_وبعدين يا علي الساعة تلاتة الفجر والهانم مش راضية تنام هنعمل أيه دلوقتي!!!
كلماتٍ ترددت على لسان عُمران المستلقي على أحد أرائك القصر بارهاقٍ تام، ومن فوق صدره يقطن هذا الكائن المزعج، ترمقه بزرقة عينيها البريئة بينما بالنسبة له تكن خبث ودهاءًا عظيمًا.
أغلق عينيه بتعبٍ وهمس لاخيه:
_مبتردش ليه يا علي؟!وحينما لم يستمع إلي رده اعتدل بجلسته وتفحص الأريكة المجاورة إليه، حيث بات مكان نومهما المعتاد منذ أن أتت تلك المزعجة.
اعتلى الغضب ملامح حينما وجده يغط بنومٍ عميقٍ، فركله بقدمه صارخًا بحنقٍ:
_بقى أنا بقولك ريح جسمك تنام!!! نايم وسايبني بغطس هنا!تأوه علي ألمًا فور سقوطه على أرضية المنزل الرخام، وهدر بانفعالٍ:
_في حد يصحي حد كده يا غبي!نهض عن أريكته وانحنى إليه يضع الصغيرة على ساقيه قائلًا بسخرية:
_مسؤولياتك كأخ كبير تحتمك إنك تقوم بدورك ليا وللكائن المزعج ده، وبعدين كله تدريب ليك يا حبيبي، بحيث آن لما فاطمة تولد إن شاء الله يكون عندك كورس شامل في التعامل الدقيق مع الكائنات النكدية دي..وتابع وهو يجذب أحد الاغطية عليه:
_هسيبك تتعلم وأغطس أنا... خد بالك دي مش أنانية مني، أنا واخد كورسين كورس بالنهار فوق مع مايا وكورس تحت مع فريدة هانم اللي رميه بنتها علينا دي!!!!وزع علي نظراته المندهشة بينه وبين تلك الباكية، فاستند بجذعه على المقعد ونهض يتمشى بها ذهابًا وإيابًا، فوجد أنه يستسلم كليًا للنوم بينما مازالت هي مستيقظة، كأن ما يفعله يعاونها بطرد نومها.
جلس على أريكته يتنهد بارهاقٍ:
_وبعدين بقى معاكِ، مهو أنا محتاج أنام ساعتين بس وبعدها هشيلك ألففك لندن كلها لو تحبي، ها يا روڤا اتفقنا؟انتهى نقاشه بصراخ الصغيرة وكأنه تفهمت ما يقصده بالمعنى الحرفي، فنهض بها يحاول تهدئتها ولكن دون جدوى.
زفر عُمران بغضبٍ، فأبعد غطائه وجلس يرمقه بنظرات مشتعلة، هادرًا بعصبية:
_يا الله عليك يا علي، مش قادرة تسكت طفلة أمال دكتور على أيه؟!!!!!وضعها بين يديه وقال ببسمة واسعة:
_إنت صح أنا مش عارف أتعامل معاها نهائي، هي محتاج لعُمران سالم الغرباوي قاهر قلوب العذارى والعواجيز والبيبهات، لكن أنا دكتور نفساني فبديهي ميكنش عندها مشاكل حاليًٕا لانها في بداية حياتها.سحب علي الغطاء فوق رأسه وترك الاخير حائرًا بين تلك المشاكسة التي يحملها وأخيه الذي سبح بنومٍ عميق.
تنهد بيأسٍ، واتجه لمطبخ القصر يصنع لها الحليب مثلما اعتاد كل يوم، ومن ثم تفحص حرارته، وحينما وجدها مناسبة أطعمها وتمدد على المقعد يحارب الا يسقط بغيبوبة من النوم.
فشل فشلًا ذريعًا هو الأخر، لذا نهض واتجه للمصعد ومنه لغرفة والدته يطرق بابها بغضب.
فتح أحمد الباب وهو يفرك عينيه من أثر النوم:
_خير يا عُمران؟!زوى حاجبيه باستنكارٍ لحديثه، فقال بنبرة ساخرة:
_انا آسف على الازعاج يا أحمد باشا، بس هو حضرتك إنت وفريدة هانم منستوش حاجة بقالها يجي تمن ساعات كده واقعة منكم؟!!!تصنع الاستغراب للأمر، وقال بمكرٍ:
_لا يا حبيبي مش واقع لا مني ولا منها أي حاجة، ثم إنك مش عارف تسألني الصبح يعني، بتقومني من النوم عشان تسألني السؤال الهايف ده!!كز على أسنانه وهدر بغيظٍ:
_يا خبر يا عمي لهو أنا قيمتك من النوم!!أشار ببراءة:
_شوفت!! سبني بقى أكمل نومي ونتكلم بكره أحسن!وقبل أن يغلق الباب، دفع عُمران الصغيرة لاحضانه قائلًا:
_خد بنتك في حضنك تسليك، وفكر تعملها إنت وفريدة هانم تاني أقسملك بالله هطلقها منك وحتى محكمة الاسرة مش هتلحق تعتبها... مش يعملوها الكبار ويلبسوها الصغار!!!واسترسل بصراخ منفعل، بينما الاخير يضم ابنته ويتابعه بصدمة:
_أنا بسبب الكائن ده كرهت أبص لابني متخيل!!! وعلي المسكين اتعقد في الخلفة!! احنا بسببك وبسبب الكائن اللي على ايدك ده بطلنا ننام زي البني آدمين متخيل!!!!!تسرب لأحمد شعور الشفقة لما تسبب بفعله، فقال بحزن:
_خلاص روح نام قطعت قلبي!كور يده بغضب وحينما لم يجد الكلمات المناسبة لقولها اتجه لجناحه بارهاقٍ تام، فحمد الله أن صغيره يغفو بعمق، تمدد على الفراش بتعبٍ وما أن كاد بالهروب لنومه حتى وجد من يعلو بصراخه ومن جواره حماسًا يسبقها:
_عُمران كويس إنك طلعت أنا تعبت ومش قادرة أنيمه ممكن تساعدني!!........ يتبع....
شوفتوا بحبكم ازاي قولت اجبلكم اقتباس يشير إن في اشياء كتيرة جاية هتمسح نافورة الاحزان دي 😂 .... نستحمل بقى 😂😂💔
أنت تقرأ
الطبقة الآرستقراطية (صرخات انثى)
Gizem / Gerilimالجروح أدمت قلوبهن ومازالت كلًا منهن تحارب للبقاء، مذاق الألم لا يفارق حلقهن، جروحهن متشابهة ولكن لكلًا منهن حكاية خاصة هي ضحيتها، الأولى نهشتها الذئاب البشرية وتركتها كالخرقة البالية تعاني بمفردها، والثانية واجهت إنسان مريض نفسي يريد أن يُجحمها دا...