الفصل ال52

16.2K 1.4K 1K
                                    

#صرخات_أنثى...(#حبيبتي_العبرية!..)
                #الفصل_الثاني_والخمسون.

(إهداء الفصل للقارئات الغاليات "أمنية إسماعيل"،      " أماني السعدني"، "هدير السيد"،" حسناء علاء"، شكرًا جزيلًا على دعمكم المتواصل لي، وبتمنى أكون دائمًا عند حسن ظنكم..بحبكم في الله...قراءة ممتعة 💙)

تقيد جسد "آيوب" وهو يحاول استكشاف تلك الأحاسيس التي لا تتدفق إليه الا بأحضان والده الشيخ مهران، ضمة ذراع مصطفى القوي، تمسيده على ظهره بكل حنان إمتلكه، بكائه الغريب، هل يحمل كل تلك العاطفة لاستقبال صديق ابنه؟!

أدمعت عين آدهم تأثرًا، فقد كان على وشك فصل عناقهما الطويل خشية من أن ينكشف أمر أبيه، ولكن فور رؤيته مستكين على كتف آيوب لم يشعر الا بدموعه تتدفق عنه بحزنٍ شديد.

تماسك كالمعتاد عنه، وتنحنح بحشرجةٍ خشنة، جعلت مصطفى يستعيد وعيه الهادر فور ضمة فلذة كبده المفقود إليه، نعم أخطئ وإرتكب ذنبًا فاضحًا صعب غفرانه، ولكنه أفاق من وساوس شيطانه ومضي أعوامًا يبحث عنه دون أي جدوى.

ابتعد عنها رويدًا رويدًا، وهو يزيح دموعه بتوترٍ اتبع نبرته الحزينة:
_متأخذنيش يابني أنا من كتر ما عمر بيحكيلي عنك حبيتك وكان نفسي أشوفك.

منحه ابتسامة رائعة، وبرفقٍ واحترامًا قال:
_بتعتذر عشان خدتني في حضنك!  طيب لعلم حضرتك يا عمي أنا حسيت بحبك ليا من أول ما دخلت عليك حتى لما حضنتي حسيت إني شايف قدامي والدي الشيخ مهران.

ذُبح قلبه دون أي رأفة، فحارب لاحتفاظه بالابتسامة المرسومة على وجهه، وتباعد عن محله المتطرف من الفراش مشيرًا له بحب:
_واقف ليه يا حبيبي اقعد!

فعل ما أراده وجلس على الفراش كما أحب، خطف آيوب نظرة خاطفة لآدهم الصامت، والحرج والتوتر يسيطران عليه، وهو  لا يعلم بماذا يبدأ حديثه؟

ازدرد ريقه الجاف وقال بعد صمت:
_أنا طبعًا كنت أتمنى إن أول زيارة لحضرتك تكون بصورة أفضل من كده ولكن دي إرادة ربنا سبحانه وتعالى، أنا مش عارف سبب الخلاف اللي بين حضرتك وبين آدهم بس اللي أنا واثق منه هو احترام آدهم الشديد لحضرتك.

واستطرد وفيروزته متعلقة بعين مصطفى التي تطالعه بحبٍ وتتمعن بملامحه، وكأنه لا يسمعه من الاساس:
_بقالي يومين شايفه متغير وحزين، وده يدل على إنه ندمان إنه زعل حضرتك، هو مالوش غيرك ولو غلط فهمه غلطه وهو أكيد هيفهمك..

ابتسم آدهم ومازال وجهه مندث أرضًا تغزوه دموعه، وخاصة حينما استطرد آيوب:
_ممكن تسامحه عشان خاطري!

انهمرت دمعة ساخنة من أعين مصطفى، فظن آيوب ان الخلاف بينهما كبيرًا لدرجة عدم تقبله لسماحه، فاستدار تجاه آدهم وأشار له بنظرة غاضبة لوقوفه هكذا:
_واقف كدليه يا آدهم!  ما تقرب وتبوس دماغ والدك وتعتذرله..

الطبقة الآرستقراطية (صرخات انثى) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن