-الفصل التاسع: لا تخبر أبي-

58 6 15
                                    

⚠️سيتم تضمين مشاهد تجسد العنف المنزلي

⋆˖⁺‧₊☽◯☾₊‧⁺˖⋆

في بعض الأحيان يعجز سيهون عن استيعاب ما يقال، هو ليس متاكدا أين هي المشكلة. هل هو بطريقة ما أحمق؟ أم أن ما يقال كذب؟

يشغل السؤال باله في كل مرة يبدأ بها لوهان بالحديث عن شيء حدث معه. حادثة، مشكلة أو خلاف أدى لجرح أو ندبة دائمة.

يبتسم بغض النظر عن ما سوء ما يقول، ويبدو في أوج سعادته حين يصرح بأن الضربة التي نالها لم تترك أثرا خلفها.

"ماذا كان خطؤك مجددا ذكرني؟"

سأله بفضول محاولا ربط المشهد اللا إنساني الذي ظهر برأسه بسبب منطقي. وأدار الأصغر وجهه إليه بابتسامة لطيفة وديعة يجيبه أثناء صنعه ضوضاء خافتة لصوت تحريك قدميه في النهر.

"لقد رفضت معانقة أحد القساوسة الذي يعرفهم، أناس في مراكز أعلى على ما أظن. عرضته لموقف محرج لذا عاقبني"

وأعاد عينيه للماء الجاري أمامه، إنه دافئ، الشمس تتسرب من بين أوراق الشجر وتنعكس على السطح لتضفي على نسمات البرد الخفيفة دفئا محسوسا جميلا.

إنه الربيع على ما يبدو، الجوء أدفأ من المعتاد وكل شيء نضر ولامع. لم يلحظ لوهان كل هذه الألوان والأطياف قبلا، لم يمعن النظر لشيء حوله أبدا لأنه كان دوما هنا.

أهو وجود سيهون، أم أن الربيع كان دوما لامعا؟

"إذا والدك عاقبك لأنك وضعت حدا للتلامس الجسدي بينك وبين أناس جدد؟"

سيهون يصيغ الأمر دوما بشكل مختلف، شكل موجع يدفعه للتفكير برد الفعل الذي تلقى مجددا.

أخفض وجهه دون الرد، لقد كان مقتنعا أن فعلته كانت نوعا من الوقاحة وأن عقابه كان مستحقا. الآن بعد أن صاغ سيهون الأمر بشكل أوضح.. يبدو أنه كان مخطئا مجددا.

"والدك غريب أطوار يا فتى، إن فعل والدي ذلك كنت لأترك البيت في الحال"

وضع حلا.
واحد أيقن لوهان أن تبنيه إياه سيُحدث مشكلة لن تنتهي حتما.

"أنت تملك مكانا آخر تلجأ إليه"

وضح لوهان الفرق الراسخ بينهما دون أن يواجه عينيه. ترك سيهون يترقبه ويمعن النظر بتفاصيل وجهه المنهكة.

لايبدو أنه تخطى ما قاله والده بعد.
لازال قلبه مكسورا.

"يمكنك اللجوء إلي"

 TAKE ME HOME حيث تعيش القصص. اكتشف الآن