الفصل ال66

23.9K 1.5K 339
                                    

#صرخات_أنثى..(#حبيبتي_العبرية.)
                   #الفصل_السادس_والستون.

(إهداء الفصل للقارئات الغاليات"شهد ياسين"،"شيماء صابر"،"عائشة بن عزيز"،"نورهان جمال"،"إيمان صلاح"،"أسماء جمعة"،"نوال زعاترة"،"نهى عماد"   ، شكرًا جزيلًا على دعمكم المتواصل لي، وبتمنى أكون دائمًا عند حسن ظنكم..بحبكم في الله...قراءة ممتعة 💙)

ها قد شارف القمر ببداية ليله، وما زال يجوب بسيارته الطرق، حائرًا لا يعلم إلى أي وجهة سلكتها فيذهب للسؤال عنها، خمس ساعات متواصلة يسير بلا أي هدف، وكأنه هو التائه بين تلك الزقاق، عساه فقد ذاته بين إحدى الزقاق والأرصفة.

أوقف سيارته على جانبي الطريق، وفتح بابها يخفض ساقيه للخارج ويميل على الجزء الجانبي منها برأسه، انهمرت دموعه من شدة العجز، وكلما جابه بأنها بمفردها الآن ببلدٍ غريبة موحشة يؤلمه قلبه، ترى كيف حالها وحال صغيره؟  ترى ماذا تفعل الآن وهي وحيدة؟  ماذا عن جرحها الحديث وماذا عن جرح قلبها النازف؟!!

يشعر الآن بقمة ضعفه وهو الذي لم يكن يومًا ضعيفًا، هو نفسه الشاب المكافح الذي تغرب منذ صباه لأجل عائلته، لطالما كان رجلًا مسؤولًا، يتعلق برقبته مسؤولية والدته وعائلته وزوجته، فكيف السبيل لراحةٍ وهو فقد أحد الاشخاص العالقون برقبته؟!  كيف السبيل للراحة هذة زوجته وهذا ابنه؟!!!

_آآآه!
صرخة موجوعة تحررت منه وسقط بعدها أرضًا أمام سيارته يبكي كالطفل الصغير، بكاءًا متواصل لو استمع إليه الجاحد لضمه لصدره من شدة تأثره به.

ماذا يفعل وقد خسر زوجته، ابنه، أخيه!! يا ويل قلبه المسكين من شعور ألمٍ لم يكن ليختبره بإرادته يومًا.

جذب "جمال" هاتفه، يتطلع لصورتها، هو اليوم محظوظ وله كل الحظ، يتذكر بالماضي أنها كانت تطالبه دومًا بالتقاط صور لها برفقته، وكم كان أحمقًا حينما كان يتذمر وينعتها بالتفاهةٍ، وبتلك المرات نجحت باستمالته لالتقاط تلك الصورة الوحيدة التي آرسلتها لهاتفه بالآجبارٍ، ها هو اليوم ممتن لذلك!

مرر إبهامه على ملامحها المشرقة جواره، رغم انزعاجه مما تفعله والمعكوس بالصورة، راح يخاطبها بآنينٍ قاتل:
_آسف، حقك عليا من اللي عملته!   أنا آسف إني حطيتك في الموقف ده!  آسف إنك بسببي موجوعة ومش عارفة تروحي بابننا فين! 

وتابع وكأنها قبالته تستمع إليه:
_بس عشان خاطري إرجعي، إرجعي يا صبا!  إرجعي وشوفي ذنبك وهو بيخلص مني، إنتي عارفة أنا من شوية روحت المكان اللي بيسهر فيه الكلب نعمان واتفقت مع اللي هيجبلي حقك منه، بكره هتشوفي بنفسك حقك وهو بيرجع، مفضلش غيري إرجعي وخدي حقك مني!!!!

ضم الهاتف لصدره وانهمر باكيًا، يتمنى أن يريحه الله من هذا العذاب، فأتاه هاتفه يصيح برنينه للمرة الثلاثون برقم "يوسف"، فأغلق" جمال" هاتفه نهائيًا ليتخلص من ضجته، وهو بحالة لا يحتمل بها سماع صوت نسمة الهواء!
                                     ******
دفع "يوسف" حساب الأغراض التي اشتراها، شكر البائع وحمل الاغراض وخرج يتفحص هاتفه بخوفٍ، وحينما وجد الهاتف مغلق، اتصل بعُمران الذي أجابه بعد المرة الرابعة:
_خير يا يوسف، مش قايلك مترنش عليا وإنسى الحوار ده خالص، أنا كلها ساعتين وهكون في المطار ولو عملت أيه مش هتراجع عن اللي في دماغي.

الطبقة الآرستقراطية (صرخات انثى) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن