-الفصل الثاني والخمسين: لم يكن ليفعل-

27 5 63
                                    


⚠️ سيتم تضمين مشاهد تشمل العنف الجسدي والاستغلال الذي قد لا يناسب البعض

⋆˖⁺‧₊☽◯☾₊‧⁺˖⋆

"لن تجده..!"

فتوقف سيهون والتفت ببطء ينظر إلى وجه أبيه، كيف لن يجده؟ سيبحث.. سيبحث عنه حتى يجده.

سيعيده وهذه المرة سيغادر هذه البلاد برمتها.

لكن اقتراب والده نحوه بنظرة منهكة أربكه تماما.

"لن تجده، لم يره أحد. لا أحد يعلم أين وضعه والده"

كيف؟ كيف لم يره أحد؟
كيف لا يعلم أي شخص؟

كيف بحق الإله تركوه يأخذه بعد كل ما فعل به؟

"لقد كدتَ تموت، توقف قلبك بالفعل. لولا ذهابي خلفك لما أنقذك أحد.."

ووجد نفسه ينظر لرماديتي والده بتردد، باستعطاف وانكسار.

ماذا لو أنه تركه؟ أكانت هذه الفوضى لتنتهي؟
ماذا لو أنه تركه؟ أكان لوهان ليعيش من بعده بسلام؟

"لقد حاول لوهان إبعادي عنك لكني أخذتك، لو كنت أطعته لما كنت حيا الآن"
"لـ..لم يكن ليفعل"

لم يكن ليطلب منه تركه إن كان الأمر يعني سلامته.

لم يكن يريد تصديق كلماته، خشي أن يفعل وويدرك أنها كذبة أخرى. خشي أن تنكسر الصورة الباقية عن أبيه.

لكن ذاك الجزء العطوف منه فعل .
جزء صغير من روحه المتشبثة بأبيه قرر التصديق.

جزء صغير جدا كان هو فتات الثقة الباقية.
من قد ينقذه عدا والده؟ بالطبع ليس لوهان الذي كان مريضا ومقيدا.

فأومأ نافيا بمرارة، لوهان لم يكن ليبقيه، لم يكن ليبقيه كي يحميه من العذاب. كي يحميه من كل ذلك كما اعتاد أن يفعل.

وبينما هو يحاول استذكار لوهان وأمره عاد صوت والده يشتته حين اشتد رفقا ودفئا على عكس العادة.

"سيهون بني، لا أحد يعلم أنك عدت، ابقَ في المنزل حتى يهدأ الوضع أو عد للمدينة وابق بعيدا عن هذه الفوضـ.."
"لن أعود دونه"

فاغلق والده عينيه بقوة وتنهد بانزعاج، لا يكاد يصدث حقا أنهما لازالا متمسكان بما يفعلان.

فتخصر واستدار يشيح بعينيه عنه قبل أن ينظر إلى وجهه محاولا كبح غضبه، لقد أصيب سيهون بسكتة قلبية ونجى بأعجوبة.

 TAKE ME HOME حيث تعيش القصص. اكتشف الآن