-الفصل السادس والأربعين: فرصة أخرى-

43 5 83
                                    

⋆˖⁺‧₊☽◯☾₊‧⁺˖⋆

"سأذهب اليه"

نطق سيهون بصوت متخوف عازم واتخذ خطوة شده نوح بها بقوة يوقفه ويؤنبه.

"ستدمر كل شيء إن فعلت، دعه يحاول أولا.."

فعاد بعينيه إلى المعني، نفى رافضا ورأى لوهان يمشي بالزحام باحثا عنه، يسأل بعض المارة، ينظر ويبكي ويضرب صدره المنقبض عل الأمر يهون.

لكنه لم يهن، لا عليه ولا على سيهون الذي كان متخبطا بوقوفه هنا. نوح يمسكه جيدا، يشد على ذراعه بقوة وكلاهما يترقب الجسد البعيد للأصغر الباكي.

ماذا يظن الآن؟ أسيظن أنه تركه؟

أسيظنه تعمد ذلك حقا؟ هل سيؤنبه؟ هل سيعاتبه؟

هل سيلومه ويخبره بشعوره أم سيلزم الصمت؟

هل سيتمكن من الذهاب إلى البيت وحده؟
أسيتمكن من فعلها حقا دون أن ينهار؟

"لا بأس.. هو بخير سيهون"

تمتمها نوح مهدئا ولم ينجح بتهدئته أبدا.

لأنه لم يكن بخير.

هو هناك يبكي وينادي، وسيهون قربه يتخبط ويحاول التملص منه.

فأغمض لوهان عينيه بقوة وببطء هو ضم نفسه مربتا على كتفيه بضعف، لازال يبكي. لكن يبدو أنه يحاول التحكم بالأمر أكثر.

لذا توقف سيهون عن المقاومة ووقف يترقب الأمر وحسب. يبدو لوهان.. يبدو أنه يهدأ..

أومأ الأصغر لنفسه ببطء، تنفس بعمق وفرق بين شفتيه هامسا أثناء سحبه للمال والورقة التي تحمل العنوان من جيبه.

"سـ..سيهون سيجدني.."

وأخذ يتلفت باحثا عن أثر لسيارة أجرة. أين يجد واحدة في هذا الزحام؟ أهو هادئ كفاية ليعود وحده؟

فنفى ردا على نفسه.. حاول التركيز على أنفاسه لكنها عادت تتخبط وتضيع في هذا الزحام الخانق. مشى بضياع على طول الطريق إلى حيث وجد كرسيا فارغا يجلس عليه.

لملم شتات نفسه لأنه لا يرى سيهون بأي صوب، لا أحد سيعتني به.
عليه أن يبقى واعيا كي لا يجده والده..

"أنا بخير.. أنا بخير.."

همسها مربتا على صدره ونظر لأول سيارة أجرة قبل أن يلوح من فوره دون أن يعي فعلته حتى.

ربما إن عاد للبيت سيكون بخير، ربما هناك سيهدأ.

"علي اللحاق به.."

 TAKE ME HOME حيث تعيش القصص. اكتشف الآن