⋆˖⁺‧₊☽◯☾₊‧⁺˖⋆عقله عاجز عن استيعاب ما حدث، عاجز عن فهم الموقف أو السبب أو الفعل نفسه.
أهذه الحفرة هي التي كان بها بالأمس؟
تساءل وهو يشد على حقيبته بأكفف مرتجفة نسيت معنى الثبات أو أثره. نظر لعمقها، وشعر بجلده يقشعر ذعرا.
أكان بعمقها يتوسل ويبكي؟
بعنقه المنحور وروحه المغدورة؟لحظة.. أهو حي الآن حتى؟
ألم يقتله شيء مما حدث؟
ورفع كفه المرتجف يمس الضمادة التي تلف عنقه بذبول وتكذيب، رفع ياقة كنزته التي تستفل قميصه المدرسي وبخطى متخبطة ضائعة هو مشى يتخطى الحفرة.. يتخطى قبره الذي لازال مفتوحا ينتظر اللحظة التي سيلتهم بها جسده مجددا.
مشى وشعر بقدميه تغرسان بالأرض، كل بقعة طين كانت تجذبه للأسفل إلى حيث ينتمي، كل الأرض كان تريده تحتها وكل خطواته كانت تجاهد ليهرب وينجد نفسه منها.
أنفاسه تتذبذب وصدره يتزلزل إثر قسوة نبضه فيما عينيه مغشيتان بحفنة من الطين والمطر.
الحياة تضيق، الدنيا بوسعها والسماء بعلوها تنطبق وتضيق عليه، هو محصور بين سبع سماوات وأراضي وآلاف المنازل والأشجار.
هو محصور بين كل الزوايا والآفاق.
حبيس كل خطواته، فقيد اللاشيء."لوهان"
شهق بصوت مسموع كاد يتقيأ به رئتيه واستدار من فوره بعد أن انتشلته اللمسة الخفيفة على كتفه من قلب الأرض التي زارها حيا لمرة تالية.
فحدق بسيهون المستنكر بأعين جاحظة ضيقة الأحداق مذعورة، بأقدام مغمورة بالطين وأنفاس لا تكفي ولا تعين.
"هل أنت بخير؟ كنت تمشي بالطين دون هدى"
تمكن لوهان أخيرا من استيعاب لمسته لكتفه، فانتفض متراجعا عنه وظل يواجه عينيه بأعين هلعة راجية.
واحدة ود لو أن والده يلين لها يوما.
"ماذا بك؟ هل أذاك والدك مجددا؟"
تساءل، وعاد يقترب، فتراجع لوهان بخطوة سريعة متخبطة أبقت حذاءه مغروسا بالطين وأسقطت بدنه برمته أرضا ليتلطخ ما كان باقيا منه.
الأرض تبتلعه. هو يغرق.
سيعود..
سيعود..فأخذ يتحرك حيث هو محاولا الإفلات من الطين، استقام بصعوبة تاركا حقيبته تسقط قرب حذاءه وتاركا ما بقي من وعيه وإدراكه يتناثر على أثر خطواته المبتعدة.

أنت تقرأ
TAKE ME HOME
Fiksi Penggemar⊹ ࣪ ˖ لقد عافيت روحًا لم يمسَّها البشَر إلا بالأَذى. كنتَ الوحيدَ الذي مسَّها بكلُّ هذا الحنان، الوحيدُ بينَ ألفِ إنسيٍّ وإنسيٍّ أذاني، كنتَ أنت من ضمَّني واحتواني كوِجدانٍ. كآدميٍّ، كإنسان. لم تُبصرني يوماً بطرفِ عينيكَ اشمئزازاً، لم تُبصرني كما لو...