#صرخات_أنثى...(#حبيبتي_العبرية!..)
#الفصل_التاسع_والثلاثون.(إهداء الفصل للقارئات الغاليات "سهيلة فوزي"،"تغربد زينهم"،"جهاد محمود" ، شكرًا جزيلًا على دعمكم المتواصل لي، وبتمنى أكون دائمًا عند حسن ظنكم..بحبكم في الله...قراءة ممتعة 💙)
حينما تهاجمك الدنيا بكل ما فيها ، وتكسر كل عزيمة تحليت بها، وحينما تجد ذاتك وحيدًا، بائسًا، تعتكف عن الحديث والشكوى حينما تصبح دون جدوى، حينها ستجد ذاتها تنحصر بجزءٍ صغيرًا يفترشه سجادة منظمة، وملابس نظيفة، وضوءًا كاملًا واقبالًا جميلًا يليق بالله عز وجل.
هي الآن ماسدة بين يديه، تبكي قهرًا وتفرغ كل ما بداخلها، خمسة سنوات مضت عليها ومازالت تدفع الثمن من عمرها الذي فنى فتقسم بأنها تخطت السبعون عامًا وإن كانت لا تتعدى الخامسة والعشرون، تجد سكينتها على سجادتها.
انتهت من صلاتها وجلست ترفع يدها وتردد بصوتٍ ذُبح فؤاده واحتقن بأوجاعها:
_يا رب لو كان حيًا يرزق هونها عليه وفك كربه وحبسه يا رب.وتابعت ببكاء حارق وكأنها لا تحتمل نطق القادم:
_ولو كان ميت إرحمه وتقبله قبولًا حسن، يا رب لو كان عندك اجمعني بيه بعد موتي يا رب.انهمرت دموعها تباعًا واهتزت يديها وهي تشكو بانهيار:
_حرموني منه يا رب.. أخدوني منه وعذبوني يا رب... فرقوني عن أكتر إنسان حبيته وطلبته منك في كل صلاة ليا.. حرموني من حبيبي!!.... أخدوه مني وأخدوني منه يا رب.ومالت على الحائط تبكي ويدها تكبت صرخاتها خوفًا من أن يستمع لها زوجها البغيض الغافل بغرفته، فنزعت حجابها تمسح به دموعها الغزيرة وهي تهمس بضعفٍ:
_حقك عليا يا يونس... حقك عليا من ظلم الدنيا اللي شوفته كله يا نن عيني .. كنت عاجزة يا يونس.. معرفتش احاربه ولا أحارب أهلي.. هو اللي أرغمني أرفع عليك قضية الخلع هو السبب اللي فصلني عنك يا حبيبي.ورفعت يدها تحيط صدرها بموضع القلب، تطرق بها بقوةٍ:
_ده مات من بعدك يا حبيبي... مات ومبقاش له وجود من غيرك.تعالى صدرها بانقباضٍ من فرط الانفعالات التي تخوضها، تخشب جسدها الهزيل فزعًا حينما شعرت بيد ممدودة على كتفها، فاستدارت للخلف بخوفٍ غادرها حينما وجدته صغيرها.
ضمته لها خديجة وهي تسنشق رائحته بقوةٍ، وتهمس له:
_أيه اللي صحاك من النوم يا حبيبي؟أجابها الصغير فارس:
_ملقتكيش جنبي فخوفت.رفعت رأسه إليها وهي تعزز من شجاعته:
_مفيش راجل بيخاف يا فارس.. قولتلك قبل كده لازم تتعود تنام لوحدك وتعتمد على نفسك.ضمها الصغير وهو يتأمل دموعها بقلقٍ، فتناست كل ما تردده وحاوطته بكل قوتها مرددة بخفوتٍ:
_عملت كل ده عشانك وعشانه.. سامحني يا يونس!
أنت تقرأ
الطبقة الآرستقراطية (صرخات انثى)
Mistero / Thrillerالجروح أدمت قلوبهن ومازالت كلًا منهن تحارب للبقاء، مذاق الألم لا يفارق حلقهن، جروحهن متشابهة ولكن لكلًا منهن حكاية خاصة هي ضحيتها، الأولى نهشتها الذئاب البشرية وتركتها كالخرقة البالية تعاني بمفردها، والثانية واجهت إنسان مريض نفسي يريد أن يُجحمها دا...