الفصل ال50

16.5K 1.4K 427
                                    

#صرخات_أنثى..(#حبيبتي_العبرية!..)
               #الفصل_الخمسون!

(إهداء الفصل للقارئات الغاليات "نور حسام"،"عبير محمود"،"عزة عبد المنعم"،"احسان محمد"،"اسراء ابراهيم"،"سمية عبد المنعم"،"بيان الفيلات"،"ضحى عمر"     ، شكرًا جزيلًا على دعمكم المتواصل لي، وبتمنى أكون دائمًا عند حسن ظنكم..بحبكم في الله...قراءة ممتعة 💙)

أخيه الغائب يقف قبالته بعد فراقٍ دام لأكثر من خمسةٍ أعوام، قضاهم حائرًا لا يعلم إن كان حيًا يرزقُ أم انتقل لرحمة ربه، كانت أقصى أمنياته أن يعلم هل مازال حيًا أم قد قُتل، ففجأه "آدهم" بأكثر مما تمناه لدرجةٍ جعلته يقنع ذاته بأنه يتوهم، ولكن أعين أبيه الباكية تعكس غير ذلك.

حسم صراعه الجائر بأن اختطفه لاحضانه، يتلمسه ليتهيئ لتلك الحقيقة الهامه، فردد ببكاءٍ استل رغمًا عنه:
_يُونـــــــــس!!

افتقده كثيرًا ولكن رغمًا عنه عاجز عن بقائه داخل أحضانه، فهتف به مُتألمًا:
_متلمسش ضهري يا آيوب.

ابتعد عنه للخلف يشمله بنظرةٍ أكثر تفحص، وزنه الذي انتقص بشكلٍ ملحوظ ففقد كتلته العضلية التي نمت بفضل ممارساته للرياضة بالجيم الخاص برفيقه "إيثار"  ، وجهه الشاحب والمحتفظ بكدماتٍ حديثة دمائها مُجلطة وبعدها لآثار قديمة تدل على طبيعة ما خاضه، والمؤلم له هي ماذا تخفي ملابسه من اصاباتٍ؟!

انهمرت دموع "آيوب" كأمطار رعدية تهاجم دون موسمها، فأمسك كفيه بين يديه المرتعشة:
_أنا مش مصدق إنك قدامي!   أنا كنت وحيد من غيرك يا يونس.. كلنا كنا هنموت عليك ومش عارفين نوصلك.

ربت على كفه بتفهمٍ، وقال برجاءٍ لمس به آيوب انكساره:
_امسح دموعك واهدى.. من فضلك مش عايز حد ياخد باله مننا.

أبعد الشيخ مهران ابنه وفتح ذراعيه لابنه الاخر هاتفًا باحتقانٍ اكتسح نبرته:
_ابني حبيبي! 

أدمعت أعين يونس وهو يرى دموع عمه لمرته الاولى، عمه الذي اشتد عوده وهو لجواره، وحينما يحيطه شيطانه بأنه خُلق وحيدًا دون أب أو أم كان يصفع ذاته بأنه منحه شيخًا فاضل يربطه به صلة القرابة القوية، فألقى آلامه عرض الحائط وولج لحضن أبيه وهو يغلق عينيه بقوةٍ ليجابه تلك الآلآم القاتلة لاحتكاك صدره المجروح بصدر أبيه ويده التي تتلمس ظهره بحنانٍ، على الأغلب بأنه من صدمته لم يستمع لصراخه وهو يخبر آيوب بعدم ملامسة ظهره.

بعد آيوب أبيه عن ابن عمه وهو يبتسم بلطف ليخبي مفهومه:
_خلينا نطلع فوق بدل الواقفة دي يا بابا.

هز رأسه بتفهمٍ، واستدروا ليصعدوا لبنايتهم فوجدوا آدهم يقف بعيدًا بمدخل المنزل بالتحديد ليترك لهم مساحة خاصة، كان الشيخ مهران أول من تقدم منه يضمه بكل محبة وهو يردد بامتنانٍ:
_أنا عاجز عن شكرك يابني، إنت باللي عملته ده متتخيلش أسعدتني ازاي... انت ردتلي روحي بعد ما غابت عني لخمس سنين!

الطبقة الآرستقراطية (صرخات انثى) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن