-الفصل العشرين: مترين ومتر-

36 6 31
                                    

⋆˖⁺‧₊☽◯☾₊‧⁺˖⋆

كان لوهان بقمة سعادته اليوم، قلبه يتقافز بتردد لكنه سعيد. سيهون آت لمنزله، بل.. لغرفته.

بالطبع لن يرضى والده بقدومه لذا هو دعاه لغرفته..
لقد ترك وجبته لليوم كي يتناولها سيهون وحاول ترتيب المكان بقدر استطاعته، مسح النافذة بقطعة قماش مهترئة كانت قميصا له كي لا تتسخ ثياب سيهون حين يدخل منها.

ووقف وسط الغرفة ينظر لأرجائها برضى..

وبمجرد صدوح صوت الطرقة على الزجاج تراكض فورا ليفتح النافذة بوجه مبتسم سعيد ومتلهف.
إلا أن وجهه دفع سيهون للعبوس حين لمح كم الجروح الجديدة على تقاسيمه، و لاتساع ابتسامته اضطر للابتسام برفق قبل أن يدخل وينظر للأرجاء بوجه حاول أن يتحكم بتعابيره.

فانكسر حاجبيه فورا حين لمح الطلاء المتشقق والجدران الرطبة، الأرضية الخشبية الباردة وسريره الصغير الضيق والذي لم يبدو مريحا البتة.

لا سجاد، لا اغطية عدا من ملاءة السرير التي تكشف كم الأوساخ والدماء التي تغطي المرتبة القطنية الصلبة.

فتلاشت بسمته والتفت ببطء لينظر إلى الأرجاء..
ونظر إلى لوهان .

كان ينظر نحوه بلهفة، بلطف وبابتسامة شديدة النقاء.
واحدة لم تدفعه إلا للابتسام بأسف.

"مرحبا.."

نطقها لوهان بلطف بينما يشابك كفيه معا خلف ظهره ويتمايل بسعادة. وبهدوء ردها سيهون بينما يحاول إبقاء ابتسامته..

"امم.. مرحبا"
"ما رأيك؟"

وأشار لمحيطه بحذر.. لكنه كان واثق بما يفعل، لأنه قاوم الدوار والصداع منذ الصباح ليرتب المكان..

"جيد.."

جيد؟

فسقطت ابتسامة لوهان ببطء ونظر حوله بصمت قبل أن يرد بابتسامة مرتبكة هادئة.

"غرفتي أصغر من خاصتك، وأبرد..لكنها جيدة صحيح؟"

وانتظر تلك الإيماءة التي أومأها سيهون على مضض ليبتسم فورا باتساع قبل أن يمسك برسغه ليسحبه خلفه ببهجة فيما يشير إلى الحمام.

"انظر.. هناك حمام بغرفتي.."

وفتحه دون أي تفكير بما حدث نهار اليوم..
فكان أول ما أبصر هو الدماء التي لطخت الحوض وتلك التي تعلقت بالحواف الحادة للمرآة المهشمة.

فسقطت ابتسامته فورا وحدق سيهون بذعر قبل أن يترنح للخلف حين دفعه لوهان للخارج فورا مغلقا الباب.

 TAKE ME HOME حيث تعيش القصص. اكتشف الآن