الفصل ال51

14.8K 1.4K 409
                                    

#صرخات_أنثى...(حبيبتي_العبرية!..)
               #الفصل_الحادي_والخمسون.

(إهداء الفصل مميز  للقارئة الغالية "منة أشرف" بعدما اكتشفت صلة القرابة بيننا، أشكرك من قلبي على حسن متابعتك ❤، والجميلة "آروى سمير" بمناسبة عيد ميلادها كل عام وأنتِ أقرب إلى الله عز وجل، كل عامٍ وأنتِ في زحامٍ من النعم، كل عامٍ والسعادة وراحة البال تحيط بكِ.. أحبكما في الله ♥)

ما أبشع أن يختبر المرء مرارة فقدان الثقة، وبالأخص حينما تمنحها لأكثر إنسانًا لم تتوقع منه الغدر، وها هو الآن قد أُصيب في مقتلٍ حينما طعنته زوجته بكل ما أوتيت من قوةٍ، في كل مرة كانت تضربه بكفها على قلبه النابض وتلك المرةٍ لم تكن رحيمة فانهت أمره بخنجرٍ تركته معلقًا بصدره، لا ينتهي عذابه بزجه للداخل ولا بسحبه للخارج!

ربما تختبر قلة من النساء أحاسيس الغيرة والحقد حينما يتحدث زوجها عن امرأة أخرى في وجودها،ولكن الذي اختبره كان نادرًا ومخيفًا لدرجة تحدت رجولته!  زوجته الفاضلة تقف قبالته تخبره بكل جراءة عن مميزات صديقه وقوام جسده العضلي الممشوق!! أي وجعًا يضاهيه الإن.

صف جمال سيارته قبالة المركز الطبي الخاص ب"علي الغرباوي"، ومال للأمام بجسده يعتصره جفونه بقوةٍ عنيفة، لم يكن يومًا ذلك الشاب المرفه، ترعرع  بأسرة متوسطة الحال، حيث كد أبيه عناءًا ليدخله الثانوية العامة، بينما أتى دور والدته العظيمة فقامت ببيبع ذهبها بأكمله لتحقق حُلم ابنها بالسفر إلى انجلترا ومتابعة الدراسة في آحدى الجامعات الانجليزية.

يتذكر بوضوح انها كانت ترسل له من مال ميراثها الذي حرمه أبيه أن يُصرف بمنزله، فاحتفظت به بحسابٍ بنكي، وحينما احتاج ابنها للمال لم تتردد أبدًا بتحويل الاموال له شهريًا، لذا حينما تخرج من الكليةٍ لم ينسى جميلها عليه فيعمل بجدٍ واجتهادًا ليرسل لها كل شهرٍ مبلغ كبير يساهم في تعليم أشقائه وزواج شقيقاته، حتى وإن اضطر أن يُقصر بمصروفاته الشخصية ولكنه لم يبالي.

وفوق كل ذلك أضاف لذاته حملًا بسرعة زواجه ممن أحبها واختارها قلبه، وبعدها عاد للندن للعمل لأجلها، فلقد ازدادت مسؤولياته بشكل عجزه كليًا، فأتت تزيد وجعه وتطالبه بالسفر إليه بإلحاحٍ شديد، لذا رضخ لها وأمن لها مسكنًا يليق بها ورتب أمره.

اتبعه أمر مرض والدته وغيرها من العوائق التي أثرت على شكله بطريقة جذرية، ربما أهمل ذاته وسط همومه وما يتحمله على عاتقه، إنما هو شابًا قد تغلب عليه العمر لمشقته فبدى شاحبًا كمن يجاهد لأخر أنفاسه وفوق كل ذلك ضربته بمقتلٍ جعله ينهار وهو يشعر بأنه لن يستطيع أن يحتمل أكثر من ذلك.

ألقى جمال هاتفه بتبلو السيارة بعدما وصل عدد رنين مكالماتها للحادي والأربعون، وهبط من السيارة يصعد لغرفة والدته، فلقد تعمد أن يأتي متأخرًا حتى تكون قد غفت، لا يريدها أن تشعر بما يعانيه، يكفيها مرضها فلن يزيد فوق تعبها تعبًا.

الطبقة الآرستقراطية (صرخات انثى) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن