ال12

16K 992 66
                                    

#صرخات_أنثى...(#الطبقة_الآرستقراطية!)
                        #الفصل_الثاني_عشر.

(اللهم يا فارج الهم ويا كاشف الغم، فرج همي ويسر أمري وارحم ضعفي وقلة حيلتي وارزقني من حيث لا احتسب اللهم أبدل قلقي سكينة، وهمي انشراح وسخطي رضا وخوفي طمأنينة وعجزي قدرة وضيقي فرح وعسري يسر وضعفي قوة، يارب يا قادر يا مقتدر.)

ساد الصمت الأجواء، وكلاهما ينتظر سماع الرد القاطع للسؤال المطروح، فكانت شمس أول من تحدثت بثبات مصطنع تخفي به ما تعرضت له بيومها الغامض هذا، فقالت:
_أنا كنت مع راكان يا مامي والوقت سرقنا حتى موبيلي كان فاصل شحن، أنا أسفة مش هتتكرر تاني.
واستطردت ببسمة تصنعها بالكد:
_حمدلله على سلامتك يا أنكل، نورت الدنيا كلها.
واحتضنته شمس بشوقٍ، فربت على ظهرها وهو يعاتبها ببسمة هادئة:
_كده تخضينا عليكي الخصة دي، وخطيبك ده مكنش بيرد على مكالمتنا ليه ده أنا روحتلكم البيت والحرس قالولي إنه مرجعش من بره.
ابتلعت ريقها بتوتر، فخطفت نظرة مترددة لوالدتها المتجمدة محلها بملامح واجمة لا تنذر بخير، فقالت:
_موبيله كان صامت، لإنه محبش حد يزعجنا زي كل مرة، بعتذر على الازعاج اللي سببنهولكم مرة تانية.
مسد على شعرها الطويل بحنان:
_ولا يهمك يا حبيبتي..المهم إنك بخير.

تحرر صوت فريدة الحازم لتغزو مايسان وعلي:
_وحضراتكم كنتوا فين لحد دلوقتي، وإزاي يا مايا تنزلي بوقت زي ده من غير ما تأخدي اذني أو تعرفي جوزك على الأقل!
أخفضت عينيها خوفًا مما ستلاقاه الآن، فرددت بتلعثم:
_آآ... أنا.. آآ..
ناب عنها علي حينما قال بخشونةٍ:
_أنا اللي كلمت مايا وطلبت منها تقابلني في المطعم لإني كنت محتاج مفاتيح شقة والدها.
زوت حاجبيها باستغرابٍ:
_محتاج المفاتيح ليه؟
ها قد بدأت الدفوف لاعلان الحرب المترقبة، فسحب علي نفسًا مطولًا ليجيبها:
_كنت محتاجه لفطيمة هتقعد بالشقة لحد ما نكتب الكتاب وبعدها هتيجي تعيش معانا هنا لحد ما نحدد معاد الفرح.

سقطت الكلمات عليها كالصاعقة، فبدت بالبداية كالبلهاء لا تفقه فهم كلماته، "فطيمة"  تتذكر جيدًا هذا الإسم فقد سبق عليها سماعه، مهلًا هل يقصد مريضته التي سبق وقص لها ما تعرضت له من اعتداءً!

تصلب جسدها جعل أحمد يمنحه نظرة معاتبة لتسرعه باخبارها، بينما خشيت مايسان تلك العاصفة التي سترج أركان المنزل، أما شمس فبدت متحيرة في فهم ما يقوله أخيها، كل ما تمكنت من فهمه بأن سيعقد قرانه على فتاة وسيحضرها هنا لحين تحديد حفل الزفاف.

تمكنت فريدة من تحرير لسانها الثقيل، لينطق:
_إنت بتقول أيه؟!
وتابعت وهي تعيد خصلات شعرها القصير للخلف:
_لا أكيد بتهزر، اللي فهمته أكيد غلط إنت متقصدش البنت المغتصبة اللي بقالك شهور بتعالجها، أكيد دي واحدة ليها نفس الإسم صح؟
اسند يديه لبعضها البعض خلف ظهره، وأكد بثقة:
_لا يا فريدة هانم، هي نفسها المريضة اللي بعالجها.
تحررت عن حالة جمودها، لتصرخ بصوت أخاف الفتيات:
_إنت اتجننت يا علي عايز تتجوز واحدة اتعرضت للاغتصاب أكتر من مرة، قبلتها على نفسك إزاي، إنت أكيد مش بعقلك!!
أجابها بتحدي وعينيه لا تفارق خاصتها:
_أنا طول عمري عاقل وعارف كويس أنا بقول أيه، وحضرتك نطقتي بلسانك إنها مغتصبة يعني اللي حصل ليها مكنش بارادتها!

الطبقة الآرستقراطية (صرخات انثى) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن