الفصل ال٢٠

15.5K 1K 74
                                    

#صرخات_أنثى....(#الطبقة_الآرستقراطية!...) 
                   #الفصل_العشرين.

(إهداء الفصل للقارئات الغاليات "جويرية محمد"،"أسماء عبد الحكيم،"دينا إبراهيم"،"أماني سعد"،"سهيلة صبحي"،"أمل إبراهيم"،"شروق مصطفى"،"بسملة أحمد"  ، شكرًا جزيلًا على دعمكم المتواصل لي، وبتمنى أكون دائمًا عند حسن ظنكم..بحبكم في الله...قراءة ممتعة 💙)

سماحة الوجه والسيرة الطيبة المتروكة بين الناس قد تكون أحيانًا مصطنعة، قد يبدو لك بأن ذاك الشخص ما هو الا صورة مصغرة لملاك يمتلك جناحين مجهولين، فيصدمك الأمر حينما يلدغك فتشعر وكأن الأرض تدور بك استعدادًا للقيامة القريبة، ليتك تعلم بأن أحيانًا أصحاب الوجوه العابثة والقلوب التي تبدو متحجرة تخفي من خلفها لونها الابيض الناصع!

تبدد كل شيءٍ حملته داخلها تجاه تلك الفتاة حينما رأت ما تعرضت له بالأمس، بكائها، تشنجات جسدها، انتفاضتها المرعبة كل شيءٍ أثار داخلها الشفقة تجاهها،  وها هي اليوم تخطو لغرفتها ومن خلفها الخادمة التي تدفع طاولة الطعام بينما تتقدمها بخطواتٍ آنيقة تدرس بعالم الطبقة المخملية من ضمن القواعد المتبعة لفتيات الطبقات العليا.

مازال كل ما تعلمته من الصغر يلزمها، حتى حركاتها، وقفت فريدة تتطلع لها بنظرة هادئة تترقب خروج الخادمة بعدما تركت يدها عن دفع الطاولة، ومع انغلاق الباب رددت بهدوء:
_أحسن النهاردة ولا لسه تعبانه؟

تلك الصدمة كانت تفوق حد تلك الهزيلة التي تحاول استيعاب ما يحدث هنا، وجود فريدة ذاته يُصدمها ناهيك عن سؤالها عن صحتها وحملها للطعام خصيصًا لغرفتها!

التقطت عينيها نظرة فطيمة المعلقة بالطاولة، فقالت بارتباكٍ ظاهري:
_أنا قولت إنك أكيد لسه تعبانه ومش هتقدري تنزلي تفطري معانا، فخليت الخدم يحضرولك الفطار هنا عشان ترتاحي أكتر.

وعادت لسؤالها من جديد باهتمامٍ:
_إنتِ كويسة؟

ازدردت لعابها تروي حلقها القاحل، وبصعوبة رددت:
_الحمد لله.
وعلى استحياءٍ قالت:
_مكنش له داعي تعذبي نفسك أنا كنت هنزل عادي أفطر تحت، أنا متعودة على النوبات دي وبتعايش معاها لإنها بقت جزء من حياتي وآآ..
بترت كلماتها تتوسل للأرض أن تنشق وتبتلعها من تلك المواجهة الغريبة، تراجع جسد فاطمة للخلف تلقائيًا حينما استمعت صوت حذائها يقترب منها طابعًا بالأرض بقوةٍ يتردد صداها لمسمع الأخرى، فوقفت قبالتها لا يفصلهما الكثير، وبخفة رفعت ذقنها لتواجه نظرات فريدة الهادئة، والاخيرة ترفرف باهدابها بحيرةٍ وعدم استيعاب لما يحدث معها، فتحررت نبرتها الرزينة تخبرها:
_أنا حاسة بيكِ يا فاطمة، لإني عشت نفس الحالة اللي إنتِ بتعيشها دي قبل كده في فترة من حياتي، بس الفرق الوحيد إن اللي حصلك كان غصب عنك لكن اللي كان بيحصل كان بارادتي ومنسوبلي بأنه زواج ويحل له إنه يعمل أي شيء، كنت بستسلم وأنا جوايا أنثى بتعافر وبتصرخ وبتتمنى إن الأنثى الشرسة اللي جواها تعبر عن نفسها وتقول لأ بس كانت مجبرة.

الطبقة الآرستقراطية (صرخات انثى) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن