الفصل الثاني

19.1K 1K 85
                                    

#صرخات_أنثى..(#الطبقة_الآرستقراطية)
                     #الفصل_الثاني.
(إهداء الفصل للقارئات الغاليات"فاطيما العلايلي"،"هاجر جمال"،"الحسناء الحسيني"،"علا حاتم"،"أسماء نبيل"،"سما سيد"،"حنان عبد الناصر"،"نرمين عادل"،"أسماء محمد"،"ندى ضرار"،"تقى أحمد"  ، شكرًا جزيلًا على دعمكم المتواصل لي، وبتمنى أكون دائمًا عند حسن ظنكم..بحبكم في الله...قراءة ممتعة 💙)

وزع نظراته الغدافية بينه وبين تلك الفتاة التي ترتدي ثيابًا شبه عارية من أمامه، غض علي بصره عنه ليسلطها على أخيه، آمره بنبرة قطعية:
_عايزك.. تعالى معايا حالًا.
ابتلع ريقه الجاف بصعوبةٍ، وردد بصوتٍ منخفض:
_بس آآ...
قاطعه علي بحزمٍ:
_قدامي يا عمران، بدل ما صوتي يعلى قدام الناس.
دنت ألكس من عمران تتحسس صدره بطريقة تقزز منها علي للغاية، وقالت بدهشةٍ:
_ما الأمر عمران؟
حاول عمران إبعادها عنه وهو يتابع نظرات أخيه القاتلة، فهمس لها:
_انتظريني بالفندق ألكس، سألحق بكِ بعد قليل.
هزت رأسها على مضضٍ، وتركتهما وغادرت، فاحتل ثغرها ابتسامة تسلية فور رؤية زوجته تجلس على الطاولة القريبة منهم، فاتجهت وجذبت المقعد المقابل لها، تشنج جسد مايسان فور رؤيتها لها تجلس قبالتها، فصاحت بانفعالٍ:
_من سمح لكِ بالجلوس هنا.
دنت بجسدها من الطاولة وهي تخبرها بمياعةٍ:
_ستعتدين رؤيتي بأي مكانٍ يزوره عمران.
تهجمت معالم وجهها بصورةٍ ملحوظة، فوضعت ألكس ساقًا فوق الأخرى لتتعمد أن تريها ساقيها البيضاء العارية من أسفل الهوت شورت المقزز الذي ترتديه، مسترسلة:
_هيا مايسان عليكِ تقبل وجودي بحياة زوجك، استسلمي لتلك الحقيقة.
زوت حاجبيها بتهكمٍ:
_حقيقة إنكِ وقحة وعاهرة رخيصة.
تعالت ضحكاتها بشكلٍ صدم مايسان التي تأملتها بتقززٍ، وكأنها معتادة لسماع تلك الكلمات البذيئة، تعمدت ألكس أن تنهض وتجلس قبالتها على الطاولة لتستمع لما تقول جيدًا:
_لا، حقيقة إن عمران لن يقترب منك ما دمت أنا بحياته، بربك كيف سيراكِ وعينيه لا ترى سوى جمالي.
وجذبت سيجارًا تضعه بفمها وهي تستكمل بتحدٍ:
_اقترب اليوم الذي سيجردك به عمران من زواجك أعدك بذلك.
ونهضت من على الطاولة وهي تسحب به حقيبتها لتغادر، فتفاجئت بها تجذبها لتقف أمام عينيها، لتخبرها مايسان بتحدٍ وقوة لم تغادر شخصها القوي أبدًا:
_وأنا أعدك بأنني لن أترك زوجي لعاهرة وضيعة مثلك، لا تنتظري هذا اليوم عزيزتي، لآنه إن أتى ستكونين إنتِ المجردة ولست أنا.
وتركتها مايسان وغادرت تحت نظرات ألكس المشتعلة، فرددت بحقد:
_لنرى من منا سينتصر بالنهاية.
                            *******
بالقرب من مقر شركة "راكان المنذر"
وقف قبالته يصيح بغضب جعل عروفه بارزة للغاية:
_خلاص مش لاقي حد يوقفك عند حدك يا عمران!
رفع رأسه إليه وقال بهدوءٍ:
_أنا معملتش حاجه يا علي، فريدة هانم اللي أجبرتني أتجوز مايسان بنت خالتك وأنا مبحبهاش هعمل أيه يعني؟
رمقه بنظرةٍ ساخرة، اتبعها رفع يده يشير له:
_تزني وتشرب خمرة ده اللي تعمله!! 
لعق شفتيه بتوترٍ وقال بتلعثمٍ:
_ألكس رافضة ترتبط بيا، إنت عارف إن ديانتنا مختلفة وآآ.
جذبه من تلباب جاكيت بذلته وهو يصيح بانفعالٍ:
_أنت جنس ملتك أيـــــــــه!  واقف قدامي بكل بجاحه تبرر وساختك، إنت عارف مصيرك أيه!
وتابع وهو يحتد من مسكته:
_أنت نسيت هنا دينك يا عمران ونهايتك هتبقى أبشع مما تتخيل، إبعد.. إبعد عنها وعن الشياطين اللي حوليها.
وابتعد عنها وهو يحاول التماسك عن عصبيته، زفر بغضبٍ مما يفعل وعاد يقف قبالة أخيه الصغير، يربت بحنان على صدره ويعدل من جاكيته الغير مهندم بفعله، وقال بهدوءٍ:
_يا عمران إفهم مفيش حد في الكون كله يستاهل إنك تعصي ربنا وترتكب كبائر زي دي، بص حوليك وشوف ربنا كارمك بأيه وأنت غافل عنه، شوف نجاحك في شغلك، والزوجة الصالحة اللي ربنا رزقك بيها، امسك فيها بايدك وسنانك وخليها تطلعك بعيد عن القرف اللي إنت بقيت عايش فيه ده.
رفع رماديته الشبيهة لاخيه إليه ليرى دمعته المستكانة داخله، وكأنه يخبره شيئًا تفهمه علي، وقال:
_أنا مش هفرض عليك تعيش معاها زي فريدة هانم، بس أنا مش عايزك تظلمها معاك لو مبتحبهاش طلقها وسبها تعيش حياتها مع شخص تاني يديها اللي إنت مقدرتش تدهولها.
أجابه بحزنٍ:
_وتفتكر إني محاولتش أعمل كده يا علي، حاولت بس فريدة هانم هددتني إني لو طلقت مايسان هتحرمني من الورث ومن كل حاجة.
وتابع وهو يتجه للشجرة القريبة منه، يتكأ عليها بتعبٍ يضربه نفسيًا، فالتقط نفسًا ثقيل واستدار يخبر أخيه:
_لما أنت كنت في مصر أنا أصريت أطلقها عشان أنهي العذاب اللي معيشها فيه ده، بس ماما عاقبتني وأخدت مني الكريدت كارت وسحبت مني العربية وكل  حاجه بمتلكها.
واسترسل بقلة حيلة:
_مكنش في قدامي حل تاني، بضغط على مايسان بكل قوتي عشان هي اللي تقف قدامها وتطلب الطلاق.
ضحك ساخرًا وهو يشير له باستحقارٍ:
_قصدك بتهنها وبتدوس على كرامتها، كرامة مراتك اللي هي المفروض كرامتك.
حاول تبرير ما يفعله حينما قال:
_عايزني أعمل أيه يعني!
صاح بعصبية بالغة:
_تخليك راجل ولو لمرة واحدة في حياتك، تقف قدام ماما وترفض الجوازة دي، ولو حرمتك من الفلوس والأملاك في داهية المهم بلاش تعصي ربنا بعلاقتك القذرة دي وبظلمك الكبير لانسانة بريئة ملهاش ذنب غير إنها بتحبك من وإنتوا عيال صغيرين وأنت أعمى عن حبها ليك.
