#صرخات_أنثى...(#حبيبتي_العبرية!..)
#الفصل_الثالث_والسبعون.(إهداء الفصل للقارئات الغاليات "بسملة مصطفى"،"فطيمة إبراهيم" ،"هانم هاني" ، شكرًا جزيلًا على دعمكم المتواصل لي، وبتمنى أكون دائمًا عند حسن ظنكم..بحبكم في الله...قراءة ممتعة 💙)
تجمد قبالتها لا يستوعب ما قالته للتو، بينما الاخيرة تواجهه بنظرةٍ ترقب، تنتظر سماع ما سيقوله بتلك اللحظة، اعتلاه غضبًا عظيمًا، يفكر كيف يجمع كلماته التي ستوفي جزء صغير من حق "عُمران" عليه، يجهل بماذا يفتتح حديثه؟ يفكر ويبحث عن حديث مختصر يكفيها لتعلم بأنه سيختار رفيقه دون أدنى شكٍ، وما كاد بالحديث حتى استوقفه دمعة خائنة من عينيها، نظرة شملت كل معنى الكسرة وسقوط بقايا الانثى، عدم الثقة بأنها خياره الوحيد، تهشم روحًا تتعلق بأخر، أحباله، شعر ببرودة جسدها من وقفته تلك، يرى وحدتها ومدى ضعفها، يراها بشكلٍ مختلفًا عن ذي قبل، كأنها تتمنى أن يفضلها هي لتختاره سببًا للعودة له، تريد أن تتمسك بشيءٍ واحد صائب يفعله لتعود إليه!
استدار، "جمال" واتجه تجاه باب الشقة، فاستمع لتعالي أنفاسها بشكلٍ مقبض، ظنته يختار الرحيل، ظنته إختار رفيقه، ولكنها وجدته يدفع باب الشقة بقدميه، ويعود لمحل وقوفه مجددًا.
يقف أمامها يطالعها بنظرةٍ عميقة، بينما تواجهه هي بنظرة لهفة، وحيرة، وترقب، يرى جانب النقص الذي تخوضه بتلك اللحظة، وبالطبع سيسد فجوته أولًا، تحرر صوته الساكن أخيرًا هاتفًا بحزنٍ يغمره:
_لو خيروني بين موتي وحياتك هختارلك الحياة، بعدي عن عمران شبه الموت بالظبط، بس لو ده هيديكِ الحياة فأنا موافق أموت ألف مرة عشانك!وتابع يؤكد لها:
_هختارك إنتِ يا صبا.
أغلقت عينيها بقوةٍ تعتصر دموعها، وتراجعت للأريكة تبكي بانهيارٍ، لا تصدق بأنه اختارها، كلماته كانت خبيثة بشكلٍ لم يقلل من صدقته، وبالوقت ذاته رضت غرورها كأنثى، رنا إليها يجلس جوارها، وبترددٍ مد يده يربت على ظهرها ببطءٍ، يود لو أن يضمها إليه، ولكنه يخشى من ردة فعلها، يفعل كل شيءٍ بحذرٍ.رفعت عينيها إلى يده الممدودة تخفف من وجعها، وعادت تتطلع إليه بنظرةٍ حملت كل الامتنان، ودون أي مبرر لها، انزوت إليها، منكمشة، تجمد جسده قليلًا ولكنه كان مرحبًا، بل أكثر من مرحبًا بها، ضمها بقوةٍ كانت بحاجة لها، بينما تهتز هي من فرط بكائها، انهمرت دموعه بسكونٍ وهو يشعر بحجم ألآمها، يحمد الله داخله بأنه لم يكن متهورًا كما ينعته عُمران، بل هدأ واتخذ قرارًا سيجعل الطاووس الوقح فخورًا كل الفخر به.
مال يقبل رأسها وقال بألمٍ:
_حقك عليا، سامحيني يا صبا، أرجوكِ.حاول أن يبعدها عنه ليتمكن من محادثتها بشأن مصافحتها عنه، ولكنها أبت وتعلقت برقبته، لا تود مواجهته أبدًا، احترم ذلك وأبقاها داخل حصاره، مرت الدقائق ومازال يربت عليها بحنانٍ، يكبت رغبة رؤيته لابنه بكل شوقًا، يحاول أن يمدها بكل الدعم النفسي حتى تعود لاتزانها.
أنت تقرأ
الطبقة الآرستقراطية (صرخات انثى)
Mystery / Thrillerالجروح أدمت قلوبهن ومازالت كلًا منهن تحارب للبقاء، مذاق الألم لا يفارق حلقهن، جروحهن متشابهة ولكن لكلًا منهن حكاية خاصة هي ضحيتها، الأولى نهشتها الذئاب البشرية وتركتها كالخرقة البالية تعاني بمفردها، والثانية واجهت إنسان مريض نفسي يريد أن يُجحمها دا...