الفصل العاشر

16.9K 928 67
                                    

#صرخات_أنثى....(#الطبقة_الآرستقراطيه..)
                   #الفصل_العاشر.

(اللَّهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك على من بالصَّلاةِ عليهِ تُحطُّ الأوزار، وتُنال منازل الأبرار، ورحمة العزيز الغفار. اللَّهمَّ إنا نسألُكَ من خيرِ ما سألكَ منه محمد نبيك ورسولك ، ونعوذ بك من شر ما استعاذ بك منه محمد نبيك ورسولك، اللَّهمَّ إنا نسألُك حبَّهُ.. وحُبَّ من يُحِبُّه، وحُبَّ كلِّ عملٍ يُقربُنا الى حُبِّه)

من قال إن الفراق يقتل حب أحاطته الذكريات بالكراهية، حتى وإن شاب الجسد بقى القلب صبيًا مرهفًا، بالرغم من بعد المسافات ورغبتها بالابتعاد، ولكنها والله ضعيفة لا تتمكن من محاربة لقائه!

وإن تغير وجهه قليلًا فمازال يحتفظ برمادية عينيه التي تقتلها رويدًا رويدًا، وبالرغم من جمود ملامحها باستقباله المعتاد بحياتها بالسنوات الأخيرة ولكن داخلها قلبها يقرع كدفزف حربًا تنشب عليها!

ترك كوب قهوته على الطاولة الرخامية من أمامه، ثم نهض يقترب إليها ببسمةٍ شوقٍ تذبح فؤاده، عينيه وآه من عينيه تكاد تناشدها بعتاب لا يزيدها الا وجعًا!

وبكل خطوة دنى بها إليها كان يقذف لها ذكرى تلو الاخرى لدرجة جعلتها لا تتمناه يقترب أكثر من ذلك، ملامحه الهادئة الجذابة، شعره البني المحاط ببعض الخصلات البيضاء، هالته التي مازالت تحيطه بعد ذلك العمر، قبضت على قلبها بنيران عاصفة وقالت بجمودٍ:
_أيه سر الزيارة الغريبة دي ومن غير ما تسيب خبر إنك نازل انجلترا!

مازالت كما هي، حادة اللسان رقيقة الشكل، تغرد نظراتها وجعًا يذكره بالماضي ما دام حيًا، تنحنح وهو يجيبها بخشونةٍ:
_مش محتاج إذن عشان أجي بيت أخويا يا فريدة هانم.
علمت بأن الحديث يتجه لمسارًا حاد بينهما، فأشارت للخادمة وهي تمنحها حقيبتها:
_اذهبي إنتِ الآن.

وما أن رحلت حتى استدارت إليه مدققة بمعالمه، مثقلة نطقها للكلمات:
_لا محتاج تستأذن لإن ده مبقاش بيت أخوك خلاص، أخوك دلوقتي عند اللي خلقه واللي عايش في بيته مراته وأولاده.

سحب نفسًا مرهقًا، بالرغم من اعتياده على معاملتها الباردة الا أنه قد سئم بالفعل، فقال بصوته الهادئ المتعب:
_وبعدهالك يا فريدة، هتفضلي كده لحد أمته؟

تعلم جيدًا ما يقصده بحديثه، وبالرغم من ذلك ضمت يديها لصدرها ورددت بفتورٍ:
_كده اللي هو ازاي يعني؟

تمرد عن رزانته حينما صاح بها غاضبًا:
_فريدة احنا مبقناش صغيرين لعنادك ده، فوقي العمر بيجري وأنا لسه جنبك بواجه عاقبك! 
وزفر بضجرٍ مشيرًا بيده في محاولةٍ لاعتذاره عن صراخه الحاد مستطردًا بهدوءٍ:
_أنا اتحرمت من إني ارتبط ويكونلي أولاد ومازلت محافظ على وعدي ليكي يا فريدة، بس خلاص مبقتش عارف مطلوب مني استحمل أد أيه، أنا بقى عندي 45سنة مبقتش صغير لكل ده.
استدارت تخفي عينيها عنه، لتجيبه بجحود وهو تعدل جاكيته الرمادي الشبيه للتنّورَة الطويلة التي ترتديها بأناقةٍ:
_سبق وقولتلك قبل كده أن من اللحظة اللي سالم مات فيها إني حليتك من وعدك.

الطبقة الآرستقراطية (صرخات انثى) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن