الفصل ال٣٤

19.5K 1.1K 120
                                    

#صرخات_أنثى....(#حبيبتي_العبرية...)
                  #الفصل_الرابع_والثلاثون.

(إهداء الفصل للقراء الأفاضل "Shosho eyad ziyad talin"،"صافي محمد"،"محمد قاسم"،"زهراء وائل ربنا ينجحك ويوفقك حياتي"،"كوثر مصطفى"،"سارة حربي"،"كاترين عبود"،"اسلام عادل"،"سلمى مطاوع"،"ايمان الرفاعي  ، شكرًا جزيلًا على دعمكم المتواصل لي، وبتمنى أكون دائمًا عند حسن ظنكم..بحبكم في الله...قراءة ممتعة 💙)

تبلد قاتل يزحف لجسدها فأفقدها القدرة على الحركة تدريجيًا، تمدد جسد "فاطمة" على الفراش تاركة تلك الغمامة القاتلة تستحوذ على جسدها بكل ما تمتلكه من قوةٍ، أغلقت عينيها الباكية باستسلامٍ رغم معافرتها لعدم اغلاقها، ولسانها مازال يخفق دون توقف:
_علي... علي تعالى متسبنيش ليهم يا علي!

فقدت سيطرتها على جسدها بشكلٍ نهائيًا لتصبح كالمقيدة تشاهد ما يحدث برضوخٍ تام، ها هم الثلاثة وجوه يلتفون من حولها ، مثلما التف "عمران" و"علي"و "نعمان" بالخارج، يتشاجرون بعنفٍ بالغ على من يكون أول من يحصل على تلك النقية التي لم يمسها رجلًا قط، تعود لترى نفسها مقيدة بعجزٍ على سريرٍ حديدي وعينيها المحتقنة من البكاء تتوزع بينهم بتوسلٍ أن يرحموا ضعفها وبرائتها.

الشجار العنيف فقط هو ما تستمعه، مقايضات بينهم وتفاوضات ليحظو احدهم بالمرة الاولى، وبعد نصف ساعة من الجدال والاتفاقات على زهاق روحًا طاهرة عفيفة، اعتدى أولهم عليها اعتداء وحشي انتهكت فيه برائتها وذُبحت فيها لمرتها الأولى.

أغلقت عينيها باستسلام لمصيرها وأخر ما تحتفظ به وجه كل شخصٍ منهم، حتى اجتمع ثلاثتهم من حولها يتطلعون لها بانتصار لما أقترفوه بتلك المسكينة..

هزت رأسها المتعرق رافضة تواجدها بغرفة الذكريات القاتلة، تختبئ بالخلف وهي تشاهدوهم يعتدون على جسدها المقيد بالسرير بعدما انفصلت روحها عنه، يدها تكبت شهقاتها ظنًا من أنهم سيستمعون لها وينتبهون لوجودها فتذبح روحها هي الاخرى مثلما ذُبح جسدها.

انتفاضة فالاخرى وجسدها يرتعش كالغريق، تشعر وكأنها ستفارق الحياة في أي لحظة، فسقطت أرضًا تنزوي بأحدى الأركان، تضم ساقيها لصدرها وتبكي دون توقف إلى أن أتاها صوتًا من بعيدٍ يناديها بقوةٍ:
_فطيمـــــــة.

نغز قلبها بنغزة أعلمتها بأنها تعرف صاحب هذا الصوت قلبًا وقالبًا، فنهضت عن الأرض تحاول تتبع الصوت وهي تردد ببكاءٍ:
_علــي.... علـي ساعدني! 

يد حنونة تزيح قطرات عرقها وصوتًا رجوليًا دافيء يخبرها:
_أنا جنبك وايدي في ايدك يا فطيمة... فوقي اللي إنتي شايفاه ده حلم مش حقيقة.. افصلي نفسك عنه وافتحي عيونك!

انقطعت انفاسها المحتبسة بصدرها، وتلوى جسدها الذي يحاول الحصول على الخلاص، فارتعب علي ورفعها إليه جالسًا من خلفها يحيطها بكلتا يديه إليه وهو يعود لحديثه:
_حبيبتي أنا جنبك مستحيل حد يأذيكِ وأنا حي.. افتحي عيونك هتلاقيني جنبك وحواليكي ومش هتلاقي وجود لأي حد غيري.

الطبقة الآرستقراطية (صرخات انثى) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن