_عُمــــــــران! اصحى يلا.
فتح عينيه بانزعاجٍ، وبصوت الناعس قال:
_خير يا آيوب، لسه ساعة عن الفجر بتصحيني ليه!ابتسم بسعادة وهو يخبره ما يخطط له:
_أنا أخدت مفتاح المسجد من بابا وهنأخد يُونس ونروح نفتح المسجد ونستنى لحد ما بابا يجي يرفع الآذان.مال على الوسادة بتعبٍ:
_ماشي روحوا وأنا قبل الفجر بدقايق هحصلكم بإذن الله.جذب الغطاء عن جسده وجذبه بحماسٍ:
_لا ما أنت لازم تكون موجود.رفع رأسه إليه من فوق كتفه متسائلًا بحيرةٍ:
_ليه يابن الشيخ مهران؟ ناوي على أيه بالظبط!حرك كتفيه ببراءة وحزن خبيث:
_ده بيت ربنا هكون ناوي على أيه يعني!واسترسل بابتسامة واسعة أقلقت عُمران:
_نويت والنية لله أسمع الناس صوتك اللي يسحر ده.اعتدل بنومته بصدمةٍ، وبات متخبطًا باختيار ما سيقول، فردد بذهول:
_عايزيني أرجع للغنى تاني وفي المسجد يابن الشيخ مهران! هي لسعت منك على الفجر ولا أيه؟أجابه وهو يتجه لخزانة الغرفة، يبحث عن ملابس مناسبة لعُمران:
_مش بالظبط.. متقلقش!أزاح الغطاء كاملًا ونهض إليه يتساءل بشكٍ:
_أمال أيه؟واستطرد وهو يجذبه بعيدًا عن الخزانة بغضب:
_وبعدين مالك بهدومي أنا مبحبش حد يلعب في أغراضي الشخصية!شمل خزانته بنظرة ساخرة، وبفتور قال:
_دي مفهاش أي جلبية بيضة تليق على الطقم اللي هنضربه.. يلا مش مهم هجبلك واحدة من عندي ومتقلقش مكوية ونضيفة ومتعطرة وزي الفل.فقد السيطرة على هدوئه، فأحاط عنقه برفقٍ وهو يهدده:
_هنطق وتقول بتخطط لأيه تاني ولا أكمل اللي بعمله وتتكل من الدنيا خالص!! أنا ما صدقت أريح دماغ أمي ساعتين كل دقيقة تنطلي!!!!وزع نظراته المندهشة بينه وبين الكف المحاط لرقبته وبحزنٍ قال:
_ الجلبية يا عُمران، الحاجة رقية بقالها ساعة بتكوي فيها، الله يسامحك يا أخي!!زفر بمللٍ، واتجه لفراشه يريح قدميه بقلة حيلة من مجابهة آيوب بعد نسخته المعدلة الاخيرة التي باتت تقربه لحدٍ صادمًا.
انفتح الباب وولج يونس بابتسامته البشوية يتساءل:
_ها جاهزين يا شباب؟طالعه عُمران فوجده يرتدي نفس الجلباب الأبيض الذي يرتديه آيوب، وما جعله مذهولًا حينما انضم لهما إيثان يرتدي جلباب أبيض ويهتف بحماس:
_حضرتلك على الفون الابتهال اللي طلبته يا آيوب!رمش عُمران بحيرةٍ، وهتف باستنكارٍ:
_ابتهال أيه! والواد ده مش مسيحي لابس كدليه!!أجابه ايثان بضحكة واسعة:
_أه إنت تقصد الجلبية يعني، شحتها من يونس عشان أجي بنفسي وأتفرج عليك وأسجلك صوت وصورة وإنت بتغني._أغني أيه!! أنا مش فاهم أي حاجة؟
لف آيوب يده من حول كتفه الذي يفوقه طولًا وقال:
_ما أنا قولتلك هخلي الناس تسمع صوتك العذب ده، إيثان حضرلك كلمات الابتهال ويونس هيظبطلك الميكرفون بتاع المسجد وكله هيبقى تمام متقلقش.برق بذهولٍ:
_مقلقش!! إنت أكيد اتجننت أنا مقدرش أعمل كده أبدًا...مستحيـــــــل!بعد عشر دقائق بالتحديد، انطلق صوت عُمران يردد الابتهال وعينيه متعلقة بهاتف إيثان لدرجة قشعرت بدنه.. فأعاد لسانه قول
«مَوّلاي إنّي ببابك قَد بَسطتُ يَدي..
مَن لي ألوذ به ألاك يا سَندي؟
أقُوم بالليّل و الأسّحار سَاهيةٌ
أدّعُو و هَمّسُ دعائي.. بالدموع نَدى
بنُور وجهك إني عائد و جل..
ومن يعد بك لَن يَشّقى إلى الأبد..
مَهما لقيت من الدُنيا و عَارضها..
فَأنّتَ لي شغل عمّا يَرى جَسدي..
تَحّلو مرارة عيش رضاك..
و مَا أطيق سخطاَ على عيش من الرغد..
من لي سواك..؟ و من سواك يرى قلبي؟
و يسمَعُه كُل الخلائق ظل في الصَمد..
أدّعوك يَاربّ فأغّفر ذلّتي كَرماً..
و أجّعَل شفيع دعائي حُسن مُتَقدّي
و أنّظُر لحالي..في خَوّف و في طَمع..
هَلّ يرحم العَبّد بعد الله من أحد؟
مَوّلاي إنّي ببابك قَد بَسطتُ يَدي..
مَن لي ألوذ به ألاك يا سَندي؟»وما أن انتهى حتى سقط أرضًا، فاقدًا كل قوته ليكشف عما خفاه عن آيوب وبسببه أتى هاربًا إلى مصر، عساه يفر من أوجاعه المختبئة داخل صندوق أسراره، ترى ما هو القادم من رواية صرخات أنثى؟
الاجابة بوضوح #الاقوى_قادم... #ترقبوا 💣
أنت تقرأ
الطبقة الآرستقراطية (صرخات انثى)
Mystery / Thrillerالجروح أدمت قلوبهن ومازالت كلًا منهن تحارب للبقاء، مذاق الألم لا يفارق حلقهن، جروحهن متشابهة ولكن لكلًا منهن حكاية خاصة هي ضحيتها، الأولى نهشتها الذئاب البشرية وتركتها كالخرقة البالية تعاني بمفردها، والثانية واجهت إنسان مريض نفسي يريد أن يُجحمها دا...