واسترسل وهو يمنحه نظرة أخيرة:
_إنت ماشي في طريق كلها معاصي بداية من الخمرة للبنت اللي انت ماشي معاها.. صدقني يا عمران إنت مش أد غضب ربنا عليك.
وتركه وغادر على الفور، تاركه يعيد حساباته التي تنتهي جميعًا فور رؤيته لتلك الملعونة.
                         ******
خرجت مايسان تنتظره جوار سيارته والدموع مازالت تختم على وجهها، لا تعلم لماذا تحمل الحب له بالرغم من الكراهية الواضحة بعينيه لها، مازالت تفتقده.. تفتقد تلك الليالي التي كانت تقضيها بانتظار هبوطه لمصر برفقة والدته كل عامٍ، كيف كان يبتسم فور رؤيتها ويقضي أغلب الأوقات برفقتها، كان لا يفترق عنها أبدًا، تاركًا الجميع يظنون بأن بينهما قصة حب عظيمة نهايتها الزواج المتوقع، وحينما حدث ذلك تفاجئت بوجود تلك الفتاة بحياته، وكأنه شخصًا أخر غير ذاك الذي كانت تلتقي به كل عامٍ، ترسخ داخلها بأنه كان يستغلها بالفترة التي يقضيها بمصر، ولكنه لم يسبق له بأن تعدى عليها مرةٍ، كان يعاملها برفقٍ وحبًا ينبع داخل عينيه، أزاحت دمعاتها حينما وجدت علي يدنو منها ليشير لها:
_ يلا نرجع البيت يا مايسان، شمس راكان قال هيوصلها.
رفضت الانصياع إليه مرددة بتصميم:
_أنا جيت مع جوزي وهرجع معاه .
أغلق باب سيارته وعاد يقف قبالتها، قائلًا بعدم تصديق:
_بعد اللي عمله جوه ولسه عايزة تركبي معاه!
تدفقت دمعاتها على وجنتها، فابعدتها عنها وهي تخبره بصوتٍ منكسر:
_أحسن ما أسيبه يروحلها.
رمش باهدابه تأثرًا بها، فهمس بصوتٍ حزين:
_غبي ومش مقدر الجوهرة اللي معاه.
ورفع من صوته يخبرها وهو يعتلي سيارته:
_لو حصل حاجة كلميني.
اكتفت بهزة بسيطة من رأسها، وتوجهت لتقف جوار سيارة عمران حتى خرج فوجدها تنتظره، وضع يده بجيب بنطاله وتساءل بضيقٍ:
_مركبتيش مع علي ليه؟
ردت عليه بثباتٍ قاتلٍ:
_أنا مجتش معاه عشان أرجع معاه!
سحب نفسًا مرهقًا وأشار لها بالصعود باستسلامٍ، تحركت بآليةٍ تامة لتجلس جواره، فخيم السكون عليهما طوال الطريق، تكبت هي بكائها بحرافيةٍ اعتادت عليها ويفكر هو بحديث أخيه، حتى توقف بها أمام المنزل، انتظرته يهبط ولكنه بقى بمقعده فعلمت بأنه يوصلها وسيغادر على الفور، لم تتمكن مايسان اخفاء دمعاتها طويلًا، فتحركت يدها المرتشعة تقبض على معصمه المتعلق بالقيادة، انتبه لها عمران فلف وجهه إليها، فاندهش حينما وجدها تتطلع له بعينان باكيتان، وصوته الشاحب يردد:
_بلاش تروحلها يا عمران، بلاش تكسرني بالشكل ده كل يوم، أنا لسه عندي أمل إنك هتسيب كل ده وترجعلي.
تألم قلبه القافز بين ضلوعه، لا ينكر بأنه كان يكن لها حبًا في وقتٍ مضى من حياته، ولكن فور ظهور ألكس بحياته منذ ثلاث سنواتٍ وهو لا يرى سواها، وكأن مايسان لم تزور قلبه في يومٍ مضى، طال صمته ووصلت لها إجابته، فسحبت يدها عنه وخرجت من السيارة على الفور.

الطبقة الآرستقراطية (صرخات انثى) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن