-الفصل الرابع والخمسين: الوحش-

38 5 44
                                    


⋆˖⁺‧₊☽◯☾₊‧⁺˖⋆

كرهت روز اليوم الذي نطقت به نذورها وضمت يدي كريستيان بيديها.

سمعت ما دار بينه وبين سيسيان بالأمس، وعرفت حينها أنها عايشت رجلا لا تدرك عن ماضيه شيئا.

ضاعت بين كل كلمات سيسيان.
بدءا من شكواه عن حقيقة أن سيهون ليس كوالده، وختاما بصوته الساخر حين كرر كلمات كريس..

أخي..

لم تعرف شيئا كهذا.
عايشته لما يقارب الأعوام الثلاثة عشر دون أن تدرك شيئا من ذلك.

لزم كريستيان الصمت حال عودته وأعرضت هي عنه بضم هاتفها وترقب الرسائل والمكالمات بانتظار رنينه بمكالمة من سيهون يطمئن قلبها المرتجف.

فظلت تحدق بهاتفها بقلق، سيتصل سيهون بأي لحظة ليطمئنها. سيخبرها أنهما في طريقهما بالفعل.

لابد أنهما بأمان.
عليهما أن يكونا بعيدين الآن.

وبمجرد أن رن هاتفها انتفض بدنها وأجابت دون أن تمنح نفسها لحظة للنظر إلى اسم المتصل..

ضمت الهاتف لأذنها بكف مرتجف وسارعت بالرد بصوت مهتز مشتاق.

"سيهون.. هل وصلتما صغيري؟"
"سيهون مصاب..!!"

ظهر صوت نوح مذعورا وسط موجة من الأصوات المتخبطة الأخرى، صوت عويل وسحق أوراق جافة تحت الأقدام إلى جانب حفيف الأشجار ولهاث مسموع.

"لوهان..!! أنت بخير؟!! هل أصبت؟!"

صاح ديان فور أن لمح الأشقر من مسافته هذه يضم جسد سيهون بوجه خاو هلع وأعين باكية تنزف حسرتها عجزا.

"اتصل بالاسعاف بسرعة..!!"

صاح ديان بنوح وانقطع الخط من فوره يقيمها على قدميها المهتزتان لترجف بنهوضها وشحوب وجهها بدن كريستيان برمته وتنفضه من بعقته مترقبا بقلق.

كان الجو مثلجا، كان الهواء قاسيا وفستان روز كان خفيفا. لم تفكر بارتداء شيء يقيها برد الشتاء بل تراكضت دون هدى إلى الغابة وخلفها كريستيان الذي يتبعها بضياع.

أنفاسها تضطرب وبرودة الهواء أثلجت صدرها المذعور أثناء ركضها المتخبط وسط الجذوع العالية للأشجار.

ظلت تعدو لاهثة.. عليها أن تتأكد بنفسها.
لقد حرص كريس على أن لا يصيبهما.
كيف حدث ذلك؟!

كيف أصيب؟!

يستحيل أن طلقات سيسيان العشوائية أصابته.

 TAKE ME HOME حيث تعيش القصص. اكتشف الآن