاع الاغاني .. تهدأ الاغاني لتبدأ اغنية جديدة بإيقاع مختلف في ملئ الاجواء .. ايقاع تعرفه حنين جيداً .. تنظر ناحيه الدي جي لتجد والدها يقف هناك وابتسامته تزين وجهه الجميل .. يقترب عزيز ببطء من حنين وهو يبتسم بحنو أبوي صادق وتسكن الفرحه عيناه المتلألأة بالدموع .. يفرد يده أمام حنين طالباً منها مشاركته في تلك الرقصة التي لطالما حلم بها كأي أب وهو يرى ابنته ونور عينه تكبر أمامه لتصير شابة جميلة .. تضع حنين يدها بيد والدها وهي تبادله الابتسامه وتقاوم رغبتها بالبكاء تأثراً بما يحدث ليجذبها برفق ويتوسط الحديقة .. يُحيط عزيز خصرها بيد وبالأخرى يتشابك كفه بكفها وهو يجذبها برفق له ويتمايلوا على انغام الاغنيه وكلماتها:
بنتي وحبيبتي و كل حاجة في الدنيا ليا
معقول كبرتي والعمر عدي بالسرعة ديا
..
بنتي وحبيبتي و كل حاجة في الدنيا ليا
معقول كبرتي والعمر عدي بالسرعة ديا
..
ده انا لسه شايفك بالضفاير
بتجري جنبي وتلعبي
انده عليكي بسرعة تجري
في حضني تيجي وتهربي
..
ده انا لسه شايفك بالضفاير
بتجري جنبي وتلعبي
أنده عليكي بسرعة تجري
في حضني تيجي وتهربي
..
وأهو النهاردة بقيتي احلي عروسة ممكن تشوفها عيني
واليوم ده اجمل يوم في عمري وحلمت بيه انا طول سنيني
..
وأهو النهاردة بقيتي أحلي عروسة ممكن تشوفها عيني
واليوم ده أجمل يوم في عمري وحلمت بيه انا طول سنيني
..
ولو لقيتي دموع في عيني
ده عشان هتمشي وتسيبيني
كانت حنين تتمايل بهدوء مع الأغنية محاولة حبس الدموع بأعينها .. تنظر لعينا والدها لتجده ينظر لها بحنان وحب لطالما سكنوا عيناه .. ترى غيمة من الدموع تغطي عيناه متأثراً بكلمات الأغنية التي يوجهها لها بكل كلمة وكل حرف .. تهرب دمعة ساخنة من عينيها ليتبعها الكثير والكثير .. تحتضن والدها بقوة وهي تبكي لا تعلم أهي دموع الفرح بانتهاء تلك الفترة المؤلمة من حياتهم وبداية فترة جديدة مليئة بالفرح والسعادة أم دموع حزن لكونها تحس ب احساس العروس التي تغادر منزل والدها التي تربت وعاشت فيه بجانب من أفنى عمره في سبيلها .. فقد قيل فيما مضى أن عِز البنت مع أبيها وبدونه تُهان، حتى وإن كان شيخ القبيلة أخيها وزوجها إبن السلطان ... تنتهى الأغنية لترفع حنين وجهها وتجد الدموع تغرق وجه والدها مثلما تغرق وجهها .. تقوم برفع أناملها الرقيقة و تمسح دموعه ويقوم هو بالمثل ثم يجذبها برفق ويقبلها على جبينها بهدوء وابتسامة صافية تحتل ثغره .. يقترب مراد منهما وهو يحمل منديلين بطريقة كوميدية لتخفيف توتر الموقف ليضحك عزيز بخفة ويجذبه لأحضانه وهو يقبله من وجنتيه بحنو ابوي صادق وحنان .. يقوم مراد بمعانقة عزيز بشدة مستنشقاً فيه عبير والده ومستمداً منه حنانه ويربت عزيز على ظهره بحنان وحب
///////////////////////
يرقص مراد مع حنين التي تنظر له بفرحة وعشق على نغمات اغنية تعبر عنهم بكل كلمة بها
الدي جي:
انا كل ما ببعد عنك .. واسرح فى عيون الناس .. واسرح فى عيون الناس .. فجأه ليه بلاقيك
يقترب مراد منها ويُحيط خصرها بيديه وهو يحرك شفتيه مع كلمات الاغنية
مراد(بنظرات عاشقة):
وكأنى بقرب منك وألقى .. وألقى كل الناس .. وألقى .. وألقى كل الناس .. حلوه زى عنيك
تبتسم حنين وتُحيط عنقه بخجل ليُكمل وهي بين ذراعيه
مراد(بعشق):
وأنا كل ما افكر .. أبطل أفكر .. أبطل أفكر فيك .. بياخدنى حنينى وليه بلاقينى .. حبيبى بنادى عليك
قال مراد (حنيني) وهو ينظر لعينيها بعشق .. تلمع عيون حنين بفرحة من نطقه لإسمها بعده ياء الملكية (حنيني) .. نطقها بطريقة آسرة وكأنه يؤكد كونها ملكه هو فقط .. حنينه هو فقط .. تتمايل حنين وهي تتوسط صدره وتكمل الغناء معه بفرحة يتراقص بها قلبها بينما يزيد هو من لف يده حول وسطها بحب
مراد وحنين(بعشق كبير ودقات قلب متواثبة):
يا عشقى اللى ماله زى .. يا عمرى اللى راح والجى .. يا عشقى اللى ماله .. زى يا عمرى اللى راح والجى
ويااااااااااااا .. ياااااااااااااااا .. ياااااااااااااااااااا حبيبى .. يا حبيبى
////////////////////////
تنظر هدى بسعادة لنور الذي يمسك بكفي دينا ويجعلها تقف فوق قدميه متمايلاً معها على انغام الاغاني بينما تضحك تلك الطفلة الجميلة وهي ترقص معه .. تتفاجئ هدى بيد بودي تجذبها ناحية نور لتجده يهتف به بغيرة طفولية
بودي(بعبوس وغيرة): لو سمحت هات دينا وخد هدى
نور(وهو يرفع حاجباه): نعم؟!
بودي(وهو يدبدب بقدمه ويهتف بحدة طفولية): سيب دينا
سحبت دينا يديها من نور لتمسك بيد بودي وهي تبتسم ببراءة ليتحرك بها مبتعداً وهو يرمق نور بنظرات غيظ وغيرة بينما ينظر نور له ببلاهة ودهشة جعلت هدى تضحك بشدة
نور(بنبرة خفيفة): الصلاة عالنبي .. دا ايه الضحكة القمر دي
هدى(بخجل): ...
نور(بهمس وهو يقترب منها): وحشتيني
هدى(بخجل): ما انا كنت لسة معاك امبارح
نور(بحب): انتي بتوحشيني وانتي معايا
هدى(بخجل شديد): ...
نور(بابتسامة): عجبتك المفاجأة؟
هدى(بفرحة واضحة بصوتها): جداً يا نور .. بجد انت مش متصور انا كنت فرحانة ازاي وانا بوزع الحلويات على الاولاد وشايفة سعادتهم ولا الستات اللي كانوا بياخدوا مني المصاحف كانوا بيدعولي كتير
نور(بسعادة لفرحتها): يا رب دايماً الفرحة عارفة طريق قلبك كدا
هدى(بخجل وهمس): ويا رب تبقى انت دايماً مقاسمها معايا
نور(بدرامية وفرحة): آآآآه قلبي .. مش مصدق .. اخيراً نطقتي
هدى(بخجل شديد): ...
نور(بغمزة): عقبالنا يا هُدايا
هدى(بسعادة وخجل يشوبهم التمني الشديد): ...
نور(بنبرة مازحة): قولي اي حاجة كمان والنبي يا شيخة .. دا انا يتيم وغلبان نفسي اسمع جملة حنينة
قالها نور بمزاح ولكنها لمست قلب هدى لُشير له بالاقتراب لتهمس له بأذنه
هدى(بهمس شديد وخجل كبير): بحبك
قالتها هدى وجرت من امامه ليصيح هو من خلفها وهو يجري وراءها
نور(بصياح وضحك): قولتي ايه؟!!! .. تعالي هنا يا بنت الناس الطيبين
/////////////////////////
كان الفرح جميلاً جداً ومليئاً بالبهجة والسرور .. تقف حنين وحولها تقف البنات مصفقين ومتمايلين بهدوء على انغام الاغاني .. تبحث حنين عنه بعينيها ولا تجده، فمنذ ان ابتعد من حوالي ١٠ دقائق وهو لم يعد .. تسرب الخوف لقلب حنين وبدأت بالقلق، لتُلاحظ توقف الاغاني فجأة وبدأ اغنية اخرى .. تغيرت صورة مراد وحنين المثبتة على الشاشة الكبيرة ليتبعها فيديو به عدة صور لها منها وهي صغيرة ومنها وهي شابة والكثير وهي غير منتبة (تغافيل بس حلوة) .. تتوالى صور حنين على الشاشة وتبدأ الاغنية:
اسمي .. يفرق في ايه وياكي
انا حد عاشق ولقاكي
انا انساااان
عمري .. لو ألف عام في عنيكي
بلاقيني طفل وبلاقيكي
دفااااااا وامااااااان
يظهر مراد من خلف الشاشة، وهو يُمسك بيده مايك ويقترب ببطئ وثبات من حنين، مركزاً ببصره عليها وعلى وجهه ابتسامة فتاكة، يقرب المايك من فمه ليتفاجئ الجميع منه عندما وجدوه يقول قصيدة
مراد(بعشق وهو ينظر ناحيتها):
بتحلوّى ..
بتحلوي وطول الوقت
بتزيدى جمال و هدوء ..
كإنك شئ نزل من فوق !
كإنك جايه مـ الجنه ..
يا إما الجنه هى انتى !
فـ حضنك ببقى انا إبنك
فـ حضنى بتقلبى بنتى !
كإنك بيت ..
كإنك حته من سُكر
ودابت فيا فـ إحلويت !
فـ عز الضيقة بتساعى
فـ عز الضعف بتقوّى
بدون أسباب بتحلوّى !
وطول الوقت تتشاقي
بكل براءة الأطفال
وكل بساطة الفساتين
يا أول طفلة فـ الدنيا
بتكسر حاجز العشرين
وتفضل وردة طول الوقت
لا بتدبل ولا بتصفر ..
هتتغرى .. و ايه يعنى ؟!
ما من حق القمر يتغر !
يا اول بنت فـ الدُنيا
تسلم مركبى للبر
وتاخد ايدى ونعدى
يا أول حضن فـ الدنيا
أحس بإنه على قدى
و متفصلّى بالمللّى
جميل حبك .. جميلة انتى
بتحلوّى و بتحلّى !
وصل مراد أمامها تماماً عند آخر جملة وكأنه حسب خطواته على الكلمات .. نظر لعينيها التي تلمع بدموع الفرح ووجهها الذي تزينه ضحكتها الطفولية ليرفع يده ببطئ ويمسح تلك الحبات من اللؤلؤ، يعود صوت الاغنية مرة اخرى وهو يجذبها لأحضانة متمايلاً معها على أنغام الأغنية وكلماتها:
انتي ..
انتي موجة عالية جداً
وبرغم إني في السباحة مش غشيم
بس بإرادتي غرقت فيها
انتي ..
انتي زي الارض تمام وأنا منك
شايلاني وانا عايش
حضناني لما بموت
منك وليكي بعود
منك وليكي بعوووووووود
تقوم حنين بإحتضانه بقوة ويزيد تمايلهم مع علو صوت الاغنية:
انا عندي لعنيكي كلام
محدش غيري في الدنيا
يقوله في يوم من الايام
ليكي او لناس تانية
ولو كل الكلام اتقال
عنيكي في غربتي موال
هخلق منه معنى جديد
معنى فاق كل الخيال
انا زادي في هواكي الشوق
وزوادي وانا المعشوق
وانتِ الشمس مهما تغيب
تاني تنوري الدنيا
وهمشيلك بلاد الله
وهحكي لكل خلق الله
عن سيرة هوى عاشق
عن تايب إلـــــــــى مـــولاااااااااااااه
يعلو صوت الموسيقى على اقصاه ليحمل مراد حنين ويدور بها بسرعة وهي مُعلقة بأحضانه ويداه تعانق خصرها بتملك وعشق .. كانت حنين مغمضة عينيها بسعادة ودافنة وجهها بعنقه وهي تضحك على جنانه وافعاله التي احسستها انها ملكة متوجة على عرش قلبه .. الزوايا حولهم تطلق دخان بسيط وكأنهم مُحلقين فوق السحاب مُضيفة لمسة جمالية لذلك المشهد وتلك اللوحة لهذان العاشقان المتيمان .. ما ان انتهت رقصتهم حتى علت الصافرات وصياح التشجيع من الشباب والبنات وهم يروا أمامهم عاشقين جمعهم القدر ورُبطت قلوبهم ببعض فكانت لنظراتهم الحديث لتقول: أنت عشقي
كااااااااااات كفايا كدا النهاردة
********************************************
اجتمع قلب العاصفة بقلب من ملكته وملكها وبتلك اللحظة سيبدأوا رحلتهم الهادئة سوياً اما رحلتنا معهم فهي على وشك الانتهاء فكيف ستجري الاحداث
هذا ما ستكشفه فصول روايتنا

أنت تقرأ
أنت عشقي 🖤🔥
De Todoأنت عشقي 🖤🔥 بقلم حورية الإبداع/ حنين عماد 💜✨ هو هادئ وبارد كالثلج .. لم يكن كذلك ولكنه تألم في ماضيه، فَقَدَ احب الناس إليه فقرر اعتزال الحب، اغلق على قلبه ورمى المفتاح عازماً على اللا يُدخِل المزيد من الأشخاص في حياته حتى لا يُفجع مرة أخرى .. لم...