-الفصل الثالث والخمسين: أرجوك ابقَ حيا-

32 4 71
                                    


⚠️ سيتم ذكر مشاهد تجسد العنف

⋆˖⁺‧₊☽◯☾₊‧⁺˖⋆

فقد سيسيان عقله.

هذا كل ما جال ببال كريس وهو يترقب قدوم الشرطة لأخذ ابنه. وهو ينتظر سماع أقوال سيسيان بشأن ما حدث.

لكن شيئا لم يحدث.

أقيمت جنازة ودُفنت الجثة دون أن يُنطق حرف بهذا الشأن.

وهذا بحد ذاته أربك أمانه وزلزل ثباته ودفعه للذهاب بقلب مذعور إلى بيته يطرق بابه بيده بعد أن أقسم أنه لم يدنو إليه أكثر.

لكن عليه أن يرى ماذا يجري، كيف لم يتصرف سيسيان بشأن مقتل صديقه المقرب على يد ابنه.

على يد ابنه هو من بين كل الناس..

كيف لم يطلق الرصاصة؟
كيف لم يودي بحياة عائلته كلها كيف أبقاهم أحياء؟!

فانفتح الباب وظهرت أماندا بوجه ذابل شاحب وجسد هزيل منهك ارتد ضد الجدار حين دفعها واندفع داخل البيت يبحث عن أثر لسيسيان.

ودون البحث حتى..
كان في غرفة المعيشة الرئيسية جالسا يحدق بالجدار بكل هدوء.

هذه إشارة خطر.
هدوء سيسيان لم يكن يوما جيدا.

"سيسيان.. أرجوك اعفو عنه"

لم ينطق المعني بحرف.
لم يدر رأسه إليه ولم يرمش.

وهذا ما دفعه للتوسل أكثر بين لهاثه وأنفاسه المتخبطة ورجفة قلبه ويديه.

"سأعاقبه مجددا، سأعاقبه مجددا إن كان هذا ما تريد لكن أرجوك لا تمسه بسوء"

هل هذا يفي بالغرض؟
أهذا كافٍ؟

فرفع المنصت حاجبيه وسحب نفسا عميقا استقام بعده ليواجه تزلزل كريس بثبات تام.

رد فعل لم يتوقعه بعد موت أدريان.
بل بعد مقتله بتلك الطريقة الوحشية.

وعلى يدي ابنه هو..

سيسيان يبدو خاويا، فارغا من كل المشاعر والأفكار. لا يظهر شيئا على تقاسيم وجهه أو في عينيه كما اعتاد منه.

على عكس الماضي هو كان الآن.

وتيقن من ذلك حين غادره صوته فاقدا للحياة.
كنفحة يائسة فاترة.

نسمة هواء خانقة.

"أنا لا أراك جاثٍ على ركبتيك"

 TAKE ME HOME حيث تعيش القصص. اكتشف الآن