-الفصل الخامس والأربعين: البيت بيتك-

41 5 56
                                    

⋆˖⁺‧₊☽◯☾₊‧⁺˖⋆

"سيهون يكتب مذكراته أيضا.."

ومض لوهان لذكر الاسم، منحها اهتمامه كله ومشى خلفها بينما تتجول هي بين الأرفف تبحث عن ضالتها.

"حقا؟ هو لم يذكر ذلك أبدا.."

رد بتفاجؤ ورآها تومئ بثقة بينما توضح وتبرر دون أن يسألها عن التفاصيل حتى، بدا الأمر كما لو أنها تحاول إخباره بشيء عزم سيهون إخفاءه عنه.

"كانت هذه نصيحة طبيبه كما تعلم"

هو لم يعلم.
ولم يتوقع سماع ما تلا ذلك أبدا.

"لقد أصيب بنوبات قلق في الأشهر الست التي أمضاها بعيدا عنك، كاد فرط قلقه عليك يميته.."

شحب وجهه، انقبض قلبه وتسمر في بقعته حين تخطته هي متابعة مشيها في المحيط دون أي ذرة اهتمام.

رمش بضياع يجذب نفسه عنوة من رأسه وعاد يسرع إليها مستفسرا هذه المرة بصوت مرتعش مكذب.

"نوبات قلق؟"
"امم، اضطر لزيارة طبيب نفسي والانتظام على جلسات يومية لتتناقص"

كل هذا جديد.
يستحيل أن هذا حدث.
يستحيل أن سيهون يخفي هذا القدر عنه.

فابتسمت هي خفية وعادت ملامحها تحيد ببساطة حين ارتشعت شفتاه وتخبطت أنفاسه وهو يتبع سؤاله الأول بسؤال.

"لـ..لماذا؟ أعني.. ما سبب ذلك؟"

زمت هي شفتيها تفكر، لكنها لم تكن تفعل.
كانت تبقيه معلقا وحسب.

تبقيه هكذا بين شعور الذنب وشعور الألم لبضع دقائق حتى قررت منحه إجابة وحسب.

التصريح بالأمر كان كافيا ليكسره.

"عمِل بثلاث وظائف جزئية ليشتري الشقة.. سبع ساعات بكل واحدة وثلاث ساعات للراحة ضاعت منها ساعة بجلساته"

ارتفع صدر لوهان وانخفض بتخبط، نفى برأسه مكذبا ما قالت لكنه كان قد صدقها بالفعل.

وظيفة واحدة لم تكن لتأتي بشقة وتؤمن حياته لما يقارب الشهور الأربع، وظيفة واحدة لم تكن لتؤثث شقة وتؤمن طعاما.

سيهون الآن لا يعمل، لا يفارقه لذا هو ينفق مما ادخر بلا شك.

"أظن أن ضغط العمل وتفكيره المستمر بحالك كان يؤرقه.. آه عزيزي المسكين.."

وتابعت طريقها كأن قولها لم يكن.

تابعت كأن لهاث لوهان وبكاؤه الضائع لم يكن.

 TAKE ME HOME حيث تعيش القصص. اكتشف الآن