الفصل ال٤٥

17.1K 1.2K 139
                                    

#صرخات_أنثى..(#حبيبتي_العبرية!..)
             #الفصل_الخامس_والأربعون.

‏(اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلةَ حيلتي وهواني على الناسِ، يا أرحمُ الراحمين إلى من تكلني، إن لم تكن ساخطًا عليَّ فلا أبالي، غيرَ أن عافيتَك أوسعُ لي، أعوذُ بنورِ وجهِك الكريمِ الذي أضاءت له السماواتُ والأرضُ وأشرقت له الظلماتُ وصَلَحَ عليه أمرُ الدنيا والآخرةِ، أن تُحِلَّ عليَّ غضبَك أو تُنزِلَ عليَّ سخطَك، ولك العُتْبى حتى ترضى، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بك ❤)

تثاقلت رأسها بشكلٍ جعلها لم تحتمل الاستقامة بمقعد الطائرة، فمالت على ذراع آيوب الذي يتمعن بنافذة الطائرة، يروي حنينه لبلده وأهله، انتفض جسده بقشعريرة مسته جعلته مرتبكًا للغاية، لا يعلم أمازال ينفر منها أم أن عقله يحاول استيعاب بأنها زوجته وقبل أي شيء فهي "سدن" المسلمة ويإرادتها الآن باتت تعترف بما هي تنتمي إليه.

انسدل خصلات شعرها الأصفر على وجهها بأكمله، فاقترب بأصابعه يبعده عن وجهها حتى لا يزعجها، وعينيه تتشرب من ملامحها دون ارادة منه، وحينما وعى لما يفعله تنهد بضيقٍ وهو يهمس:
_وأخرة اللي إنت فيه ده أيه يابن الشيخ مهران!!

أعاد رأسه لظهر المقعد، فأغلق عينيه بقوةٍ يحاول ترتيب أفكاره الثائرة حول تلك المواجهة المفاجئة بينه وبين أبيه، يحاول إيجاد حلًا عقلاني يخرجه من ذلك المأزق بأقل خسارة ممكنة فلم يجد الا تلك الفكرة التي روادته بتلك اللحظة،  فسحب هاتفه واختار احدى المحادثات المدونة بإسم "إيثان"!
                           ******
ترك الطبق عن يده بضيقٍ من تصرفات أخيه الطفولية، هادرًا بنفاذ صبر:
_وبعدين معاك بقى يا سيف!!  مش معقول ده أنا لو بتعامل مع طفل صغير مش هيغلبني بالشكل ده!

أجابه من يوليه ظهره، يحتضن وسادته دافنًا رأسه بها:
_قولتلك مش جعان يا يوسف.. سبني من فضلك.

جلس جواره يخبره بنبرته الهادئة:
_طيب وأوديتك؟

ردد باختناقٍ تجلى بنبرته المحتقنة:
_هأخدها كمان شوية، أنا كويس يا يوسف روح إنت المركز متنساش إن دكتور علي سابه تحت اشرافك لحد ما يرجع.

تمعن به وباستغرابٍ قال:
_طيب ومديني ضهرك ليه؟

بتحفظٍ قال:
_ عايز أنام مش أكتر.

يظن كذبته تلك ستمر على من قام بتريبته، ذاك المعتوه يظن بأنه سيتمكن من خداع أبيه، جذب يوسف كتفه وهو يصر على أن يواجهه:
_بصلي وقولي مالك؟

تفاجئ ببقايا دموعه العالقة بأهدابه الكثيفة، فانقبض قلب أخيه وهدر بذهول:
_إنت تعبان؟!

ورفع يديه يفتش بالشاش الملتف حول رأسه وذراعه بعنايةٍ، هاتفًا بلهفةٍ:
_فيك أيه؟!!!

وتابع بشكٍ:
_من ساعة ما عمران مشي من عندنا وانت حابس نفسك ولا راضي تأكل ولا تشرب في أيه يا سيف اتكلم!

الطبقة الآرستقراطية (صرخات انثى) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن