-الفصل الثاني: زهور اللانتانا-

105 9 14
                                    


⋆˖⁺‧₊☽◯☾₊‧⁺˖⋆

الصمت لا يشعره بشيء من الإرتياح، ليس ووالدته تحدق به بتلك الإبتسامة المربكة وتلك الأعين التي وبغرابة قد بدت مترجية.

تنحنح في مكانه وحدق بالورود التي أخذت تذبل في المزهرية الزجاجية على المائدة محاولا التهرب من عينيها، لكن لا مفر..
سيضطر للإجابة على تساؤلاتها في وقت ما، هو يرجو أن لا تسأله الآن..

"هل ستبقى حقا صغيري؟"

اوه حسنا.. لقد فعلت على أي حال.
فتنهد بيأس وألقى نظرة خاطفة عليها ليبصر القلق وهو يرتسم في عينيها.
أتلك الأجل تستحق حقا؟
أسيرضيها ذلك؟

"لست متاكدا، سأجرب العيش هنا لبضعة أشهر.. قد لا أتمكن من البقاء لذا.. أنا لن أكذب عليكِ"

فابتسمت بخفة لكن برضا، أومأت باستسلام وأخذت تطرح كل الأمور الأخرى علها تغير من ثقل الجو وتزيح ذلك الثقل عن قلبها.

"ستبدأ الدراسة بعد أسبوع عزيزي، إن كنت ستبقى حتى ذلك الحين فسيكون علي تسجيلك بالمدرسة هنا"

زم شفتيه بجهل، أسيحتمل البقاء بمكان جديد حقا لشهر إضافي؟ الناس هنا لطفاء وهادئون، الوضع أكثر هدوءا حقا من المدينة وهذا يشعره بالإرتياح نوعا ما.

سيتغاضى عن حقيقة الطرقات الرملية بين البيوت والصخور التي تزين كل خطوة لكن باحة القرية مرصوفة بالفعل.

الجميع هنا يعرفونه -بغض النظر عن حقيقة أنه لا يعرف أحدا- لكنه بخير مع ذلك . هناك عدد لا بأس به من الفتية من عمره وهذا على الأرجح جيد.

الأمر الآن.. كيف سيطرح الأمر على حبيبته والآخرَين؟

"سأعتني بك جيداً حبيبي"

نطقتها والدته فجأة وجذبته لواقعه مجددا، ربتت على شعره ووضعت أمامه شطيرة كانت قد أعدتها لأجله حين أيقنت أن الغداء قد يتأخر قليلا بعد.

ابتسمت بوجهه بحنان، وصفعته موجة من الذنب حين استدرك فعلته. لا يكاد يصدق أنه ترك حنانها وراح يعيش مع والده.
ترك دفئها واهتمامها وتشبث بكف والده المغادر ليتركها هنا تقاسي فراقه طوال عمرها، طوال كل عام عدا من بضعة أسابيع يمضيها هنا زائرا.

"كفي عن النظر إلي هكذا أمي.."

همس متذمرا وقهقهت هي بخفة لتجاريه متخذة خطاها إلى المقعد المقابل على المائدة، أراحت جسدها عليه وبقيت تنظر إلى تقاسيم وجهه برقة وحذر.

تأملت ملامحه على مهل هذه المرة، لم تتسرع بأي لحظة ولم تفوت منه إنشا. هي تملك كامل الوقت لتنظر إلى ابنها الصغير وتتأمله. لتنظر إليه وهو ينضج ويزداد وسامة وجمالا.

 TAKE ME HOME حيث تعيش القصص. اكتشف الآن