ال62

21.1K 2K 716
                                    

#صرخات_أنثى...(#حبيبتي_العبرية!..)
               #الفصل_الثاني_والستون.

«اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمدًا ❤»

تطلعت لزوجها الذي يغفو بنظراتٍ عاشقة، يدها تمر ببطءٍ على خصلات شعره الفحمي، تفكر كيف كان سيكون رد فعله إن علم بالأمر؟

ربما أراد الله لها الستر عن جريمةٍ مشنة مثل تلك التي كانت سترتكبها، نهضت "فريدة" عن الفراش، تجذب مئزرها الأسود الحريري، ترتديه فوق قميصها الطويل وهي تخرج لشرفتها.

أحاطت السور بيدها وعينيها مغلقة بقوة، تستمع بنسمات الهواء الباردة قبل بزوغ الفجر، فإذا بهاتفها يصدح بوصول رسالة لها.

عادت للغرفة تبحث عنه والفضول يداعبها حول كناية من يراسلها بوقتٍ مثل هذا، فاتشحت ابتسامة رقيقة على ثغرها فور رؤية إسم "البشمهندس عُمران الغرباوي"  كما يطلق إسمه على جمسع حسابات التواصل الإجتماعي، والذي يحظى على إعجاب الملايين .

فتحت رسالته فوجدته يدون لها
«أيه اللي مسهر، فريدة هانم لحد دلوقتي؟  هزعل لو كان المنافس الجديد اللي هيشرفنا هو السبب!»

تعجبت من علمه باستيقاظها، فاذا برسالة أخرى تجيبها
«مينفعش تخرجي باللبس الخفيف في الجو ده، هتتعبي إنتِ والبيبي!»

عادت للشرفة تبحث بالحديقة الواسعة ، محددة المكان المعتاد له، فوجدته يلوح لها وهو يجلس أرضًا على سجادة الصلاة خاصته، كما اعتاد أن يقيم الليل حتى آذان الفجر.

جذبت مئزر أخر من الصوف وهبطت إليه، بالرغم من ارتباكها من مواجهته ولكنها تعلم بأنها آتية لا محالة، فلقد سبق لها مواجهة علي، وابنتها وزوجات أبنائها وللعجب بأن الجميع كان سعيدًا بخبر حملها، الا أن داخلها يتزعزع قلقًا من ردة فعل عُمران.

استمدت قوة للمواجهة وخرجت من الباب الزجاجي للردهة السفلية، متخذة طريقها إليه.

ظنها عادت للنوم فحمل مصحفه وتابع قراءته بصوته الجميل، فإذا برائحتها تداعب أنفه، فصدق واستدار لها مبتسمًا:
_فريدة هانم نزلت ليا بنفسها!

ربعت يديها أمام صدرها تطالعه بتعالٍ:
_اسمع يا ولد إنت، أوعى تساهلي معاك يخليك تتخطى حدودك معايا، متنساش انك ابني أنا، مش العكس!

سيطر على ضحكاته وهو يلمس ارتباكها وتوترها الملحوظ منه، فنهض يلملم سجادته قائلًا بثباتٍ يطمس سخريته من خلفه:
_مش ناسي والله، وعلى يدك اتحيلت عليكي أناديكي ماما أو ياما مش راضية غير بفريدة هانم، عايزة تحافظي على سنك مع جسمك ولياقتك نعملك أيه بقى!!

نجح باثارة أعصابها وسحبها بعيدًا عما يسبب لها التوتر:
_أنا حرة ومش مضطرة أبررلك شيء، حتى البيبي ده بردو أنا حرة بالاحتفاظ بيه ومش هنزله!

الطبقة الآرستقراطية (صرخات انثى) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن