الفصل التاسع

15.7K 927 79
                                    

#صرخات_أنثى...(#الطبقة_الآرستقراطية!..)
                          #الفصل_التاسع.

(اللَّهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك على من بالصَّلاةِ عليهِ تُحطُّ الأوزار، وتُنال منازل الأبرار، ورحمة العزيز الغفار. اللَّهمَّ إنا نسألُكَ من خيرِ ما سألكَ منه محمد نبيك ورسولك ، ونعوذ بك من شر ما استعاذ بك منه محمد نبيك ورسولك، اللَّهمَّ إنا نسألُك حبَّهُ.. وحُبَّ من يُحِبُّه، وحُبَّ كلِّ عملٍ يُقربُنا الى حُبِّه..❤)

سكن جسده بين يدها، بعدما فشل بمحاربة الأغماء الذى أحاطه بقوةٍ، فاستسلم بين يدها وأخر ما يسكن أذنه صوت صراخها ولوعة قلبها بإسمه، احتضن مايسان وجهه بيدها، فلطمه برفقٍ وهى تصرخ ببكاءٍ حارق:
_عمــــــــــــران... لأ متسبنيش يا عمران من فضلك.
رفع علي يده بصعوبة يحرك باب مكتب أخيه الزجاجي، فكسر تصنم جسده وركض إلى أخيه يتفحص نبضه، فعاون الممرض على حمله على السرير المنتقل، فأسرعوا به للمصعد.

استدار علي إليها فوجدها مازالت تجلس أرضًا والصدمة تجعلها لا تشعر بأحدٍ، لسانها لا يكف عن ترديد نفس الجملة:
_عمران متسبنيش!
انحنى علي إليها بشفقةٍ، فقال:
_مايا قومي معايا.
رفضت الانصياع إليه وأبعدت يده عن ذراعها، وعادت تكرر نفس كلماتها وكأن عقلها مغيبًا عن الواقع تمامًا، جذبها علي بقوةٍ جعلتها تنصاع إليه، فوقفت ترتجف من أمامه ودموعها لا تكف عن الزوال.

كونه طبيبًا يعلم بأنها على بوادر إنهيارها، حالتها لا تطمن بالمرةٍ، انشطر قلب علي خوفًا على أخيه وزوجته التي ترنح جسدها فاقدة الوعي بين ذراعيه، فحملها وهرع للأسفل، قاصدًا سيارته ليتبع سيارة الإسعاق للمشفى، ولسانه لا يغفل عن ذكر الله والدعاء لاخيه بالنجاة.
                            ******
لم يفارق منزله منذ الأمس، قضى يومه بالكامل برفقتها، في محاولةٍ لتعويضها عما فعله دون قصدًا منه، فمقت ذاته بعد أن تبادلا الحديث طوال اليوم ولحظات جمعتهما أثناء تحضير الغداء، حرم ذاته من نعيمٍ مقدر له فلم يشعر بأنه تزواج الا اليوم، وها هما الآن يشاهدان فيلمًا ويتناولان الذرة سريعة التحضير (فشار)، ويضمها لصدره بمرحٍ لخوفها من أحداث الفيلم الرعب، فترجته بدلالٍ:
_إقلب يا جمال عشان خاطري أنا بترعب من الأفلام دي.
ضحك وهو يجيبها ساخرًا:
_هتفهمي إنتي الدماغ دي ازاي البنات ملهمش في العنف أخركم مسلسل تركي حلقة طبيخ أو مسلسل هندي من اللي ميدخلش عقل عيل في كيجي وان!
لكزته بغضب فتفادها وهو يضمها بتملكٍ وصوت ضحكاته الجذابة تزرع بسمتها دون تردد، فتوقف وهو يقربها إليه هائمًا بعينيها التي قبض عليها تتأمله بنظرةٍ سحرته، اختطف بضعة لحظات خاصة بهما ليقاطعهما صوت هاتفه الموضوع على الطاولة من أمامه.

ضيق عينيه باستغرابٍ وهو يتفحص الوقت، مرددًا بدهشة:
_غريبة إن يوسف بيتصل بالوقت ده!
وجذب الريموت يخفض مستوى التلفاز، ثم رفع الهاتف يجيبه:
_أيوه يا يوسف خير في حاجة؟
راقبته صبا باهتمامٍ وخوف حينما تحولت ملامحه الهادئة لأقرب لصدمة جعلتها تهمس له بقلقٍ:
_في أيه يا جمال؟
انتفض بجلسته وهو يصيح بهلعٍ:
_أمته حصل الكلام ده؟ 
انتظر لسماع ما يقول بعنايةٍ، وأجابه وهو يركض للغرفة:
_ابعتلي عنوان المستشفى أنا جاي حالًا.
أسرعت صبا من خلفه، فوجدته يجذب ملابسه من الخزانة ويرتديها على عجلةٍ من أمره، حتى كاد بالتعثر وهو يرتدى بنطاله، فسألته بتوترٍ:
_جمال في أيه؟
رد عليها بحزنٍ جعلها تلتمس حبه الشديد لاصدقائه:
_عمران نقلوه على المستشفى، بيقلوا حالة تسمم.
وزرر قميصه بعشوائية ثم جذب مفتاح سيارته ومتعلقاته ليتجه للمغادرة وهو يلقنها بتعليماته:
_اقفلي الباب عليكي كويس، وأنا هبقى أكلمك على الفون.
وقفت خلف الباب تراقبه وهو يتجه للمصعد، فرفعت صوتها إليه قبل أن ينغلق باب المصعد:
_ابقى طمني يا جمال.
هز رأسه لها وهو يكمل ارتداء جاكيته بالمصعد، فركض لسيارته ليتبع عنوان المشفى المرسل إليه من قبل يوسف.
                                *******
ركض به فريق التمريض لغرفة الجراحه، فأسرعت ليلى التي وصلت للتو بعد اتصال يوسف بها، فوجدته يقف خارج غرفة العمليات جوار علي، فما أن رآها حتى ركض إليها يخبرها بخوفٍ:
_عمران يا ليلى عشان خاطري إبذلي أقصى ما بوسعك عشان تنقذيه.
ربتت على يده بحنانٍ وحزنٌ يتغلبها:
_متقلقش يا يوسف، خير إن شاء الله.
ولجت لداخل الغرفة راكضة فاتبعها علي الذي استعد بالتعقيم ليتبعها هاتفًا:
_من فضلك يا دكتورة ليلى أنا مش هسيب أخويا.
اكتفت بإشارة صغيرة له ثم هرعت للداخل لتبدأ بتفحص نبضه وتهييء  عمران للتدخل الجراحي إن لزم الأمر.

الطبقة الآرستقراطية (صرخات انثى) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن