#اقتبــــــــــــاس_هـــــــــــــــــــــام
تجمد محله فور سماعه ما قال، فلجم صمته وتطلع له بصدمةٍ، يحاول به استيعاب ما نطقه للتو، لعق شفتيه القاحلة وردد بتلعثمٍ:
_أيه اللي بتقوله ده يا يُونس؟!!انحنى بجسده لدرج الخزانة الأخير، يجذب حزمة الكتب الإسلامية ، ثم دفعها قبالته على المكتب، قائلًا بابتسامة صغيرة:
_بيعملوا أيه دول في درج المكتب يا إيثان؟رمش بتوترٍ هادرًا:
_عادي يعني، إنت عارف إني انسان فضولي حبتين فآآ..اتسعت ابتسامة يونس الخبيثة قائلًا:
_يعني إنت بتثقف نفسك بأكتر من 28كتاب!! على بابا يالا!!التفت خلفه يتفحص وجوه العمال بضيق، وجذب منه الكتب صارخًا بعصبية:
_هتفضحنا يا أخي!!! ما تطلع تنشر الخبر بره في الحارة.رمش بعدم استيعاب، وبصدمة تساءل:
_إنت أسلمت فعلًا يا إيثان؟أطاح صدمته فور نطقه لغزًا جديدًا:
_مش بالظبط كده.نهض قبالته مرددًا من بين اصطكاك أسنانه:
_هو لغز!! ما تنطق بتهبب ايه بالكتب دي كلها؟!مرر يده على طول شعره، ممسدًا رقبته وعقله يبحث عن حجةٍ مقنعة، فهمس بمكرٍ:
_لقيتها.وتنحنح يرفع من صوته بعنجهيةٍ:
_مش أنا كنت بحضرلك مفاجأة بس إنت خرجت من السجن على غفلة ومكملتش للأسف.ربع يديه أمام صدره بسخريةٍ:
_أممم والله! ده على أساس إني كنت في السعودية بعمل عمرة وراجع!وحرر ذراعيه ليجذب الاخير من تلباب قميصه بعصبيةٍ بالغة:
_متلفش وتدور عليا وقولي الحكاية أيه؟انحنى خلف يده هامسًا بغضب متخفي خلف نبرته المتوسلة:
_السلسلة هتتقطع يا يونس، كريستينا أمي هتبهدلك.ترك قميصه ومد يده ينتشل سلساله، فتفحصه متسائلًا بخبثٍ:
_عيار كام دي يا إيثو؟انتصب بوقفته يجيبه باستغرابٍ:
_21 ليه؟نزعها عنه وأخذ يلهو بها بين لائحته بمكر:
_تلزمني، صاحبك مزنوق في قرشين.وتركه واتجه لغرفة المكتب الداخلية، فلحق به يصيح بانفعالٍ:
_رجع السلسلة فورًا يا يُونس، أمي هتموتني لو ملقتهاش في رقبتي!!وضعها بجيب جاكيته الجلدي، وتمدد على الشازلونج الجانبي، مستندًا برأسه على ذراعيه:
_مستكتر في صاحبك حتة سلسلة يلبسها!كشر عن أنيابه بغضب:
_من أمته والرجالة عندكم بتلبس سلاسل ودهب يابن الشيخ مهران.تحررت ضحكة صاخبة منه، فنهض يستقيم بجلسته تجاهه، يلعب على أعصابه بحذاقةٍ:
_شوفت ده انت حتى دي مش فايتة منك!! هتقول الحقيقة ولا آ..!!تنهد بنزقٍ، واتجه بخطواته المتهدجة يجلس جواره بصمتٍ، قاطعه يونس بملل:
_ هنفضل قاعدين نبحلق في خلقة بعض كده كتير! انجز يابا زمان الواد نازل!زفر بنفاذ صبر:
_عايز أيه يا يُونس مانا اتزفت وقولتلك بحب بنت الشيخ عثمان.تلاشت معالم المرح عن وجهه، فأمسك ذراعه وهزه بعنفٍ:
_يعني أيه؟!!واسترسل بصدمة وغضب عاصف:
_أوعى تقولي إنك عايز تدخل الاسلام عشان تتجوزها! إنت مش هتخدع ربنا يا إيثان!!صاح به يوقفه عما تردد له:
_حيلك حيلك، الموضوع مش كده.كز على أسنانه بغيظٍ:
_هتنطق ولا آ..أسرع بالحديث بحرجٍ عما لفظه إليه:
_دي الطريقة الوحيدة عشان أشوفها، لانها واقفة في مكتبة بتبيع الكتب الدينية، فكل اسبوع بتحجج وبروح اشتري منها كتابين تلاتة عشان أشوفها!!وزع نظراته المنصدمة بينه وبين الفراغ، وبصعوبة استجمع كلماته:
_طيب سيبك من النص الاول للمصايب اللي بتعملها ونيجي للنص التاني، معلش يعني في السؤال أنا وإنت وهي وناس حارتنا الجميلة دي عارفين انك مسيحي، أيه وضعك قدامها وإنت بتشتري الكتب دي أفهم؟!ابتلع ريقه بتوترٍ، وتسلل يبتعد عن مجلسه مرددًا:
_مهو آآ.... مهو.. آآ...شعر بأنه أرغمه بالفيلم الهندي الذي يجيد تمثيله، فنهض يتجه إليه، يحاول محاصرته حول الطاولة والاخر يفر من أمامه، فهدر يونس منفعلًا:
_مهو أيـــــه؟توحشت ملامحه بشكل رعب إيثان، فالقى قنبلته إليه مرة واحدة:
_في الأول كنت بقولها بشتريهم هدية لآيوب وكانت منبهرة بيا جدًا وبأخلاقي، وبعد ما سافر عشان جامعته اضطريت أقولها اني بشتريهم ليك عشان وإنت في السجن محتاج كتب دينية تسليك في محنتك السودة دي مع إن محدش كان يعرفلك طريق جرة ولا إذا كنت عايش ولا ميت، عشان كده ندرت إنك لما تخرج أهديك بيهم واعملك مكتبة صغيرة هنا ولو كنت ميت كنت هطلعهم رحمة ونور على روحك!!!......... يتبع إلى الفصل الستون 💣..........
أنا أصريت أنزلكم باقي المشهد قبل الفصل عشان أحزم حالة الجدل اللي حاصلة بالجروب، ولتاني مرة هقولكم يا بنات إحنا مش طالعين نتخانق ولا هي حرب أديان احنا كلنا مع بعض سواء مسلم او مسيحي بينا محبة واحترام جوه جروبنا ملوك الإبداع في الروايات، فمن فضلكم بلاش نجرح في بعض لأي سبب من الاسباب، هنتكلم اكتر باستفاضة في لايف النهاردة على الجروب، حبايبنا على الواتباد اللي حابين يحضروا اللايف هسبلكم لينك الجروب بأول تعليق، بحبكم جميعًا في الله ❤
أنت تقرأ
الطبقة الآرستقراطية (صرخات انثى)
Misterio / Suspensoالجروح أدمت قلوبهن ومازالت كلًا منهن تحارب للبقاء، مذاق الألم لا يفارق حلقهن، جروحهن متشابهة ولكن لكلًا منهن حكاية خاصة هي ضحيتها، الأولى نهشتها الذئاب البشرية وتركتها كالخرقة البالية تعاني بمفردها، والثانية واجهت إنسان مريض نفسي يريد أن يُجحمها دا...