-الفصل الرابع والعشرين: كي لا يُبكيك التوليب-

47 5 36
                                    

⋆˖⁺‧₊☽◯☾₊‧⁺˖⋆

دخل بيكهيون للمكتب ووجهه في حال يرثى له، لم يكن مجروحا أو متورما أبدا قدر ما كان شاحبا ومنهكا. عيناه محمرتان بشدة وجفنيه متجرحان من قسوة مسحه لدموعه.

كفاه يرتعشان من ثقل الكتب التي يحمل فوق حمله وخطاه فاترة تحاول التهرب من عيني أبراهام المحدقتان.

فترك ما يحمل على مكتبه واستند بكفيه قربهما على السطح حين استشعر تواجد أبراهام خلفه تماما.

هو يشعر بهالته وحضوره وأنفاسه كلها الآن.

يشعر بعينيه المصوبتان على الأثر الباهت للخدوش التي أحدثتها أظافره وهو يشهد ما حدث للوهان بالأمس والذي لابد أنه يراه على خلفية عنقه وهو موقن أنه سيحصل على سؤال إن لم يكن ألف سؤال وسؤال.

"استدر.."

أمره وأداره بنفسه لأنه يعلم أنه وبكتفيه المتهدلين ورأسه المنكس لا يملك القوة ليطيع.

واجهه وفورا راح كفيه يتحسسان جيب قميصه.

أبقى بيكهيون على النظر إليه بأعين دامعة محتاجة وتركه ينخفض بلمساته إلى جيوب بنطاله يفتشها كلها.

بحث في الجيوب كلها حتى بلغ الجيب الداخلي وسحب منه الورقة المطوية يفرق بين ثنياتها ليلمح الشفرة الجديدة بنصلها الحاد تلمع هناك.

فرمق بيكهيون بعتاب ودسها في جيبه قبل أن يمسك بذراعيه يكشف عنهما بخشونه وقلق.

لا يجد أي أثر إضافي.
بحث بين كل الجروح وفي كل النواحي وتبع ذلك بأن رفع كفيه يفتح أزرة قميصه الأولى ليكشف عن عنقه الخالي من أي أثر للخنق.

تفحص كل شيء دون النطق بحرف.
نظر لكل الآلام دون أن يقول شيئا وقرر حينها أنه سيواجه عينيه المنهكتان بثبات.

لكن بمجرد أن نظر إليهما انعكف حاجبيه بأسف وتهرب من ذلك بأن ارخى كفه على خلفية عنقه وجذبه نحوه ليضمه بقوة.

مسح على شعره، على عنقه وعلى كتفيه.
مسح على كل مكان قد يكون متألما الآن.

ولم يعي بيكهيون وضعه حقا إلا حين استفاق في غرفة التمريض على أحد الأسرة وأبراهام يفتح الستار ليظهر في محيط عينيه متحدثا بصوت هادئ أثناء نظره لأحدهم.

"سيكون ذلك أفضل، أنا ممتن لك آنستي.."

صدح صوت انغلاق الباب والتفت أبراهام يواجه عيني بيكهيون الذابلتان بنظرة متأسفة حاول تشتيته عنها بالابتسام.

 TAKE ME HOME حيث تعيش القصص. اكتشف الآن