⋆˖⁺‧₊☽◯☾₊‧⁺˖⋆الظلال تتمازج مع محيطه، تعمه وتغمره وتبتلعه شيئا فشيئا. لقد سمع شجارا حادا منذ بضع دقائق ربما، وعلم مما سمع أن بيكهيون يتهرب من شيء ما.
من أمر والده بإحضار أستاذ النقل لعشاء ترحيبي لطيف. لا يملك أدنى فكرة عن سبب عناده ورفضه المستميت وتحججه لأسبوع كامل لكنه يعرف أن المنزل بات حطاما بفعل شجارهما المتتالي والمتكرر.
هو يشعر بالعياء.
سيهون لم يظهر، منذ بضعة أيام طويلة بعد أن ودعه باكيا ونظر لظهره متأسفا على الجدال الطويل المؤذي الذي تكرر بينهما.هو يكره أنه يثير حنق سيهون.
وسيهون يكرهه لأنه يثير حنقه."توقف عن ضربي لقد أخبرتك أنه لا يستطيع..!!"
صاح بيكهيون وكان الصوت أكثر قربا ووضوحا هذه المرة، وقع خطاه على الدرج صاخب وصراخ والده خلفه أعلمه أنه لن ينتهي حتما باختباءه خلف باب غرفته.
"بالطبع لن يستطيع أيها العاهر..! أنا أعلم أنك تخفي شيئا..!! أنا أعلم إلى أي مدى بلغتما..!"
"لم يحدث شيء توقف عن قول ذلك..!!"عاد يصرخ بحرقة وصفع باب غرفته بوجه والده حين تهجم عليه بنية تهشيم عظام وجهه.
مر صمت طويل توعد به والده بخفوت، بحنق وهسهسة خفيضة وضحت حين اقترب صوت وقع خطاه من بابه الموصد. اندفع المفتاح في القفل وانفتح الباب أخيرا لتلفحه موجة من الدفء اشتدت حين اقترب والده منه يرجف أنفاسه ويسكن عقله لوهلة.
"تريد أن أسامحك صحيح؟"
سأله، ومرت بضع ثوان رمش بها الأصغر بوهن قبل أن يومئ برجاء. توسله أن يفعل وحبى إليه بلهفة حين علم أنه لن يؤذيه.
ارتسمت بسمة مهيبة على شفتي أبيه، اعتمت عينيه وجثى أمامه ليحتوي وجهه بين كفيه ويمسح على جلده برفق. حفز كل دموع الأصغر للظهور بفعلته، قبض قلبه وهشم ثباته وذكره بجسده الذي يحمل حرقا لم يتعافى بعد.
أحاله لكتلة محتاجة من الوجع وغمره بالأمان لبضع ثوان. رفع الأصغر كفيه المرتعشين ليمسح على كفي والده بجشع توقا لدفء لمسته."امم؟ هل تريد ذلك؟"
"أجل أبي.."تمتمها، علم أن والده لن يسمعه لذا أومأ تباعا باستماتة ليلقى لمسة أشد رفقا تمسح دموعه وتهون كل جراح قلبه.
"إذا أنت ستنصت لي صحيح؟ أنت الوحيد الذي سيطيعني أوليس؟"
بالطبع، سيفعل أي شيء لينال الرضا، سيُخضِع كل حواسه وأفعاله وأفكاره ليلقب بالوحيد مجددا. لينال هذه اللمسة الفاترة على جلده البارد. ليُنظر إليه بأعين متأملة صابرة.
أنت تقرأ
TAKE ME HOME
Fanfiction⊹ ࣪ ˖ لقد عافيت روحًا لم يمسَّها البشَر إلا بالأَذى. كنتَ الوحيدَ الذي مسَّها بكلُّ هذا الحنان، الوحيدُ بينَ ألفِ إنسيٍّ وإنسيٍّ أذاني، كنتَ أنت من ضمَّني واحتواني كوِجدانٍ. كآدميٍّ، كإنسان. لم تُبصرني يوماً بطرفِ عينيكَ اشمئزازاً، لم تُبصرني كما لو...