الفصل ال٤٦

15K 1.5K 258
                                    

#صرخات_أنثى..(#حبيبتي_العبرية!)
                 #الفصل_السادس_والأربعون.

(إهداء الفصل لقارئات الواتباد الغاليات   ، شكرًا جزيلًا على دعمكم المتواصل لي، وبتمنى أكون دائمًا عند حسن ظنكم..بحبكم في الله...قراءة ممتعة 💙)

لأول مرة يختبر ذلك الشعور، وللحق كان أصعب ما قابله طوال حياته، تلك الدقائق التي استغرقتها لتستعيد وعيها جعلته يقتل ببطءٍ ساحق، عجزًا تام خاضه وهو تسترخي بين ذراعيه باهمالٍ.

فقد عقله وتفكيره الرزين بتلك اللحظة، فلم يلجئ لأي محاولة تعاونها على الافاقة تاركًا أمرها لعمه الذي يجاهد ليجعلها تستعيد وعيها ومن جواره تجلس فريدة الباكية على ركبتها جوار جسد ابنتها التي قامت بتربيتها وأحبتها أكثر من ابنتها ذاتها.

ومن جوارهما فاطمة وزينب يتابعن ما يحدث بخوفٍ وتوتر ساد الأجواء، ضم "عُمران" رأسها الماسد على قدميه، يربت برفقٍ عليها وهو يناديها بصوتٍ تحرر عن مرقده أخيرًا:
_مايا.. فوقي عشان خاطري!

فتح "أحمد" زجاجة المياه الباردة التي قدمتها له "زينب"، سكبها بكف يده ومرره على وجهها برفقٍ وهو يناديها، فاستجابت له أخيرًا وفتحت عينيها بتمهلٍ وحذر، لتقابل وجوههم المتلهفة، ويدها تفرك جبينها بألمٍ.

رددت فريدة بلهفةٍ، ودموعها جعلت صوتها محتقن بوجعٍ:
_حرام عليكِ يا مايا وقفتي قلبي!

مدت" فاطمة"يدها لتعاون "فريدة على النهوض، فتحاملت بكل ثقلها على ذراعها مما دفعها لتسألها بقلقٍ:
_حضرتك كويسة يا فريدة هانم؟

هزت رأسها بنفيٍ ورددت بخفوتٍ ومازالت تستند على يدها:
_قعديني يا فاطيما.

عاونتها على الفور بكل محبة، ومن جوارها زينب التي أمسكت بيدها الاخرى، فوزعت" فريدة" نظراتها بينهما ببسمة غامضة.

أغلق "أحمد" زجاجة المياه وانتصب واقفًا يطالعها ببسمةٍ هادئة:
_حمدلله على السلامة يا مايسان.

وبمرحٍ قال:
_متخرجيش مع الواد ده تاني لإنه مش بس طاووس ووقح لا لإنه هيقتلك من جنانه في يوم من الأيام.

انتظر أن يجيبه "عُمران" الذي بالطبع لن يمرر حديثه مرور الكرام دون أن يشاغبه بردوده الوقحة، ولكنه مازال يحافظ على صمته بشكلٍ جعل القلق يتسرب لأحمد ولزوجته التي مازالت تتمدد أرضًا ورأسها على ساقيه.

شعر "أحمد" بأنه بحاجة للبقاء برفقة زوجته بمفردهما، فإتجه للطاولة البعيدة عنهما، فاستقامت "مايا" بجلستها حتى باتت قبالته تناديه بخوفٍ من صمته وشروده الغريب:
_عُمران!

مازالت عينيه مسلطة على المياه من أمامه بسكونٍ، رفعت كفها تقربها تضم كفه المسنود لساقه، تحيطه ومازالت تناديه باصرارٍ:
_عُمران مالك؟

الطبقة الآرستقراطية (صرخات انثى) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن