اقتباس ناري

9K 628 48
                                    

انتفض مفزوعًا عن مقعد مكتبه فور أن رأى زوجته تهرول إليه راكضة، وتغلق باب مكتبه من خلفه بالمفتاح، أسرع عمران إليها مرددًا بدهشةٍ:
_مايا!! 

التفتت من خلفها وعينيها تراقب الباب الموصود برعبٍ مفسر على معالمها وكأنها تترقب اندلاع أسدًا جامحًا للداخل، فأسرع عمران إليها متسائلًا بقلقٍ:
_في أيه؟ 

ومنحها نظرة متفحصة تشمل هيئته المذرية:
_بتجري كدليه ووشك ماله مخطوف كده، فهميني في أيه؟؟؟!

اصطكت أسنانها ببعضها وخرجت حروفها مبعثرة:
_معملتش حاجة.. مقصدتش والله مقصدت!

رمش بعدم فهم لحالتها الغريبة، وفجأة اندلعت خبطات صاخبة على باب المكتب جعلتها تنتفض بين ذراعيه، فاتجه عمران ليفتح الباب الا أنها تعلقت به متوسلة:
_متفتحش الباب.. أوعى تفتحه لأ..

منحها نظرة مشككة وراح يردد بفكاهةٍ:
_حبيب قلبه عامل كارثة وجاي يتدارى في جوزه يا ناس!!! 

وحينما تعالت الطرقات بعصبية كادت باقتلاعه قال بنظرة ضيقة:
_عملتي أيه يا مايا انطقي عشان أستعد أقابل اللي برة بأنهي وش.. مستر عمران الجنتل مان ولا عمران الوقح اللي معاه كورس من العتبة ونزلة السمان!

ابتلعت بصعوبة وهي تتعلق بقميصه كالطفل الصغير الذي يختبئ بأبيه، مما دفعه للارتباك والتخمين بأنها ولربما قتلت أحدًا... فأتاه صوتًا غليظًا مألوف يردد:
_افتحي يا بنت عثمان والله لأربيكي من أول وجديد.

أشار لها عمران وهو يتابع الصوت والطرقات:
_مش ده صوت نعمان!

هزت رأسها بتأكيدٍ، فأبعدها وهو يشير:
_طيب ارجعي أما أرحب بالخال الملزق ونستقبله استقبال ملوكي.. وبعدين نشوف حكايتك أيه؟!

حاولت أن توقفه ولكنه كان أقوى مما يجعله يخضع لقوتها الهزيلة، فحرر مفتاح الباب وإذ فجأة اندفع ذاك المقيت إليه بكل عصبية:
_هي فييييين؟

ركضت لعمران تختبئ خلف ظهره وقد بدأ الآن بفهم ما يحدث، فوقف قبالته بصلابة وقوة وصاح بعنفوان:
_مالك يا نعمان داخل بزعبيبك كدليه... هي الطيارة اللي حدفتك علينا بابها راشق على المصحة ولا أيه نظامك!

منحه نظرة محتقنة وردد بسخط:
_نعمان كده حاف يا ابن فريدة!

أجابه بسخرية ونظرة لازعة:
_لا بالكاتشب والطحينة، لخص في ليلتك دي وقول حكايتك أيه مش فاضيلك أنا دماغي فيها كلاب صعرانة بتعارك بعض، انجز بدل ما أطلقهم عليك!

ضم شفتيه بقوةٍ وصاح به:
_أما أنت قليل الأدب وعايز رباية من أول وجديد إنت والزبالة اللي اتجوزتها دي.

احتقنت رماديته بشكلٍ مخيف وجابهه بشراسة:
_لسانك لو ما اتلمش أقسملك هقطعهولك ولا فارقلي صلة القرابة اللي بينا ولا يحزنون... سبق وقولتلك لما تتكلم مع عمران سالم الغرباوي تحترم شيبتك دي وتقف عدل بدل نا وربي أدفعك تمن اللي بتعمله ده وإنت سبق وجربت لدغتي اللي مكنش ليها ترياق لعلاجها... جاهز نعيده تاني يا خال؟

ارتبك للغاية حينما تذكر ما فعلته شركات عمران به سابقًا، فهدأت أنفاسه المشتعلة وراح يستغل النقطة السائدة له بكره عمران لمايسان الذي مازال يظنه موجودًا وقال:
_يعني يرضيك اللي مراتك عملته فيا؟

استدار لمن تتعلق بقميص بعنف جعله يوشك على الاختناق من شدة لصوقه على رقبته مرددًا بخبث:
_حبيب قلبه طلع عنده حق يترعب من الخلقة العكرة اللي شافها وفقد النطق زي ما أنت شايف كده... انطق إنت وفهمني الليلة.

ابدى حيرته من طريقة تعامل عمران معها وانسجامهما معًا ولكنه صاح بعنف:
_مراتك قليلة الرباية وقعتني من على السلم!

اندهش عمران ولم يتمكن من اخفاء دهشته، فاستدار إليها مجددًا يكبت ابتسامته الواسعة وراح يردد:
_حقا يا قلب جوزه وقعتي الجضع ده من على السلم!!

هزت رأسها نافية ومن ثم عادت تهز بالموافقة لفعلتها، فعاد يتطلع له متجاهلًا اعترافها الاخير:
_بتقولك لا أهي جاي ترمي بلاك علينا ليه يا خال!!

وسعل بقوة حينما اختنقت أنفاسه من ضغط قميصه ففتح الازرر قبالة أعين نعمان وحينما انتهى منها جذب يدها إليه بضيق، ومن ثم استرخت معالمه ليطبع قبلة رقيقة على باطنها هامسًا نعومة:
_وبعدين ازاي الكف الناعم الرقيق ده يوقع الجتة اللي شبه مزلقان العتبة دي، يا أخي اتقي الله أنا مراتي بسكوتة نواعم متقدرش تعمل أي شيء في الحياة غير إنها تحط بادكير ومناكير!!

صعق نعمان وردد بعدم استيعاب:
_هي عملتلك أيه... سحرتلك؟!

ااستدار لها يجيبه مجددًا بنبرة جعلت الغيظ يندفع باوردته:
_سحرت قلبي وعيني بس أنا مش متضايق وبديها كل يوم حاجة من ريحتي عشان تزود عمايلها في السحر يمكن ربنا يكرم ويرزقنا بساحرة صغنونة كده وأوعدك لو حصل هخليها تعلمها ازاي تسخطك قرد أو خنفسه  يا خال!

.... يتبع...... اقتباس الفصل ال29... أيوب.... آديرا..... زينب........سيف....... يوسف..... ليلى....... عمران..... مايسان..... علي...... فاطيما.... جمال.... صبا...... آدهم.... شمس..... الاقوى قادم 💣

الطبقة الآرستقراطية (صرخات انثى) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن