الفصل الثامن

18.4K 1K 61
                                    

#صرخات_أنثى...(#الطبقة_الآرستقراطية!)
                      #الفصل_الثامن.
(إهداء الفصل للقارئات الغاليات "دينا عاطي"،"ملاك الصافي"،"بشيرة محمود"،"نادين عبد الربه"،"أبرار زكريا"،"آية صالح"،"خولة جمال"،"نورهان صلاح"،"منى قدرية"  ، شكرًا جزيلًا على دعمكم المتواصل لي، وبتمنى أكون دائمًا عند حسن ظنكم..بحبكم في الله...قراءة ممتعة 💙)

غادر سيف برفقة يوسف، ولم يتبقى سواهما، نزع جمال عنه جاكيته وتمدد جوارها ومازالت رأسها مستدير عنه، مد ذراعه يلف وجهها إليه حتى باتت قبالة وجهه المستكين بنومته قبالتها، فابتلع ريقه بجموحٍ تأثرًا برؤية الاحمرار يبتلع بشرتها جراء بكائها، عينيها الباكية تتمعن به والصمت يبتلعهما بجوفه، حتى مزقته نبرته الهادئة:
_عجبك اللي وصلناله ده؟
تشكلت سخرية بسمتها على شفتيها، فسحبت نفسًا مختنق وعادت لتتطلع إليه:
_أكيد هتقول إني السبب في كل اللي حصل ده، زي ما اتعودت أكونلك شماعة تعلق عليها أخطائك.
تجعد جبينه مستنكرًا تهمتها:
_أخطائي!  طيب يا هانم يا محترمة يا اللي نازلة تراقبي جوزك ونازلة وراه في نصاص الليالي عرفيني أخطائي وأنا جاهز أسمعها.
ارتبكت نظراتها المصوبة إليه، طوال تلك الأشهر لم تكن الحياة مستقرة بينهما، وكلما واجهته يسألها نفس السؤال ماذا فعل؟
حينها تكمم لسانها المتحفظ بكون ما ستخبره به لا يصح لأي أنثى البوح عنه!!!!
مثلما اعتادت أن تلتحف المرأة برداء الحياء، ولكنه يتمادى!  يتمادى بخطئه، يتمادى باهانتها، وكل ما يملكه ماذا فعلت؟
أشاحت صبا بوجهها عنه ودموعها تنهمر ببطءٍ لتسلخ جلدها الرقيق، فاعتدل جمال بنومته حتى استقام على الفراش، متمتمًا بغضب:
_كالعادة هتسكت وهتسبني أولع في نفسي، أنا خلاص مبقاش عندي صبر على العيشة الخنقة دي، بكره الصبح هنروح ليوسف العيادة ونشوف وضعك أيه لو كده هحجزلك وتنزلي مصر وسط أهلك عشان عيشتي المملة مبقتش تنفعك أنتِ واللي في بطنك.
واستند بجذعيه حتى انتصب بوقفته تاركًا الغرفة بأكملها، فتحرر صوت عويلها المكبوت، تفرغ ما خاضته معه طوال تلك المدةٍ، وفجأة تحجر الدمع بعينيها وتساءلت ماذا ستجني بصمتها؟!

بداخلها حبًا له يكفيها حد الارتواء، عشقًا خلد لمحبوبها منذ الوهلة التي وضع خاتمه بإصبعها، ولكنها رغمًا عنها تثور وتخرج ما بداخلها وهي تدور حول مكنون جرحها الحقيقي.

نزعت صبا الأبرة عن وريدها وأغلقته جيدًا، ثم نهضت عن الفراش واتجهت للخارج بخطواتٍ مرهقة، وأعين متفحصة للشقة الصغيرة، بحثت عنه حتى وجدته يقف بالردهة أمام باب الشرفة يوليها ظهره ولم يشعر بوجودها من الأساس.

لعقت شفتيها بارتباكٍ حتى كادت بالعودة للغرفة مجددًا، ولكنها تعلم بأن بعودتها ستخوص رحلة صمتًا أطول من ذي قبل وسيزداد بعد المسافات بينهما من جديدٍ.

وجدت المجازفة بجزء من كرامتها وحيائها ربما سيريحه لمعرفة ما بها بالتحديد، فاستكملت طريقها حتى باتت تقف خلفه، مدت ذراعيها بتوترٍ حتى حاوطت صدره، ومالت على كتفه تحرر دمعاتها التي أحاطت كتفه، والأخر تعلو أنفاسه بعدم تصديق لقربها الذي لم يعتاد بها.

الطبقة الآرستقراطية (صرخات انثى) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن