-الفصل الخامس والستين: موعد-

28 4 26
                                    

⋆˖⁺‧₊☽◯☾₊‧⁺˖⋆

قص لوهان الأوراق عن عود الوردة التي يحمل ليضعها قرب الأخريات اللاتي اصطففن قرب بعضهن على الطاولة الخشبية أمامه بين عدد من الزينة الأخرى.

ابتسم برفق حين وخز شوك الوردة كفه وعاد بحذر يصفها قرب بعضها ويلف أعوادها بشربط لاصق قبل أن يرخيها على ورقة التغليف الزهرية الجميلة وينهي ذلك بلف شريط ذهبي رقيق عليها.

نظر للشاب أمامه بابتسامة ناعمة ودودة وناوله الباقة لينال منه ابتسامة واسعة في المقابل ونظرة مذهولة معجبة بما فعل.

"اوه إنها تبدو رائعة"

أثنى معجبا وسحب البطاقة من جيبه ليمررها على الجهاز الموضوع على الطاولة قبل أن يلوح ببسمة لطيفة مودعا وهو يدفن وجهه في الباقة ليشم عطرها.

"طاب نهارك سيدي"

نطقها لوهان بنبرة ودودة وهنة ولاح بوداع للشاب ليعم الصمت من جديد. سقطت ابتسامته شيئا فشيئا، تلاشت ولم تعد تجد لنفسها مكانا على وجهه ولو كذبا.

خوت أفكاره وانحصرت كلها بسيهون الذي يجول الأرجاء بخطى متمايلة لطيفة وأعين متسائلة فضولية تركزت على زهور الأوركيد بالوعاء الفخاري الضخم الذي يحويها.

فرقت نظرته وانكسر حاجباه أثناء ترقبه للمسته الرقيقة على بتلة الزهرة أمامه.

"هل تريد باقة أوركيد سيهون؟"

تمتمها متسائلا ولم تبلغه إجابة سوى التفاتة سريعة وابتسامة عابثة مكشوفة من الآخر الذي عاد لما كان يفعل وحسب.

هذا الطيف يتمرد..
لكنه لا يملك أي خيار، لا شيء عدا اعتماده على الشيء الوحيد الذي يربطه بسيهون الآن. عقله التالف.

سيصدق أن سيهون يريد باقة أوركيد هذه المرة.
سيصدق أنه جاء بالفعل ليخبره بطريقة ما أنه سئم زهور التوليب البيضاء المعتادة.

وها هو ذا يعدها بالفعل باستسلام، سيذهب لزيارته أبكر من المعتاد اليوم ليعطيه إياها عوضا عن تجوله في الأرجاء وعبثه بالأزهار.

أعدها بدقة وحب، لفها بقلبه قبل أن يفعل باوراق التغليف وأمسكها ليفحصها بوهن.

هل يريدها حقا؟

تساءل بضعف ووهن ونظر إلى طيف سيهون الذي كان يقف مقابلا للواجهة يحدق عبرها إلى نقطة ما.

تساءل عما قد يلفت انتباهه بهذا الشكل الآن، وما كاد يدير رأسه حتى صدح صوت الجرس المعلق بالباب وظهرت لورا بوجهها المضيء وابتسامتها الواسعة تلقي تحيتها.

 TAKE ME HOME حيث تعيش القصص. اكتشف الآن