اقتباس ناري

10.9K 559 40
                                    

#الاقتباس🔥...(خليكم فاكرين إني قولتلكم بلاش 🫢)

عاد للمنزل يحمل شوق العالم بأكمله للقائها، لا يعلم كيف مر ذلك الأسبوع عليه ليعود من مصر إلى إنجلترا، صف علي سيارته بالخارج وصعد للأعلى إليها، كان يعلم بأنه سيجدها تغفو بفراشها مع قرابة الساعة الواحدة صباحًا، تلاشت ابتسامته الجذابة وتبخرت حينما وجد فراشه مرتبًا وكأنها لم تبيت يومها به!

ظن أنه سيجدها بغرفتها الجانبية فاتجه إليها يناديها بشوقٍ ولهفة:
_فطيمــه!

تجعدت ملامحه بدهشةٍ حينما لم يجدها أيضًا بغرفتها، فأسرع للطابق الأول قاصدًا غرفة والدته، طرق الباب أكثر من مرةٍ فلم يجد أحدٌ، حتى عمران وشمس، فهبط للأسفل ينادي أحد الخدم الذي استيقظ على الفور يجيبه بوقارٍ:
_ما الأمر سيدي؟

سأله علي بقلقٍ يكاد يمزقه:
_أين الجميع؟

أجابه الخادم مسرعًا:
_السيدة مايسان هاجمها ألمًا مفاجئًا فحملها السيد أحمد وذهبت برفقتهما السيدة فريدة وشمس للمشفى، أما السيدة فاطيما والسيد عمران لم يعدان بعد من الخارج.

ضيق عينيه باستغرابٍ، وجذب هاتفه مشيرًا له:
_عد لغرفتك.

هاتف علي فطيمة وعمران ولكن لم يجيبه على مكالماته، فكاد أن يجن من فرط قلقه لما يحدث هنا، كيف يتسنى لعمران ترك مايا وهي بتلك الحالة ويذهب بهذا الوقت برفقة فاطمة!!

هاجمه عقله دون رحمة، وأقصى ما يخشاه أن تكون قد هاجمت فاطمة نوبة أو حدث بها سوءًا، جذب هاتفه مجددًا وطلب أحمد الذي أجابه على الفور:
_أيوه يا حبيبي، عامل أيه؟
_أنا كويس يا عمي، طمني انت مالها مايا؟
أتاه صوته المرهق يجيبه:
_مفيش حست بتعب وعمران مكنش موجود فجبناها المستشفى.
أسرع بسؤاله لما وجده هام:
_عمران فين لحد دلوقتي وفاطيما مرجعتش؟
_عمران وفاطيما اتاخروا النهاردة، وأخر مرة كلمت عمران قالي إنه كان عنده اجتماع مهم هيأخره بره جايز يكون صمم يرجع فاطيما معاه.

أغلق علي الهاتف بعدما استمال بحديثه الهادئ عمه، وجلس على أحد المقاعد يحاول تهدئة ذاته، يكفيه أنها الآن باتت أكثر نضوجًا وقوة أهلتها للتعامل مع العالم الخارجي، ولماذا قد يشعر بالقلق وأخيه لجوارها!

اقتحم صوت سيارة عمران مسمع علي، فنهض عن مقعده واتجه للشرفة يراقبه بتمعنٍ، فاتسعت عينيه بصدمة جعلته يتجمد محله لا يقوى على الحركة قيد أنامله، وبالكد استدار بجسده ليكون مقابل لباب المنزل الذي انصاع لمفتاح عمران ودفعة قدمه الخافتة جعلته يتسع لمرورهما معًا!

اتجه عمران بخطواتٍ بطيئة للمصعد، وقبل أن يخطو منه توقف وهو يتطلع ذاك المتيبس من أمامه، فهمس بذهولٍ:
_علي!   إنت رجعت أمته؟

بقى جامدًا وجهه خالي من التعابير، حدقتيه تنخفض رويدًا رويدًا على تلك المستلقية على ذراع أخيه، وكأنها فاقدة الوعي!

الطبقة الآرستقراطية (صرخات انثى) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن