-الفصل التاسع والثلاثين: أظنني أتوهم-

46 5 43
                                    


⚠️سيتم ذكر مشاهد تشير للعنف الجسدي والتي ستكون عادة استرجاع لموقف سابق وليس موقف حالي.

⋆˖⁺‧₊☽◯☾₊‧⁺˖⋆

شتات هو عقله الآن، عيناه تحدقان بكل صوب طوال الدقائق الطويلة التي استغرقاها حتى وصلا لهذا المبنى. أنفاسه ترتعش، قلبه يرتجف وكل ما به يحاول استيعاب ما يحدث من حوله وما قد يحدث بعدها.

ظل يمشي على أثر سيهون الذي حمل حقيبته الثقيلة وكيس من الحلويات التي ابتاعها من المتجر الصغير في الشارع المقابل. هو يمشي على خطاه، تحت ظله ويؤمن نفسه بوقع خطواته الهادئة في الرواق الخاوي.

فظل ينظر يمنة ويسرة، عيناه تترددان في محيطه على الجدران والأضوية والشقق الهادئة مغلقة الأبواب.

"هاقد وصلنا"

نطقها سيهون بهدوء كي لا يثير ذعره وتوقف أمام شقة حملت الرقم أربعة وعشرون، بابها قاتم ويعلوها مصباح صغير فوق إطار الباب يضيء هذا الجزء الرواق.

سحب الأكبر المفتاح من جيبه ودفعه بالثقب ليديره ويدير رأسه تباعا للأصغر الذي رمش بضياع بوجهه المتجرح التائه وعينيه المرتبكتين الضائعتين.

ابتسم برفق، ودفع الباب ببطء بينما يتيح للوهان فرصة المرور أولا والدخول قبله.

"ها هو مكاننا الآمن أيها الصغير"

بهت وجه لوهان، كذب ما يرى ألف مرة قبل أن يقرر أنه عاجز عن تكذيبه رغم أنه لا يكاد يصدقه.

فرمش بضياع.. نظر لوجه سيهون وابتسامته المطمئنة وشعر بقلبه يدفعه ليدخل قبله بخطى بطيئة متمهلة ازدادت ثباتا حين تبعها وقع خطى سيهون المقترب.

مشى لوهان في دهليز قصير حملت جدرانه إطارات صور فارغة وكان على يمينه باب قاتم أسود تجاهله تماما حين أنارت عينيه بمجرد فتح سيهون الأضواء.

على يمينه سريرين أحدهما تحت النافذة الواسعة ويتوسطهما طاولة زجاجة صغيرة ذات أدراج مذهبة المقابض.

هناك تلفاز على الجدار الذي يقابله تماما وأريكة واسعة توازي الجدار المقابل متوسطة بذلك كرسيين مريحين وضع كل واحد من كل صوب. وبينهم طاولة قهوة زجاجية جميلة.

ستائر كريمية، سجاد ناعم وخزانة واسعة لا يدري حتى ماذا قد يضع بها.

هو هنا..
في مكان جديد، مكان جميل.
مكان آمن..

فترك سيهون ما يحمل على الأريكة وابتسم حين استدار لوهان له بأعين لامعة مذهولة وشفاه مرتعشة ألقت الهمس بوهن حين صفعه الإدراك أخيرا.

 TAKE ME HOME حيث تعيش القصص. اكتشف الآن