-الفصل الثاني والثلاثين: أنا حي-

37 5 52
                                    


⚠️سيتم التلميح للعنف الجسدي

⋆˖⁺‧₊☽◯☾₊‧⁺˖⋆

انتهيت؟"

سأله بحدة وأخفض لوهان وجهه مترددا بإيماءته.
تنفس بخفة، وهمس معترفا من فوره، لابد أن بيكهيون سيرى قطع الدجاج الباقية.

"في الحقيقة.. أنا.."
"لمَ لم تنهه؟!"

أنبه بيكهيون ودفع عينيه للإرتفاع نحوه بصدمة، فرسم ملمحا مشمئزا على وجهه وبحدة أمره.

"أنه الطعام، أنا لن آكل بعد أن وضعت يدك بصحني"

لم يكن قوله محزنا.
كان لوهان بحاجة لسماع ذلك.

فاستدار بتردد يتبعه، هو جائع، قد يبقى لبضعة أيام أخرى وقطعة الخبز لا تكفيه.
هو يريد أن يأكل حتى يتمكن من احتمال أي ضربة أخرى، كي يستطيع الاستمرار بكل هذا..

وكي يملك الطاقة الكافية ليلتقي بسيهون مجددا.

التقط بيكهيون حذائيه من الخزانة الصغيرة قرب الباب وجلس على الأريكة بهدوء يلبسهما على مهل.
لم يعد وقت الصلاة مهما، سيعذره والده إن دخل لاهثا مستعجلا. سيعذره حتما لكنه لن يعذر لوهان أبدا إن علم أنه خرج من النافذة هربا. أو أنه تناول الطعام جوعا..

فعقد أربطة الحذاء جيدا وأدار رأسه ببطء ينظر إلى الطريقة المستعجلة التي حشر بها لوهان الطعام بثغرة.

الطريقة المتخوفة التي يرتعش بها كفيه أثناء تجهيزهما للقمة أخرى بعد أن يفرغ حيزا من ثغره.

"على مهلك.."

نطقها وغادرته أشد رفقا مما أراد أن تكون، فومض بتفاجؤ حين التفت لوهان ينظر إليه بأعين باكية متحسرة وتحمحم بخفة أثناء ميله مجددا متظاهرا بربط حذاءه الذي ربطه بالفعل توا.

"أنت تأكل كالخنزير، أترى الآن لمَ لا تأكل معن"

وصدح صوت الشهقة يرجف أوصاله ويعيد أنظاره للآخر الذي أجهش بالبكاء أخيرا. ثغره ممتلئ وكل كدماته تنطح ألما فيما كفيه المرتجفان أسقطا ما يحملان في الصحن مجددا رفقة رموعه التي أخذت تتساقط عن وجهه إليه بدورها.

كان صوت بكاءه عاليا، مسموعا ومبكيا لدرجة دفعت شقيقه لزم شفتيه وعض لسانه مؤنبا نفسه على ما قال. كان ذلك قاسيا.. كان ذلك أقسى مما أراد..

وهو لا يعرف أن لوهان مكسور كفاية مما جرى مع سيهون.

"أ..أنا آسف.."

 TAKE ME HOME حيث تعيش القصص. اكتشف الآن