الفصل ال28

18.2K 1K 100
                                    

#صرخات _أنثى..(#حبيبتي_العبرية..)
                   #الفصل_الثامن_والعشرون.

(إهداء الفصل للقارئات الغاليات "وفاء وحيد"،"اميرة علي"،"هيام حامد"،"سامية أحمد"،"أم حنين"،"ام عبد الرحمن"  ، شكرًا جزيلًا على دعمكم المتواصل لي، وبتمنى أكون دائمًا عند حسن ظنكم..بحبكم في الله...قراءة ممتعة 💙)

توقفت سيارة علي أمام الجامعة الخاصة بطب الأطفال بلندن، فاتجهت بعينيها تجاه زوج شقيقتها تشكره بابتسامة جذابة:
_مش عارفة أشكرك ازاي يا علي، مكنتش عايزة أتعبك معايا من البداية كده، كفايا إنك صممت إني أكون معاكم في نفس البيت ورفضت قعدتي في الأوتيل، وصممت إني أكون جنب فطيمة ودي في حد ذاتها كبيرة أوي ليا.

انجرف بجسده تجاه مقعدها المستكين جوار مقعد قيادته، ليمنحها نظرة مندهشة انهاها بقوله المستنكر:
_وبعدين معاكي يا زينب.. هو أنا مش نبهت عليكي وقولتلك إنك زي شمس بالظبط.. وأعتقد إنك معملتيش بكلامي لإن مفيش أخت بتفضل تشكر أخوها كل شوية بالشكل ده.

اختصرت بسمة متهكمة على شفتيها وإن كانت مؤلمة بعض الشيء:
_يمكن لإني مجربتش الاهتمام ده من اخواتي فمش متعودة عليه بس.

ينجح دائمًا بلمس أوتار الآلآم النفسية العميقة لاعتياده لمسها بمهنته، يعلم بأن البشر بأكملهم بحاجة إلى طبيب نفسي حتى وإن كان متكاملًا فمن منا لا يحمل ألمًا يدفعه لخوض مرحلة مؤلمة من جراعات لا يود ارتشافها!

تنهد علي مطلقًا صوت أنفاس مسموعه، وقال وعينيه تحيدان عن التطلع بها، بالنهاية هي تجوز له ويتوجب غض بصره عنها:
_بصي يا زينب أنا مبحاولش أمارس مهنتي عليكي، بس خليكي متأكدة إني موجود وجاهز أسمعك في أي وقت من الأوقات.. وبقولك كده لإني حاسس إن في جواكي جرح كبير بتحاولي تداريه.. يمكن ذكريات مش لطيفة جواكِ أو مثلًا تكوني مريتي بتجربة صعبة.. فصدقيني لو احتاجتي مساعدتي في أي وقت هتلاقيني جنبك.. ممكن تعتمدي عليا.

فور ذكره لتجربة سابقة احتل وجدنها صورته أمام عينيها، فانقبض قلبها وكأنه على وشك التخلي عنها ليلوذ بالفرار ، ابتلعت زينب ريقها ببطءٍ وهي تحاول تنظيم أنفاسها المضطربة لمجرد أن تذكرته، هو بالنسبة لها أبشع ذكرى، أبشع تجربة، أبشع كابوس، الأبشع في كل مقارنة ستخوضها طوال حياتها.

استعادت اتزانها وهي تحاول رسم ابتسامة تخدع بها من تظن بأنه اقتنع وانخدع بها:
_أكيد يا علي... بشكرك مرة تانية.

حررت باب السيارة وخطت بخطوات سريعة كأنها تفر من وحش يمد بساطه ليسحبها لقوقعة الماضي المؤلم، وفجأة تبلدت قدميها حينما هبط من خلفها يناديها:
_دكتورة زينب استني.

استدارت إليه ونسبه للقلب الطبيبة لاح لها بابتسامة صغيرة، فعادت له ببسمة رقيقة:
_خير يا دكتور علي!

الطبقة الآرستقراطية (صرخات انثى) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن